شهدت الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، السبت، ختام فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي أقيمت برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، ونظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفال بشهر رمضان.

استكمال رواية السيرة الهلالية

استهلت الفعاليات المنفذة بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، باستكمال رواية السيرة الهلالية مع الراوي عز الدين نصر الدين الذي واصل حكي الجزء الخاص بالتغريبة، فبعد سماع نشيد مرعي من داخل السجن اطمأنت الأميرة الجاز أن أخواتها مرعي ويونس ويحيى بخير، فطلبت من أبي زيد أن تطلق زغرودة، فقال لها نحن في بلاد الأعداء ولا نريدهم التعرف علينا فنكون بين أيديهم أسرى، رضخت له لكنها قالت ما دام منعتنا من الفرح بوجودهم فعليك أن تذهب بنا إلى أسواق تونس، فذهبت ومعها الثمانين فتاة فقالت لهم اسرقوا من البائعين في السوق ما يقع تحت أيديكم، وكل ذلك لتصنع فخا لأبي زيد، ثم قابلت رجلا يبيع البلح فقالت له الأميرة الجاز هل هذا البلح حلو فقال لها تذوقي فأكلت كل البلح هى والفتيات ولم يتبق إلا النوى، وبعد أن أكلن لم تعطينه نقودا، فأخذ بضرب الجاز ضربا شديدا، فقالت الأميرة الجاز لأبي زيد اقتل هذا الرجل كما قتلت منصور من قبل، ففهم أبو زيد حيلتها ومكرها، أعقب ذلك مباراة فنية وتحدي في الغناء والموال.

فأنشد الريس زناتي عز الدين مجموعة من المواويل والمربعات جذبت جمهور الحديقة.

واحة الشعراء

استضاف مقهى "نجيب محفوظ" ضمن برنامج واحة الشعراء، أمسية شعرية شارك فيها نخبة من الشعراء بقصائدهم الشعرية منها قصيدة "في حضرتك" للشاعر أحمد عايد، ثم قدم عبد المنعم الحريري قصيدة "تناسخ"، وقدم د. عايدي على جمعة قصيدة "نفق، شغف، كعبة"، تلته ريم أحمد بقصيدة "السوق"، ومحمد الشهاوي بقصيدة "الوقت"، وألقى محمد المتيم قصيدة "غزال ذو رداء أحمر"، عادل الغماز "الأم أمنة"، وأدار الأمسية الشاعر سعيد شحاته، بمصاحبة الفنان محمد عزت الذي قدم عدة فواصل غنائية منها "والله ما طلعت شمس، مصاروه، كل من في مصر يسمع".

عطر الأحباب والاحتفاء بمسيرة فتحي عبد الله

قدم الشاعر محمد حربي لمحة عن مسيرة الشاعر الراحل فتحي عبد الله ضمن برنامج "عطر الأحباب"، أوضح بها أنه عندما رحل رحل النور، فهو ولد في قرية بمحافظة المنوفية لكنه تمرد على الأب عفيفي مطر، فصدر له أول ديوان بعنوان "راعي المياه"، وتمرده قد بدأ من دراسته فهو ابن كلية دار العلوم التى تحافظ على اللغة، فجمع أحداث الثورة في قصيدة واحدة، وكان يجمع كل المتناقضات في قلب واحد، وكذلك كان يرى الثورة في بلادنا مغدورة كما القصيدة، وقد كتب القصيدة العمودية والتفعيلية كما ينبغي لشاعر ولد في قرية وبها شاعر كبير.
وطالب "حربي" الشاعر مسعود شومان أن يجمع الدراسات التي نشرت عنه في ملف الثقافة الجديدة لنشرها في كتاب، كما فعل الشاعر الكبير عزمي عبد الوهاب عندما جمع مقالات فتحي عبد الله النقدية وأصدرها في كتاب.
وأضاف أنه سافر العراق لمدة سنتين وبعد عودته التحق بالعمل بالهيئة المصرية للكتاب، مديرا لتحرير سلسلة "كتابات جديدة"، كما عمل بمجلة "القاهرة"، وعن حرب العراق كتب ديوانه الذي أراه بيضة الديك بعنوان "رسائل عادة لا تذكر الموتى" في كل هذه الدواوين وفي كل هذه الحيوات التي عاشها فتحي عبد الله كتب أشعاره المفارقة.

موسيقى عربية وأنشطة للأطفال

وعلى المسرح الكبير اختتمت الليلة بعرض فني للفرقة المصرية للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو أحمد مصطفى، تضمن باقة من الأغاني المتميزة منها: "قولي اعملك ايه، وأنا مالي، ساكن في حي السيدة، روحي وروحك، لاجل النبي، مستنياك، على الحلوة والمرة".

وفي جناح الطفل اختتمت الورش الفنية المتنوعة بورشة معلقات بالخيوط الصوف "صائد الأحلام"، وتلوين ومسابقة ثقافية، اكتشاف مواهب في الشعر، كما أقام قصر ثقافة 25 يناير للطفل معرضا فنيا نتاج الورش التي تم تنفيذها خلال شهر رمضان.

وفي الختام قدم الباحث والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية الشكر

وفي نهاية الفعاليات توجه الشاعر مسعود شومان بالشكر لوزيرة الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة لدعمهما الكبير لفعاليات ليالي رمضان، كما وجه الشكر لكل مديري العموم الإدارات التابعة، أماني شاكر مدير عام المكتبات والمشرف التنفيذي للفعاليات بالحديقة، الشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، الحسيني عمران مدير عام النشر، عبير الرشيدي مدير عام الجمعيات الثقافية، د. هبة كمال مدير عام التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات، المخرج محمد صابر مدير عام المواهب، والادارات المشاركة في ليالي رمضان الثقافية والفنية منهم إدارات الإعلام والأمن والشئون الهندسية والتسويق والشئون الإدارية، كما قدم الشكر للمركز القومي لثقافة الطفل، وإدارة الحديقة الثقافية.

البرنامج الثقافي 

يشار أن البرنامج الثقافي قدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومن خلال الإدارات العامة التابعة، بينما أقيمت العروض الفنية بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، من خلال إدارتي المهرجانات والموسيقى.

وقدمت هيئة قصور الثقافة برنامجا حافلا بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب هذا العام انطلق في 11 رمضان، وشهد تفاعلا كبيرا وإقبالا جماهيريا غفيرا من الجمهور على الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة التي تقدمها الهيئة، حيث تنوعت بين ليالي السيرة الهلالية والعروض الفنية وأنشطة الأطفال وذوي القدرات الخاصة ومعرض الكتاب والأمسيات الشعرية لنخبة من الشعراء من جميع المحافظات المصرية، إضافة إلى الاحتفاء بمسيرة الكثير من المبدعين، ومناقشات إصدارات الهيئة.

وكانت الهيئة قد أطلقت الليالي الرمضانية بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.

كما أطلقت فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى الفروع الثقافية بكل المحافظات.

وأعدت الهيئة برنامجًا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، كما تقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نيفين الكيلانى وزارة الثقافة تامر عبد المنعم معرض الكتاب قصور الثقافة ثقافة الطفل السيرة الهلالية روض الفرج القدرات الخاصة ليالي رمضان الثقافية والفنية قصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني

إقرأ أيضاً:

بين النيل والسين.. العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية وحوار الحضارات

في مشهد يجسد عمق التاريخ وتبادل الحضارات، اصطحب أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة وسط أزقة خان الخليلي وساحة مسجد الحسين، لم تكن هذه الزيارة مجرد لحظة بروتوكولية، بل رمزية تذكرنا بجذور العلاقة الثقافية الطويلة بين مصر وفرنسا، وتلخص قرونًا من التبادل الثقافي والحضاري بين بلدين جمعت بينهما رغبة عميقة في المعرفة، واختلاف غني فتح أبواب الحوار لا الصدام.

البداية من الحملة… والثقافة من بين الرماد

منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، بدأ فصل جديد من التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، وعلى الرغم من أن الحملة كانت غزوًا عسكريًا، لكنها حملت معها نخبة من العلماء والباحثين، وأدت إلى ميلاد أول مطبعة حديثة في مصر، وإصدار كتاب «وصف مصر» الذي وثق ملامح الحضارة المصرية بكل تفاصيلها، ثم جاءت الحملة الثقافية الأكبر مع بزوغ نجم محمد علي، الذي أرسل البعثات التعليمية إلى فرنسا، لتبدأ نهضة فكرية وعلمية غيّرت وجه مصر الحديث، ومن هناك، جاءت ترجمات الكتب، وولدت مدارس الفنون والآداب، وتشكلت ملامح حركة التنوير المصرية.

محمد علي وفرنسا.. بداية التنوير الحقيقي

بدأ التنوير مع عهد محمد علي باشا، المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة، الذي  أرسل البعثات العلمية إلى باريس، وأسس أول نواة لمؤسسات التعليم والفكر في مصر، على الطريقة الأوروبية ولكن بروح مصرية، ومن هذه اللحظة، بدأت تتشكل طبقة من المثقفين المصريين الذين يجيدون الفرنسية، ويتواصلون مع الفلسفة، والعلم، والآداب الفرنسية، ثم يعيدون إنتاجها بما يناسب الواقع المصري.

صالونات القاهرة... على خطى باريس

في النصف الأول من القرن العشرين، تشكّلت طبقة ثقافية مصرية متأثرة بباريس: صالونات أدبية، مجلات فكرية، ترجمات لأعمال فولتير وروسو وسارتر، وظهور فنانين وكتّاب مصريين حاوروا هذه الثقافة دون أن يفقدوا مصريتهم،  حيث طه حسين درس في السوربون، وتجلّت النزعة العقلانية الفرنسية في مشروعه التنويري، بينما نجيب محفوظ حمل عن نثر الفرنسيين عمق التفاصيل، مع حفاظه على طابع الحارة المصرية.

الفن والعمارة.. لغة أخرى للتواصل

من وسط البلد في القاهرة بتصميمها الأوروبي، إلى مبنى دار الأوبرا الخديوية القديمة التي شُيدت خصيصًا لعرض أوبرا عايدة، ومن مباني الجامعة المصرية الأولى، إلى الطراز المعماري الذي يحمل روح باريس، يتجلى الحضور الفرنسي لا كمستعمر، بل كشريك في بناء الحداثة.

وجها لوجه في العصر الحديث

اليوم، العلاقات الثقافية لا تزال نابضة، حيث معاهد الثقافة الفرنسية في القاهرة والإسكندرية تدرس اللغة الفرنسية لآلاف المصريين، وتدعم المسرح والسينما والفنون البصرية، والمصريون، بدورهم، يشاركون في معارض باريسية ويدرسون في جامعات فرنسية، في علاقة أخذ وعطاء.

وجاءت جولة ماكرون في خان الخليلي، ومروره بجوار المشغولات النحاسية، والعطور الشرقية، والمقاهي الشعبية، تجسيد فعلي لأن الثقافة لا تعترف بالحدود السياسية، بل تتجاوزها إلى مساحة إنسانية أوسع.

نجيب محفوظ..  حاضر في لحظة تاريخية

في لفتة رمزية تعكس عمق البُعد الثقافي للزيارة، اختار الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون أن يتشاركا العشاء في مطعم نجيب محفوظ بخان الخليلي، أحد أشهر معالم الحي العتيق، والمكان الذي يحمل اسم الأديب المصري العظيم صاحب نوبل.

داخل المطعم، الذي يجمع بين الطابع الشرقي الأصيل واللمسة الثقافية الراقية، جلس الرئيسان وسط أجواء تحاكي عبق القاهرة القديمة، وتذكر بزمن نجيب محفوظ الذي كتب عن شوارع الحسين، وأزقة الجمالية، ومقاهي القاهرة التي احتضنت شخصيات رواياته.

هذا العشاء لم يكن مجرد استراحة في جدول زيارة رسمية، بل لحظة حوار حضاري صامت، لقاء في حضرة نجيب محفوظ، الذي طالما كتب عن التلاقي بين الشرق والغرب، عن الإنسان حين يواجه نفسه وسط تحولات العصر، ولو كان بيننا اليوم، لربما كتب قصة جديدة بعنوان: «الرئيس في الحي القديم».

مقالات مشابهة

  • مشغولات الفضة.. أناقة تبرز المكونات الثقافية المتنوعة للمملكة
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
  • السياحة الثقافية في مسندم.. مشاريع واعدة وخطط تستشرف المستقبل
  • «زايد للكتاب» تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
  • زينب العبد تنضم لمسلسل هناء وشيرين مع سوسن بدر وهالة صدقي
  • بين النيل والسين.. العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية وحوار الحضارات
  • الشاعر الكبير عبدالوهاب هلاوي.. شكرا مصر .. شكرا يسريه الوفية!!..
  • ليالي في محبة خالد الفيصل.. معرض يجسد سيرة قائد وشاعر وإداري مبدع
  • العيد مناسبة يحتفي بها الشعراء في كل زمان ومكان
  • محمد بن راشد يهدي قصيدة لأمير قطر لفوز الجواد هوت شو بكأس دبي العالمي