سجلت المستشفيات اليمنية آلاف الحالات المصابة بمرض الكوليرا خلال الأيام الماضية. فقد أعلن مكتب الصحة العامة والسكان لتعز عن تسجيل قرابة 150 حالة إصابة بالكوليرا. كما ذكرت مصادر صحية غير رسمية في عدن أن قرابة 400 حالة إصابة سجلت في مستشفيات المحافظة.

 

وفي صنعاء، شكا أهالي من وجود عشرات الحالات المصابة بالإسهالات المائية الحادة المنتشرة على مستشفيات العاصمة.

 

المفوضية الأوروبية كانت قد تحدثت عن ثماني محافظات يمنية سجلت حالات إصابة بمرض الكوليرا خلال الأشهر الماضية، حيث تم الإبلاغ عن 917 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، إضافة إلى تسجيل 8 حالات وفاة بالمرض ذاته.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فريق العمل المعني بالكوليرا التابع لها أبلغ عن اكتشاف 1173 حالة جديدة يشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد/الكوليرا ووقوع 3 وفيات إضافية خلال نهاية العام الماضي، وبنسبة وفيات 1‎%‎.

 

ويتخوف اليمنيون من تجربة مريرة عاشوها لسنوات مع اجتياح الكوليرا للبلاد في العام 2016 والتي بلغت ذروتها في العام 2017. وحتى تاريخ نوفمبر 2021 بلغت الإصابات أكثر من 2.5 مليون حالة، وأكثر من 4000 وفاة، الأمر الذي اعتبرته حينها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

 

الهشمة وضواحي شمال تعز

 

في ضواحي محافظة تعز الشمالية، بلغ السكان عن مئات من حالات الإسهال المائي خلال الأيام الماضية. وسجل مركز الأغوال الصحي في منطقة الهشمة التابعة لمديرية التعرية عددا من الإصابات بالكوليرا خصوصا في فئة الأطفال.

وقال مدير المركز "مجاهد الكوري" إنه قام بتحويل طفل في سن العاشرة مصاب بالكوليرا إلى مستشفيات الحوبان نظرا لعدم وجود الإمكانيات الكافية لاستقبال مثل هذه الحالات.

 

وأضاف الكوري في تصريح لـ"الموقع بوست" أن الطفل أدخل مباشرة إلى العناية المركزة، بالإضافة إلى تحويل عدد من الحالات إلى مستشفى الرفاعي كانت في حالة غيبوبة.

 

وعزى "الكوري" توطّن الوباء في المنطقة لـ "كون موقعها ضمن مثلث وبائي قاتل، حيث تحاط بمكب نفايات المحافظة، سد مجرى سيول العامرة، وبسد الصرف الصحي للمحافظة في منطقة البريهي.

 

ومع تدهور الوضع الإنساني وازدحام المنطقة بالنازحين، طالب مدير المركز بخطة لمعالجة الصرف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب تفاديا لكارثة صحية وشيكة في ظل بداية انتشار الكوليرا. واختتم "ندعو الجهات الصحية والمنظمات لتعزيز قدرة المركز للمواجهة واستقبال الحالات دون الاضطرار لتحويلها إلى المستشفيات التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنطقة".

 

أسباب عودة الكوليرا

 

ومع بدء ظهور حالات إصابة بالكوليرا عقب، تساءل كثيرون عن أسباب عودة الوباء مجددا عقب قرابة ثلاثة أعوام من إخماده. مدير الترصد الوبائي في مكتب الصحة بمحافظة تعز "ياسين الشريحي" أعاد السبب إلى عدم الحصول على الأكل الصحي والمياه النظيفة.

 

وأضاف أن الباعة المتجولين خصوصا في شهر رمضان يتواجدون في أماكن غير نظيفة مع وجود انتشار كبير للحشرات في الوقت الراهن. وتابع القول إن طفح المجاري والصرف الصحي كذلك يعد سببا رئيسيا للإصابة بوباء الكوليرا.

 

واتفق "الشريحي" مع مدير مكتب الصحة العامة في مديرية بروم ميفع بحضرموت، على كون تدفق المهاجرين الأفارقة على المناطق الساحلية أحد أسباب تفشي الكوليرا، حيث اكتشفت هذه الملاحظات في موجات تفشي الوباء السابقة.

 

الوضع في البلاد

 

يعد استمرار انهيار الوضع الصحي في البلاد الناتج عن الحرب الدائرة منذ سنوات، يعد أبرز أسباب توطّن الكوليرا وعودتها بين الفينة والأخرى.

 

وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، تُعَدُّ أمراض الإسهال المائي أمراضا متوطّنة في اليمن، إلا أن الصراع الدائر قد أنهك قدرة النُظم الصحية الوطنية على الاستجابة لها.

 

وطبقا للمنظمة، هناك "أكثر من 7.6 مليون إنسان، وأكثر من 3 ملايين إنسان من النازحين داخليا يعيشون حاليا في المناطق المتضررة من فاشية المرض".

 

يُذكر أن منظمات الأمم المتحدة قلصت مساعداتها الغذائية والصحية خلال العامين الماضيين بسبب ما قالت إنه ضعف التمويل. وقد ناشدت الأمم المتحدة المانحين الدوليين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال 2024. لكنها قالت في فبراير إن مؤتمر إعلان التبرعات من أجل اليمن حصل فقط على تبرعات بقيمة 1.2 مليار دولار من أصل 4.3 مليار طالب بها المؤتمر الذي عقد في جنيف.

 

وقد تسبب شحة الدعم في تقليص المساعدات الإغاثية بشكل كبير، فضلا عن إغلاق عدد كبير من مراكز الرعاية الصحية المدعومة من المنظمات الأممية، الأمر الذي تسبب في تدهور الوضع المعيشي والصحي بشكل كبير.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الصحة الكوليرا وباء الأزمة اليمنية

إقرأ أيضاً:

غير قابل للشفاء.. الصحة العالمية تعلن عن خطر حدوث وباء عالمي جديد

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن العالم مهدد بوباء فيروس "ماربورغ"، وهو فيروس غير قابل للشفاء وغير معروف لدى العلماء.


وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن هناك خطر انتشار المرض إلى البلدان المجاورة، حيث تم الإبلاغ عن حالات في المناطق المتاخمة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية تنزانيا المتحدة وأوغندا.
وأضافت أن خطر الانتشار الدولي مرتفع، حيث تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة في عاصمة البلاد، التي لديها مطار دولي وشبكة طرق مع عدة مدن في شرق أفريقيا.

وذكرت وسائل إعلام غربية، بأن وزارة الصحة الرواندية أكدت ظهور أول تفشٍ للفيروس في البلاد بعد اكتشاف حالات في 7 مقاطعات من أصل 30 مقاطعة.
وأوضحت تلك الوسائل أنه من بين الحالات المؤكدة، هناك أكثر من 70 % من العاملين في مجال الرعاية الصحية في العاصمة كيغالي.
وبحسب تلك الوسائل، يشعر العلماء بالقلق إزاء حقيقة أن شخصًا واحدًا يشتبه في إصابته بالعدوى قد غادر رواندا.
وأضافت أن أصل الفيروس وكيفية انتشاره غير معروفين.

وينتقل فيروس "ماربورغ" إلى الإنسان عن طريق خفافيش الفاكهة، وينتشر بين البشر من خلال الاتصال المباشر بسوائل جسم الأفراد المصابين، وكذلك على الأسطح والمواد.
وتشمل أعراض الفيروس الصداع الشديد وآلام في البطن والنزيف من الأنف والفم، ولتحسين معدلات بقاء المريض على قيد الحياة، يتم استخدام العلاج الداعم (الإماهة الفموية أو الوريدية) وعلاج الأعراض.

مقالات مشابهة

  • غير قابل للشفاء.. الصحة العالمية تعلن عن خطر حدوث وباء عالمي جديد
  • 310 حالة تسمم في بنها خلال شهر.. أزمة صحية تستدعي التدخل
  • مركز سموم طب بنها يستقبل 310 حالات تسمم خلال سبتمبر
  • الأمم المتحدة: 186 ألف حالة إصابة بالكوليرا في اليمن بينها 680 وفاة خلال 6 أشهر
  • تقرير أممي: وفاة 680 شخصاً وإصابة 186 ألفاً آخرين بوباء الكوليرا في اليمن
  • الصحة العالمية: استمرار ارتفاع عدد إصابات جدري القرود
  • وباء متفشي في اليمن يحصد ارواح المئات وتسجيل أكثر من 186 ألف اصابة خلال 6 أشهر
  • اليمن.. وفاة 680 شخصا بمرض الكوليرا
  • الأمم المتحدة: تسجيل 680 حالة وفاة بالكوليرا وأكثر من 186 ألف إصابة في اليمن  
  • ارتفاع عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في السودان إلى 17 ألف