شيخة الجابري تكتب: لا تخدشوا براءة الأطفال
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
في أغلب الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام، تم استغلال الأطفال واختراق براءتهم بشكل بشع ومرعب، فهم بين كاذب، ومخادع، ومُداهن، ومصلح اجتماعي، وابن حرامي فيكون مستقبله كأبيه، وآخر شوارعيٌّ لا يعرف إلا لغة الضرب والضرب المُبرح، نماذج متعددة وشخصيات غريبة تم تأطير الأطفال بداخلها في صور متعددة تطرح العميق من الأسئلة حول مسؤولية الرقابة على هذه الأعمال، وقبلها مسؤولية المُنتِج والكاتب والمخرج والممثل، وقبلهم أُسر أولئك الأطفال الذين ارتضوا لأبنائهم الدخول إلى هذا المعترك، أو لنَقُل النفق الذي لا أعرف حقيقة كيف سيخرجونهم منه؟
أولئك الصغار وُضعوا في مهب الريح، وسيعانون طويلاً لحين العودة إلى شخصياتهم الواقعية، وسلوكياتهم الحقيقية، لقد تم وضعهم في قوالب جعلتهم يعرفون كلَّ شيء عن عوالم الكبار، وسيصدمك طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره وهو ينصح والده، ويشرح له كيف أن والدته تحبه وأن الأب لا يفهم الإشارات التي تتعمد إرسالها له، فيظهرُ في صورة الغبيّ أمام المصلح الصغير، هذا مثال بسيط على نوعية الحوارات والقضايا التي يتصدى لها طفل صغير في مسلسل مشبّعٍ بالتفاهة والأحداث غير المنطقية.
بعضُ الذين يسمون أنفسهم كُتّاب دراما هل يعتقدون أن المشاهد غبيٌّ وسطحي إلى هذه الدرجة التي يتعامل بها، بتصديره موضوعات لا ترقى لما وصلت إليه دول الخليج من رقيٍ وعلمٍ وتطورٍ وإنجازات يتحدث عنها العالم، وأولئك الذين يُصدّرون لنا دراما رمضانية «أجلَّ الله الشهر الكريم عنها» يُظهرون بنات الخليج لعوبات، تافهات، غبيّات، والرجال يلهثون خلف النساء، ولا يتورعون عن فعل أبشع الجرائم كالقتل لمداراة فضائحهم، والأمهات والآباء في عوالم لا صلة لها بواقع جميل يعيشه مجتمعنا الخليجي المسالم، رغم التحديات التي تظهر وتعاني منها أغلب المجتمعات؟
ما هكذا تُورد الإبل يا صنّاع الدراما في الخليج وفي العالم العربي، نريد منكم أن تضعونا أمام نماذج مشرّفةٍ تعرف كيف تعالج قضاياها، نريد منكم عدم الزّج بالأطفال في مواقف ومشاهد لا تليق بالإنتاج المُحترم، أما ذاك الذي يركض خلف المال فهو يُشبه المنبطحين في «تيك توك»، يبحثون عن أسدٍ هنا، ودجاجة هناك، أما أنتم فلا أسدٌ ولا نمرٌ، بل دجاجات تبيض ذهباً في مواسم صنعتموها لأنفسكم لتُسخّفوا عقلية المشاهد وعالمه المُفعم بالألم الراقي، والأمل الباقي يفتح آفاق الحياة الجميلة.
رفقاً بالأطفال، لا تضعوهم في هذه المساحات الخطيرة، فهم أنسُ الحياة وبهجتها، أبعدوهم عن عالم الركض وراء «الترند» والفراغات المقيتة. أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: مضامين خفية في مسلسلات رمضانية شيخة الجابري تكتب: من يربح الجمهور؟
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
رانيا حسن تكتب.. كلامك بالعربي فخر ليس عيباً ولا حراماً
"أهلاً وسهلاً بكم في عالَمٍ من الجمال {لغة الضاد} تلك اللغة العربية الساحرة التي تبوأت مكانتها بين اللغات ، إنها لغة أهل الجنة، ولغة القرآن الكريم التي بها أنزلت آيات الهداية.
