أقر محللون تحدثوا لبرنامج "من واشنطن" بحدوث انكسار في العلاقات الأميركية الإسرائيلية على خلفية سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، لكنهم استبعدوا أن ينقطع الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.

ورغم أنها تحظى بدعم قوي لدى الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإن صورة إسرائيل لم تعد كذلك عند بعض القادة السياسيين في الولايات المتحدة الأميركية، إذ بدأت تصدر تصريحات مناهضة لها بعد أن اهتزت ثقتهم في ما يسمونها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".

وتسببت التعديلات القضائية التي طرحتها حكومة نتنياهو وتمرير الكنيست الإسرائيلي لها، في زعزعة الثقة بين واشنطن وتل أبيب، حيث اعتبرت تلك الخطوة نوعا من التحدي الصريح للولايات المتحدة، وهو ما وضع الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض في موقف حرج.

وفي هذا السياق، وجّه الكاتب توماس فريدمان رسالة صريحة للرئيس بايدن نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فيها: "سيدي الرئيس إن نتنياهو يمضي قدما في خطته رغم إلحاحك عليه بأن لا يفعل.."، محذرا من أن تمرير الكنيست للتعديلات القضائية يمكن أن يتسبب في تفجير العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وكتب أن هذه العلاقة إذا تفككت فلن تعود للأبد.

وفي تعليقه على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، قال مسعود معلوف، وهو دبلوماسي وسفير لبناني سابق في عدة دول، إن الأمر مختلف هذه المرة في ظل طلب بعض السفراء الأميركيين السابقين لدى إسرائيل بوقف المساعدات العسكرية الأميركية عن تل أبيب، لكنه أوضح أن هذه الخطوة هدفها الضغط على حكومة نتنياهو في سبيل تغيير سياستها، لاعتقادهم أن هذه السياسة مضرة بإسرائيل.

وبرأي معلوف -في حديثه لحلقة (2023/7/27) من برنامج "من واشنطن"- فإن التغير الحاصل لدى بعض الأميركيين إزاء إسرائيل سببه الأجيال الجديدة المطلعة على التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي فهي على دراية بما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وخلص الدبلوماسي والسفير اللبناني السابق إلى أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وإن تزعزعت وتغيرت، باقية طالما أن الولايات المتحدة تريد علاقة تحالف قوية جدا مع إسرائيل، قائلا إنه يفصل بين علاقات واشنطن وتل أبيب وبين علاقات قادة البلدين.

قلق الديمقراطيين

أما المبعوث الرئاسي الأسبق للشرق الأوسط، ريتشارد غوودستاين، فقال إن الحزب الجمهوري يؤيد إسرائيل، سواء كانت محقة أم مخطئة، ويقدم لها كل ما تريده، أما الحزب الديمقراطي فهو "يحترم حقيقة أن إسرائيل هي دولة ديمقراطية"، وهو أساس دعم الولايات المتحدة لها لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن ما يثير قلق الديمقراطيين هو أن الرئيس بايدن لديه تاريخ مع الإسرائيليين يعود إلى عام 1973 عندما التقى غولدا مائير، وهو نفسه من قال إن الأميركيين والإسرائيليين هم أسرة واحدة.

ومن جهته، أقر الكاتب الصحفي في "الواشنطن بوست" هنري أوسلن بوجود توتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، مبرزا أن الانقسام موجود في الحزبين، حيث يدعم الجمهوريون حكومة نتنياهو بشكل غير مشروط، بينما يؤيد الكثير من الديمقراطيين وجهة نظر الفلسطينيين ويتطلعون إلى حكومة إسرائيلية أفضل.

وتوقع أوسلن أن تتزايد التوترات في علاقات واشنطن وتل أبيب خلال السنوات المقبلة خاصة لو بقي الديمقراطيون في البيت الأبيض.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

طهران تحذّر واشنطن وأي دولة تفتح أجوائها لاستهداف إيران: لم ننسق لقصف تل أبيب

بغداد اليوم - طهران 

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء (2 تشرين الأول 2024)، إن بلاده حذرت الولايات المتحدة بعد الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الليلة الماضية على إسرائيل بعدم التدخل، مبيناً اننا حذرنا واشنطن بعد الهجوم من التدخل وأكدنا أننا سنتعامل بقوة مع أي تدخل لدعم الكيان الإسرائيلي".

وجدد عراقجي في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع للحكومة الإيرانية نفيه أن" تكون طهران قد أبلغت واشنطن قبل الهجوم على إسرائيل، وقال " قبل الهجوم الإيراني لم يكن هناك تنسيق مع الجهات الخارجية".

وحمل عراقجي أي دولة تفتح مجالها الجوي لإسرائيل لشن هجوم على إيران، وقال "أي دولة تفتح مجالها الجوي لاستهدافنا تتحمل المسؤولية".

وأضاف "الليلة الماضية، أرسلنا تحذيرنا صراحة إلى السفارة السويسرية لنقله إلى أمريكا، وإذا كان للكيان الصهيوني أي ردود على العملية فإن ردنا القادم سيكون أكثر شدة"، منوهاً "الهجوم على أهداف أمنية وعسكرية في الكيان الصهيوني أمس كان ناجحا للغاية".

وتابع وزير الخارجية الإيراني "أي دولة تسمح لأعدائنا باستخدام أجوائها ضدنا ستتحمل المسؤولية"، مؤكداً على أن "سياستنا هي دعم المقاومة وسنواصل تقديم دعمنا الكامل".

وأوضح الوزير الإيراني "سياستنا هي دعم حزب الله. المقاومة مدرسة حية ولا تعتمد على الأفراد".

وفي وقت سابق، ذكر وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده، إن "على الأوروبيين السيطرة على الكيان الصهيوني وإلا سيواجهون الرد الإيراني"، معتبراً أن "نسبة نجاح عملية الوعد الصادق 2 تجاوزت 90%".

ولفت العميد نصير زاده في حديث للصحفيين "عملية الصادق 2  تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، وكانت بمثابة إجراء مضاد وكانت قانونية تمامًا"، منوهاً "لم نستهدف أهدافًا مدنية بأي شكل من الأشكال، وسنقوم بالرد في حال تم الاعتداء علينا".

 

 

 

مقالات مشابهة

  • المقترح الأمريكي بخصوص لبنان لم يعد على الطاولة.. لا ضغط على نتنياهو
  • "أزمة الثقة".. خلافات بين واشنطن وتل أبيب على خيارات الرد على إيران
  • ليلة مرعبة على تل أبيب.. انفجارات بدون إنذار ومطالب بالتوجه للملاجئ فورًا
  • أستاذة قانون دولي: أمريكا والغرب يهاجمان روسيا بسبب أوكرانيا.. ويغضان الطرف عن جرائم إسرائيل
  • نتنياهو ينسق مع واشنطن قبل الرد على إيران
  • مراسل أكسيوس: نتنياهو سينسق مع واشنطن قبل الرد على إيران
  • ‏نتنياهو يجري محادثات مع قادة المؤسسات الأمنية في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب
  • رعب في تل أبيب.. ماذا حدث في ليلة نتنياهو السوداء؟
  • لواء إسرائيلي: حكومة نتنياهو أخطأت في خطة الإخلاء الواسعة بالشمال
  • طهران تحذّر واشنطن وأي دولة تفتح أجوائها لاستهداف إيران: لم ننسق لقصف تل أبيب