أكدت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية في افتتاحيتها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول بكل الطرق كسب ود الدول الأفريقية، وإقناعها أن بإمكانها الاعتماد عليه لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية، غير أن تحديات كبرى مطروحة أمامه وليس له خيار إلا إيجاد طريقة لتجاوزها.

وانطلقت اليوم الخميس في سان بطرسبورغ القمة الروسية الأفريقية بمشاركة بوتين، وعدد من قادة دول القارة السمراء، وقالت الخارجية الروسية إن محاولات الدول الغربية إفشال القمة باءت بالفشل.

وأضافت الصحيفة أن مهمة بوتين لن تكون سهلة، إذ إن أمامه تحديات كبرى عليها أن يواجهها، خاصة أن الدول الأفريقية المشاركة في اللقاء ستتابع عن كثب تفاصيل اللقاء لتخرج بأجوبة عن أسئلة لا شك أنها تطرحها الآن.


"سيد الكرملين"

وقالت لوفيغارو إن بوتين مضطر لإظهار نفسه في صورة "سيد الكرملين بلا منازع"، حيث إن هذه القمة هي أول لقاء دولي كبير يحضره منذ "محاولة الانقلاب الفاشلة" التي قادها قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، وبالتالي فمن الضروري أن يفهم الأفارقة أن بوتين لا يزال "قيصر روسيا".

وأوضحت الافتتاحية أن بوتين -قبل تحرك فاغنر ضده- كان ينظر إليه على أنه "الرجل القوي" وسعى منذ سيطرته على شبه جزيرة القرم لبسط نفوذه في القارة الأفريقية في محاولة لمواجهة الهيمنة الأميركية والفرنسية، وزعزعة مصالحهما.

وذكرت الصحيفة أن أفريقيا تعد -إلى جانب الصين- من أكبر داعمي روسيا في مواجهة العزلة الدولية التي يحاول الغرب فرضها عليها، وهي الكتلة الكبرى في الأمم المتحدة (54 دولة)، والأكثر انقساما بشأن القرارات التي تنتقد حرب أوكرانيا.


فاغنر

وبحسب الافتتاحية، فإن روسيا تعتمد على فاغنر لترسيخ مصالحها في أفريقيا، حيث تدعم الأنظمة الهشة مقابل الحصول على الموارد الطبيعية، وقد أسهمت هذه الإستراتيجية في إضعاف الوجود الفرنسي، ودفعته للرحيل عن مالي وبوركينا فاسو.

ومن التحديات التي يواجهها بوتين في لقائه مع القادة الأفارقة، هي تبرير موقفه بشأن صفقة الحبوب، حيث إن وقفها يهدد كثيرا من الدول الأفريقية بالدخول في دوامة جوع.

وقد حاول طمأنة الجميع بتأكيده أنه وعد بمساعدة الدول الأكثر هشاشة من خلال التبرع بالحبوب والأسمدة، وهو ما علقت عليه الافتتاحية بقولها إن "الأكثر وفاء لبوتين هم من سيستفيدون من هذا الدعم"، في تلميح إلى استخدام موسكو الغذاء كوسيلة للضغط لتحقيق مصالحها الإستراتيجية.

فيما تنفي روسيا مثل هذه الاتهامات، وتؤكد أنها لطالما دعمت أفريقيا للتحرر من نير الاستعمار الغربي لكن من دون التورط في القضايا الداخلية لتلك البلدان.

بريغوجين هناك؟

ونقلت لوفيغارو، وصحف أجنبية أخرى، ما نشره ديمتري سيتيي -الذي يوصف بالذراع اليمنى لمؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين- على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ويتعلق الأمر بصورة تجمع بين بريغوجين ومسؤول البروتوكول برئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى فريدي مابوكان، موضحا أنها صورة التقطت على هامش أشغال القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبورغ اليوم الخميس.

ونُقل عن وسيلة إعلام محلية في سان بطرسبورغ توضيحها أن الصورة التقطت داخل فندق بوسط المدينة تعود ملكيته لعائلة بريغوجين.

وبحسب ديمتري سيتيي فإن بريغوجين عقد لقاءات مع مسؤولين من جمهورية أفريقيا الوسطى في سان بطرسبورغ.

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قد أكد بداية الشهر الجاري أن قائد قوات فاغنر يفغيني بريغوجين ليس في بيلاروسيا، رغم الاتفاق المبرم مع الكرملين لانتقاله إلى بيلاروسيا بعد تمرده الشهر الماضي.

