31 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: كتبت نهلة الدراجي:
في زمننا الحالي يبدو أن الحماقة تحظى بنصيب وافر وتتغلغل في كافة جوانب حياتنا، فلا يمكن إنكار حقيقة أن القرارات الخاطئة والسلوك الغبي يسيطران على العديد من القطاعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
رغم ذلك، يبقى الأمل مضيئاً فينا، حيث تعلمنا من التأريخ أن الحماقة لا تدوم وإن العقول الراقية والحكمة العميقة تنتصر في نهاية الطريق.
لن يكون هناك شك في أن الحمقى قد يملؤون مواقع القرار في العالم … حيث يفتقر هؤلاء الأفراد إلى الحكمة والتفكير المنطقي، ويتخذون قراراتهم بناءً على تحيزاتهم الشخصية والمصالح الضيقة.
قد يتسببون في إحداث تداعيات سلبية واضحة، فالحمقى يمثلون تلك الجوانب الظلامية والمظاهر السلبية في الإنسان، والتي قد تتجاوز العقول الراقية والمتعلمة.
رغم ذلك، لا يعني أن الحكمة والفهم العميق قد اندثرا تمامًا.
ففي كل زمان ومكان، ينبعث النور من بين ثنايا الظلام وتظهر أصوات وعقول تتحدى الجهل وتبني لنا جسورًا نحو المعرفة والتفكير العميق.
قد يكون العالم مليئًا بالحمقى، لكن يجب أن نتذكر أن الحكمة لا تنبت في الأرض الجافة، بل في الأرض الخصبة.. علينا أن نقاوم الحماقة بالتمسك بالمعرفة والتعلم المستمر .. علينا ان نعمل على توسيع آفاقنا وفتح عقولنا لاستيعاب الأفكار المختلفة والرؤى المتنوعة.
علينا أن نستمع إلى الآخرين ونحترم وجهات نظرهم، حتى وإن كانت مختلفة عنا.. إن التعاون والحوار المثقف هما الطريقة الأمثل لمواجهة الحماقة وتجاوزها.
ختاماً، الحمقى لا يستطيعون حكم العالم إذا كنا نعمل معًا بحكمة وشجاعة، ونبذل قصارى جهودنا لتعزيز العقلانية والتفكير النقدي، ولنكن أصواتًا تهز الجمود وتحطم الجدران الجاهلة. وسوف نجد في النهاية أن الحمقى لا يمكنهم البقاء لفترة طويلة، فالعقل والحكمة سينتصران وسيعود العالم لمساره الصحيح.
لذا، لنتحد معًا في معركة الحكمة ضد الحمقى، ولنجعل من عالمنا مكانًا أفضل للجميع. فالقوة في أيدينا لتغيير المستقبل، وإذا كنا نتحلى بالحكمة والتوجه الصحيح، فإننا سنصنع فارقًا حقيقيًا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
قالت دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور نظير عياد، إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليتعبد به، ويتحدى بأقصر سورة منه، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
وأوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين؛ قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: 76-77].
فضل حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية الأخرىوأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية المقدمة؛ لأنّه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة؛ ولأنَّ كل نبيّ كان يبعث إلى قومه خاصة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة، وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة في وقتٍ واحدٍ مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا لوط عليه السلام، فكان الكتاب -كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود- ينزل لفئة من الناس دون الآخرين، ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يأتي بعده حتى تقوم الساعة؛ فكان جديرًا بأن يُحفَظ دون سائر الكتب.
وأضافت الإفتاء قاشلة: أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها، فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلًا ممَّن وفقه الله، فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة، وتكفَّل بحفظه تعالى؛ إكرامًا لهم، وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى، وهو سبحانه يرفع مَن يشاء، ويضع مَن يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.
حكم قراءة القرآن والذكر جماعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الذكر الجماعي أمر جائزٌ، والقول بأنَّ ذلك بدعة هو في نفسه بدعة مذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن الذكر في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى.
ومدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثابتة منقولة بالتواتر، أخذها الخلف عن السلف من غير نكير، وما زالت المدائح النبوية تُحَبِّبُ الناس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر العصور، وتُرَغِّبُهُم في اتباعِ سنته والاقتداء بشمائله الشريفة وسجاياه الكريمة، وبها تَتَنَوَّر القلوب وتنشرح الصدور وتزكو النفوس، وهذه السنة من السنن المهجورة عند كثير من المسلمين.