بوابة الوفد:
2024-09-30@16:17:02 GMT

من حكايات المبدعين

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

حكى الأديب أحمد القرملاوى الحائز على جائزة كتارا فى الرواية والشيخ زايد فى الأدب لـ«الوفد».. بدأتُ التدرب على صوم رمضان خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضى. كنتُ بالكاد فى الخامسة أو السادسة من عمرى، وكان شهر الصوم يحِلُّ آنذاك خلال أشهر الصيف، حيث القيظ والعطش الشديد الذى يجعلنا نبتكر الوسائل التى نتحايل بها على الأمر، فنكثر من المضمضة والغرغرة لنسمح للقليل من الماء بالتسرب عبر حلوقنا الجافة، أو نرشف الماء مُتظاهرين بالنسيان، ثم نكمل الصيام بحُجَّة أن الله قد أنسانا الصوم حتى يُطعمنا ويسقينا.

. وهكذا نمضى فى مكابدة المعاناة حتى يحِلَّ آخر أسبوع فى الشهر الفضيل فيجود علينا بما يُسلينا عن العطش ويشغلنا عن ترقُّب مدفع الإفطار، عندما يتجمَّع أفراد العائلة كبارًا وصغارًا على هدف واحد فى بيت جدتى الكائن فى حى العباسية: «كعك العيد».

وأذكر أنى صوَّرتُ هذه المناسبة الاستثنائية فى بواكير قصصى القصيرة والتى ضمَّتها مجموعتى القصصية الأولى «أول عباس»، حيث تجتمع العائلة فى بيت الجدة لصناعة «الكعك»، فتُشرف النساء على نَخْلِ الدقيق وإذابة السمْن وإعداد «رائحة الكعك» والسمسم، فيما يتولَّى الأولاد حَمْلَ الطبلية الثقيلة إلى وسط الصالة وإعداد طبلية أخرى صغيرة للأطفال لكى يُشاركوا الكبار فى «نقش الكعك» بـ«المنقاش» المعدنى، فى مباراة أخرى جانبية تلعب أثناءها العمَّات دَوْرَ لجنة تحكيم «النقْش على الكعك». أما الرجال فيتقدَّمون فى مرحلة لاحقة إلى الحَلَبَة المُعَدَّة فوق الطبلية الكبيرة، وهناك يتبارزون فى «بَسِّ العجين» بأقوى ما لديهم ويُباهون بعضلاتهم التى تبرز من طول البَسِّ.

ومع توالى السنوات، تراجع شهر رمضان فصار يحِلُّ فى فصل الربيع، وتراجَعَت معه فُرَصُ حضورى لهذه المناسبة السعيدة مع سائر أطفال العائلة، إذ رحلتُ مع أسرتى إلى الكويت فى منتصف الثمانينيات وصرتُ أحضر لمصر أثناء الإجازة الصيفية فقط، فلا أعايش أجواء شهر رمضان كما عهِدتُها قبل سفرى، لكنْ ظلَّت ذكرى اجتماع «الكعك» ماثلةً فى ذاكرتى بروائحها الزكية ومذاقاتها الشهية، ومبارياتها الجانبية التى تتيح المتعة للجميع.

ومع طول التأمل والرغبة فى الإمساك باللحظة، شقَّت هذه الذكرى طريقها إلى الورق، فدوَّنتُها فى قصة «صورة فوق الأريكة» ونسجتُ حولها حكايةً تُسائل الموت وتُواجه الفناء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجموعة قصصية الصوم

إقرأ أيضاً:

مسابقة بمركز جامعة القاهرة للغات والترجمة حول حكايات من الأدب الشعبى

ينظم مركز جامعة القاهرة للغات الأجنبية والترجمة التخصصية مسابقة لشباب المترجمين (حتى سن 30 عاما) بعنوان: "حكايات من الأدب الشعبي المصري بلغات العالم"، وآخر موعد للتقديم 30 نوفمبر، وتعلن النتائج فى 25 ديسمبر.

وصرح الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة أن هدف المسابقة تعزيز الدور التنويري لمركز جامعة القاهرة للغات والترجمة من خلال إثراء الترجمات من اللغة العربيةوإليها، وتسليط الضوء على أهمية الأدب الشعبي المصري في تعريف الثقافات المختلفة بالثقافة المصرية، وتشجيع شباب المترجمين على نقل الإنتاج الفكري والتراث الثقافي المصري إلى مختلف لغات العالم.

وقالت الدكتورة مناز عبد المعز مدير المركز إن تنظيم المسابقة يتواكب مع الاحتفال باليوم العالمي للترجمة  (٣٠ سبتمبر)،وأن اللغات المتاحة للترجمة فى المسابقة تشمل الإنجليزية، والفرنسية، والاسبانية، والإيطالية، والألمانية، والروسية، والصينية، الكورية، ويتم تحكيم الترجمات وتقويمها من خلال لجنة  تضم نخبة من أساتذة اللغات وآدابها، ووفقًا لمعايير  الدقة اللغوية، والحفاظ على روح النص والجوانب الثقافية، والاستخدام المناسب لتقنيات الترجمة، فضلا عن جودة استخدام الحواشي ودقتها.

وسيتم منح الفائز بالمركز الأول في كل لغة شهادة تقدير وجائزة مالية قدرها 5آلاف جنيه، مع نشر الأعمال الفائزة بمجلة "لوجوس" التي تصدر عن المركز، ويمكن للراغبين فى التقدم للمسابقة التسجيل والحصول على نص الحكايات من خلال التواصل مع المركز.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • مسابقة بمركز جامعة القاهرة للغات والترجمة حول حكايات من الأدب الشعبى
  • مسابقة بمركز جامعة القاهرة للغات الأجنبية حول "حكايات من الأدب الشعبي"
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع»
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم المبدعين
  • حكايات مُفجعة.. كيف بات اغتصاب النساء سلاحا في الحرب الأهلية بالسودان؟
  • حكايات من صور.. الحارس السوري الوحيد والفلسطيني الذي يرفض الرحيل
  • عاجل.. رد ناري من مجدي عبد الغني على وجود أعمال سحر مؤمن زكريا في حوش مقبرة عائلته
  • إزاي تعرف شجرة عائلتك من على الإنترنت.. ادخل على هذا الرابط
  • عمرو الليثي: جائزة ممدوح الليثي لدعم مسابقات الإبداع في مجال كتابة السيناريو واكتشاف المبدعين الجدد في هذا المجال
  • عمرو الليثي: جائزة ممدوح الليثي لدعم مسابقات الإبداع في كتابة السيناريو واكتشاف المبدعين الجدد