هل تخرج الجزائر من الغيبوبة السياسية بانتخابات رئاسية مبكرة؟
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن إعلان الرئيس الحالي للجزائر تحديد موعد للانتخابات الرئاسية المبكرة، وذلك استجابةً لمطالب الشارع والمعارضة التي طالبت بتغيير سياسي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن يوم الخميس الموافق لـ21 آذار/ مارس إجراء انتخابات مبكّرة بتاريخ 7 أيلول/ سبتمبر بعد أن كان من المقرر إجراؤها مبدئيا في كانون الأول/ ديسمبر.
ومن خلال اتخاذ هذه الخطوة، يكون تبّون قد أيقظ الجزائر من الغيبوبة السياسية التي دخلت فيها منذ عام 2019. لكن تبع هذا الخبر غير المتوقع أسئلة وتكهنات كثيرة غذّتها لغة وكالة الأنباء الرسمية، وهي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة. في نص تم تقديمه لتفسير ما ينطوي عليه إعلان الرئيس.
وقُدّم هذا القرار على أنه نتاج دوافع داخلية أبرزها "إعادة ضبط" التقويم الانتخابي بعد التوقف الاستثنائي للحراك (أي حركة التمرد ضد السلطة) الذي أدى إلى استقالة عبد العزيز بوتفليقة في سنة 2019، وأخرى خارجية أهمها ضرورة التكيّف مع "التهديدات الخارجية".
وذكرت الصحيفة أن هناك مجموعةً من الإشارات لسيناريو يعد أكثر من محتمل حيث يترشح عبد المجيد تبون (78 عاما) لولاية رئاسية ثانية (الأخيرة وفقا للدستور).
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن القوى السياسية الرئيسية تصطف خلف هذا الرئيس، الذي "لطالما تمتّع بالجرأة في التفكير خارج الصندوق، وقاد البلاد نحو إنهاء الأزمة مما سمح للدولة باستعادة استقرارها، والمؤسسات باستعادة توازنها".
ويرى التجمع الوطني الديمقراطي أن هذا الإجراء الاستثنائي يمثل إعادة تأكيدٍ لـ"سيادة الدولة"، بينما يدعو حزب جبهة التحرير الوطني "كل القوى الفاعلة (…) إلى جعل هذا الموعد الوطني المهم لقاءً جديدًا لجزائر منتصرة قويةٍ بمؤسساتها وشعبها وجيشها الشجاع".
وأوردت الصحيفة أن "الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية أشادت في المجمل بهذه الخطوة". فيما أشار المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى أن "إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من شأنه أن يعزز استقرار الدولة"؛ مؤكدا التزام "الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بالمساهمة الفعالة في نجاح هذه الانتخابات، المزمع إجراؤها يوم 7 أيلول/ سبتمبر، باعتبارها مرحلة رائدة في تاريخ الجزائر الديمقراطية".
أما الأحزاب الإسلامية (وهي حركة مجتمع السلم، والنهضة، وحركة البناء الوطني)، التي انتظرت طويلاً للعودة إلى الساحة السياسية، فهي في حالة استعداد تام لحملتها الانتخابية.
في المقابل، أبدت المعارضة تحفظات قليلة، إذ يشير أكثرها تشاؤمًا (مثل التجمع الدستوري الديمقراطي) إلى أن "المناخ العام ليس مناخ الاستعداد الهادئ للانتخابات الرئاسية المقبلة"، بينما أعربت أكثرها تفاؤلًا عن أسفها لعدم مشاركة (حزب جبهة القوى الاشتراكية) في هذا القرار.
في هذه الأجواء، من الصعب التغاضي عن ما صدر من مجلة "الجيش"، وهي الرائد الرسمي للجيش الجزائري، التي ورد فيها: "ما أنجِز في أربع سنوات (...) يبعث على الأمل ويدعو إلى الاستمرار على هذا الطريق، مع خطوات أكيدة وواثقة".
وكان تصريح رئيس مجلس الأمة (الرجل الثاني في الدولة) صلاح قوجيل بلهجة مماثلة، حيث قال الشهر الماضي لصحفي سأله عن الترشح المحتمل للرئيس الحالي: "شخصيا، أريد أن نستمر على هذا الطريق، لتكون الجزائر آمنة ومستقرة وآمنة تماما".
