أعلن تنظيم القاعدة الإرهابي، وفاة 4 قيادات في التنظيم، خلال شهر مارس/آذار 2024م، من بينهم زعيم التنظيم المدعو "خالد باطرفي"، وآخرهم المدعو "مانع عبدالله بن هضبان الدهمي" المعروف بـ"أبو عرفج الجوفي"، الذي توفي غرقًا في سيل بوادي سرّ بمديرية القطن محافظة حضرموت، حسب تأكيد مصدر مقرب من تنظيم القاعدة، مشيراً إلى دوره البارز كقيادي في المنطقة.

وفي رصد خاص لوكالة خبر، فإن أربع قيادات تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي توفيت خلال شهر مارس 2024م، إلا أن هناك تساؤلات عدة حول أسباب الوفاة، ما إن كانت وفاة طبيعية أم تصفيات، خصوصاً وأن التنظيم شهد موجة من التغييرات والتحالفات، أبرزها تحالف التنظيم مع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، ونتج عن ذلك التحالف انشقاق قيادات في تنظيم القاعدة وفرارها، تخللها عمليات متابعة وبحث عن الفارين من قبل التنظيمين الحوثي والقاعدة.

الأربعة القتلى أقر التنظيم بوفاتهم، دون أي توضيح حول ذلك، وهم: "خالد باطرفي" زعيم التنظيم، والقيادي الميداني ومسؤول المسيرات في التنظيم المدعو "سليمان بن داوود الصنعاني"، والمدعو "خالد محمد زيدان"، نجل الأمير الفعلي لتنظيم القاعدة الإرهابي المدعو "محمد صلاح الدين زيدان" المعروف بـ"سيف العدل" والذي يتواجد في إيران، والمدعو "مانع عبد الله بن هضبان الدهمي" المعروف بـ"أبو عرفج الجوفي".

ورغم عدم إفصاح التنظيم عن أسباب الوفاة، إلا أن مصادر متعددة كشفت أن المدعو "خالد محمد زيدان"، توفي متأثراً بحروق بالغة في جسده نتجت عن محاولته إنقاذ ابنه من حريق نشب في بيته بإحدى قرى مديرية الوادي بمحافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، وكان إعلان وفاته يوم الإثنين 25 مارس، رغم أنه كان قد توفي خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، متأثراً بجراحه في الحريق الذي اندلع في منزله قبيل شهر رمضان بيومين، وكان الصريع يعمل ضمن لجنة الإعلام في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، نظراً لعدم تأهله للأمور العسكرية والقيادية.

فيما بينت مصادر، أن القيادي الميداني ومسؤول المسيرات في ذات التنظيم، المدعو "سليمان بن داوود الصنعاني"، توفي بحادث مروري بين محافظتيّ شبوة وأبين، شرقي البلاد، وقد أكدت مصادر محلية مقتله في حادث مروري منتصف مارس 2024م.

والأحد 31 مارس، توفي القيادي في تنظيم القاعدة، المدعو "مانع عبد الله بن هضبان الدهمي" المعروف بـ"أبو عرفج الجوفي"، غرقًا في سيل بوادي سرّ بمديرية القطن محافظة حضرموت، وفق تأكيد مصدر مقرب من تنظيم القاعدة، مشيراً إلى دوره البارز كقيادي في المنطقة.

وانضم المدعو "أبو عرفج" إلى تنظيم القاعدة في عام 2016م، وسرعان ما تحول إلى شخصية بارزة في المنطقة شمال شرقي اليمن، وكان له دور كبير في إيجاد مناطق آمنة لقادة التنظيم وإدارة انتقالاتهم بين مناطق الجوف ومأرب، بالإضافة إلى أنه كان يعمل على توطيد العلاقات بين التنظيم وبعض قادة القبائل في المنطقة، ولكن تعقيدات تواجد البناء في الجوف أعاقت تحقيق ذلك.

وحول القيادات في تنظيم القاعدة الإرهابي، المذكورة أسماؤهم أعلاه، يتبين أن وفاتهم ليست طبيعية، وقد تكون نتيجة تصفيات داخلية في التنظيم، خصوصاً وأن التنظيم شهد توسعا للخلافات الداخلية، على إثر تحالفات مع مليشيا الحوثي، وبرعاية طهران، وأما وفاة زعيم تنظيم القاعدة فما تزال غامضة ولم يتم التأكد بعد من أسبابها.

وعن القيادي الرابع، كان تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، فرع التنظيم في اليمن، قد أعلن ليل الأحد 10 مارس، وفاة زعيمه "خالد باطرفي" المُكنى بـ(أبي المقداد الكندي)، ونشر مقطعا مصوراً، يظهر فيه باطرفي ملفوفاً بكفن يحمل علم القاعدة باللونين الأبيض والأسود، فيما لم يعلن التنظيم عن أي تفاصيل حول سبب وفاته، وقال التنظيم في إعلانه، إن "سعد بن عاطف العولقي" المُكنى بـ(أبي الليث)، سيخلف باطرفي.