يا لها من لغة أصيلة تحمل في طياتها عظمة التاريخ وعمق الثقافة، فهي ناطقة بلسان 27 دولة، تُعتبر لغة رسمية، إضافةً إلى العديد من الدُّول التي تُستخدم فيها بجانب لغات أخرى. تخيلوا، أكثر من ٤٦٧ مليون نسمة ينطقون بها ، يحملون إرثها ويعيشون جمالها، في رحلةٍ مستمرة عبر الأزمان"
يا لغة الأمل، يا صدى الأجداد .
في الأونة الأخيرة، بدأت أرى كيف أن لغتنا الجميلة تتغير وتكتسب مفردات جديدة غريبة، هذا بسبب وجود التعليم الأجنبي في مجتمعنا، سواء كان إنجليزياً أو ألمانيا أو فرنسياً أو غير ذلك. أصبح الحديث بالعربية يُنظر إليه وكأنه أمر أقل رقياً، في حين أن التحدث باللغات الأخرى صار مقياساً لتحضُّر الشخص وتقدُّمه ومكانته الاجتماعية.
ما هذا العبث؟!
ألهذه الدرجة يجري الاستهزاء بلغتنا، اللغة التي نزل بها القرآن الكريم تكريمًا لها، اللغة العربية، لغة أهل الجنة؟! البعض يتنكر لها وكأنها عار يلصق به، فما هذا؟
ثقافات غريبة اجتاحت مجتمعنا منذ التسعينات، ومع دخول التعليم الدولي وانتشار المدارس الباهظة، تغيّرت لغتنا ولغة أطفالنا على حد سواء.
ثم جاءت كارثة تدعى "الفرنكوارب"، حيث تُكتب العربية بحروف إنجليزية، بلغة اخترعها الأولاد نتيجة الفوضى التي يعيشونها بين تعليمهم واندماجهم في لغة أخرى غير لغتهم الأم. أصبحوا يعيشون تلك اللغة الأخرى، ويعبّرون بها عن أنفسهم، فتخلوا عن لغتهم الأصلية. أترون الكارثة؟!
"استقيموا يرحمكم الله...
حينما تستخف بلغة أهلك، تتجاهل هويتك العربية، وعندما تمجد لغات أخرى، فإنما تُعلي من شأنها وتنسى قيمتك. وهذا لا يعني أنني أدعو إلى عدم تعلم اللغات، بالعكس، تعلموا أكثر من لغة، وأتقنوا كل واحدة منها. فمن يعرف لغة قوم، يضمن سلامته. ولكن، يجب أن نفهم أن تعلم لغة جديدة لا يعني العيش في كنفها، بل عليك أن تظل متمسكًا بجذورك وفخرك بهويتك."
كلامك بالعربية يدعو للفخر، فهو ليس عيباً ولا حراماً. أعلم أن هذه قضية حساسة، لكن يجب علينا أن نُنبه للخطر، فإحياء لغتنا العربية في مدارسنا بات ضرورة ملحة. يجب أن نلزم الإعلاميين في الإعلام المصري بالتحدث بالعربية الفصحى، وألا يستخدموا أي لغة أخرى إلا في البرامج المخصصة لذلك. ومن المهم أيضاً أن نعيد اختبار اللغة وسلامة مخارج الألفاظ عند اختيار المذيعين والإعلاميين.
ندعو لنشاهد سينما نظيفة لغوياً، وعلينا أن نتجنب اللغة الهزيلة التي سيطرت على العديد من الأفلام منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. يجب علينا أن نرتقي بلغتنا، وأن نكون على قدر قيمتها وعظمتها.
علينا أن نبدأ بأنفسنا، لنعيد إلى لغتنا مكانتها، فهي تعبر عن هويتنا. دعونا نغرس هذه القيمة في نفوس أبنائنا منذ الصغر، لنصحح أخطاء الماضي معاً. فلغتنا العربية خط أحمر، والوقت قد حان لتجديد العهد معها.
وختاماً
سطرت هذه الكلمات حباً في لغة الضاد :
أنتِ جَمال الروح
ونسيم السماء
لغةُ الجنة
كيف لا تكونين
وأنتِ من نطق بها
رسولٌ قدسي
أصيلةٌ كالأرض
كنجوم الليل
تُهدي كرام الأمة
سُبل العز
في قلوبِ ٢٧ وطناً تجري
كأحلامٍ
تسافر في سماءٍ من الأزرق،
وما يزيد عن مليون نبض
تكنّ لكِ المحبة
وتشدو بأحرفكِ
أيها الحرف
أنتِ صوتُ الفجر
ومفتاحُ الأبواب إلى الخلود.