أما الشخص الرئيسي المعني، وهو رئيس الدولة عبد المجيد تبون، فأجاب خلال خطابه للأمة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أمام أحد أعضاء البرلمان الذي شجّعه على الترشح مرة أخرى، قائلا "إن شاء الله (…) جزاك الله خيرا. منحنا الله الصحة اللازمة".
كما صرح أحد نواب جبهة التحرير الوطني لوكالة أنباء عربية دولية بأن "لجان الدعم للرئيس المنتهية ولايته، تعمل بالفعل من أجل ترشحه لولاية ثانية". لكن في هذا الحفل من الأصوات المتناغمة خلف رئيس الدولة، يرى الصحفي عثمان لحياني "رفضًا لأي منافسة خلال الانتخابات المقبلة"، مشيرًا إلى أن "الحكومة تبحث الآن عن مرشّحين آخرين من دون أن يكونوا "منافسين".
وحسب الكاتب الصحفي والمدير السابق لجريدة "الأمة"، عابد شارف، فإن الوضع "مثيرٌ للقلق، لدينا شعور بدخول الولاية الرابعة (في إشارة إلى ما حدث مع بوتفليقة)، لكن لا توجد قوة قادرة على دق ناقوس الخطر".
وتساءل: "كيف يمكن لحكومة أن ترضى بوضع لا يثير فيه إعلان الانتخابات الرئاسية اهتمامًا ولا جدلًا ولا احتجاجًا؟ كيف يمكن أن تكون راضية عن مثل هذه اللامبالاة ومثل هذا الاستسلام؟ هل هذا يعني أن البلاد لم تتعلم أي درس من الإذلال الذي كان في عهد بوتفليقة؟".
وطرحت إذاعة "إم"، وهي التي يقبع رئيسها إحسان القاضي في السجن، أسئلة مماثلة بقول "في مشهد سياسي مجزأ، أي شخصية معارضة يمكن أن تشكل حقًا ثقلًا موازنًا موثوقًا للرئيس المنتهية ولايته؟ وفي غياب معارضة موحدة وشخصية وصاية توحد كل الاستياء، يبدو أنه فرِش أمام تبون سجاد أحمر لإعادة انتخابه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجزائري عبد المجيد تبون انتخابات رئاسية الجزائر انتخابات رئاسية عبد المجيد تبون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«الربيع الصامت» صيحة تحذير مبكرة !
(1)
واحد من الموضوعات الملحة التي تواجه الإنسانية، مخاطر الاحترار والتغير المناخي والتلوث البيئي، وكلها قضايا تعود بجذورها إلى صيحات كتّاب ومؤلفين حذروا مبكرا جدا من هذه المخاطر ولفتوا إلى ضرورة تكاتف الجهود الإنسانية؛ بالعلم ومن خلال العلم، لمواجهة أخطار العلم! والتغول على البيئة وعلى الإنسان وعلى كل مظاهر الحياة على هذا الكوكب!، من بين هذه الكتب المهمة الرائعة كتاب «الربيع الصامت» الذي ألفته راشيل كارسون، وترجمه إلى العربية أستاذ الهندسة الوراثية وعلوم الجينات العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير (1934-2006). كتاب يقوم على سؤال بسيط للغاية: هل من المحتمل أن يأتي "ربيع" لا نسمع فيه زقزقة العصافير؟!
بالتأكيد سيكون ربيعًا صامتًا وكئيبًا!
يحاول الكتاب أن يجيب على هذا السؤال، وهي إجابة اهتم بها الدكتور أحمد مستجير، رائد تيسير العلوم، ونشر الثقافة العلمية، فعمد من فوره إلى ترجمة الكتاب، ونقله إلى اللغة العربية؛ ليكون نواة ولبنة ضمن مشروعه الطموح لمواكبة ومسايرة أحدث الكتب العلمية الموجهة إلى القارئ العام وليس القارئ المتخصص فقط في سبيل تنمية الوعي العلمي والثقافة العلمية وما يتصل بها وربطها كذلك ربطا وثيقا بالعلوم الإنسانية الأخرى.
أثار الكتاب عند صدوره ضجة كبيرة، ودفع كثيرًا من الحكومات حول العالم إلى الاضطلاع بدورها في حماية البيئة، ووقف الاعتداء عليها، وذلك بعد أن رفع الكتاب من درجة الوعي الشعبي بالمخاطر التي تحيق بالحياة في مجملها وبالإنسان على وجه الخصوص. ورغم مرور سنوات طويلة على صدور هذا الكتاب، وترجمة الدكتور مستجير له، فإن موضوعه لا يزال في بؤرة اهتمام العالَم أجمع.
