إذا أردت أن تحكم على أيديولوجية سياسية، عليك أن تعرف كيف تعاملت مع من انتزعت منهم الحكم، فمن الأخلاق أن تُظهر الرحمة عند وصولك إلى موضع القوة، لكن إن أردت البطش، فيكون ذلك بحسب القانون ومحاكمة عادلة، أو من خلال استفتاء حتى يقرر الشعب ماذا يصنع بحاكمه السابق.

الشيوعية والقيصر نيكولاس الثاني في روسيا

القيصر نيكولاس الثاني في روسيا، كان آخر حاكم روسي قبل النكسة البلشفية، تنحى قبل عودة فلاديمير لينين من منفاه في ألمانيا وبداية الحرب الأهلية، أي أنه كان مجرد مواطن بدون أي سلطات.

بعد عودة لينين، تم إلقاء القبض على نيكولاس وعلى أسرته من قِبل عصابة بلشفية بولندية يهودية يترأسها ياكوف يوروفسكي (يهودي)، وتم أسرهم في منزل في يكاترينبورغ.

يوروفسكي ترك القيصر وأسرته في أحد الغرف للاستعداد "لأخذ صورة جماعية" قبل "نقلهم إلى مكان آخر"، بعد دقائق، عاد يوروفسكي إلى الأسرة على رأس كتيبة من الحمر، ثم قراء حكماً بالإعدام.

حاول القيصر، الذي اختبأت أسرته خلفه خوفاً من الحمر، الاستفهام من سجانه. إلا أن يوروفسكي قرأ الحكم ثانيةً بسرعة وأطلق النار على نيكولاس.

حاولت زوجة القيصر وبناته الصلاة لكن الجنود فتحوا النار عليهم وعلى الطفل الصغير، من لم يمت بالرصاص، طُعن بسكاكين البنادق.

انتزعت المجوهرات من الجثث وانتهى بها الأمر على مكتب يوروفسكي، الذي أمر برمي الجثث في بير وإحراقها بالأحماض حتى لا يتعرف عليها أحد، ثم أمر بنقلها ودفنها في مكان بعيد بعد أن اقترب البعض من اكتشاف المكان الأول.

الملك فاروق

الملك فاروق آخر ملك لمصر، ثار عليه الضباط الأحرار بسبب فساده، وهزيمة 1948، وفشله في طرد المستعمر من مصر.

تم نفيه وأسرته إلى المغرب ثم إلى إيطاليا، بعد ثورة سلمية بدون أي عنف، وقضى بقية حياته متردداً على النوادي الليلية وصالات الميسر والمطاعم الفاخرة، وبعد وفاته، دُفن في مصر.

القيصر فيلهلم الثاني

- الاشتراكية القومية والقيصر فيلهلم الثاني في ألمانيا

أخر قيصر في ألمانيا، نفاه الزعيم أدولف هتلر إلى هولندا وقضى بقية حياته في قصر هناك، مع أنه كان يجهر بكرهه للنظام، لم يتعرض له أو لأهله، بل كان بعض الضباط يزورونه ومن بينهم هيرمان جيورينج، قائد سلاح الطيران ورئيس البرلمان.

تعلم الهولندية، كتب مذكراته، وظل ثريا، توفي قبل عملية بارباروسا (اجتياح ألمانيا للاتحاد السوفيتي) وأشرف الحزب الاشتراكي القومي على جنازته وتكريمه كقائد سابق للبلاد.

الشاه محمد رضا

- الإسلام السياسي الحق و الشاه محمد رضا في إيران:

قاد الخميني الثورة الإسلامية في إيران، الملقبة بثورة الكاسيت، ضد الشاه الموالي للولايات المتحدة الأمريكية.

بالطبع، تخلت الولايات المتحدة عن حليفها المريض، لكن الثوار لم يفتكوا به، هرب الشاه وقضى بقية حياته متنقلا من بلد إلى بلد، من بينهم مصر، والمغرب والمكسيك. ثم عاد إلى مصر وتوفى هناك.

نستخلص من هذا أن الثورات الاشتراكية القومية غير الماركسية بكل أنماطها (الفاشية، أو الناصرية، أو الإسلامية الصحيحة البعيدة عن الإرهاب وكل فعل ينافي الشريعة الإسلامية وتعاليم الصحابة وآل بيت النبي) هدفها الإصلاح والتنمية، و تحارب الأفكار بالأفكار وتتسلح بالحجة، ولا تنتقم من البشر خاصة الذين يصبحون بلا سلطة أو مأوى.

