مارسيل بوازار.. رائد الاستشراق العلمي وإنسانية الإسلام
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «في إزاحة التخوم».. دهاليز الفكر المؤسس للحداثة عماد عليبي لـ«الاتحاد»: الموسيقى تحفظ تاريخية الأمكنة وموروثها الثقافييعد المستشرق الفرنسي مارسيل بوازار أحد أهم المستشرقين الذين كتبوا عن الدين الإسلامي في القرن الماضي بإنصاف، رغم أنه من الذين كانت أهدافهم الاستشراقية علمية بحتة، ويعتبر كتابه «إنسانية الإسلام»، الذي يقع في 439 صفحة أحد الكتب المهمة التي تدلل على هذا الإنصاف، وبوازار أكاديمي دفعته إقامته لأكثر من 12 عاماً في دول عربية وإسلامية إلى كتابة العديد من الأبحاث والمؤلفات التي تضعه ضمن الأكاديميين الغربيين الذين كتبوا عن الإسلام بشكل علمي لا نقص فيه ولا مغالاة.
والاستشراق العلمي، الذي يصنف بوازار ضمن من رواده، يضم 476 مستشرقاً كان هدفهم هو الوصول إلى المعرفة العلمية عن الشرق بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة، مدفوعين بالأسس المتعارف عليها في البحث العلمي بعيداً عن الميول الخاصة، ويعد بوازار أحد أشهر هذه الفئة مع المستشرق النمساوي جلازر، واشتيفاد فيلد، وغيرهم، حيث لم يظهر في كتاباتهم أي تحامل أو تعصب بل قدموا آراءهم وفق النظام العلمي الذي لا تتحكم فيه الأهواء.
يقول بوازار في كتابه إنسانية الإسلام: «لا شكَّ في أن الوحي الدِّيني قد ظهَر في منطقة الشرق الأوسط، مهدِ ديانات التوحيد الثلاث، ولعل الإسلام يُعتَبَر هو التجلي الأخير والأكمل للحضارة في هذه المنطقة في العالم، ولقد نفَذت أفكارُه إلى أوروبا وآسيا، باللغة العربية عبر البحر الأبيض المتوسط، وفوق جبال البرانس. والإسلام باعتباره ديناً، وَفْقَ المعاني الاشتقاقية الثلاث لكلمة الدِّين في اللغة الفرنسية، فإنه يقتضي - من ناحية - اختياراً تطوعيّاً، أو اختياراً حرّاً بالخضوع إلى شريعة، وإلى قواعد للأخلاق، وممارسة الشعائر». ويتضح من هذا النص أن معايشة بوازار المسلمين والعرب لأكثر من 12 عاماً، كانت صادقة وناقلة لواقع حقيقي.
ولأن دراسة واقع المرأة يعد دائماً عند المستشرقين باباً يستطيعون من خلاله إبراز القيم الإنسانية للمجتمع العربي والدين الإسلامي، فإن بوزار قدم صورة حقيقية لنظرة الإسلام للمرأة .
ومن أقواله عن المرأة في الإسلام: «كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بإسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد للسيدة للفوز بالحظوة لديها، إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر إسبانيا احترام المرأة». ويقول أيضاً: «إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء».
ويقول كذلك: «لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل... والعقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظاً للتقليل من احترامها».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة الدين الإسلامي الشرق الأوسط اللغة العربية البحر الأبيض المتوسط
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء رومانيا مارسيل تشيولاكو يحصل على ثقة البرلمان في حكومته الجديدة
حصلت حكومة التحالف الجديدة في رومانيا التي يقودها رئيس الوزراء الاجتماعي الديمقراطي مارسيل تشيولاكو، على تصويت بالثقة في البرلمان اليوم /الثلاثاء/، لكنها تواجه الآن مهمة صعبة تتمثل في إخراج البلاد من أزمة شهدت صعود اليمين المتطرف.
وتمت الموافقة البرلمانية على التشكيلة الحكومية الجديدة بأغلبية 240 صوتًا مقابل 143 صوتًا معارضا.
وتشمل الحكومة المؤيدة للاتحاد الأوروبي حزب تشيولاكو الاجتماعي الديمقراطي، والحزب الليبرالي الوسطي، وحزب المجريين العرقي UDMR. وبإضافة ممثلي الأقليات، يسيطر التحالف على حوالي 54% من مقاعد البرلمان.
في المقابل، حصلت ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة وقومية على نحو 35% من مقاعد البرلمان الجديد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 1 ديسمبر. وقد أضعفت الأزمات المتعددة، بما في ذلك جائحة كورونا وحرب روسيا في أوكرانيا، دعم الأحزاب الرئيسية. كما أثار الناخبون غضبهم بسبب الصراعات السياسية واتهامات الفساد.
سيشغل الحزب الاجتماعي الديمقراطي (PSD) ثمانية مناصب وزارية، تشمل العدل والنقل والعمل والدفاع، مع بقاء معظم وزرائه الحاليين في مناصبهم.
سيحصل الحزب الليبرالي الوسطي (PNL) على ست حقائب وزارية، تشمل الطاقة والداخلية والخارجية. كما سيحصل حزب المجريين العرقي (UDMR) على حقيبتين، بما في ذلك المالية.
وستلتزم الحكومة الجديدة بوضع جدول زمني لإجراء انتخابات رئاسية جديدة بنظام الجولتين. وقد اتفقت الأحزاب الثلاثة في التحالف على دعم مرشح رئاسي موحد لمنع فوز اليمين المتطرف. والمرشح الحالي هو كريني أنتونيسكو، الزعيم السابق للحزب الليبرالي، بحسب تقرير لمنصة البلقان الاخبارية.
وقال تشيولاكو للنواب: "أولوية الحكومة هي استعادة العدالة الاجتماعية والاقتصادية على أساس الاحترام". وأشار تشيولاكو الى أن الحكومة ستستمر طوال فترة ولايتها البالغة أربع سنوات. ومع ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2025 قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في التحالف الحاكم وربما إلى تعديل وزاري شامل.
وأضاف: "سيكون لدينا عام اقتصادي صعب. يجب أن تكون هذه الحكومة حكومة إصلاحات واستثمار."