(2)
نعرف، كما يقول الدكتور أحمد سمير سعيد المشرف على إعداد هذه الطبعة الجديدة، إن العالَم مر بخمسة انقراضاتٍ كبرى، اختفت إبّانها أغلب أشكال الحياة، لعل أشهرها "الانقراض" الذي شهد زوال الديناصورات التي تسيدت وجه الأرض لما يزيد على المائة والخمسين مليون عام!
ويؤكد عدد كبير من العلماء أننا ربما نعيش حاليا انقراضًا سادسًا، وهو انقراض محوره الإنسان وسلوكه الغبي غير المسؤول، وما يفعله بالبيئة، لقد تسبب الإنسان بالفعل في انقراض مخلوقاتٍ عديدة، بعدما اقتحم بيئتها وعمد إلى صيدها، من أشهرها حيوان الكسلان العملاق.
إلا أن ما يفعله حاليا، بفعل التكنولوجيا الحديثة، واستهلاكه للموارد يفوق أي خطر سابق عَرَض له التنوع البيولوجي، فهو يغير في المناخ ويسمم الأرض والبحار، وقد تتسارع وتيرة الانقراضاتٍ لتشمل أنواعًا كثيرة، تنتهي بخلل في التوازن البيئي، ومن ثَمَّ يختفي العالَم الذي نعرفه بكائناته، وعلى رأسها الإنسان.
وانطلاقًا من أهمية هذا الموضوع، وأهمية التوعية به، وتواتر المؤتمرات العالمية الداعية إلى محاولة إيجاد البدائل لخفض الانبعاثات الكربونية وتقليل السموم التي يطلقها الإنسان بفعل أنشطته في الأرض والبحر والجو، ارتأت مؤسسة دار المعارف العريقة أن تعيد نشر هذا السفر العظيم، وأن تعْهد بالإشراف على هذه الطبعة لواحد من تلاميذ مدرسة الدكتور مستجير في نشر الثقافة العلمية وتبسيط العلوم، وهي إعادة نشر تتزامن كذلك مع الاحتفال بالدكتور أحمد مستجير شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، لنذكّر بدوره التوعوي الكبير.
(3)
لم يكن الدكتور مستجيرًا مناصرًا للعلم فحسب بل يحمل رؤية عميقة تجاهه، وهي رؤية متفائلة في الغالب لكنها "واعية" كذلك. وطيلة حياته الوظيفية، وبعد بلوغه سن الستين، ظل مستجير يجري بحوثًا علمية تطبيقية رفيعة المستوى. وقد اعترفت الدولة (متمثلة في وزارة الزراعة طيلة عهد الوزير يوسف والي وخلفائه) بقدراته العلمية فاستعانت بأفكاره ورحبت بها، وهو صاحب فكرة المشروع القومي لاستنباط أصناف جديدة من محاصيل القمح والأرز والذرة، التي تصلح للزراعة في أرض مالحة وتروى بمياه مالحة، عن طريق التهجين الخضري مع الغاب، وقد نفّذ التجارب الأولى في هذا المشروع في جامعة القاهرة بتمويل من وزارة الزراعة. وكان قبل وفاته قد بدأ التفكير في استنباط التقاوي الاصطناعية للذرة، وزيادة نسبة الزيت في بذور القطن، وفي إثراء الفول البلدي بحامض الميثونين الأميني لترتفع قيمته الغذائية، وتقترب من اللحم، وشرع في دراسة فكرة إدخال الجين المقاوم لفيروس الالتهاب الكبدي في ثمار الموز.
وظل مستجير بمثابة المبشر الأول بالهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية ودورهما وتطوراتهما، حتى وفاته. وعندما انتشرت نتائج الاستنساخ كان واضحًا في رفضه الإنساني والأخلاقي لفكرة الاستنساخ البشري، وربما كان هذا هو السبب في تباطئه في العمل على إنشاء مركز للاستنساخ الحيواني في كلية الزراعة، حيث كان يعمل.
وواقع الأمر أن مستجير نجح في توظيف أفكار التكنولوجيا الحيوية في مجال الزراعة، وقد واكب هذا إيمانه الشخصي بحق الجماهير في الغذاء والتنمية، وحكمت الفلسفة الأخلاقية كثيرًا من رؤاه فيما يتعلق بالتطبيقات العلمية لسياسات الاستنساخ والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية على حد سواء، فكان يحذر بصوت عال، مثلًا، من خطورة ما نادت به بعض الشركات العملاقة من إنتاج تقاوي محاصيل لا تصلح للزراعة إلا لمرة واحدة؛ إذ كان يقدر مدى قسوة مثل هذه الفكرة على اقتصاديات الدول النامية.
ويمكن تلخيص المشروع العلمي لمستجير في مصطلح واحد هو «زراعة الفقراء» ومحاولة الإفادة من المياه المالحة في الري، ومقاومة الملوحة والجفاف.
هيأت له قدراته النفاذ بيسر إلى جوهر النفس البشرية، كما مكنته من الوصول إلى جوهر الحقيقة، ومع أنه لم يكن يعبأ بالشكليات، فقد كان من أقدر الناس على استيفائها، ومع أنه لم يكن ينخدع بالمظاهر، فقد كان يقدر ضرورتها. وكان يري أن كل المشكلات قابلة للحل الذكي إذا ما اصطنعنا لها علمًا يخضع لما يخضع العلم له من قواعد وأصول، وليس أدل على ذلك من دفاعه الدائب عن نظريته المنحازة إلى القول بأن هناك علمًا اسمه الضحك، وعلمًا آخر اسمه السعادة.
(4)
ترجم الدكتور مستجير هذا الكتاب ليلفت إلى أن التكنولوجيا الحديثة قد تُظهِر وجها ضارًا يجب الالتفات له، لكنه في مقالاتٍ لاحقة لفت إلى أنه كذلك لا يجب التهويل من أضرار التكنولوجيا، ولا يجب بالتالي أن نخشاها، فالعلم طوال الوقت قادر على اكتشاف الأخطاء وتصويبها، كما أننا يجب أن نزن المكاسب والخسائر بميزان رشيد. ربما علينا أن نضرب مثالًا يوضح هذه الرؤية العميقة لدى الدكتور أحمد مستجير، من واقع ترجمته للكتاب، وكما يستشهد الدكتور سمير سعد في تقديمه الكاشف لهذه الطبعة.
لقد نال اكتشاف "الدي دي تي" كمبيد حشري - في وقتٍ من الأوقات - جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا، وذلك لأنه زاد بدرجة هائلة من الحاصلات الزراعية. إلا أن كتاب كارلسون لفت إلى أن سمية هذا المبيد الحشري لا تقف عند الحشرات، بل تمتد إلى الطيور والحيوانات الأخرى، وتتراكم في البيئة وتهدد بالخطر.
دفع كتاب كارلسون إلى منع استخدام "الدي دي تي" لكن هذا المنع قد يؤدي كذلك إلى حدوث مجاعات ويضر بأطفال الدول الفقيرة التي ستتناقص فيها إنتاجية المحاصيل، بعد أن تتعرض لهجوم الحشرات. هنا يجب أن ننتبه إلى أن "العلم" هو من اكتشف "الدي دي تي" لكنه كذلك من اكتشف أضراره، وهذه الأضرار يجب أن تُقاس بالميزان العلمي التجريبي لوضعها في نصابها الصحيح أمام المكاسب. كما أن العلم هو القادر كذلك على البحث عن بدائل للتخلص من الحشرات، تتمثل على سبيل المثال في المكافحة البيولوجية أو الهندسة الوراثية لإنتاج حشرات عقيمة أو محاصيل مقاومة للآفات.
(5)
يمكن القول ختاما، إن كتاب «الربيع الصامت» هو أحد كلاسيكيات مناصرة القضايا في أمريكا، كتاب أثار استهجانًا على الصعيد الوطني، في الداخل الأمريكي، ضد استخدام المبيدات الحشرية، كما كان ملهمًا لتشريع مسعاه كبح التلوث، وبذلك أطلق الحركة البيئية الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى وقتنا هذا.
كتاب مرجعي مهم يحمل رؤية عميقة واستشرافا أكدت السنوات صدقه، وأطلق في حينه صيحة تحذير مخلصة وأمينة لعل وعسى أن يستجيب أحد! ونسعد في مؤسسة دار المعارف بتقديمه للقراء مرة أخرى، فموضوعه متجدد، يلفت إلى قضية مهمة وحيوية تستحق التدبر، وثبت خلال العقود الخمسة الماضية أنها صارت قضية القضايا التي تواجه الإنسان الذي يعيث فسادا وإفسادا على ظهر هذا الكوكب الأزرق.