إدارة بايدن تبلغ حلفاءها باستحالة هزيمة “أنصار الله” عسكرياً
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
الجديد برس:
مع ازدياد المؤشرات إلى فشل الولايات المتحدة في فرض وقف عمليات صنعاء البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا، صار واضحاً لكثير من الأطراف المعنية بعملية السلام في اليمن، ولا سيما الرياض، أنه لم يعد ثمة جدوى لتأخير التوقيع على خريطة الطريق التي أعدّتها الأمم المتحدة.
كما يبدو أن واشنطن اقتنعت بالسير في هذا المسار، في فترة ما بعد حرب غزة.
وتعليقاً على التحركات الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، لإحياء عملية السلام، قالت مصادر ديبلوماسية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن «هناك تطورات في ملف السلام»، متوقعة «حدوث اختراق كبير في هذا الملف خلال الأيام المقبلة أو في عيد عيد الفطر».
من جهتها، أفادت مصادر مقربة من الحكومة الموالية لـ«التحالف»، «الأخبار»، بأن رسالة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، خلال لقائه في مدينة جدة قبل أيام رئيس حكومة عدن، أحمد بن مبارك، بعد استدعائه إلى الرياض على ذمة إعلانه تجميد ملف السلام، تمثّلت في إبداء الرغبة في المضيّ نحو توقيع خريطة الطريق.
وهدّد ابن سلمان، بحسب المصادر، بالتخلي عن تلك الحكومة وعن دعم الميليشيات المسلحة التابعة لها إذا استمرت على موقفها.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن المملكة ضغطت لتعيين السفير اليمني السابق في الرياض، شائع الزنداني، المقرّب منها، وزيراً للخارجية خلفاً لبن مبارك الذي كان قد احتفظ بالمنصب إلى جانب رئاسته للحكومة.
وتسبب عزل بن مبارك من الخارجية بتصاعد الخلافات بين تيارَي السعودية والإمارات في «المجلس الرئاسي»، إذ يتهم تيار أبو ظبي، رئيس المجلس، رشاد العليمي، باتخاذ القرار خارج التوافق بين أعضاء المجلس.
وتقول المصادر إن الزنداني الذي ينحدر من محافظة الضالع الجنوبية، سوف يقود أيّ مفاوضات قادمة مع صنعاء.
في الإطار نفسه، كشف الناشط السياسي ورئيس «منظمة فكر»، عبد العزيز العقاب، عن تفاهمات جديدة بين صنعاء والرياض، سيتم تنفيذها قريباً.
وقال العقاب، في منشور له على منصة «إكس»، إن هناك تفاهمات بين الرياض وصنعاء بشأن تحييد الملف الاقتصادي والإنساني عن الصراع، وتسليم الرواتب كجزء من بند الإعمار والمصالحة، إلى حين قيام اللجنة الاقتصادية بإنجاز الآلية المتفق عليها، وإن التفاهمات تشمل فتح الطرقات بصورة عاجلة، وإطلاق الموقوفين كافة، وفتح مطار صنعاء إلى وجهات جديدة، وتشكيل لجنة الاتصال اليمنية.
وبحسب العقاب، المقيم في سلطنة عمان، فإن المؤشرات إلى اقتراب موعد التوقيع على اتفاق خريطة السلام كبيرة. يأتي ذلك وسط ضغوط من قبل حكومة صنعاء للتسريع في توقيع اتفاق السلام، حيث أكد زعيم حركة «أنصار الله»، قبل أيام، أن على السعودية التوقيع على الاتفاق وعدم الخضوع للرغبة الأمريكية في عرقلته، كوسيلة لوقف عمليات الحركة المساندة لغزة.
في الموازاة، كشفت الولايات المتحدة، عن خطة بديلة تدرسها إدارة جو بايدن في اليمن في ظل الإخفاقات العسكرية في البحر الأحمر.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر ديبلوماسية قولها إن إدارة بايدن أبلغت حلفاءها في المنطقة باستحالة اجتثاث «أنصار الله»، مشيرة إلى أن «الحركة قومية وليست طائفية كما يتم تصويره».
وأوضحت المصادر أن «وزير الخارجية الأمريكي الذي زار السعودية ومصر الأسبوع الماضي، أبلغهما أن الحل لهزيمة الحوثيين ليس عسكرياً، بل السير في الحل السياسي».
وأكدت أن «الخطة الأمريكية تشمل فترة ما بعد حرب غزة، وتتمثّل في الرهان على فقدان الحوثيين الغطاء السياسي والاجتماعي في اليمن، بدلاً من الانخراط في مواجهة معهم».
ميدانياً، ومع تراجع أعداد السفن المتّجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي وتغيير عدد كبير من السفن التجارية الأمريكية والبريطانية مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، في أعقاب فشل البحرية الأمريكية في حماية السفن التجارية، اشتدّت الهجمات اليمنية ضد السفن العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وصارت البوارج والمدمّرات تتعرّض منذ مطلع الأسبوع الماضي لهجمات يومية، وفقاً لمصادر عسكرية في صنعاء، تحدّثت إلى «الأخبار». وعلى رغم تصاعد هذا النوع من الهجمات، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية اعترفت بهجوم واحد فقط خلال 48 ساعة، ولم تعلّق على العملية العسكرية الواسعة التي نفّذتها قوات صنعاء منتصف الأسبوع الماضي.
ومن إجمالي سبع عمليات نفّذتها تلك القوات، وأعلنت عن ست منها حتى الآن، اعترفت القيادة المركزية في بيان بآخر عملية، وهي التي لم تُعلن «أنصار الله» عنها، وتجاهلت العمليات السابقة التي تُعدّ الأوسع منذ بدء المواجهات البحرية.
في هذا الوقت، تصاعدت أزمة الثقة بين الشركات الملاحية الأمريكية والبريطانية من جهة، وتحالف «حارس الازدهار» من جهة أخرى.
وبعدما أعلنت شركة «ميرسك» العملاقة للشحن التوقّف عن المرور في البحر الأحمر، قالت شركة «كارنيفال كوربرايشن» الأمريكية – البريطانية، في بيان، إن سفنها على الأرجح لن تبحر عبر البحر الأحمر لبقية العام الحالي وأوائل العام المقبل.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر أنصار الله
إقرأ أيضاً:
قطاع الشحن الدولي ينسفُ التضليل الأمريكي: البيت الأبيض يهدّدُ أمنَ الملاحة في البحر الأحمر
يمانيون../
على خلافِ الدعايات التضليلية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة لترويجها بشأن الوضع في البحر الأحمر، أكّـد مسؤولون في قطاع الشحن العالمي هذا الأسبوع أن البيت الأبيض هو من يستمر بصناعة التهديدات ضد حركة الملاحة في الممر المائية، بعد أن كانت العديد من الشركات المحدّدة الخاضعة للعقوبات اليمنية قد بدأت بالعودة عقب وقف إطلاق النار في غزة ورفع تلك العقوبات، الأمر الذي يكشف زيف كُـلّ مزاعم واشنطن حول الحرص على حرية الملاحة وحماية السفن.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الأحد، عن مسؤولين في قطاع الشحن قولهم: إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة والسيطرة عليها “ضربت آمال العودة إلى طريق البحر الأحمر بعد أكثر من عام من الاضطراب” حسب وصفها، مشيرة إلى أن تصريحات ترامب أثارت مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار وتجدد الصراع وبالتالي امتداده إلى باب المندب.
ونقلت الصحيفة عن جان ريندبو -الرئيس التنفيذي لمجموعة (نوردن) للشحن السلعي قوله: إن تصريحات ترامب “أضافت المزيد من المعطيات إلى صورة الاضطرابات والتوتر في الشرق الأوسط وقد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد قضية البحر الأحمر”.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن تأثير تصريحات ترامب يأتي بعد أن بدأت العديد من السفن غير المسجلة في كيان العدوّ أَو المملوكة بالكامل لجهات “إسرائيلية” إلى البحر الأحمر، استجابة لقرار صنعاء برفع العقوبات عن هذه السفن تزامنًا مع وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت أن “عدد السفن العابرة لمضيق باب المندب ارتفعت بنسبة 4 %” في الأسبوع الذي أعقب رسالة مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية لشركات الشحن والتي أفادت برفع العقوبات عن السفن غير “الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن عبور عدة سفن لم تكن قد دخلت المنطقة من قبلُ أبدًا، وهو ما يدل بشكل واضح على إدراك شركات الشحن لمصداقية القوات المسلحة، ولحقيقة أن العمليات البحرية كانت مرتبطة تمامًا بالعدوان على غزة وما رافقه من عدوان على اليمن، وكانت محصورة على فئاتٍ محدودة من السفن المرتبطة بأطراف هذا العدوان، وأنها جاءت “رَدًّا” على سلوك الكيان الصهيوني وشركائه.
ونقلت الصحيفة عن لارس جينسن الرئيس التنفيذي لشركة (فسبوتشي ماريتايم) التي تقدم خدمات استشارية لأصحاب السفن والتجار قوله: إن تصريحات ترامب “حطمت الآمال في العودة إلى المرور عبر البحر الأحمر” مُشيرًا إلى أنه “قبل أسبوع كان هناك ضوء في نهاية النفق، لكن الآن احتمال العودة إلى البحر الأحمر أصبح أقل”.
وقال جان ريندبو الرئيس التنفيذي لمجموعة (نوردن) للشحن السلعي: إن “حركة العبور قد تنتعش بعد نحو شهرين من السلام في البحر الأحمر، لكن إعلان ترامب لم يساعد حقًّا في غرس الثقة في أن هذه المنطقة مستقرة”.
ويعني ذلك أن مصدر التهديد الحقيقي لحركة الملاحة في البحر الأحمر يتمثل في قرارات ومواقف الولايات المتحدة التي تهدّد بعودة الحرب وتوسعها، وهو ما يؤكّـد على الحقيقة الثابتة منذ البداية والمتمثلة في أن السبب الرئيسي للمشكلة لم يكن في الأصل انخراط اليمن في مسار العمليات البحرية المساندة لغزة، بل كان إصرار العدوّ وشركائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة على استمرار الإبادة الجماعية في غزة، والتي كان لا بد من أن تؤثر تداعياتها على المنطقة بأكملها.
ويمثل تأثير تصريحات ترامب نموذجًا واضحًا لارتباط أمن واستقرار المنطقة بسلوك الولايات المتحدة الأمريكية ومواقفها، وهو ما ينسفُ كُـلَّ دعاياتها بشأن الحرص على سلامة الملاحة البحرية في الوقت الذي تواصل فيه افتعال الأسباب لعودة الحرب في غزة، وتواصل تحَرّكاتها العدوانية ضد اليمن.
مشروعية العمليات اليمنية وانسداد أفق التحشيد الأمريكي:
في مقابل انكشاف حقيقة مصدر التهديد على أمن واستقرار المنطقة وحركة الملاحة في البحر الأحمر، تزداد الدلائل على مشروعية الموقف الذي استندت إليه العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، ومحدودية الخطر الذي مثّلته تلك العمليات على حركة الشحن الدولية، حَيثُ نقل موقع “تريد ويندز” النرويجي البريطاني المختص بشؤون الملاحة البحرية عن مالك شركة “إيسترن ميديتيرنيان” اليونانية للشحن، قوله إن شركته تلقّت خلال الحرب رسالة وصفها بـ “لطيفة” من صنعاء مفادُها: “باعتباركم أشخاصًا يتاجرون من وإلى “إسرائيل”، فمن الأفضل لكم ألا تعبُرُوا البحرَ الأحمر مرة أُخرى”.
وَأَضَـافَ الموقع أن “الشركة أوقفت بالفعل إرسال سفنها عبر البحر الأحمر، باستثناء سبع سفن سائبة كانت قد تعهَّدت بالفعل بالقيام بهذه الرحلة، وتم استهدافُ ست منها بطائرات مسيَّرة بحرية وصواريخ”.
وقال رئيس الشركة اليونانية: “بعد ذلك، توصلنا إلى اتّفاق مع الطواقم الفلبينية بعدم المرور مرة أُخرى” مُشيرًا إلى أن اليمنيين “أظهروا كفاءة وتطورًا في هجماتهم”.
وتشير هذه التصريحات بوضوح إلى أن عملياتِ القوات المسلحة اليمنية لم تكن عشوائية، كما تحاول الولايات المتحدة والعدوّ الصهيوني وشركاؤهما تصويرَها، بل كانت مركَّزة ودقيقةً على فئات السفن المرتبطة بجبهة العدوان على غزة واليمن، وأن صنعاء حرصت بشكل كبير على التواصل الواضح والمباشر مع شركات الشحن ذات الصلة، لتوضيح موقفها ولتجنيبِ هذه الشركات مخاطرَ تعريض سفنها للهجمات، الأمر الذي ينسفُ الروايةَ الأمريكية الصهيونية التي حاولت تصوير العمليات اليمنية؛ باعتبَارها عدوانًا على الملاحة الدولية بأكملها، ووسيلةً لابتزاز العالم.
وفي ظل تأكُّـد شركاتِ الشحن من طبيعة ومعايير العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، وارتباطها الوثيقِ بسلوك جبهة العدوّ الصهيوني الأمريكي، فَــإنَّ المساعيَ الصهيونية والأمريكية للتحشيد الدولي والإقليمي ضد اليمن تبدو مسدودةَ الأفق أكثر من أي وقت مضى، حَيثُ أصبح الجميعُ يعرفون جيِّدًا أن تلك المساعيَ لا تخدُمُ أمنَ الملاحة، بل إنها مسبِّبٌ رئيسيٌّ للاضطرابات، وأن التورط مع الولايات المتحدة؛ مِن أجلِ استهداف اليمن لن يؤدي إلا إلى الدخول في قائمة العقوبات اليمنية التي لا حاجة للتعرُّض لها.
المسيرة