اليمن.. ناقوس خطر وباء الكوليرا يدق مجددا (تقرير)
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
سجلت المستشفيات اليمنية آلاف الحالات المصابة بمرض الكوليرا خلال الأيام الماضية. فقد أعلن مكتب الصحة العامة والسكان لتعز عن تسجيل قرابة 150 حالة إصابة بالكوليرا. كما ذكرت مصادر صحية غير رسمية في عدن أن قرابة 400 حالة إصابة سجلت في مستشفيات المحافظة.
وفي صنعاء، شكا أهالي من وجود عشرات الحالات المصابة بالإسهالات المائية الحادة المنتشرة على مستشفيات العاصمة.
المفوضية الأوروبية كانت قد تحدثت عن ثماني محافظات يمنية سجلت حالات إصابة بمرض الكوليرا خلال الأشهر الماضية، حيث تم الإبلاغ عن 917 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، إضافة إلى تسجيل 8 حالات وفاة بالمرض ذاته.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فريق العمل المعني بالكوليرا التابع لها أبلغ عن اكتشاف 1173 حالة جديدة يشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد/الكوليرا ووقوع 3 وفيات إضافية خلال نهاية العام الماضي، وبنسبة وفيات 1%.
ويتخوف اليمنيون من تجربة مريرة عاشوها لسنوات مع اجتياح الكوليرا للبلاد في العام 2016 والتي بلغت ذروتها في العام 2017. وحتى تاريخ نوفمبر 2021 بلغت الإصابات أكثر من 2.5 مليون حالة، وأكثر من 4000 وفاة، الأمر الذي اعتبرته حينها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
الهشمة وضواحي شمال تعز
في ضواحي محافظة تعز الشمالية، بلغ السكان عن مئات من حالات الإسهال المائي خلال الأيام الماضية. وسجل مركز الأغوال الصحي في منطقة الهشمة التابعة لمديرية التعرية عددا من الإصابات بالكوليرا خصوصا في فئة الأطفال.
وقال مدير المركز "مجاهد الكوري" إنه قام بتحويل طفل في سن العاشرة مصاب بالكوليرا إلى مستشفيات الحوبان نظرا لعدم وجود الإمكانيات الكافية لاستقبال مثل هذه الحالات.
وأضاف الكوري في تصريح لـ"الموقع بوست" أن الطفل أدخل مباشرة إلى العناية المركزة، بالإضافة إلى تحويل عدد من الحالات إلى مستشفى الرفاعي كانت في حالة غيبوبة.
وعزى "الكوري" توطّن الوباء في المنطقة لـ "كون موقعها ضمن مثلث وبائي قاتل، حيث تحاط بمكب نفايات المحافظة، سد مجرى سيول العامرة، وبسد الصرف الصحي للمحافظة في منطقة البريهي.
ومع تدهور الوضع الإنساني وازدحام المنطقة بالنازحين، طالب مدير المركز بخطة لمعالجة الصرف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب تفاديا لكارثة صحية وشيكة في ظل بداية انتشار الكوليرا. واختتم "ندعو الجهات الصحية والمنظمات لتعزيز قدرة المركز للمواجهة واستقبال الحالات دون الاضطرار لتحويلها إلى المستشفيات التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنطقة".
أسباب عودة الكوليرا
ومع بدء ظهور حالات إصابة بالكوليرا عقب، تساءل كثيرون عن أسباب عودة الوباء مجددا عقب قرابة ثلاثة أعوام من إخماده. مدير الترصد الوبائي في مكتب الصحة بمحافظة تعز "ياسين الشريحي" أعاد السبب إلى عدم الحصول على الأكل الصحي والمياه النظيفة.
وأضاف أن الباعة المتجولين خصوصا في شهر رمضان يتواجدون في أماكن غير نظيفة مع وجود انتشار كبير للحشرات في الوقت الراهن. وتابع القول إن طفح المجاري والصرف الصحي كذلك يعد سببا رئيسيا للإصابة بوباء الكوليرا.
واتفق "الشريحي" مع مدير مكتب الصحة العامة في مديرية بروم ميفع بحضرموت، على كون تدفق المهاجرين الأفارقة على المناطق الساحلية أحد أسباب تفشي الكوليرا، حيث اكتشفت هذه الملاحظات في موجات تفشي الوباء السابقة.
الوضع في البلاد
يعد استمرار انهيار الوضع الصحي في البلاد الناتج عن الحرب الدائرة منذ سنوات، يعد أبرز أسباب توطّن الكوليرا وعودتها بين الفينة والأخرى.
وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، تُعَدُّ أمراض الإسهال المائي أمراضا متوطّنة في اليمن، إلا أن الصراع الدائر قد أنهك قدرة النُظم الصحية الوطنية على الاستجابة لها.
وطبقا للمنظمة، هناك "أكثر من 7.6 مليون إنسان، وأكثر من 3 ملايين إنسان من النازحين داخليا يعيشون حاليا في المناطق المتضررة من فاشية المرض".
يُذكر أن منظمات الأمم المتحدة قلصت مساعداتها الغذائية والصحية خلال العامين الماضيين بسبب ما قالت إنه ضعف التمويل. وقد ناشدت الأمم المتحدة المانحين الدوليين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال 2024. لكنها قالت في فبراير إن مؤتمر إعلان التبرعات من أجل اليمن حصل فقط على تبرعات بقيمة 1.2 مليار دولار من أصل 4.3 مليار طالب بها المؤتمر الذي عقد في جنيف.
وقد تسبب شحة الدعم في تقليص المساعدات الإغاثية بشكل كبير، فضلا عن إغلاق عدد كبير من مراكز الرعاية الصحية المدعومة من المنظمات الأممية، الأمر الذي تسبب في تدهور الوضع المعيشي والصحي بشكل كبير.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصحة الكوليرا وباء الأزمة اليمنية
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يبحث مع سفير بريطانيا سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي
استقبل الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الأحد، السيد «جاريث بايلي» سفير المملكة المتحدة لدى القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون والتوسع في خلق فرص استثمارية في القطاع الصحي، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
في مستهل اللقاء، رحب الدكتور خالد عبدالغفار بالسفير، معرباً عن سعادته بالتنسيق والتعاون في العديد من الملفات الصحية ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن توطيد أواصر التعاون، وخلق فرص استثمارية جديدة في المجالات الصحية، ينعكس بالإيجاب على الخدمات المقدمة للمواطنين في كافة مجالات الرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن اللقاء استعرض الوضع الحالي لمشروعات التعاون القائمة، كما ناقشا آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين، بما يسهم في دعم جهود الدولة المصرية لتطوير المنظومة الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والسكان والمعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، بهدف استخدام أحدث الأساليب العلمية في تقييم الخدمات الصحية، بما يسهم في دعم اتخاذ القرار.
وتابع المتحدث الرسمي، أن الاجتماع تطرق إلى سبل تعزيز التعاون ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، إلى جانب مناقشة ملف القضية السكانية، حيث تم التأكيد على أهمية التكامل بين الجهود الحكومية والشركاء الدوليين في التصدي للتحديات ذات الأولوية في مصر، كما ناقش الجانبان سبل التعاون في مجال التحول الرقمي في القطاع الصحي وأهمية تطوير البنية التحتية الرقمية لتحسين كفاءة وجودة الخدمات الصحية.
واستطرد «عبدالغفار» أن اللقاء استعرض جهود الدولة المصرية في تقديم الرعاية الطبية للمصابين من الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا التزام مصر بمواصلة تقديم كافة أوجه الدعم الطبي والإنساني في هذا الإطار.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع استعرض الدور المحوري لأنظمة الرعاية الصحية الأولية في تعزيز الصحة العامة، حيث أكد الوزير أن الرعاية الصحية الأولية، تُعد ركيزة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولها أولوية قصوى في استراتيجية تطوير القطاع الصحي بمصر، مؤكداً أهمية الشراكات الدولية في دعم وتطوير خدمات الرعاية الصحية، وبحث سبل تعميق التعاون القائم بين الجانبين، بما يعود بالنفع على المواطن المصري، ويُعزز من كفاءة المنظومة الصحية.
ومن جانبه، أشاد «جاريث بايلي» سفير المملكة المتحدة لدى مصر، بجهود الدكتور خالد عبدالغفار، في تطوير القطاع الصحي، معرباً عن تطلع بلاده للتوسع في تنفيذ خطط مشتركة للتعاون في شتى المجالات الصحية، مشيدا بقوة العلاقات التي تجمع بين مصر وإنجلترا في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي ختام اللقاء، قام الدكتور خالد عبدالغفار بتسليم درع وزارة الصحة والسكان، للسفير جاريث بايلي، تقديرًا لجهوده المبذولة في دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر والمملكة المتحدة في المجال الصحي.
حضر الاجتماع الدكتورة هنادي محمد رئيس قطاع التدريب والبحوث، والدكتورة رشا الشرقاوي رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، والدكتورة سوزان الزناتي مدير الإدارة العامة للعلاقات الصحية الخارجية، والدكتور حسين أحمد مدير المكتب الفني بالإدارة العامة للعلاقات الصحية الخارجية، والدكتورة شيماء فؤاد مدير عام إدارة الاستثمار، والدكتور أحمد خليفة خبير اقتصاديات الصحة بمنظمة الصحة العالمية.