وكشف الرئيس البيلاروسي أن بريغوجين موجود في مدينة سان بطرسبورغ الروسية وليس في بيلاروسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی سان بطرسبورغ

إقرأ أيضاً:

مصر تدعو الدول الأفريقية إلى مجابهة تحديات السلم والأمن

القاهرة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مصر: الوضع الإنساني في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية «بي بي» تنضم لتحالف «مصدر» لتنمية الهيدروجين الأخضر في مصر

دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، الدول الأفريقية إلى ضرورة تبني رؤية شاملة لمجابهة تحديات السلم والأمن والتنمية، وذلك في افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من «منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين»، الذي يعقد تحت عنوان «أفريقيا في عالم متغير.. إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية».
وقال شكري: إن المنتدى الذي ينعقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسّخ ذاتَه منذ إطلاقه عام 2019، وعلى مدار نسخه المتعاقبة، كمحفل رائد يتناول التحديات التي تواجه القارة الأفريقية.
وأضاف أن المنتدى يسهم في التوصل إلى رؤى مشتركة حول سبل مواجهة هذه التحديات، لاسيما من خلال دعم جهود منع النزاعات وبناء السلام وتوثيق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامين، فضلاً عن إعلاء قيمة الشراكات استناداً إلى مبادئ عدة على رأسها احترام المِلكية الوطنية والسيادة والمنفعة المتبادلة.
ولفت شكري إلى أن المنتدى ينعقد هذا العام في توقيت دقيق تشهد فيه القارة، بل والعالم أجمع، تحدياتٍ جِساماً وتفاقماً غير مسبوق للحروب والنزاعات والأزمات الإنسانية واسعة النطاق، وأنه سيشهد إطلاق مبادرات تعزز الملكية الأفريقية لجهود السلم والأمن، ومنها تدشين شبكة أفريقية جديدة لمنع التطرف المؤدي إلى الإرهاب.
وأعلن شكري في هذا المجال عن «جائزة منتدى أسوان لإعادة الإعمار والتنمية» التي سيتم تقديمها لأول مرة لأحد النماذج الأفريقية الواعدة، تثميناً لجهودها في بناء السلام بالقارة الأفريقية.
وشارك في الجلسة الافتتاحية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وعدد من الوزراء الأفارقة، ووفود رفيعة المستوى من مسؤولي الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، فضلاً عن ممثلي أهم المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السلم والأمن.
ويناقش المنتدى الذي يعقد على مدى يومين عدداً من الأولويات الأفريقية من بينها سبل تحقيق السلام والأمن في عالم متغير، وتبنِّي الحلول المتكاملة في إطار دعم العلاقة بين السلم والأمن والتنمية ومنع نشوب النزاعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية وتسليط الضوء على دور الدول لبناء مؤسسات قادرة على الصمود من أجل تحقيق السلام المستدام في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي.
كما يناقش أهمية التعليم من أجل بناء السلام باعتبار التعليم موضوع العام الحالي في الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى محورية دور الشباب والمرأة في جهود السلم والأمن، وتعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وبحث مستقبل الشراكات مع القارة، فضلاً عن طرح المنظور الأفريقي إزاء أجندة المناخ والسلم والأمن.

مقالات مشابهة

  • للحدّ من المجاعة.. البرلمان الأفريقي يقر قانون «الأمن الغذائي»
  • سحب قرعة التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس أمم أفريقيا (المغرب 2025)، غدا الخميس عند الساعة 14:30 ظهرا
  • أردوغان يتوجه إلى كازاخستان ويلتقي بوتين
  • طيران بدر ضمن قائمة أبرز خطوط الطيران الأفريقية
  • سالدو يسمي الدول التي تستورد منتجات مقاطعة خيرسون الروسية
  • قبل قمة بوتين ـ مودي المنتظرة بموسكو.. العلاقات الروسية الهندية وتأثيره على التجارة الدولية بالأرقام
  • مصر تدعو الدول الأفريقية إلى مجابهة تحديات السلم والأمن
  • لا للتجنيد بالجيش الصهيوني.. لوفيغارو: اليهود المتشددون لن يقبلوا الخدمة العسكرية
  • انهيار مجموعة الساحل الخمسة.. هل يفتح الباب لتصاعد الإرهاب في أفريقيا؟
  • مجلة بولندية تشيد بظاهرة فريدة للاقتصاد الروسي