عثمان ميرغني: سفارة السودان بالقاهرة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
سفارة السودان بالقاهرة ما عادت مجرد سفارة بعد حرب ابريل 2023 و تدفق حوالي مليون سوداني إلى مصر في وضع استثنائي، جاءوا بغير أوراق ثبوتية ولا شهادات أكاديمية ولا حتى –بعضهم- جوازات سفر. واستطالت الحرب لتقترب من عام كامل بما يفاقم أوضاعهم، ومع هذا تحملت السفارة –والقنصلية طبعا- الصدمة الأولى ثم نجحت في القفز إلى مربع ساهم في تيسيير المعضلات التي تقابلهم، والآن تستعد السفارة لتدشين خدماتها الكترونيا حيث يحصل المواطن على مايريده دون الحاجة للوصول إلى مقر السفارة.
لكن الذي يثير الاهتمام أكثر، أن السفارة تستضيف وتوفر خدمات للسفارات السودانية في مختلف أرجاء العالم، خاصة الخدمات الحيوية مثل توثيق الشهادات واعتماد الأطباء الجدد “أداء القسم” وغيرها. و في العام الماضي 2023 نجحت السفارة في انقاذ امتحانات الشهادة المتوسطة السودانية في أكثر من دولة بعد ما كادت تؤدي ظروف الحرب إلى إلغائها.
المسألة هنا لا تتعلق بالانجازات وحدها بل بالزمن الذي تحققت فيه، كل هذا الجهد بما فيه تحليل وتصميم وتنفيذ نظم الكترونية تغطي 19 خدمة – حتى الآن- في حوالي 6 أشهر فقط، رغم أنف كل التحديات التي كانت تقف كالغول في طريقها.. يكفي الاشارة إلى أن هذه النظم البرامجية تحققت بجهد شباب متطوعين يقودهم البروفسير يحيى عبدالله لم ينالوا جنيها واحدا جزاء ما يستحقون عليه الأجر الجزيل.
كان التحدي في التغلب على ظروف الحرب المباغتة ومن بينها عدم توفر الموارد والاعتمادات المالية، ومع ذلك تحقق الانجاز الذي أتوقع أن يتمدد إلى السودانيين في دول العالم كافة ان يستفيدوا منه بعد تعميم النظم البرامجية في سفارات السودان.
ما حققته السفارة السودانية بالقاهرة يفتح أسئلة مشروعة في مختلف الاتجاهات، منها على سبيل المثال: ألم يكن ممكنا تحقيق النجاح ذاته داخل السودان، بادارة مدنية تتولى تنظيم وادارة الخدمات والحياة بصورة عامة حتى تخفف إلى أقصى درجة المشاكل التي واجهها المواطن السوداني المنكوب بالحرب الذي اضطر غير باغ ولا عاد إلى ترك بيته وماله وعمله بل وبعض أهله والنزوح إلى ولايات أخرى بعيدا عن نيران الحرب؟
سأضرب مثلا بوجه واحد من هذه المطلوبات الحيوية، غالبية العاملين في الخدمة المدنية بولاية الخرطوم الذين لم يعد ممكنا مواصلة أعمالهم لوقوع مقارها تحت سيطرة الدعم السريع، ألم يكن ممكنا نقلهم مؤقتا إلى الولايات بصورة منظمة تسمح لهم بمواصلة أعمالهم، وبالضرورة المحافظة على الأجر الشهري حتى يستطيعوا المحافظة على بعض التوازن الاقتصادي الذي يساهم في تخفيف الحرب المباشر عليهم؟
في تقديري أهم ما برز في تجربة سفارة السودان بالقاهرة، تحت قيادة السفير محمد عبدالله التوم، أن الأعمال العظيمة لا تنجح لتوفر مواردها المالية بل الارادة والقدرة الخلاقة على تخطى العقبات.
إذا استطعنا تكبير الصورة Zoom Out لما أنجزته السفارة بالقاهرة فقد نستطيع رؤية صورة وطن كامل يعاد بناؤه على منهج تفكير جديد، بمبدأ فكر كبيرا Think Big ، أي أحلم كبيرا، كما يقول الشاعر أبو القاسم الشابي :
إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشعاب ولا كبة اللهب المستعر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحُفر
و سأعود للموضوع..
عثمان ميرغني
**حديث المدينة السبت 30 مارس 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سفارة السودان
إقرأ أيضاً:
حماس: وفدنا بالقاهرة يبحث إنهاء الحرب وفتح المعابر وتفعيل "لجنة الإسناد"
كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم، اليوم الأحد، 13 إبريل 2025، آخر التطورّات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ، وإبرام صفقة تبادل.
وقال نعيم في تصريحات نشرها عبر صفحته على فيسبوك: "وفدنا اليوم في القاهرة للبحث في كيفية إنهاء الحرب و فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك امكانية تفعيل القرار بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي".
وأوضح أن لجنة الإسناد أصبحت محل إجماع فلسطيني - عربي - إسلامي، وكذلك قبول دولي، لتقوم بإدارة الشأن الحكومي في كل المساحات والمستويات، وتهيئ الظروف المطلوبة لإعادة الإعمار، وتوحيد المؤسسسات بين غزة والضفة بالتعاون مع الحكومة في رام الله ، باعتبار وحدة الأراضي الفلسطينية ووحدة النظام السياسي.
اقرأ أيضا/ صحة غـزة توجه إعلانا للجمهور عقب استهداف المستشفى المعمداني
وأكد "نعيم" بأن حماس تتعامل بمسؤولية عالية وإيجابية مع أي مقترح جديد، على قاعدة إنهاء الحرب وانسحاب القوات المعادية.
وتابع، "المشهد معقد وحالة الخذلان الإقليمي من ناحية والتواطئ أو العجز الدولي مؤلم جداً وثمنه عظيم، لكن شعبنا الفلسطيني ومقاومته يدركون جيداً مخططات العدو ونواياه المبيته باستمرار الحرب لحسابات شخصية وداخلية".
وزاد "نعيم"، "ولذلك لن يتنازل شعبنا عن حقه المشروع بإنهاء الحرب وانسحاب القوات وإعادة الإعمار وكذلك حقوقه السياسية في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ".
وختم تصريحاته قائلا: "لن يرى العدو منا انكسارا، أو الوقوع في فخ تحويل العملية كلها لعملية تبادل أسرى فقط ثم إستئناف العدوان والمذبحة".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين قطر تُعلّق على استهداف مستشفى المعمداني وتحذر من انهيار المنظومة الصحية الهلال الأحمر يكشف عن مصير المُسعف التاسع المفقود باستهداف رفح محدث: فصائل فلسطينية تُعقّب على قصف المستشفى المعمداني في غزة الأكثر قراءة قناة تكشف تفاصيل جديدة بشأن خطة مصر حول غزة الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال يمحو رفح وسط دمار ومأساة إنسانية الصحة: واقع مأساوي يمر به شعبنا وانهيار شبه تام للمنظومة الصحية في غزة الاحتلال يستولي على 57 دونما من أراضي محافظة بيت لحم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025