ولم يستبعد مراقبون وقوع الحوداث ضمن مخطط تصفيات داخلية لقيادات التنظيم التي تشهد صراعاً داخلياً جراء التقارب مع إيران التي يتواجد فيها أمير التنظيم "محمد صلاح الدين" المُكنى بـ"سيف العدل"، منذ وفاة أميره السابق "أيمن الظواهري" في قصف للقوات الأمريكية، ويتوقع المراقبون توتر الوضع بين قيادات التنظيم خلال الفترة القادمة، لحالة الانقسام التي يشهدها جراء التقارب مع طهران، والذي يجد فيه التنظيم خطراً على مستقبله لولا الحاجة التي حتّمت عليه هذا التقارب.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: تنظیم القاعدة الإرهابی فی تنظیم القاعدة فی المنطقة المعروف بـ قیادات فی

إقرأ أيضاً:

طبيعيٌّ بطريقته الخاصة

يحل بعد أيام؛ وتحديدًا في الثاني من أبريل، اليوم العالمي للتوعية بطيف التوحّد؛ الذي يتزامن هذا العام مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد، وقد أغرتني هذه المناسبة بقراءة كتاب قصير، قليل الصفحات (لا يتجاوز 64 صفحة من القطع الصغير) لكنه شديد الأهمية من ناحية تذكيرنا بأن ثمة فئة من الأطفال تحتاج إلى فهم مختلف، واحتواء خاص، ونظرة إنسانية عميقة تتجاوز الأحكام السطحية والمظاهر العامة. هذا الكتاب هو «طبيعيٌّ بطريقته الخاصة: في الدمج التعليمي والاجتماعي لذوي الإعاقة» للكاتبة العُمانية زهراء حسن؛ الصادر عن دار نثر في مسقط عام 2024.

بتنا نعرف اليوم أن التوحد اضطراب نمائي عصبي يؤثر على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين، وتواصله، وسلوكه، ويظهر غالبًا في السنوات الثلاث الأولى من العمر، وتختلف حدّته من حالة إلى أخرى، وقد أُطلِق عليه «طيف» لأنه يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والقدرات والتحديات. وأهمية كتاب زهراء حسن تكمن في أنه يحمل تجربتها الشخصية مع طفلها «القاسم»؛ المصاب بالتوحّد، التي خاضتها منذ بدايتها، تشخيصًا وتأهيلا ودمجًا، وسعت من خلال سرد حكايتها إلى مشاركة دروسها العملية مع أسر مشابهة. ولأنها حاصلة على شهادة دراسات عليا في الدمج والاحتياجات التعليمية الخاصة من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة عام 2020 فإن هذا يمنح الكتاب ميزة إضافية، ويجعله مرجعًا للأسر والمربين والمتخصصين.

في المقدمة تخبرنا زهراء أن حكايتها مع التوحد بدأت بملاحظتها المبكرة لانطوائية القاسم وهدوئه غير المعتاد، ورغم تطمينات الأطباء في البداية، إلا أن حدسها كأم دفعها إلى المضي في البحث والتقييم المبكر، وهو ما تَعُدُّه اليوم نعمة كبيرة. وقد واجهت هي ووالد القاسم تحديات عديدة، من بينها استبعاد الطفل من دور الحضانة، والنظرة المجتمعية للمصابين بالتوحد التي «تركّز عليهم كمشكلة تحتم على المحيطين البحث عن حل لعلاجها»، إضافة إلى الأحكام المسبقة والنصائح الفضولية غير المبنية على فهم حقيقي للواقع. ومع ذلك، خاضت الأسرة تجربة شاملة في التأهيل، تضمنت جلسات علاجية وأنشطة متنوعة، وسعت لفهم القاسم ودعمه، لا تغييره. تقول زهراء بثقة إن المصابين بطيف التوحد «يمتلكون إمكانات غير محدودة في هذه الحياة، تمامًا كالآخرين»، وأن «كل طفل في العالم هو طفل طبيعي بطريقته الخاصة».

