فلسطين – أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، امس الأحد، اليمين الدستورية في رام الله أمام الرئيس محمود عباس، خلفا للحكومة المستقيلة برئاسة محمد اشتية.

وكلف عباس، في 14 مارس/ آذار الجاري، مصطفى بتشكيل الحكومة الـ19 في تاريخ البلاد، خلفا لاشتية، الذي قدم استقالة حكومته، في فبراير/ شباط الماضي، وتحولت إلى حكومة تصريف أعمال.

ويتزامن تشكيل الحكومة الجديدة مع حديث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن ضرورة “إعادة تنشيط” السلطة الفلسطينية، على أمل أن تتولى مسؤولية غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، وهو ما ترفضه تل أبيب.

كما يأتي تشكيلها في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني على المستويين السياسي والجغرافي منذ صيف 2007، وفشل محاولات عديدة محلية وإقليمية ودولية لتحقيق مصالحة وطنية، لاسيما بين حركتي حماس وفتح بزعامة عباس.

وفي كلمته بعد أداء اليمين، قال مصطفى إن حكومته “ستخدم كل الفلسطينيين، وإن مرجعيتها السياسية هي منظمة التحرير وبرنامجها السياسي والتزاماتها الدولية، وكتاب التكليف الموجه من سيادة الرئيس محمود عباس للحكومة” وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.

وعقب أداء اليمين، ترأس الرئيس الفلسطيني اجتماعا للحكومة الجديدة قال فيه إن مهام الحكومة الجديدة “تشمل الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.

وأوضح أن مهامها تشمل أيضا “توحيد المؤسسات بين محافظات الوطن وتعظيم جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة وإعادة الإعمار في غزة والضفة وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني”.

وقال عباس إن “على الحكومة التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في جميع محافظات الوطن وعلى رأسها القدس الشرقية”.

ويتزامن تشكيل الحكومة الجديدة مع حرب إسرائيلية مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.

وخلال كملته، جدد الرئيس الفلسطيني “التأكيد على كل البنود التي جاءت في كتاب تكليف هذه الحكومة الـ 19، وهي التي تم تشكيلها كحكومة تكنوقراط، من الكفاءات الوطنية مهمتها تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة”.

وقال إن “لدى الحكومة كامل الصلاحيات للقيام بمهامها وفق القانون، وذلك في إطار من الحوكمة والشفافية والمساءلة، وضمان كرامة وصمود المواطنين”.

وأشار إلى أن رفع أداء الخدمات المقدمة في جميع القطاعات “يتطلب تمكينها (الحكومة الجديدة) لأداء مهامها من خلال الإفراج عن جميع الأموال المحجوزة (لدى إسرائيل)، ورفع الخناق عن الاقتصاد الفلسطيني من قوات الاحتلال، وتقديم التمويل العربي والدولي لموازنتها وبرامجها الإغاثية والإصلاح، وإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد”.

وأضاف أن على رأس مهام الحكومة “الإصلاحات الواسعة، وتوحيد المؤسسات بين محافظات الوطن، وتعظيم جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة (…) وإعادة العملية التعليمية والخدمات الصحية، والمياه والكهرباء وغيرها، وصولا لإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد في كامل أنحاء الوطن”.

وتابع: “نؤكد على مهام واختصاصات الحكومة الواسعة، والصلاحيات الكاملة التي تتولاها وفق القانون، فإننا نشير إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تبقى هي الجهة المسؤولة عن الشؤون السياسية والمفاوضات والمصالحة الفلسطينية”.

وسبق أن استنكرت عدة فصائل فلسطينية تكليف عباس، محمد مصطفى، بتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، في خطوة اعتبرتها “تعزيزا لسياسة التفرّد وتعميق الانقسام”، متسائلة عن جدوى استبدال حكومة بأخرى ورئيس وزراء بآخر “من نفس البيئة السياسية”.

إذ قالت فصائل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية، في بيان مشترك، إن ذلك يأتي “في لحظة تاريخية فارقة (العدوان على غزة) أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحّدة، تحضّر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني”.

ورئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ليس عضوا في حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس عباس، ويصنف بأنه عضو “مستقل” في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشغل عددا من المناصب في حكومات سابقة، إضافة إلى رئاسة صندوق الاستثمار الفلسطيني أحد مؤسسات منظمة التحرير منذ عام 2015.​​​​​​​

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الحکومة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

حكومة تحمل آمال المواطن واستكمال مشروعات التنمية

قال ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطنى، فى بيان، اليوم، إن مجلس الأمناء قرر عقد اجتماع يوم السبت المقبل، فور إعلان تشكيل الحكومة الجديدة وأدائها اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية، لكى يعاود طرح تساؤلاته عليها وتنسيقه معها فيما تم تنفيذه من توصيات الحوار الوطنى خلال مراحله السابقة.

ولفت إلى أن من بين أبرز التوصيات مطالبة الحكومة الجديدة بتنفيذ مشروعات قوانين انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، والتى ستحل بعد نحو عام تقريباً، وكذلك مشروع قانون المجالس الشعبية المحلية، لما لهذه الاستحقاقات الانتخابية من أهمية كبرى وأدوار مهمة فى البناء السياسى والشعبى والحزبى للبلاد، فضلاً عن التأكيد على ضرورة تقديم الحكومة لمشروع قانون لمد الإشراف القضائى على كل الانتخابات العامة فى البلاد، تنفيذاً لقرار الحوار الوطنى بالإجماع، والذى رحَّب به رئيس الجمهورية.

وتابع: «سيكون على المجلس إعلان حرصه على سرعة تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصيات محور الحوار الاقتصادى، وخصوصاً فيما يتعلق بسبل المواجهة العاجلة والحاسمة لما يعانيه المصريون ويجاهرون بشكاواهم من تضخم الأسعار، وأيضاً مشروع القانون بشأن إنشاء مفوضیة مكافحة التمييز، باعتباره التزاماً دستورياً واستحقاقاً مهماً وضرورياً فى مجال حقوق الإنسان».

وأضاف أن اجتماع مجلس الأمناء منوط به على وجه عاجل المتابعة مع الحكومة الجديدة لتطبيق الخطة التنفيذية التى وضعتها الحكومة السابقة، وخصوصاً فى ظل استمرار الدكتور مصطفى مدبولى رئيساً لها وتحمسه المعلن والمستمر للتعاون مع الحوار الوطنى.

الحكومة ستتقدم بحزمة تشريعية لمجلس النواب لتنفيذ المخرجات والفترة المقبلة تشهد تغييرات جذرية فى السياسات الحكومية

من جانبه، ثمّن الكاتب الصحفى جمال الكشكى، عضو مجلس الأمناء، إعلان مصدر حكومى مسئول عن عزم الحكومة الجديدة التقدم بحزمة تشريعية لمجلس النواب لتنفيذ مخرجات الحوار، لافتاً إلى أن هناك آمالاً كبيرة من قبَل مجلس أمناء الحوار معلقة على الحكومة الجديدة فى تكثيف وتسريع عجلة التعامل مع مخرجات وتوصيات الحوار الوطنى والانتهاء من تنفيذها، وتحويلها إلى واقع يلمسه المواطن على الأرض.

وأضاف «الكشكى»، لـ«الوطن»، أن هذا ما يأمله القائمون من الحوار وينتظره المواطن من الحكومة الجديدة، سيما أن التوصيات تناولت العديد من الملفات والقضايا على مختلف الأصعدة للمحاور الثلاثة «السياسى والاقتصادى والمجتمعى».

وأضاف أن اللجنة التنسيقية بين مجلس الوزراء وبين إدارة الحوار الوطنى جاهزة لمزيد من التواصل والنقاش حول أولوية القضايا المنتظر تفعيلها، كما أن الشىء المبشر والذى يدعو للتفاؤل أكثر أن ثقة مؤسسات الدولة فى الحوار تمتد إلى الحكومة الجديدة التى أكدت مصادر أن برنامجها سيتضمن تنفيذ التوصيات.

وقال الدكتور طلعت عبدالقوى، عضو مجلس الأمناء، إن الحوار الوطنى يطالب الحكومة الجديدة بالالتزام بالتكليف الرئاسى الذى وجَّه به الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو الاهتمام بالمواطن المصرى أولاً، واستكمال مشروعات التنمية بالجمهورية الجديدة التى بدأتها الحكومة السابقة، إلى جانب الاهتمام بالوعى وتنميته.

وأضاف أن الحكومة السابقة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى عملت على تنفيذ عدد من توصيات المرحلة الأولى، مطالباً الحكومة الجديدة باستكمال تنفيذ باقى مخرجات الحوار، وخاصة التوصيات التى صدرت عن الحوار الاقتصادى، والتى جرى رفعها إلى رئيس الجمهورية فى حفل إفطار الأسرة المصرية، وتخطت 90 توصية، بينها تنمية الموارد، والتمويل الخارجى، وتشجيع الاستثمارات المحلية وزيادة الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تنمية الصناعة والزراعة وتشجيع السياحة.

وأكد أن التوصيات الصادرة عن الحوار الوطنى معبرة عن مطالب الشعب المصرى، لافتاً إلى أن الحوار ضم كافة الأطراف من خبراء وسياسيين وأحزاب ومتخصصين، مطالباً بأن تكون توصيات الحوار الوطنى بمرحلتيه على رأس برنامج الحكومة الجديدة.

وأشاد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، مقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطنى، بقرار الحكومة الخاص بإدراج توصيات المرحلة الأولى من مخرجات الحوار الوطنى ضمن برنامج الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستجعل تنفيذ التوصيات مُلزماً للحكومة أمام مجلس النواب باعتباره جهة الرقابة على أداء الحكومة، ومن خلفه الشعب المصرى، وهو ما يؤكد جدية الدولة فى التعامل مع مخرجات الحوار والتى تم التوافق عليها من جانب القوى الوطنية.

وقال «محسب» إن كل المقدمات تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية فى سياسات الحكومة بما يتناسب مع تحديات الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، فضلاً عن استمرار إجراءات الإصلاح السياسى والاقتصادى، والحفاظ على حالة الحوار الوطنى الذى نجح فى توحيد الجبهة الداخلية فى مواجهة التحديات، سواء الداخلية أو الخارجية.

وأكد عضو مجلس النواب أن الحوار الوطنى أصبح ركيزة أساسية من ركائز الجمهورية الجديدة، وأداة من أدوات الدولة لتحقيق التوافق الوطنى، مشدداً على ضرورة استمرار هذه الحالة الوطنية حتى نتمكن من عبور كافة التحديات والأزمات التى تواجه الدولة فى ظل التوترات الإقليمية التى ألقت بظلالها على الداخل المصرى على الصعيد السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وهو ما يزيد من فاعلية الحوار الوطنى.

مقالات مشابهة

  • عضو الشيوخ: نحتاج حكومة على مستوى توقعات المصريين
  • حكومة تحمل آمال المواطن واستكمال مشروعات التنمية
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا: حكومة جديدة تحمل آمال المصريين 
  • تشكيل الحكومة الجديدة.. موعد الإعلان وأداء اليمين الدستورية
  • هذا ما يعنيه فوز اليمين المتطرف في فرنسا.. دولة مشلولة أم حكومة تعايش؟
  • كيف تشكّل حرب غزة وقانون التجنيد نهاية حكومة اليمين المتطرفة؟
  • مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو
  • انفراد لـ "الفجر".. مصادر تكشف ملامح التعديل الوزاري المرتقب
  • انفراد لـ "الفجر".. مصادر تكشف أسباب تأخر تشكيل الحكومة الجديدة وحقيقة الاعتذارات
  • عاجل| إلى أين وصل تشكيل الحكومة الجديدة؟.. سبب التأخير وموعد حلف اليمين