على الجانب الآخر، نرى أن أي حراك يقوده يهود يصبح إرهابيا ولا يهتم إلا بقتل الأبرياء و الأطفال، فالعقل اليهودي، الذي اخترع الشيوعية والصهيونية، أعجز من إبداع أي شيء غير دموي، وأعجز من الحوار أو النقاش أو الرحمة أو التفاهم أو الاحترام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإرهاب اليهودي الإسلام السياسي الثورة الإسلامية في إيران الثورة البلشفية في روسيا الخميني في إيران الصهيونية الفاشية الكيان الصهيوني الملك فاروق الناصرية الولايات المتحدة الأمريكية شاه إيران

إقرأ أيضاً:

الجزائر تدعو إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب

دعت الجزائر، أمس الخميس، إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب، خلال الاجتماع المشترك للجنتي مجلس الأمن الدولي المكلفتين بمكافحة الإرهاب وعدم الانتشار. 

وعقد هذا الإجتماع، خلال جلسة علنية لعروض رؤساء اللجان الرئيسية الثلاث المسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الانتشار: اللجنة 1267 المعنية بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة. واللجنة 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب والتي ترأسها الجزائر. واللجنة 1540 المعنية بعدم الانتشار.

وترأست المملكة المتحدة هذا الاجتماع الذي يكتسي أهمية خاصة في ظل توسع الجماعات الإرهابية في أفريقيا. وتزايد التهديدات في أفغانستان. والاستخدام المتنامي للتكنولوجيات الحديثة لأغراض إرهابية.

ورسمت عروض الرؤساء الثلاثة صورة مقلقة عن تطور التهديدات، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراء دولي أكثر تنسيقا وفعالية.

وقدم السفير عمار بن جامع، بصفته رئيسا للجنة 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب، حصيلة مفصلة لأنشطة اللجنة.

وسلط الدبلوماسي الجزائري في عرضه الضوء على التقدم الكبير المحرز خلال العام الماضي. لا سيما من خلال إجراء تسع زيارات تقييمية إلى مختلف الدول الأعضاء.

كما ذكر بن جامع بتعزيز الحوار بشكل كبير مع المنسقين المقيمين للأمم المتحدة. واعتماد المبادئ التوجيهية بشأن التهديدات المرتبطة بالطائرات بدون طيار. علاوة على وضع أدوات تقييم متطورة لقياس فعالية التدابير المضادة للإرهاب.

كما قدم بن جامع تحليلا عميقا للهيكل الدولي لمكافحة الإرهاب، مستندا في ذلك إلى التجربة التاريخية لبلدنا.

وقال السفير بن جامع في هذا الخصوص : “لقد حاربنا الإرهاب بمفردنا في التسعينيات. وهي تجربة علمتنا أن مقاربة المجلس ليست ناجعة”.

أما بشأن الوضع في أفريقيا على وجه الخصوص، وجه السفير بن جامع نداء عاجلا إلى الخبراء الأمميين قائلا: “زوروا الأكثر هشاشة وتضررا من الإرهاب. اذهبوا إلى منطقة الساحل، وإلى بحيرة تشاد، وليس إلى دول لا تعاني من الإرهاب”.

وأمام هذا الواقع المقلق، اقترحت الجزائر مقاربة شاملة ترتكز على التوازن بين الأمن والتنمية. داعية إلى دعم ملموس للدول الأكثر هشاشة.

وقال بن جامع: “لا يحتاج الأمر إلى وعود بل إلى موارد، ولا إلى شروط، إنما إلى التعاون. فرجاء، يجب إقامة المزيد من الشراكات في مكافحة الإرهاب بدلا من الدروس”.

وجدد بن جامع إلتزام الجزائر المستمر بمكافحة الإرهاب وإرادتها في المساهمة في بروز مقاربة أكثر فعالية وإنصافا”.

مؤكدا استعدادها، انطلاقا من التجربة الوطنية، لمشاركة خبرتها مع جميع الشركاء الذين يشاطرونها رؤيته لعالم خال من الإرهاب.

واختتم  بن جامع مداخلته بالقول: “ستواصل الجزائر العمل، سواء من خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب. أو بصفتها عضوا في مجلس الأمن، على مكافحة أكثر فعالية وتنسيقا للإرهاب”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية
  • المملكة تستضيف الاجتماع الـ 39 لمجموعة العمل المالي
  • الجزائر تدعو إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب
  • اليهودية والفارسية الأشد فتكاً.. قصة صائد الأفاعي في مدينة الجبابرة التاريخية بالعراق (صور)
  • الإرهاب الحوثي، وسجون بلا نهايات!
  • الإمارات: ملتزمون بمواجهة غسل الأموال
  • «العدل» تستعرض جهود الإمارات في مواجهة غسل الأموال
  • هل وُلد الإرهاب في الغرب الحضاري؟
  • أردوغان يجتمع مع حليفه في القصر الرئاسي
  • الأحد المقبل.. ممثلون عن عشرات الجاليات اليهودية حول العالم يصلون إلى إسرائيل