وبما أننا مقبلون على أيام عيد فإن السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان: «كيف نجعل الاحتفال بالعيد ملائما وصديقا للتوحديين وأسرهم؟»، وهو ما لَمْ يَفُتْ المؤلفة التطرق إليه في فصل خاص. تقول زهراء حسن: إن التحديات الحسية التي تواجه المصابين بالتوحد، والتي قد تسبب لهم ردات فعل مختلفة تجاه الأصوات، أو الملامس، أو الأصوات، أو الأضواء، قد تجعل العيد مصدر قلق بدلًا من الفرح، ولذلك تتطلّب هذه المناسبة استعدادًا خاصًا يبدأ بشرح معنى العيد للأطفال منذ الصغر باستخدام القصص، والأنشطة، والمقاطع المصورة. وتشدد على أهمية اختيار ملابس للعيد مريحة ومألوفة، وتجنب فرض أزياء تقليدية إذا كانت غير مقبولة من الطفل. وتتحدث عن التجمعات العائلية، التي قد تكون مرهقة لهؤلاء الأطفال بسبب الروائح والأصوات، لذا تنصح بإبلاغ العائلة مسبقًا عن احتياجات الطفل، وتوفير غرفة هادئة يستطيع الطفل استخدامها في حال أراد الانسحاب من التجمع وقضاء بعض الوقت مع أمه أو أبيه، وتحديد أوقات قصيرة للزيارات، مؤكدة على ضرورة احترام قرار الأسرة في حال فضّلت قضاء العيد في المنزل. وتختم هذا الفصل بفقرة مهمة يمكن عَدُّها من أهم نصائح الكتاب، وهي أن «الأفراد التوحديين - بعكس ما يشاع عنهم - يشعرون بالفرح والحب والألفة كغيرهم، ولكنهم يختلفون في طريقة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، لذا من الضروري النظر في إشراكهم في المناسبات الاجتماعية قدر المستطاع، مع مراعاة أن تكون احتفالاتنا وتجمعاتنا مراعية لاختلافاتهم الحسية والنفسية».

وإذا كانت قد خصصت فصلًا عن العيد، فقد خصصت زهراء حسن أيضًا فصلًا مماثلًا للحديث عن اليوم العالمي للتوحد انتقدت فيه ترَكُّزَ الاهتمام بهذه الفئة على يوم وحيد فقط في العام فيما يعانون من اللا اكتراث بهم بقية أيام السنة، مشددة على أنهم بحاجة إلى «مدارس ومراكز تعليمية تساعد على دمجهم مع أقرانهم»، وإلى فرص من المؤسسات الحكومية والخاصة للتدريب والعمل في قطاعات مختلفة، وإلى تأهيل لمخرجات التعليم العالي في تخصصات تتعامل مع هؤلاء لتساعد في سد العجز في الأخصائيين والممارسين العُمانيين الذين قد يغطّون النقص في الكثير من المدارس، والمراكز التأهيلية، والمستشفيات. وأفتح هنا قوسًا لأقول: إن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تولي هذه الفئة عناية خاصة في مؤسساتها الرسمية والخاصة، فهنالك الجمعية العُمانية للتوحد التي أُشهِرتْ عام 2014، وهناك المركز الوطني للتوحد في الخوض الذي افتتحته السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم في فبراير 2023، وكذلك مركز صحار للتوحد، ومركز الجودة للتوحد في صلالة، وغيرها من المؤسسات التي تستهدف رعاية هذه الفئة المجتمعية.

تبعث المؤلفة في نهاية الكتاب برسالة مباشرة لابنها المتوحِّد تخبره فيها أنها ممتنة لوجوده، وللسكينة التي أدخلها في حياتها، وللرحلة العميقة التي أخذتها معه لفهم المعنى الحقيقي للحياة، في حين أن الرسالة الأهم في نظري، والتي يتشربها القراء بشكل غير مباشر، هي إعادة النظر لمفاهيمهم حول الاختلاف، الذي لا يعني أن المختلِف عنهم غير طبيعيّ. بل هو طبيعيٌّ جدًّا، ولكن بطريقته الخاصة.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • توفي فجأة على المسرح: وصية الفنان التركي فولكان كوناك تثير جدلاً واسعاً في تركيا
  • أمين تنظيم الجيل: احتشاد المصريين بعد العيد يعكس دعم القيادة السياسية ورفض التهجير
  • كان يُمارس كرة القدم.. جاد ابن الـ 10 أعوام توفي بطريقة مروعة في الكورة
  • قائمة فريق سلة الاتحاد السكندري في تصفيات إفريقيا للأندية
  • طبيعيٌّ بطريقته الخاصة
  • نائب ترامب من القاعدة الأمريكية في غرينلاند يوضح رأيه في استخدام القوة العسكرية لضمها
  • الخارجية: مصر تدين الهجوم الإرهابي على المناطق الحدودية النيجيرية الكاميرونية
  • مصر تدين الهجوم الإرهابي على قوة المهام المشتركة في الحدود النيجيرية الكاميرونية
  • إيران ترفض اتهامات دولية بتوفير ملاذ آمن لعناصر تنظيم القاعدة
  • تريزيجيه أفضل لاعب في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم