أجواء رمضانية تطغى على الانتخابات المحلية بتركيا
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
إسطنبول– وسط أجواء رمضانية حماسية، يتوافد منذ صباح اليوم الأحد أكثر من 61 مليون ناخب تركي على صناديق الاقتراع، لاختيار من سيدير شؤونهم المحلية من بين مئات المرشحين الذين ينتمون لـ34 حزبا سياسيا وعشرات المرشحين المستقلين.
ووفق متابعات الجزيرة نت الميدانية، تشهد الساعات الأخيرة للانتخابات إقبالاً واسعًا في ظل أجواء اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك.
"لا مشكلة أبدًا، عمري 67 عاما ولا أشعر بأي مشكلة، لنتعب يوما واحدا من أجل الوطن" بهذه الكلمات قاطعت عائشة ينماز حديث جارتها الخمسينية على بوابة أحد مراكز الاقتراع؛ وبعد مداخلة ينماز تابعت أونور أكسو حديثها قائلة "لم أفضل الخروج صباحًا كما كل مرة، ابني خرج صباحًا وعاد متعبًا، أعان الله كبار السن والمرضى".
في مرات سابقة، شهدت البلاد تقديمًا وتأخيرًا لموعد الانتخابات كي يتم تفادي إجراء الانتخابات في ظل ظروف وأجواء مشابهة، فلماذا لم يتم ذلك هذه المرة؟ وكيف كانت أجواء الانتخابات في ظل شهر رمضان؟
يجيب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ومسؤول شؤون الانتخابات في الحزب علي إحسان يافوز متحدثا للصحافة المحلية "نعم كان هناك سابقًا تقديم وتأخير، في حينها كانت للرئيس التركي صلاحية اتخاذ مثل هذا القرار، لكن في ظل شروط وأحكام الدستور فالانتخابات المحلية تختلف".
ويقول الصحفي والباحث السياسي التركي كاظم كازيموف إن تزامن الانتخابات مع شهر رمضان سيبقى مناسبة تزيد من أهمية الانتخابات في دولة غالبية سكانها من المسلمين، وأشار إلى أن مثل هذه التجربة تعكس رسالة إيجابية للعالم غير المسلم.
وتابع بأن كل أعمال الانتخابات تأثرت بطبيعة وحساسية شهر رمضان؛ خاصة أن أهم أيام مرحلة الانتخابات جاءت في ظل أجواء شهر رمضان الكريم، ويمكننا القول إن حملات جميع الأحزاب دون استثناء تمت صياغتها وإعدادها وفق شهر رمضان.
وأكد كازيموف أن أجواء رمضان انعكست إيجابيا على سير وسخونة الانتخابات، وعملت على خفض الضغط وشدة التنافس السياسي ولو بجزء بسيط، احتراما لأجواء الشهر الروحانية؛ والتي تحظى بمكانة وأهمية في صفوف شرائح واسعة في المجتمع التركي.
وأشار إلى أنه "منذ أكثر من ألف عام يحتفل المجتمع التركي المسلم بشهر رمضان بشكل حماسي؛ وبتخصيص مجموعة من العادات والأعمال الخيرية والتعبدية، ويعرف شهر رمضان بأنه شهر صفاء الروح وإصلاح ذات البين وعمل الخير مثل الإفطارات العامة، ومسح ديون الحي، والصدقة".
وبيّن كازيموف أن هذه الأجواء والعادات والعبادات تحولت لأعمال سياسية، حيث اهتمت معظم الأحزاب على اختلاف توجهاتها الأيديولوجية بتوزيع صناديق رمضان الخيرية، وإقامة البرامج واللقاءات على هامش برامج الإفطار العامة.
وتابع الصحفي والباحث السياسي التركي "لاحظنا تركيز الأنشطة في الحملات الانتخابية لما بعد الإفطار، من خلال اللقاءات؛ والزيارات العامة للمقاهي والمساجد الكبيرة؛ وزيارة العائلات وجولات التفقد للأسواق قبيل المغرب".
Nedim Şener’in ısrarla "İçin mi acıyor niye gidemiyorsun Ayasofya’ya?" diye sorduğu ekrem imamoğlu bu gün itibariyle Ayasofya’nın yolunu hatırlamış görünüyor:))
Büyüksün Nedim Şener????
hadini bil şaban / semra özal / cüneyt özdemir pic.twitter.com/9ASlEhTwKx
— Prometheus Devam (@PrometheusDevam) March 16, 2024
غزة حاضرةويرى كازيموف أن غزة والمجازر المرتكبة هناك، كانت أكثر حضورا في ظل أجواء رمضان؛ وهو ما لوحظ في الدعوات؛ والصلوات؛ وفي شكل وطبيعة برامج الإفطار.
ويقول "شاركتُ في عدد من برامج الإفطار التي تعمد فيها المنظمون إقامة إفطار متواضع من باب التضامن والتعاطف مع غزة، ولفت انتباه المشاركين لما يجري هناك، وقد انعكس ذلك على الخطابات والمواقف السياسية، وهذا ما نلاحظه أيضا في الاستطلاعات وتحليلات السوشيال ميديا".
بدوره، يقول المواطن التركي علي كاراسوي عبر حسابه في منصة إكس "شهر رمضان مهم، ولكن لا داعي للتمادي في توظيف ذلك سياسيا، نحن أكثر رشدا وفي عالم مفتوح؛ فلا حاجة لتوظيف مشاهد أو كلمات دينية للتقرب إلى الناس وجمع أصواتهم".
وقد رصدت الجزيرة نت إقامة مئات الفعاليات الخاصة بشهر رمضان في إطار الحملات الانتخابية وجهود الوصول إلى المجتمع ونخبه.
وتوزعت تلك الفعاليات والبرامج ما بين برامج سحور خاصة لعدد من قادة الرأي، وبرامج إفطار عام في ميادين الأحياء وشوارعها الرئيسية، وتوزيع وجبات إفطار على المارة والسائقين باسم المرشح أو حزبه، وزيارة المقاهي القريبة من المساجد عقب صلاة التراويح، والمشاركة في صلاة التراويح والفجر في مساجد عامة ومهمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الانتخابات فی أجواء رمضان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التركي يطالب العراق بمحاربة “العمال الكردستاني” مثل داعش
8 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أن بلاده تتوقع من العراق أن يحارب تنظيم “بي كي كي” (حزب العمال الكردستاني) تماما كما حارب تنظيم “داعش”.
وقال فيدان في مقابلة تلفزيونية إن “بي كي كي” هو تنظيم إرهابي يهدد تركيا ويحتل العديد من الأراضي في العراق وفي مقدمتها سنجار، مشددا على ضرورة أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات ضد هذا التنظيم من أجل أمن العراق ومن أجل الأمن الإقليمي.
وأوضح فيدان أن العلاقات التركية العراقية لها أهمية وأبعاد لا غنى عنها بالنسبة لأنقرة، مضيفاً أنه “ليس من مصلحة أحد أن يتحول العراق إلى ساحة لحرب بالوكالة بين المذاهب، وأنه يجب التغلب على هذا النمط من الصراع عبر النضج، لأن العراق يحتاج إلى تحقيق الاستقرار”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن “آلية التعاون بين أنقرة وبغداد تطورت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، وهي تعتمد على الأمن، لافتا إلى وجود تعاون بين العراق وتركيا حاليا في مجال الصناعات الدفاعية، مضيفا: “فتحنا أسواقنا وقدراتنا أمام العراق”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية، والوطنيين العراقيين، سيخوضون النضال اللازم ضد تنظيم “بي كي كي” الذي يحتل الأراضي العراقية في المناطق الكردية والعربية على حد وصفه، مضيفا أنه “كما قاموا بتطهير الأراضي العراقية من داعش، فإن العراقيين سوف يقومون أيضا بتطهيرها من تنظيم بي كي كي الذي له علاقات مع العديد من التنظيمات الدولية التي لا نعرف من أين تأخذ أوامرها”.
وتطرق فيدان إلى عواقب عدم التخلص من تنظيم “بي كي كي” الإرهابي على العراق، مبينا أن تركيا قضت على أنشطة التنظيم في أراضيها، وتساءل: “لكن من سيتولى القضاء على أنشطته في العراق”.
ويأتي هذا في وقت دعا فيه عبدالله أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى عقد مؤتمر عام وحل نفسه، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذا القرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts