عقد الجامع الأزهر، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان"، اليوم الأحد، تحت عنوان "الترابط الأسري وأهميته في الاستقرار الاجتماعي"، بحضور الشيخ محمد أبو جبل الباحث بالجامع الأزهر، والدكتور الطويل محمد أحمد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، والشيخ معاذ شلبي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

وقال الشيخ محمد أبو جبل، الباحث بالجامع الأزهر إن الله تعالى خلق الله آدم أبا البشر وأبا الأنبياء ليعمر الأرض ويستخلفها ويقيم العمران ويشيد الحضارات والبنيان، وخلق له زوجه من ضلعه ومن نفسه ليسكن اليها لتكون له سكنا مريحا، يهدأ بجانبها من متاعب الحياة ومشاقها وتهون عليه مصاعب السعي والضرب في الأرض، فهي السكن وهي الراحة وهي الأمن والأمان.

وأكد الباحث بالجامع الأزهر أن الأسرة في الإسلام هي أساس استقرار المجتمع، فهي اللبنة الأولى، وهي حجر الزاوية في تكاتف وتعاضد أفراد المجتمع، والسبب في تنشئة جيل يؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى جانب من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملاته وسلوكياته مع زوجاته وبناته وأهله وعشيرته وأقاربه، وقوله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" مشددا على أن العلاقة بين جميع أفراد الأسرة يجب أن تقوم على التكافل والتعاضد والتناصح، من أجل الوقاية والحماية من المخاطر والمهلكات.

من جانبه، أكد الدكتور الطويل محمد أحمد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، أن الأسرة هي العمود الفقري للكيان الاجتماعي وهي الخلية الأولى لتكوين المجتمع وأن العلاقة ما بين أفرادها علاقة تبادلية والتي تبدأ من حسن اختيار الزوج، موضحا أن الإسلام جعل القوامة تكليف وليس استبداد بالموقف وإنما هي شورى فعلى الرجل أن يستشير زوجته، مضيفا أن من الوسائل التي تستقيم بها الأسر بر الوالدين وصلة الرحم.

ولفت الشيخ معاذ شلبي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن انتشار العديد من المفاهيم المغلوطة حول الأسرة أدى إلى تشويه كثير من القيم والأخلاق كالصداقة بين الولد والبنت، والمساكنة وغيرها من تلك الأفكار الوافدة تشوه صورة المجتمع وتنخر في عظامه.

وأكد أن الإسلام حصر العلاقة بين الرجل والمرأة في الزواج، وأمر بأن أتوا البيوت من أبوابها كما قال الرسول "لم أرى للمتحابين غير النكاح"، كما أن المجتمع الإسلامي يرفض ما يسمى اليوم بالعلاقات البديلة.

وأوضح عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن صفات نجاح الزواج تكمن في وضع الإسلام فقها متكاملا ومنظمة تشريعية في الزواج، والعديد من النصائح والتوجيهات، مبينا أن معيار الكفاءة موجود ومعتبر في الزواج، كما أن حفظ الأسرار والعشرة بالمعروف وغيرها من آداب الزواج، موضحا أن الإسلام سبق كل النظم التشريعية في ثبوت النسب والتوارث بين الزوجين، فجعل الزواج سببا من أسباب الإرث.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة وتماسكها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الجامع الأزهر، اليوم الأحد، جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية، عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر، تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى فضيلة الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.

أكد فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.

وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.

من جانبه، شدد فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.

وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.

بدوره، أوضح فضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.

وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.

مقالات مشابهة

  • خاشعين متضرعين.. آلاف المصلين يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر.. صور
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • سائلين الله المغفرة والرضوان.. آلاف المصلين يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر
  • محمد الضويني يتفقد تجهيزات الإفطار الجماعي بالجامع الأزهر.. صور
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب (فيديو)
  • ملتقى الجامع الأزهر يكشف عن معاني اليسر في الصيام وأهم الوقفات مع آياته
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة وتماسكها
  • يرجون رحمة الله.. آلاف المصلين يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر.. صور
  • للعام الرابع.. وكيل الأزهر يشارك الطلاب الوافدين إفطارهم بالجامع الأزهر