انتقادات غير معهودة ومطالب بوقف المساعدات العسكرية عنها.. هل تغيرت صورة إسرائيل لدى الأميركيين؟
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
أقر محللون تحدثوا لبرنامج "من واشنطن" بحدوث انكسار في العلاقات الأميركية الإسرائيلية على خلفية سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، لكنهم استبعدوا أن ينقطع الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.
ورغم أنها تحظى بدعم قوي لدى الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإن صورة إسرائيل لم تعد كذلك عند بعض القادة السياسيين في الولايات المتحدة الأميركية، إذ بدأت تصدر تصريحات مناهضة لها بعد أن اهتزت ثقتهم في ما يسمونها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
وتسببت التعديلات القضائية التي طرحتها حكومة نتنياهو وتمرير الكنيست الإسرائيلي لها، في زعزعة الثقة بين واشنطن وتل أبيب، حيث اعتبرت تلك الخطوة نوعا من التحدي الصريح للولايات المتحدة، وهو ما وضع الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض في موقف حرج.
وفي هذا السياق، وجّه الكاتب توماس فريدمان رسالة صريحة للرئيس بايدن نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فيها: "سيدي الرئيس إن نتنياهو يمضي قدما في خطته رغم إلحاحك عليه بأن لا يفعل.."، محذرا من أن تمرير الكنيست للتعديلات القضائية يمكن أن يتسبب في تفجير العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وكتب أن هذه العلاقة إذا تفككت فلن تعود للأبد.
وفي تعليقه على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، قال مسعود معلوف، وهو دبلوماسي وسفير لبناني سابق في عدة دول، إن الأمر مختلف هذه المرة في ظل طلب بعض السفراء الأميركيين السابقين لدى إسرائيل بوقف المساعدات العسكرية الأميركية عن تل أبيب، لكنه أوضح أن هذه الخطوة هدفها الضغط على حكومة نتنياهو في سبيل تغيير سياستها، لاعتقادهم أن هذه السياسة مضرة بإسرائيل.
وبرأي معلوف -في حديثه لحلقة (2023/7/27) من برنامج "من واشنطن"- فإن التغير الحاصل لدى بعض الأميركيين إزاء إسرائيل سببه الأجيال الجديدة المطلعة على التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي فهي على دراية بما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وخلص الدبلوماسي والسفير اللبناني السابق إلى أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وإن تزعزعت وتغيرت، باقية طالما أن الولايات المتحدة تريد علاقة تحالف قوية جدا مع إسرائيل، قائلا إنه يفصل بين علاقات واشنطن وتل أبيب وبين علاقات قادة البلدين.
قلق الديمقراطيينأما المبعوث الرئاسي الأسبق للشرق الأوسط، ريتشارد غوودستاين، فقال إن الحزب الجمهوري يؤيد إسرائيل، سواء كانت محقة أم مخطئة، ويقدم لها كل ما تريده، أما الحزب الديمقراطي فهو "يحترم حقيقة أن إسرائيل هي دولة ديمقراطية"، وهو أساس دعم الولايات المتحدة لها لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن ما يثير قلق الديمقراطيين هو أن الرئيس بايدن لديه تاريخ مع الإسرائيليين يعود إلى عام 1973 عندما التقى غولدا مائير، وهو نفسه من قال إن الأميركيين والإسرائيليين هم أسرة واحدة.
ومن جهته، أقر الكاتب الصحفي في "الواشنطن بوست" هنري أوسلن بوجود توتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، مبرزا أن الانقسام موجود في الحزبين، حيث يدعم الجمهوريون حكومة نتنياهو بشكل غير مشروط، بينما يؤيد الكثير من الديمقراطيين وجهة نظر الفلسطينيين ويتطلعون إلى حكومة إسرائيلية أفضل.
وتوقع أوسلن أن تتزايد التوترات في علاقات واشنطن وتل أبيب خلال السنوات المقبلة خاصة لو بقي الديمقراطيون في البيت الأبيض.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن ترسل حاملة طائرات نووية ثانية إلى الشرق الأوسط.. ماذا نعرف عنها؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط، فيما وضعت ما وصفته بـ"الخطوة في إطار مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي وردع أي عدوان وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة".
وبحسب البنتاغون فإنّ هذه التعزيزاتُ العسكرية الأميركية في المنطقة، تأتي في ذروة التوترات الجارية بين واشنطن وطهران، وأيضا تزامنا مع تعرّض القطع الأميركية في البحر الأحمر لهجمات من الحوثيين.
وتحشد واشنطن، في خضم هذه التهديدات المتواترة، المزيد من القوات والعتاد العسكري في الشرق الأوسط. حيث قال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، عبر بيان، إنّ: "حاملة الطائرات "كارل فينسون" سوف تنضم إلى حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" من أجل مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أيّ عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة".
اقتربت كما قلت لكم الاستعدادات النهائية لضرب إيران الاسبوع القادم أو الذي يليه علي أقصي تقدير.
حاملة الطائرات النووية CVN 70 كارل فينسون شوهدت في مضيق سنغافورة في طريقها إلى الشرق الأوسط pic.twitter.com/SxLT6KNQfm — Shicoo Monester (@chickooph) April 4, 2025
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية، في البيان نفسه، أنّ: "الوزير بيت هيغسيث قد أمر بنشر طائرات حربية إضافية، من أجل تعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، وسط حملة قصف في اليمن وتصاعد التوتر مع إيران".
إلى ذلك، تعتبر "كارل فينسون" أضخم السفن الحربية المتواجدة في العالم، وثالث حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية ضمن فئة نيميتز "Nimitz".
كذلك، تمتلك "كارل فينسون" وفقا لعدد من التقارير الإعلامية، نظام دفع يعتمد على مفاعلين نوويين يمنحاها قدرة تشغيلية غير محدودة تقريبا، ما يسمح لها بالبقاء في البحر لفترات طويلة، وذلك دون الحاجة للتزود بالوقود.
وفي السياق نفسه، تتمتع السفينة الحربية ذاتها ببنية هندسية توصف بكونها: "متطورة" إذ تُمكّنها من استيعاب أكثر من 5000 فرد، فيما يتكوّن طاقمها من حوالي 3000 بحار مسؤولين عن تشغيل السفينة وصيانتها؛ ويضم الجناح الجوي نحو 2000 فرد يتولون مسؤولية تشغيل وصيانة الطائرات.
أيضا، تستطيع حمل أكثر من 60 طائرة مقاتلة وهجومية؛ ومن أبرز مهامها، توفير غطاء جوي للقوات البحرية والبرية وتنفيذ الضربات الجوية الاستراتيجية، ناهيك عن قدرتها على دعم المهام الإنسانية وكذلك عمليات الإجلاء الطارئ عند الحاجة.