بوابة الوفد:
2025-05-01@20:45:25 GMT

الفطرة (١)

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

 

 

الفطرة تعنى فى اللغة الابتداء، والاختراع، والخلق، والحالة الأولى للأشياء قبل أن يلحقها التغيير أو التبديل: (الحمدلله فاطر السماوات والأرض)، (وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون).

وتأتى بمعنى الاستقامة والسلامة: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).

وقد تعددت التفسيرات فى بيان ماهية الفطرة على نحو يجعل من الفطرة:

١ - تهيؤ واستعداد فى أصل الجِبلّة لقبول الدين.

٢ - دين الإسلام.

٣ - الميول الطبيعية والنزعات الوجدانية والغرائز الفسيولوجية والمعنوية، مثل المحبة والكراهية، وغريزة حب الذات، وحب البقاء والتناسل...إلخ.

٤ - ما خُلق عليه الإنسان ظاهراً.

وباطنا متهيِّئا به لأداء مهمته فى الأرض من خلال تلك الخِلْقة.

لكن القراءة المتأنية لمجمل النصوص القرآنية والحديثية فى هذا الشأن تنتهى إلى أمرين:

الأول: أنه من البعيد تفسير الفطرة بأنها دين الإسلام، وذلك لأسباب:

١ - أن دين الأنبياء من آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام يشمل الإقرار باللسان والتصديق بالقلب والعمل بأركان الدين بالجوارح، وذلك ما لا يولد عليه الطفل ولا يقوم به حتى بعد ولادته، لأن الدين والإيمان يستلزم المعرفة والعلم، لكن الطفل قد ولد دون أية معرفة أو علم: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).

٢ - يتعارض ذلك التفسير مع آيات هداية الله التكوينية للإنسان إلى الطبيعة الثنائية المركوزة فيه والقادرة على الاختيار بين الكفر والإيمان والتقوى والفجور: (ونفْسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها)، (إنّا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)، (وهديناه النجدين).

فلو كانت الفطرة هى الدين (دين الإسلام) لكان الإنسان قد أُلهم وهُدى إلى سبيل ونجد وطريق واحد وأُلزم به، ولم يُلهَم الطريقين ويُمنح القدرتين كما تقرر الآيات. 

٣ - أن إبراهيم عليه السلام قد وصَّى أبناءه بالدين الذى يجب أن يستمسكوا به ويموتوا عليه وليس على الفطرة على الرغم من أنه لم تكن هناك ديانات كالصابئة أو اليهودية أو النصرانية لكى يخالفوها بالتمسك بالإسلام : (ووصّى بها إبراهيم بَنِيه ويعقوبُ يا بَنِى إن الله اصطفى لكم الدينَ فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون).

٤ - إذا كانت الفطرة هى دين الإسلام فكيف يسأل إبراهيم وإسماعيل ويطلبان من ربهما ما هو موجود لديهما بالفعل؟ وكيف يرجوان ربهما أن يجعلهما مسلمين وذريتهما: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك).

وللموضوع بقية نستكملها فى الجزء الثانى غداً إن شاء الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مركز الأزهر : العمل في الإسلام عبادة وشرف وكرامة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية  إن الإسلام قد أولى العمل مكانة رفيعة، واعتبره عبادة وسبيلاً لتحقيق الكرامة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يسّر الأرض للإنسان ليسعى فيها ويأكل من رزقه، كما جاء في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور}.

وأضاف المركز عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الله عز وجل خلق الليل والنهار لحكمة عظيمة، فجعل النهار وقتًا للعمل والسعي، والليل وقتًا للسكون والراحة، موضحًا أن ذلك يعكس انسجام الإسلام مع فطرة الإنسان ومتطلبات حياته اليومية، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا}.

وأكد المركز أن النبي ﷺ قد مدح العمل اليدوي الشريف، وبيَّن أن خير طعام يأكله الإنسان هو ما اكتسبه من كدّه وجهده، كما ورد في الحديث الشريف: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».

كيفية أداء الصلاة المنسية.. الأزهر العالمي للفتوى يجيبالأزهر العالمي للفتوى يطلق فعاليات الملتقى المركزي لشباب الجامعات

وشدد المركز على أن الإسلام شجّع الإنسان على الاكتساب والسعي، ولو بأبسط الأعمال، ما دام في ذلك كفاية له وعزة لنفسه، إذ قال النبي ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا».

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في منشوره  على أن الإسلام جمع بين العبادات والارتقاء بأمور الدنيا، فقد أمر الله عز وجل بالسعي في الأرض بعد أداء صلاة الجمعة، طلبًا للرزق وقضاءً لحوائج الناس، كما جاء في قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

طباعة شارك مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية العمل في الإسلام الأزهر عيد العمال

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: مصادر التشريع في الإسلام أربعة.. والقرآن والسنة الأصل
  • أبو بكر سيسي... جريمة هزت عرش ديموقراطية فرنسا الهشة| تقرير
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • مركز الأزهر : العمل في الإسلام عبادة وشرف وكرامة
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
  • ماذا تكشف جريمة مقتل الشاب أبو بكر في فرنسا؟
  • سبب استحباب أداء العُمرة في شهر ذي القعدة .. تعرّف عليه
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية