سعد عبد الراضي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «في إزاحة التخوم».. دهاليز الفكر المؤسس للحداثة عماد عليبي لـ«الاتحاد»: الموسيقى تحفظ تاريخية الأمكنة وموروثها الثقافي

يعد المستشرق الفرنسي مارسيل بوازار أحد أهم المستشرقين الذين كتبوا عن الدين الإسلامي في القرن الماضي  بإنصاف، رغم أنه  من الذين كانت أهدافهم الاستشراقية علمية بحتة، ويعتبر كتابه «إنسانية الإسلام»، الذي يقع في 439 صفحة أحد الكتب المهمة التي تدلل على هذا الإنصاف، وبوازار أكاديمي دفعته إقامته لأكثر من 12 عاماً في دول عربية وإسلامية إلى كتابة العديد من الأبحاث والمؤلفات التي تضعه ضمن الأكاديميين الغربيين الذين كتبوا عن الإسلام بشكل علمي لا نقص فيه ولا مغالاة.


والاستشراق العلمي، الذي يصنف بوازار ضمن من رواده، يضم 476 مستشرقاً كان هدفهم هو الوصول إلى المعرفة العلمية عن الشرق بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة، مدفوعين بالأسس المتعارف عليها في البحث العلمي بعيداً عن الميول الخاصة، ويعد بوازار أحد أشهر هذه الفئة مع المستشرق النمساوي جلازر، واشتيفاد فيلد، وغيرهم، حيث لم يظهر في كتاباتهم أي تحامل أو تعصب بل قدموا آراءهم وفق النظام العلمي الذي لا تتحكم فيه الأهواء.
يقول بوازار في كتابه إنسانية الإسلام: «لا شكَّ في أن الوحي الدِّيني قد ظهَر في منطقة الشرق الأوسط، مهدِ ديانات التوحيد الثلاث، ولعل الإسلام يُعتَبَر هو التجلي الأخير والأكمل للحضارة في هذه المنطقة في العالم، ولقد نفَذت أفكارُه إلى أوروبا وآسيا، باللغة العربية عبر البحر الأبيض المتوسط، وفوق جبال البرانس. والإسلام باعتباره ديناً، وَفْقَ المعاني الاشتقاقية الثلاث لكلمة الدِّين في اللغة الفرنسية، فإنه يقتضي - من ناحية - اختياراً تطوعيّاً، أو اختياراً حرّاً بالخضوع إلى شريعة، وإلى قواعد للأخلاق، وممارسة الشعائر». ويتضح من هذا النص أن معايشة بوازار المسلمين والعرب لأكثر من 12 عاماً، كانت صادقة وناقلة لواقع حقيقي.
ولأن دراسة واقع المرأة يعد دائماً عند المستشرقين باباً يستطيعون من خلاله إبراز القيم الإنسانية للمجتمع العربي والدين الإسلامي، فإن بوزار قدم صورة حقيقية لنظرة الإسلام للمرأة .
ومن أقواله عن المرأة في الإسلام: «كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بإسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد للسيدة للفوز بالحظوة لديها، إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر إسبانيا احترام المرأة». ويقول أيضاً: «إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء». 
ويقول كذلك: «لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل... والعقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظاً للتقليل من احترامها».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الدين الإسلامي الشرق الأوسط اللغة العربية البحر الأبيض المتوسط

إقرأ أيضاً:

نصر الله.. حتى الاستشهاد

علي عبد الرحمن الموشكي

لقد أطل الحسن نصر الله كالحسين بن علي (عليهما السلام)، في خطابة الأخير، شامخاً قويًّا صابراً محتسباً، لم تتغير نبرات صوته ولا حدة كلامه ولا يوجد أي ضغوطات تحد من تلك الحمية الإسلامية الحسينة المحمدية الإلهية، يسرد الواقع وتفاصيل ومجريات الأحداث في الداخل والخارج والتي تحمل مسؤوليات إيقاظ الهمم وتجسيد القول بالفعل، لم يكن مرتبكاً ولا متخوفاً ولا متسرعاً، لكنه وقف كالحسين عليه السلام، يقول (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين إما السلة أَو الذلة فهيهات منا الذلة)، العبرة فيما ترون وليس فيما تسمعون، كلمات المنتصر الذي فاز بإحدى الحسنيين، لقد انتصر وأسس مدرسة بل أكاديمية عليا يتخرج منها مئات الآلاف بل الملايين من السائرين على هذا النهج العظيم، الذي جسد أخلاق الإسلام المحمدي الأصيل في مقارعة اليهود والمنافقين أعداء الأنبياء والصالحين من عباد الله.

