بوابة الوفد:
2025-04-30@21:12:55 GMT

من حكايات المبدعين

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

حكى الأديب أحمد القرملاوى الحائز على جائزة كتارا فى الرواية والشيخ زايد فى الأدب لـ«الوفد».. بدأتُ التدرب على صوم رمضان خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضى. كنتُ بالكاد فى الخامسة أو السادسة من عمرى، وكان شهر الصوم يحِلُّ آنذاك خلال أشهر الصيف، حيث القيظ والعطش الشديد الذى يجعلنا نبتكر الوسائل التى نتحايل بها على الأمر، فنكثر من المضمضة والغرغرة لنسمح للقليل من الماء بالتسرب عبر حلوقنا الجافة، أو نرشف الماء مُتظاهرين بالنسيان، ثم نكمل الصيام بحُجَّة أن الله قد أنسانا الصوم حتى يُطعمنا ويسقينا.

. وهكذا نمضى فى مكابدة المعاناة حتى يحِلَّ آخر أسبوع فى الشهر الفضيل فيجود علينا بما يُسلينا عن العطش ويشغلنا عن ترقُّب مدفع الإفطار، عندما يتجمَّع أفراد العائلة كبارًا وصغارًا على هدف واحد فى بيت جدتى الكائن فى حى العباسية: «كعك العيد».

وأذكر أنى صوَّرتُ هذه المناسبة الاستثنائية فى بواكير قصصى القصيرة والتى ضمَّتها مجموعتى القصصية الأولى «أول عباس»، حيث تجتمع العائلة فى بيت الجدة لصناعة «الكعك»، فتُشرف النساء على نَخْلِ الدقيق وإذابة السمْن وإعداد «رائحة الكعك» والسمسم، فيما يتولَّى الأولاد حَمْلَ الطبلية الثقيلة إلى وسط الصالة وإعداد طبلية أخرى صغيرة للأطفال لكى يُشاركوا الكبار فى «نقش الكعك» بـ«المنقاش» المعدنى، فى مباراة أخرى جانبية تلعب أثناءها العمَّات دَوْرَ لجنة تحكيم «النقْش على الكعك». أما الرجال فيتقدَّمون فى مرحلة لاحقة إلى الحَلَبَة المُعَدَّة فوق الطبلية الكبيرة، وهناك يتبارزون فى «بَسِّ العجين» بأقوى ما لديهم ويُباهون بعضلاتهم التى تبرز من طول البَسِّ.

ومع توالى السنوات، تراجع شهر رمضان فصار يحِلُّ فى فصل الربيع، وتراجَعَت معه فُرَصُ حضورى لهذه المناسبة السعيدة مع سائر أطفال العائلة، إذ رحلتُ مع أسرتى إلى الكويت فى منتصف الثمانينيات وصرتُ أحضر لمصر أثناء الإجازة الصيفية فقط، فلا أعايش أجواء شهر رمضان كما عهِدتُها قبل سفرى، لكنْ ظلَّت ذكرى اجتماع «الكعك» ماثلةً فى ذاكرتى بروائحها الزكية ومذاقاتها الشهية، ومبارياتها الجانبية التى تتيح المتعة للجميع.

ومع طول التأمل والرغبة فى الإمساك باللحظة، شقَّت هذه الذكرى طريقها إلى الورق، فدوَّنتُها فى قصة «صورة فوق الأريكة» ونسجتُ حولها حكايةً تُسائل الموت وتُواجه الفناء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجموعة قصصية الصوم

إقرأ أيضاً:

حكاية أطفال الأنابيب (٢)

يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم.
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة  بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.

SalehElshehry@

مقالات مشابهة

  • وزارة العدل تفوز بجائزة مسار المبدعين
  • جديد حادثة وفاة طفلة رضيعة في ذوق مصبح.. بيان من العائلة
  • ألابا يتعرض لإصابة أخرى في الركبة
  • مجان ودلمون.. حكايات متشابكة
  • إنتر يواجه برشلونة بذكريات نسخة 2010
  • حكاية أطفال الأنابيب (٢)
  • العائلة الفريدة.. مارسيل كولر يصدر بيان الوداع بعد رحيله عن الأهلي
  • مواسم الفاكهة
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • الظلام يجتاح فرنسا ودول أوروبية أخرى