بوابة الوفد:
2024-11-22@04:17:33 GMT

من حكايات المبدعين

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

حكى الأديب أحمد القرملاوى الحائز على جائزة كتارا فى الرواية والشيخ زايد فى الأدب لـ«الوفد».. بدأتُ التدرب على صوم رمضان خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضى. كنتُ بالكاد فى الخامسة أو السادسة من عمرى، وكان شهر الصوم يحِلُّ آنذاك خلال أشهر الصيف، حيث القيظ والعطش الشديد الذى يجعلنا نبتكر الوسائل التى نتحايل بها على الأمر، فنكثر من المضمضة والغرغرة لنسمح للقليل من الماء بالتسرب عبر حلوقنا الجافة، أو نرشف الماء مُتظاهرين بالنسيان، ثم نكمل الصيام بحُجَّة أن الله قد أنسانا الصوم حتى يُطعمنا ويسقينا.

. وهكذا نمضى فى مكابدة المعاناة حتى يحِلَّ آخر أسبوع فى الشهر الفضيل فيجود علينا بما يُسلينا عن العطش ويشغلنا عن ترقُّب مدفع الإفطار، عندما يتجمَّع أفراد العائلة كبارًا وصغارًا على هدف واحد فى بيت جدتى الكائن فى حى العباسية: «كعك العيد».

وأذكر أنى صوَّرتُ هذه المناسبة الاستثنائية فى بواكير قصصى القصيرة والتى ضمَّتها مجموعتى القصصية الأولى «أول عباس»، حيث تجتمع العائلة فى بيت الجدة لصناعة «الكعك»، فتُشرف النساء على نَخْلِ الدقيق وإذابة السمْن وإعداد «رائحة الكعك» والسمسم، فيما يتولَّى الأولاد حَمْلَ الطبلية الثقيلة إلى وسط الصالة وإعداد طبلية أخرى صغيرة للأطفال لكى يُشاركوا الكبار فى «نقش الكعك» بـ«المنقاش» المعدنى، فى مباراة أخرى جانبية تلعب أثناءها العمَّات دَوْرَ لجنة تحكيم «النقْش على الكعك». أما الرجال فيتقدَّمون فى مرحلة لاحقة إلى الحَلَبَة المُعَدَّة فوق الطبلية الكبيرة، وهناك يتبارزون فى «بَسِّ العجين» بأقوى ما لديهم ويُباهون بعضلاتهم التى تبرز من طول البَسِّ.

ومع توالى السنوات، تراجع شهر رمضان فصار يحِلُّ فى فصل الربيع، وتراجَعَت معه فُرَصُ حضورى لهذه المناسبة السعيدة مع سائر أطفال العائلة، إذ رحلتُ مع أسرتى إلى الكويت فى منتصف الثمانينيات وصرتُ أحضر لمصر أثناء الإجازة الصيفية فقط، فلا أعايش أجواء شهر رمضان كما عهِدتُها قبل سفرى، لكنْ ظلَّت ذكرى اجتماع «الكعك» ماثلةً فى ذاكرتى بروائحها الزكية ومذاقاتها الشهية، ومبارياتها الجانبية التى تتيح المتعة للجميع.

ومع طول التأمل والرغبة فى الإمساك باللحظة، شقَّت هذه الذكرى طريقها إلى الورق، فدوَّنتُها فى قصة «صورة فوق الأريكة» ونسجتُ حولها حكايةً تُسائل الموت وتُواجه الفناء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجموعة قصصية الصوم

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطيني ونجله في سجون الاحتلال عقب اعتقالهما أحياء من جنوب غزة

الجديد برس|

استشهد المواطن الفلسطيني منير الفقعاوي (٤١ عاماً) ونجله ياسين في سجون الاحتلال الصهيوني، بعد اعتقالهما أحياء أثناء اجتياح قوات الاحتلال حي الأمل في محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، وفقاً لما كشفت عنه مداولات محكمة الاحتلال العليا.

وذكرت مصادر اعلامية فلسطينية، أن جنود الاحتلال اعتقلوا الشهيدَين بعد التحقيق معهما أمام أطفال العائلة. وأفاد الجنود الاحتلال للعائلة بأنه “لا معنى للسؤال عن مصيرهما”، قبل أن يتم اقتيادهما.

وأفادت العائلة بأنها علمت باستشهاد منير الفقعاوي ونجله ياسين عبر مؤسسة حقوقية، التي أبلغتها بقرار جيش الاحتلال الصهيوني الذي أقرّ بوفاتهما أثناء الاحتجاز.

في خطوة تعكس إفلات الاحتلال من المحاسبة، قامت المحكمة العليا للاحتلال بتوبيخ الجنود المسؤولين عن الواقعة، لكنها في النهاية أغلقت الملف، مما يسلط الضوء على استمرار الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وجاءت هذه الجريمة البشعة في إطار العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث تشهد المناطق الجنوبية والشرقية عمليات توغل متكررة يرافقها اعتقالات تعسفية وإعدامات ميدانية، وسط صمت دولي مريب تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة من مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والدولية، التي دعت إلى فتح تحقيق دولي مستقل حول الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، معتبرة أن ما حدث يشكل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

مقالات مشابهة

  • نادين نجيم.. حكايات من القلب عن حبها لمصر وذكريات الطفولة
  • حكايات الإبداع بـ«أيادي مصرية».. عم ربيع يحول «العرجون» لتحف فنية و«ملك» ترسم بالرمال الملونة
  • عائلة روبن نيفيز تستمتع بأجواء الطبيعة في المملكة
  • حكايات السكان والمقاعد: كيف تُرسم خارطة العراق من جديد؟
  • صلاح الدين تنجز 98% من التعداد السكاني وتنبيه بشأن أفراد العائلة
  • قبلان: لحظة الإستقلال الآن هي للتضحيات الوطنية على الجبهة الجنوبية
  • مواطن: زوجتى لا تصلح لرعاية طفلى وصدرت ضدها أحكام بالحبس.. التفاصيل
  • استشهاد فلسطيني ونجله في سجون الاحتلال عقب اعتقالهما أحياء من جنوب غزة
  • الصورة لغة المبدعين في «العين للكتاب»
  • الحل فى الصندوق «2»