إسرائيل تعدم ٤٠٠ فلسطينى بمجمع الشفاء وتعزل المرضى وتدمر ١٥٠٠ منزل
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
محرقة لخيم النازحين والصحفيين بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط غزة
الصحة العالمية: تل أبيب ترفض دخول وفد المنظمة والأوضاع كارثية
الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات فصل القطاع عن الضفة المحتلة
غارات صهيونية مكثفة على لبنان وميقاتى يحذر من انفلات الوضع
إعلام العدو: قواتنا غرقت فى الوحل.. و30 ألف أمريكى يتظاهرون لوقف الحرب
صعدت اليوم قوات الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة لليوم الـ177 بسلسلة محارق بمختلف مناطق القطاع استهدفت المستشفيات وخيم النازحين بمجمع الشفاء الطبى شمالاً ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وخان يونس تزامنا مع التصعيد بالضفة المحتلة والجبهتين السورية واللبنانية وسط مخاوف وتحذيرات دولية ورقية دون ردع لحكومة اليمينى المتطرف بنيامين نتنياهو.
أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة عن قتل أكثر من 400 فى محيط مجمع الشفاء الطبى، وارتكب الاحتلال جرائم تدمير وحرق واستهداف 1500منزل، على مدار 14 يوماً من اقتحام المجمع. يأتى ذلك فيما أحرق الاحتلال خيام النازحين بمستشفى شهداء الاقصى وسط القطاع مما اسفر عن استشهاد وإصابة العشرات بينهم صحفيون.
وقال المكتب الحكومى: «يواصل الاحتلال عملياته العسكرية فى المجمع ومحيطه فى غرب مدينة غزة لليوم الثالث عشر على التوالي، وأعدم خلالها المئات ودمر ونسف عشرات المبانى السكنية فى محيط المجمع، وسط إعدامات وقصف عشوائى للمنازل بالقذائف المدفعية المليئة بالمواطنين والنازحين، وحرق عدد كبير من المنازل المأهولة بالسكان، إضافة إلى قصف شديد ومتواصل لم يتوقف حتى الآن فى محيط الشفاء».
ووصف اقتحام الاحتلال للمجمع بأنه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مُديناً الصمت الدولى تجاه هذه الجريمة، وإمعان الاحتلال فى قتل وتجويع وتعذيب من هم داخل وفى محيط مجمع الشفاء.
وأكدت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال يحتجز 107 مرضى محاصرين داخل مجمع الشفاء فى ظروف غير إنسانية، دون ماء، ودون دواء، ودون طعام، ودون كهرباء، من بينهم 30 مريضاً مُقعداً وقرابة 60 من الطواقم الطبية، ويمنع الاحتلال كل محاولات إجلاء هؤلاء المرضى من خلال المؤسسات الدولية، مما يضع حياتهم على المحك وفى خطر محدق.
وأكد شهود عيان لـ«الوفد» من داخل مجمع الشفاء الطبى ومحيطه فإن رائحة الموت تفوح من كل زوايا الأمكنة هناك، وأنهم أمام خيارين فقط إما الموت أو النزوح إلى جنوب القطاع، وقالوا إنه وحسب العديد من الشهادات التى وصلت من الناجين، لم يكن النزوح بالخيار الأمثل للنجاة من الموت، حيث استشهد الكثير من الفلسطينيين فى المنطقة أثناء محاولتهم النزوح.
وأكدت المصادر وجود صعوبة بالغة فى توثيق ورصد المجازر التى ترتكب فى محيط مجمع الشفاء الطبى، بسبب انتشار الآليات العسكرية وسط قصف مدفعى وجوى متواصل، إضافة إلى وجود «الكواد كابتر» والقناصة فى الأنحاء، وأوضحت أن ما يصل من مجازر مروعة تصنف من الممكن أن تعطى صورة مختصرة عما بحق الفلسطينيين فى محيط مجمع الشفاء الطبي.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، عن تأجيل مهمة مشتركة «شديدة التعقيد» إلى مستشفى «الشفاء» فى قطاع غزة بسبب تأخير الإجراءات من قبل الكيان الصهيونى الذى يواصل جرائمه والوضع خرج عن السيطرة.
وشن الطيران الإسرائيلى غارات على بلدتى الخيام والطيبة جنوب لبنان، فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط صواريخ فى راميم قرب الحدود مع لبنان وأدان رئيس الوزراء اللبنانى، نجيب ميقاتى، استهداف آلية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان الـ«يونيفيل» بالجنوب أسفرت عن إصابة 4 عناصر من قوات اليونيفيل.
وحذرت الخارجية الفلسطينية من مخططات الاحتلال بفصل قطاع غزة عن الضفة المحتلة وضرب الجهود الدولية المبذولة لتوحيد جغرافيا الدولة الفلسطينية.
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض هو الإطار الوحيد لإنجاح أى ترتيبات تتعلق باليوم التالى لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة. وأكدت أن إسرائيل تكرس احتلالها العسكرى لغزة من خلال ترسيم ما يسمى المنطقة العازلة التى تلتهم مساحة واسعة من القطاع.
وقال المختص فى الشئون العسكرية والاستخباراتية بصحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان» علينا أن نقول بصراحة إن كل شيء عالق وإسرائيل تتعثر فى ساحة المعركة وتغرق فى الوحل الذى خلقته لنفسها فى غزة وتتدهور إلى الهاوية فى العالم السياسى والدولي.
وأكد أنه وفقًا لخطط الاحتلال، لم يحقق أهدافه وليس لديه سيطرة عملياتية فى جميع أنحاء قطاع غزة مثل تلك التى كان من المفترض أن تكون لديه فى نهاية المرحلة الثانية بنهاية ديسمبر الماضي.
وأكد أن الشيء الآخر الذى يجب قوله بصراحة هو أن «إسرائيل» تترك المحتجزين بغزة لمصيرهم، ولم تضعهم فى المرتبة الأولى، ولا حتى ضمن القضايا الثلاث الأولى.
وأوضح رونين بيرغمان نقلاً عن أحد المحاربين القدامى والأكثر دراية بأمور المفاوضات والمختطفين «أن الصفقة ليست قائمة بذاتها. المختطفون، الانسحاب، اليوم التالى، عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، والجبهة اللبنانية، هناك من لا يريد الترويج لإنهاء القضايا لأن نهاية هذه القضايا هى البداية».
وتظاهر أكثر من 30 ألفاً فى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، رفضا لتواصل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وجرائم الإبادة الجماعية المستمرة التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى، بحق الأبرياء فى القطاع منذ ما يزيد على 6 شهور.
وخرجت مسيرات ضخمة فى عدة مدن أمريكية أخرى، ضمن إحياء فعاليات «يوم الأرض الخالد»، وتنديداً بالحرب الهمجية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، فى مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، وفى بوسطن ولوس انجلوس وفيلادلفيا وشيكاغو وبيرلينغتون بولاية فيرمونت، بعد دعوات خلال الأسبوع الماضى للمشاركة بكثافة فى مسيرات لتذكير العالم بمأساة الشعب الفلسطينى المتواصلة منذ 7 عقود
وطالب المتظاهرون، بلادهم بالتوقف عن الدعم المالى والعسكرى لكيان الاحتلال، للضغط عليها لوقف الحرب فى أسرع وقت والانسحاب من القطاع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل قوات الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة الجماعية مجمع الشفاء الطبى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس «الدراسات المستقبلية»: مصر حجر الزاوية في القضية الفلسطينية
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس، إنّ الاحتلال الإسرائيلى ليس لديه أى رغبة فى تسوية حقيقية، ويرفض حصول الشعب الفلسطينى على كرامته واستقلال دولته، ما أدى إلى حدوث هجمات 7 أكتوبر 2023.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى الجهود المصرية فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين؟
- انشغال مصر بالقضية الفلسطينية تاريخى وليس وليد اللحظة، ويرتبط بالصراع العربى - الإسرائيلى منذ عقود طويلة، وفى مسألة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، فالدور المصرى حثيث ومهم للغاية بالتنسيق مع الوسطاء، فـ«القاهرة» لا تعمل كوسيط فقط أو مع الصليب الأحمر أو كمحايد، لكنها شريك فى كل الملفات، مصر دائماً نفوذها مؤثر للغاية عند خروجها للإقليم، وبالتالى الجهود المصرية حقيقية وتواجه التعنت الإسرائيلى والشروط التعجيزية التى يضعها الاحتلال وأيضاً دعم المطالب الفلسطينية، ومهمة مصر صعبة للغاية لأنها رغم أنها شريكة فإنها تريد أن تبدو وسيطة.
ما توقعاتك للقمة العربية الطارئة؟ وما أهم الرسائل التى ستوجهها؟
- نتوقع من القمة العربية الطارئة، التى ستُعقد فى القاهرة، أن تخرج بخطة عملية تطبق فعلياً من أجل التصدى للمخططات الإسرائيلية والأمريكية، وأن تدافع ليس فقط عن الفلسطينيين وعن دولتهم ومستقبلهم، بل تدافع عن الأمن القومى والمصلحة الوطنية لكل الدول والشعوب العربية؛ لأن فكرة التهجير أو تفكيك الشعب الفلسطينى تضر بأمن المنطقة وبالمصالح الأمنية والقومية، وبالتالى نتوقع برنامجاً عملياً حقيقياً عبر خطوات لها سقف زمنى محدد ومعايير وآليات للتنفيذ، وتكون له أظافر وأسنان، ولتكن الخطة العربية قوية وتدافع عن نفسها وتفرض نفسها على المجتمع الدولى، دعنا نقل إننا ننتظر من هذه القمة الأفعال وليس الرسائل فقط، والتأكيد على أن أى رسائل تكون موجهة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى حذر مراراً وتكراراً من اتساع دائرة الصراع، بعد أحداث 7 أكتوبر.. كيف استغلت بعض الأطراف هذا الصراع؟ وما رؤيتك للدور المصرى فى هذا الشأن؟
- الجميع يدرك أهمية الدور المصرى جيداً، فهى لم تنعزل عن التطورات أو الأحداث فى الشرق الأوسط، مصر دولة نوعية وثقيلة الوزن، ذات نفوذ وتأثير فى المنطقة، وتمثل حجر الزاوية فى الاستقرار، والجميع يدعمها لفرض رؤيتها، ولهذا السبب فالتحركات الدبلوماسية المصرية قوية للغاية، وهذا ما جعل الاحتلال الإسرائيلى يهاجمها طيلة الحرب على قطاع غزة، والرؤية المصرية مطلوبة ومهمة وفاعلة أيضاً.
إلى أى مدى تتحمل حكومة الاحتلال المسئولية عما حدث فى 7 أكتوبر 2023؟
- الاحتلال يتحمل المسئولية كاملة، فمنذ العام 1967 حتى السابع من أكتوبر 2023 لم يعط الفلسطينيين أملاً نهائياً، فاتفاقية أوسلو قام الاحتلال بتجويفها وتفريغها وحوّلها إلى استيطان، كما وجّه الاحتلال الكثير من الاتهامات للسلطة الفلسطينية، وفى قطاع غزة حاصر الأهالى لمدة 17 عاماً متصلة، وشن على غزة 5 حروب خلال تلك السنوات. وإسرائيل ليس لديها أى رغبة فى تسوية حقيقية، وترفض حصول الشعب الفلسطينى على كرامته واستقلاله ودولته، ما أدى إلى هذه الانفجارات فى السابع من أكتوبر 2023، وبالتالى سنرى انفجارات أخرى ناجمة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلى، وطالما يوجد إرهاب وحصار واستيطان فالمقاومة بأشكالها المختلفة ستكون موجودة على الساحة.
ما أهداف الاحتلال الإسرائيلى خلال عام 2025؟
- تتمثل أهداف الاحتلال الإسرائيلى خلال العام الجارى فى ضم الضفة الغربية، وتهجير الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة عبر التفريغ الديموغرافى والقضاء على حل الدولتين، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتظهر تلك الأهداف جلياً فى الضفة الغربية من خلال العملية العسكرية التى يشنها الاحتلال فى الشمال ومساعيه لتهجير سكان المدن والمخيمات الفلسطينية.
كيف استخدم الاحتلال سلاح الأكاذيب وترويج الشائعات خلال الـ15 شهراً الماضية؟ ولماذا يستمر فيها عقب اتفاق وقف إطلاق النار؟
- الاحتلال الإسرائيلى يستخدم سلاح الأكاذيب والشائعات من أجل خلق حقائق أخرى من خلال آلة دعائية تخدمها صحافة صهيونية عالمية بعدة لغات، والاحتلال قام بالترويج لأكاذيب عبر منصات عالمية قامت أيضاً بحذف الأخبار والتدوينات والمنشورات المساندة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطينى والرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أن إسرائيل لديها روابط وعلاقات وثيقة مع اللوبيات اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
ماذا عن إعادة إعمار قطاع غزة؟
- لا يمكن أن يكون إلا بتوافق سياسى فلسطينى - فلسطينى، وعربى - دولى، فالإعمار ليس فقط بناء وشق طرق وبنية تحتية، فالمسألة ليست تقنية، حتى يكون ضماناً للمستثمر ولا يمكن هدم ما يُبنى، وعدم تغيير ما يتم الاتفاق عليه، فضلاً عن الضمان الدولى لعدم الاعتداء.
لماذا تستهدف إسرائيل المنظمات الإنسانية مثل «الأونروا»؟
- الاحتلال يستهدف «الأونروا»؛ لأنه يعتبرها دليلاً على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويتهم العاملين فى المنظمة الأممية بالإرهاب ومساعدة حركة حماس من خلال استغلال مبانى المنظمة، وأن الموظفين بها منضمون للفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، لكن المسألة الحقيقية هى أن إسرائيل لا تريد أن تدوّل القضية الفلسطينية، وألا تكون أى منظمة دولية معنية بالصراع العربى - الإسرائيلى، وتعتقد أن «الأونروا» تنفق على اللاجئين الفلسطينيين وتقدم لهم الخدمات.