أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- شارك مسيحيون في إحياء قداس عيد الفصح في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، الأحد، بالصلاة من أجل السلام وعلى أمل أن يتمكن النازحون بسبب الحرب من العودة إلى ديارهم.

وقالت الأخت نبيلة صالح: "هذه عطلة مختلفة تمامًا عن ذي قبل. نحن جميعا في نفس القارب نعاني من الحرب. لقد اقتصر هذا العيد على الصلاة والطقوس".

وشارك نحو عشرة مصلين من المجتمع الصغير الذي يضم أقل من 1000 مسيحي في غزة في المراسم، الأحد، بعد إقامة وقفة العيد في الظلام في الكنيسة، مساء السبت.

وأضافت صالح: "قبل ذلك، كنا نحتفل بعد الصلاة. سيكون هناك ألعاب نارية. كنا نتبادل التحيات ونوزع الشوكولاتة والهدايا على الأطفال. ليس هذا العام. نحن في ظروف مختلفة تمامًا. نحن نعيش نفس أهوال الحرب".

وكان الأحباء المفقودون، سواء قتلوا أو نزحوا، يلوحون في الأفق خلال احتفالات أسبوع الآلام التقليدية.

وقال موسى عياد، أحد الحضور، إن "هذا العيد الذي كان دائمًا يحمل رائحة زهور الربيع، أصبح الآن ممزوجًا برائحة الدم والدمار".

وأشار عياد إلى أنه "كانت هذه العطلة مخصصة للأطفال ليشعروا بالسعادة ويأكلوا ويحصلوا على ملابس جديدة. والآن يبكون على فقدان حياتهم وأمنهم. هذا هو حال شعبنا خلال هذه العطلة".

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

"عماد الدين أحمد".. حُرم من رؤية أطفاله النازحين فكانت بسمة الأيتام مصدر سعادته بغزة

غزة- مدلين خلة - صفا "فاقد الشيء يُعطيه وبكثرة دون تفكير فيما قد يحدث أمامه، فيسعى جاهدًا لتعويض ما لا تراه عينيه ببديل يجثو على مقربة منه، يُحاول قدر الإمكان مداراة حزنه وألمه وبث روح المحبة والألفة في نفوس صغار فقدوا أغلى ما يملكون، فأصبح يُطلق عليهم "أيتام". في محاولة لاقت الرواج والانتشار بين الأطفال في مراكز النزوح شمالي غزة، يعمد المواطن عماد الدين أحمد (45 عامًا) على نزع الحزن من قلبه ورسم الابتسامة والفرح على وجوه هؤلاء الأطفال الذين رأوا في الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع ما لا يتحمله عقل بالغ، فعاشوا وحيدين بعدما فقدوا والديهم أو أحدهما.  بسمة ووجع اختلطت نظرته لأولئك الأطفال الملتفين حوله في حلقة دائرة، ما بين الحزن والمحبة، فحزنه على حالهم لا يقل عن حاله وبقائه بعيدًا عن زوجته وأطفاله السبعة، الذين أُجبروا على النزوح القسري، الذي طال المواطنين، عقب اجتياح جيش الاحتلال حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. عمل أحمد على تطويع دراسته للتربية الرياضية في مداعبة وملاعبة الأطفال اليتامى في مراكز النزوح، فأخذ على عاتقه تخفيف وجعه بإسقاط فرحة زائفة على نفوس الأطفال وتقديم الألعاب لهم. وكان بُعد أبناءه عنه مثابة اشتعال النار في قلبه الذي لا يحتمل بقاؤهم هذه الفترة الطويلة في ظروف لا يعلم أحد ماهيتها إلا الله، فكان يملأ فراغه في غياب أطفاله في لعبه مع الأطفال. "صح أنا عصبي ومليش طولة بال، لكن ما بتحمل زعل وبكاء الأطفال، وخاصة الأيتام الذين فقدوا حنان الأم والأب أو أحدهما".. بهذه العبارة بدأ أحمد حديثه لوكالة "صفا" عن مهنة الحرب التي سخّر فيها تعليمه وبعض مما يملك من أموال لإذابة الحزن عن عيون هؤلاء الأطفال رسم البسمة على شفاههم. يقول: "بقدر وجعي الكبير على فراق أولادي وزوجتي، بعد ما نزحوا إلى الجنوب، إلا أنه لم يكون نقطة في بحر أمام ألم الأطفال الأيتام، ونظرة الانكسار التي نشاهدها في عيونهم وقت يشوفوا أي طفل مع أمه وأبوه، هذه اللحظة تجعلك تخسر كل ما تملك من أجل زرع البسمة والفرح داخل قلوبهم الصغيرة". تمتع أحمد بروحه الرياضية، وتحمل آلام الأطفال، فأخذ على عاتقه إلى جانب اللهو واللعب معهم، حل المشاكل التي تواجههم. شعور لا يوصف ويضيف "شعور الأبوة والفراق يعملان كمحفز لا شعوري لإرضاء كل قلب حزين ورفع الهم عن وجوه شاخت في صغرها، وكل ما أشتاق لأولادي بلجأ للأطفال اليتامى لترفيههم والتخفيف عنهم، بحاول أقضي معهم أكبر وقت ممكن، حتى لا يقتلني الحنين لقطعة من قلبي تعيش جنوب القطاع". ويتابع "وأنا بلعب مع الأطفال بشعر أنني أب لهم كلهم، بفرح كتير وقت أرى السعادة في عيونهم، وحين يلمحوني من بعيد يتسابقون لاحتضاني، فأشعر أنني أحتضن صغاري، فيكون شعور المحبة متبادل". "أبو الكتاكيت"، هذا اللقب يعرفني فيه الجميع صغار وكبار. كما يقول لوكالة "صفا" انتشر صيت أحمد ليتجاوز غالبية مراكز النزوح، فجعل بسمة الأطفال شعارًا له ليريح بها قلبه وقلوبهم الصغيرة، على أمل انتهاء هذه الحرب ببسمة دائمة دون فقد متزايد، وأن يجتمع هو وعائلته من جديد. تلك السعادة التي يصنعها "أبو الكتاكيت" لا تقتصر على الأطفال وحسب، بل تطال الكبار الذين يُشاهدون تبدد غيوم الحزن السوداء في عيون الأطفال، ليستوطن مكانها شمس الأمل والتفاؤل بحياة قادمة أجمل.

مقالات مشابهة

  • وجه الحرب
  • نشرة التوك شو| أصداء اغتيال حسن نصر الله.. وعودة العمل بقانون أحكام البناء لعام 2008
  • "عماد الدين أحمد".. حُرم من رؤية أطفاله النازحين فكانت بسمة الأيتام غاية عمله بغزة
  • "عماد الدين أحمد".. حُرم من رؤية أطفاله النازحين فكانت بسمة الأيتام مصدر سعادته بغزة
  • رجل السلام
  • 362 أجنبيا يصلون تركيا من لبنان عبر البحر
  • تجدّد: إنهاء الحرب الحل الوحيد لوقف شلال الدم وللحزب نقول كفى
  • ويلات الحرب.. هجمات حزب الله تُبدد حلم النازحين في إسرائيل
  • زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين
  • الصحافة العربية تدخل عصر الميتافيرس.. دراسة مونيكا عياد تفتح آفاقاً جديدة