خيال الظل والحكواتي في ثاني أيام رمضانيات طرطوس القديمة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
طرطوس-سانا
فعاليات ثقافية تراثية تتماشى مع روح وطقوس شهر رمضان المبارك كالحكواتي وعروض مسرح خيال الظل كانت من بين أنشطة اليوم الثاني من “رمضانيات طرطوس القديمة”.
عادات حرص سكان المدينة على الحفاظ عليها لسنوات طويلة شكلت جزءاً من تراثهم الاجتماعي كالمحبة والألفة وحسن استقبال الضيوف ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض كانت خلاصة عرض خيال الظل لفرقة ” ظلال طرطوس ” الذي عملت على تدريبه الأمانة السورية للتنمية إحياء لهذا العنصر الثقافي اللامادي الأصيل والمسجل على قائمة الصون العاجل في اليونيسكو.
وتنوعت القصص بين حكواتي تحدث عن قصص اجتماعية مختلفة وحكواتي الأطفال الذي تناول في قصصه قيم الخير والصدق والوفاء إلى جانب نشاط الرسم على وجوه الأطفال برسومات محببة لديهم والأنشطة الثابتة كـ “شبابيك طرطوس” و المسرح التفاعلي ومعرض الحرف والمأكولات التراثية.
تسليط الضوء على المدينة القديمة وإحياء الموروث اللامادي فيها والحفاظ على هويتها هو هدف رمضانيات طرطوس القديمة كما قال محافظ طرطوس فراس الحامد في تصريحه للصحفيين بعد جولة له بأرجاء الساحة مكان إقامة الفعالية والتي رافقه فيها أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد حسين ومدير الأوقاف عبد الله السيد ومديرة الشؤون الاجتماعية والعمل ولادة جلب.
مدير الأمانة السورية للتنمية في طرطوس هادي ضاهر نوه أن رمضانيات طرطوس القديمة تأتي استكمالاً للأعمال السابقة ضمن مشروع تنمية طرطوس القديمة حيث تم في المرحلة الأولى تحديد هوية المنطقة وفهم السياق العام للمدينة ومن ثمَّ إقامة ورشة العمل التي خلصت إلى تبني أهداف الخارطة التنموية لها وإطلاق مبادرات حملة النظافة وإنارة المدينة كمخرجات لتلك الورشة بالإضافة إلى هذه الفعالية لإعادة إحياء طقوس شهر رمضان المبارك التي تميزت بها المدينة طيلة العقود والسنوات الماضية مشيراً أن مختلف الأنشطة من سوق تجارية وفعاليات ثقافية وحرفية هدفها التعريف بأهمية المدينة القديمة والإضاءة على أهم المواقع فيها.
ولفت صانع الحلاوة صيّاح إدلبي إلى أن هذه الصناعة اشتهرت بها المدينة القديمة وقدم مختلف أنواع الحلاوة بعد إتقانه العمل في مهنة متوارثة بعائلته أبّاً عن جد كما قال، مشيراً إلى أن الفعاليات الرمضانية بادرة جيدة ليشاهد الشباب تراث آباءهم وأجدادهم.
ويفتخر شحادة حسون بتفرده بمهنة صناعة عصير الخرنوب يدوياً والتي شكلت إرثاً في عائلته لنحو مئة عام معتبراً فعالية رمضانيات طرطوس بادرة جيدة تعطي للمدينة القديمة الحركة والنشاط وتعكس الألفة والمحبة بين سكانها وحسن استقبالهم لزوارها وحفظهم لتراثهم الأصيل.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أسد ثاني وثالث وعاشر!!
مرة أخرى يقع حادث مأساوي حيث التهم أسد يد مدربه أثناء العرض أمام الجمهور بالسيرك القومي في طنطا خلال أيام عيد الفطر، وبالطبع الحادث يستدعي للذاكرة حوادث مماثلة أشهرها الحادث الذي أودى بحياة مدرب الأسود محمد الحلو في أكتوبر1972 حينما هاجمه الأسد سلطان بعد عرض ناجح!! ثم تكررت حوادث هجوم الحيوانات المفترسة على مدربيها، ومنهم محاسن وممدوح وفاتن الحلو، ومدحت كوتة، وغيرهم، ولم ينج عمال السيرك من التعرض إلى حوادث مماثلة ومنها تعرض عامل بسيط في 2002 لانقضاض نمر عبر قضبان القفص، حيث نشب مخالبه في ساقه، ونتج عن ذلك اضطرار الأطباء إلى بترها لإنقاذ حياته، وآخرها في فبراير الماضي حينما سقط عامل بحديقة حيوان الفيوم داخل قفص الأسود مما عرضه للهجوم عليه فلقي مصرعه، ثم جاء حادث السيرك في طنطا ليكمل السلسلة.
ألا يعد ذلك دليلا واضحا على أن الحيوانات المفترسة لا تصلح للحبس داخل الأقفاص، أو الترويض والمشاركة في العروض، ومهما كانت مهارة المدرب لن يحولها إلى حيوان مستأنس، وستأتي لحظة يعود الحيوان إلى طبيعته، فالحيوانات المفترسة مكانها الغابات حفاظا على سلامة الحياة الطبيعية والتوازن البيئي، وسلامة البشر أيضا.
إلى متى سيظل الإنسان مغرورا بادعاء قدرته على ترويض الحيوانات المفترسة؟! هل يستمر تجاهل تلك الحوادث حتى تحدث كارثة ضخمة في يوم ما بفقدان السيطرة على أسد وانطلاقه خارج القفص في حديقة حيوان أو سيرك منقضا على جمهور المتفرجين؟!