مجلة “غلوبال تريد”: هجمات صنعاء في البحر الأحمر تضرّ بالاقتصاد البريطاني
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
الجديد برس:
قالت مجلة “غلوبال تريد” البريطانية، التي تعد من أهم المجلات المتخصصة في مجال التجارة الدولية، إن الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء في البحر الأحمر تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، ورداً على الهجمات الأمريكية البريطانية ضد اليمن، تؤثر بشكل كبير على الكثير من القطاعات الاقتصادية في بريطانيا، وتجعل الوضع المالي للعديد من الشركات على المحك.
ونشرت المجلة البريطانية، تقريراً نقلت فيه عن أندرو طومسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة كليفلاند كونتينرز، وهي إحدى الشركات الرائدة في المملكة المتحدة في مجال توريد حاويات الشحن، قوله: “بشكل عام، تدخل السفن مضيق باب المندب من الجنوب لتعبر البحر الأحمر وتصل إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس المصرية، لكن التهديد بهجمات محتملة أجبر شركات الشحن العالمية على تعديل مساراتها، حيث تبحر السفن الآن حول رأس الرجاء الصالح (جنوب أفريقيا) ثم على طول الجانب الغربي من القارة”.
وأضاف طومسون: “يتسبب هذا في تأخيرات شديدة في عمليات تسليم الشحنات، حيث يمكن للطريق البديل أن يمدد أوقات العبور إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على الأقل، وفي المقابل، فإن التأخيرات لها أيضاً تأثير غير مباشر على عمليات القطاعات والشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مما يؤثر على توافر المخزون وأسعار التسليم”.
وذكر تقرير مجلة “غلوبال تريد” التي تُصدر من قبل شركة “غلوبال تريد ريفيو” (GTR) في لندن، أن “العديد من القطاعات، مثل تجارة التجزئة والبناء، تتأثر بشكل كبير باضطرابات البحر الأحمر، حيث تتعامل الشركات مع مأزق سلسلة التوريد بسبب إعادة توجيه عمليات التسليم”.
وأضاف التقرير: “لا شك أن قطاع التصنيع هو أحد الصناعات التي يتعين عليها معالجة العواقب الوخيمة للوضع المستمر أيضاً، فعلى سبيل المثال، في بداية عام 2024، اضطرت شركات صناعة السيارات الكبرى مثل فولفو وتيسلا وسوزوكي إلى تعليق بعض الإنتاج في جميع أنحاء أوروبا بسبب النقص في المكونات”.
وبحسب التقرير فإن “قطاع التصنيع على وجه الخصوص في المملكة المتحدة شهد انخفاضاً في العمليات في الآونة الأخيرة، وساهمت مشاكل البحر الأحمر في إعاقة الوضع بشكل أكبر، واعتباراً من يناير 2024، بلغ مؤشر مديري المشتريات 47.0 وتشير أي قراءة أقل من 50 إلى الانكماش”.
وأوضح أن “التأخيرات الحالية تؤدي إلى إطالة أمد عمليات التسليم المتوقعة، مما يتسبب في اضطرابات في جداول الإنتاج وزيادة الضغوط المالية في وقت تكافح فيه الشركات بالفعل لتغطية نفقاتها”.
وذكر التقرير أن الوضع في البحر الأحمر يؤدي أيضاً إلى ارتفاع في تكليف شحن البضائع.
وقال إن “التغيير القسري في المسار أدى إلى زيادة أوقات الإبحار بنسبة 30%، مما أدى إلى زيادة في استهلاك الوقود وتمديد نوبات العمل لطواقم السفن”.
وأضاف أن “شركات الشحن تواجه رسوم موانئ إضافية حيث تحتاج السفن إلى التوقف في كثير من الأحيان على طول الطريق، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن بشكل عام”.
وتابع: “في النهاية، هذا هو السبب الذي يجعل الشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة تضطر حالياً إلى إنفاق المزيد من الأموال على تسليم المنتجات والعناصر والمواد لمواصلة عملياتها”.
وأشار إلى أن “تأخير خروج البضائع من الصين وأجزاء أخرى من العالم يؤدي إلى تصاعد الطلب والتأثير على توافرها، وقد تواجه بعض القطاعات مشكلات كبيرة في التخزين، في حين قد لا تمتلك قطاعات أخرى المواد التي تحتاجها لتغذية عملياتها الصناعية”.
وخلص تقرير مجلة “غلوبال تريد” البريطانية إلى أنه “باختصار، تتسبب الاضطرابات في البحر الأحمر في تباطؤ الإنتاج، مما يؤدي إلى انخفاضه وإلى خسائر إجمالية في الإيرادات للشركات في جميع أنحاء البلاد”. وقال إن “وضع الرفاهية المالية للعديد من القطاعات على المحك”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المملکة المتحدة فی البحر الأحمر فی جمیع أنحاء
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟
شمسان بوست / متابعات:
توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة الحوثيين، يوم الأحد، بالتحرّك ضدهم “بقوة وتصميم”، وذلك غداة إطلاقهم صاروخاً من اليمن سقط في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصاً بجروح. وقال نتنياهو في مقطع فيديو بثّه مكتبه: “كما تصرّفنا بقوّة ضدّ الأذرع المسلّحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرّك ضدّ الحوثيين… بقوة وتصميم وحنكة”، على حد زعمه.
وجاء الهجوم الصاروخي الحوثي بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، سلسلة غارات على مدينتي صنعاء والحديدة اليمنيتين، استُهدفت فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب في سقوط تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.
ويشنّ الحوثيون عمليات عسكرية على أهداف إسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية. وتؤكد الجماعة أنها لن توقف عملياتها إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.
وكشف سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الأحد، في تحقيق أجراه سبب فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون السبت، قائلاً إن خللاً حدث في الصاروخ الاعتراضي أدى إلى الفشل في التصدي للصاروخ. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، اعترض الأميركيون وسلاح الجو والبحرية معظمها. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة نفسها أن “إسرائيل لم تكن مستعدة استخبارياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين، ولم تشكل تحالفاً إقليمياً للتصدي لهم”، مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لهم دفاعاً وهجوماً”.
ومساء أمس السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” تنفيذ سلاح الجو ضربات دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها: “أسقطنا طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاداً للسفن في أثناء قصفنا الحوثي”، وأضافت: “نفذنا ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء”.
وأشارت “سنتكوم” إلى أنّ الضربات “تهدف إلى تعطيل عمليات الحوثيين وتقليصها، كالهجمات على السفن الحربية في البحر الأحمر”، مضيفة أنّ “الضربة تعكس التزام الإدارة الأميركية حماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي”.
وفي بيان لاحق، قال الجيش الأميركي إن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد أُسقِطا فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”. وأُنقِذ الطياران، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة. وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية عن طبيعة المهمة. في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين إسقاط طائرة “إف 18” أثناء محاولة المدمرات الأميركية والبريطانية التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية.
المصدر/ العربي الجديد