حسين أبو صدام يكتب: نحو أمن غذائي لمصر
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
سعت القيادة السياسية على مدار السنوات العشر الماضية لتحقيق الأمن الغذائى فى ظل الصدمات العالمية التى شهدتها دول العالم بعد أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية - الأوكرانية والتداعيات التى خلفتها تلك الحرب على الأمن الغذائى على مستوى العالم، وكانت رؤية القيادة السياسية حكيمة، فوضعت تصوراً استراتيجياً لتحقيق الأمن الغذائى، وذلك من خلال زيادة الرّقعة الزراعية فى مصر والزراعة فى الصحراء وتنوع طرق الاستصلاح الزراعى، والفلاح المصرى ظهر بدور مهم، فكان جندياً وفياً مساهماً فى الحافظ على الأمن الغذائى.
وفى إطار التوسّع الأفقى بالقطاع الزراعى استهدفت الدولة استصلاح وزراعة أكثر من 4 ملايين فدان من خلال مشروعات قومية عملاقة وغير مسبوقة، فضلاً عن إحياء مشروع توشكى واستصلاح وزراعة آلاف الأفدنة فى الصحراء بسيناء والصعيد والوادى الجديد وقبل كل ذلك العمل بجدية على وقف التعديات على الأراضى الزراعية.
كما تم تفعيل الزراعة التعاقدية فى الذرة وفول الصويا وعباد الشمس، وتم الاتجاه إلى رقمنة القطاع الزراعى من خلال ميكنة الجمعيات الزراعية وتحويل الحيازة الورقية لحيازة مميكنة بما يُعرف «بالكارت الذكى»، كما تم التوسّع فى توفير التقاوى المعتمَدة للمحاصيل الاستراتيجية واستنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية ومبكرة النضج ومقاومة للأمراض وتتحمّل التغيّرات المناخية غير الملائمة والبدء فى البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر.
وفى مجال الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والبيضاء تم ضخ مليارات الجنيهات لتمويل مشروع البتلو، الذى يستفيد منه آلاف المربين مع تطوير أكثر من 200 مركز لتجميع الألبان وجلب واستيراد الآلاف من رؤوس الماشية المحسّنة لتحسين السلالات وإنشاء ما يزيد على 600 نقطة للتلقيح الاصطناعى بالوحدات البيطرية، بالإضافة إلى تنظيم آلاف القوافل البيطرية التى تجوب المحافظات لعلاج المواشى مجاناً، ونشر ثقافة تحسين السلالات والتلقيح الاصطناعى وتوفير الأمصال واللقاحات بالوحدات البيطرية للوقاية من الأمراض.
وتربّعت مصر فى عهد «السيسى» على المركز الأول أفريقياً فى مجال الاستزراع السمكى من خلال مشروعات عملاقة فى الثروة السمكية كبركة غليون والفيروز وقناة السويس مع زيادة الاستزراع السمكى فى الأقفاص البحرية وتطوير البحيرات المصرية وإزالة التعديات الواقعة عليها.
المرحلة الأولى فقط من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أسهمت فى تطوير الريف المصرى وتحسين معيشة الفلاحين، والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى عام 2019 وتضم نحو 1436 قرية فى 52 مركزاً يتم فيها تنفيذ آلاف المشروعات القومية التى تخدم القطاع الزراعى، مثل الصرف الصحى والصرف الزراعى وتطوير المنشآت الزراعية وإنشاء مراكز جديدة للخدمات الزراعية المجمّعة بكل القرى، وتبطين الترع، من خلال تبطين وتأهيل نحو 1500 كيلومتر من الترع بنهاية العام الحالى.
وفى مجال الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والبيضاء تم ضخ مليارات الجنيهات لتمويل مشروع البتلو، الذى يستفيد منه آلاف المربين مع تطوير أكثر من 200 مركز لتجميع الألبان وجلب واستيراد الآلاف من رؤوس الماشية المحسّنة لتحسين السلالات وإنشاء ما يزيد على 600 نقطة للتلقيح الاصطناعى بالوحدات البيطرية، بالإضافة إلى تنظيم الآلاف من القوافل البيطرية التى تجوب المحافظات لعلاج المواشى مجاناً، ونشر ثقافة تحسين السلالات والتلقيح الاصطناعى وتوفير الأمصال واللقاحات بالوحدات البيطرية للوقاية من الأمراض.
وفى المجال الداجنى تم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواجن والبيض والقضاء على مرض إنفلونزا الطيور وتشجيع المستثمرين على الاستثمار فى القطاع الداجنى عن طريق تسهيل الإجراءات وإتاحة التمويلات اللازمة. صادرات مصر الزراعية تخطت لأول مرة 7 ملايين طن الموسم الماضى بفضل فتح الأسواق الجديدة وتطوير نظام الحجر الزراعى والاهتمام بجودة المنتجات الزراعية بتطوير نظم الرى من النظم القديمة للرى الحديث واستحداث نظم زراعية جديدة، كالزراعة داخل الصوب الزراعية، كما تمّت الاستجابة إلى طلبات الفلاحين بوضع سعر مجزٍ للمحاصيل الزراعية الأساسية قبل الزراعة، مثلما حدث فى القمح وقصب السكر والقطن.
وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تخطت مساحات زراعة الأقماح أكثر من 3 ملايين فدان، وتنفيذ المشروع القومى لإنشاء الصوامع الذى أدى إلى زيادة السعات التخزينية من 1.4 مليون طن فى 2014 لتصل إلى 5.5 مليون طن 2024، وأحلامى فى الجمهورية الجديدة هو الاستمرار على هذا النهج لحماية الأمن الغذائى المصرى، وتحقيق المخزون الاستراتيجى الذى تسعى له القيادة السياسية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمن الغذائى الاكتفاء الذاتى الصرف الزراعى تطوير المنشآت بالوحدات البیطریة الأمن الغذائى من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية
«التاريخ والجغرافيا» الزمكان، اجتمعا فى مصر على الغواية، منذ مصر القديمة وإلى الآن.. مصر بلاد الغواية، أرضها الساحرة السهلة البسيطة، المربعة الحديقة، الشخصية المصرية معجون غواية، صمتها غواية، فنها غواية، صعودها غواية، سقوطها غواية، الضعف فى الشخصية المصرية غواية، وقوتها غواية.. شخصية تبدو غير ما تخفى، تبدو للغريب محتاجة، وتبدو للعدو فريسة، لا أبواب ولا متاريس ولا تعاريج، مثل أرضها منبسطة، مثل بيوت فلاحيها وفقرائها أبوابها مفتوحة، يطمع المحتل بسبب الغواية فى الشخصية المصرية.. الهكسوس بدايتهم أغراب سكنوا بالقرب من الشرقية.. تركتهم الشخصية المصرية بتعاطف فطرى مع الأغراب، الغواية جعلت تملك الهكسوس وكثر عددهم حتى حكموا مصر أجيالاً.. منهم فرعون الذى طغى فى البلاد.. الغواية ملكتهم زمام الشخصية المصرية، والغواية نفسها التى سكروا بسببها وتكبروا حتى طردوا.
ومثل الهكسوس كل محتل طمع بفعل الغواية وظن حتى فسق.. المحتل يتبدل والسبب واحد بفعل الغواية التى تجدد ظنونهم وتعبث بأفكارهم، حدث بالإنجليز كما حدث بالفرنساوى كما حدث بالصهيونى أو كما يحدث.. الغواية تفعل السحر بالغريب، وتفعل السحر بالقريب، المرأة المصرية تغوى جديدها بلطف قولها ولين فعلها وبالكثير من عناصر الغواية، دون الانتباه لما تقصده دون فهم طبيعتها، دون علم بقلبها، المرأة مثل الأرض مثل سمائها أمام عينيها، وأرضها حضن بين ذراعيها، المرأة المصرية بسط قولها ولحظ عينها وسهولة رجائها يغوى، يجعل رجلها وابنها وأباها وخالها وعمها وأخاها وجد جدها يطمئن، لكنه بالغواية نفسها يهملها ويتركها تتحمل وتحمل الهم، يتركها تربى وتدبر وتسند جدران البيت.
الكل يقع فى الغواية، كذلك الرجل فى الشخصية المصرية يغوى ويجامل ويتقبل الأدنى ويعبر ويترك بيته بالسنين، يغوى الأيام فتزيده غربة، ويغوى الفقر فيزيده حاجة، ويغوى القهر فيزيده الألم، الغواية فطرية فى سلوك الشخصية المصرية، تجعل القوى يبطش، والمالك يبخل، والغنى يفسد به، والمدير يستخف ليطيعه، الغواية فى الشخصية المصرية تسمح للأم بأن تربى ابنها ثم تقذف به إلى البحر، تسمح للابن بالمسافات التى لا تختصر إلا بالمسافات، الغواية تجعل الأغيار يظنون بنا أننا حشائش سهلة القص، يظن الغير المتربص أننا طرح نهر من حقه أن يتملكه، لكنها الغواية التى هى نفسها تخفى الوجه الآخر منها.
سهولة الشخصية المصرية سهولة خادعة، الغواية تجلب الطامع فيها، حتى تسقطه الغواية وتمحوه، أين الهكسوس؟ أين الجبابرة؟ أين المستبد؟ أين الظالم؟ أين وأين وأين وأين؟! ينقلب بالغواية السحر على الساحر، وتبقى الشخصية المصرية تبتلع البلاء وتشربه، لكنها أبداً أبداً لن تسقط، فالغواية تسبب للمصرى الأمراض وتجلب الطفيليات، لكنها تملك سرها، سر الغواية فى قلب المصرى، يظهر اللين حتى تجور فيظهر الحاد ويدفن، فهى أرض البناء وهى أرض المقابر، ترسم بغواية وعلى جدرانها الأساطير وهى تخفى حقائق الحكايات، ولأنها نموذج العالم ولأنها تتوسط كل متطرف ولأنها تحتوى، يظن اللصوص أنها من حقهم.. الغواية شخصية لا تذهب لأحد، لا تهاجم أحداً، لكنها فى مكمنها، من يتجاسر عليها تتركه حتى يظن بقدرته أنه قدر، لكنه دون أن يدرى أن للغواية سحراً يسقط فى قبرها ودفن.. حمى الله مصر وحمى أهلها، فهى الوطن وهى السكن.