نصر الله، كان يستميت؛ مِن أجلِ رفع راية الإسلام والمسلمين، وكان يعلي كلمة الله وفق سنن إلهية عظيمة، ولقد قارع الطغاة والمستكبرين طول حياته لأكثر من أربعين عاماً، وهو يسعى في تكوين قاعدة إيمانية ينطلق من خلالها من يواجهون الصهيونية العالمية، في المنطقة العربية وأولها لبنان، حَيثُ حرّروا لبنان من الصهاينة ووجهوا العديد من الضربات القاسية والدروس المؤلمة للكيان الصهيوني التي خلدها التاريخ في جبين كُـلّ عربي حر.

الشهيد القائد حسن نصر الله، لم يسعَ وراء مكاسبَ دنيوية أَو علو منزلة ومنصب أَو جني الأموال خلال مسيرته الجهادية أبداً، لقد صدر لنا هذا النموذج العظيم، الذي قارع اليهود والمستكبرين.

إن من يشمت اليوم من استشهاد الشهيد القائد / حسن نصر الله -رضوان الله عليه- هو يشمت من الإسلام ومن رسول الله (ص)، وعلى الشامتين أن يفحصوا أحماضهم (DNA)، وعليهم أن يتأكّـدوا من توافق جيناتهم مع جينات آبائهم؛ لأَنَّ المنطق يقول هل من العروبة أن شخصاً يدافع عنك وعن عرضك وشرفك وكرامتك ويضحي بنفسه وأهله وحياته؛ مِن أجلِ حمايتك وحماية شرفك، وإنما السيد نصر الله هو ولي من أولياء الله، الذين اختارهم الله كما اختار الأنبياء والصالحين من عباد الله، وعندما نرى من يشمتون بالسيد / حسن نصر الله، ويرون أن هزيمته هي هزيمة الحق، فهم واهمون بذلك التفكير وتلك الفرحة وسيجنون وبال همزهم ولمزهم خيبة ظن.

ونقول لهم لقد ضحى السيد نصر الله، بنفسه؛ لأَنَّه كان درعاً حامياً للأُمَّـة العربية والإسلامية، ولولا الله ثم حزب الله بقيادتهم العظيمة لكان العدوّ الإسرائيلي يعيث في البلاد العربية فساداً، ولكانت الأُمَّــة العربية والإسلامية بشعوبها تحت أقدام العدوّ الصهيوني، وبدلاً عن أن تقف الأُمَّــة العربية والإسلامية مع حزب الله وقيادته القرآنية داعماً وحامياً ورادعاً إلى جنب قيادة حزب الله.

طول 30 سنة من الجهاد في وجه العدوّ الصهيوني أسس السيد/ حسن نصر الله، منهجية عظيمة من عظمة استقائه من التوجيهات العملية التي مصدرها الخالق سبحانه وتعالى، الذي أوجد هذا العالم بكله، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، الذي بيده وحده الغلبة والنصر والعزة والذلة والرفعة، والتي سيتأهل أجيال وفق هذه المنهجية العظيمة.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة يعلن إنشاء مركز رائد للهيدروجين النظيف في رأس الخير
  • ما فقه المقاومة في الإسلام ودور المرأة والشباب في نصرة الأمة؟
  • رئيس الإنجيلية يهنئ السيسي والمصريين بذكرى أكتوبر: ملحمة الوطنية سطرت تاريخا عظيما
  • ليس أمام الذين زجوا بأولادهم في هذه المحرقة سوى الهروب بعيداً عن آل دقلو، والاقتراب من هلال
  • عاجل.. محمد رمضان يحسم أولى صفقاته داخل الأهلي رغم رفض مارسيل كولر
  • قصة "روبرت كوخ".. رائد علم الجراثيم وأحد أعمدة الطب الحديث
  • رائد يضيء منزل عسيري
  • نصر الله.. حتى الاستشهاد
  • شعب معظمه تخصص دفاع جوي
  • رحيل لاعب جديد عن الأهلي بسبب مارسيل كولر