الوطن:
2024-11-15@18:40:23 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: نعشق بلادنا ونُحقق الحلم معا

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: نعشق بلادنا ونُحقق الحلم معا

مصر دولة ذات تاريخ عريق وحضارة عظيمة، وقد مرّت بعدة فترات من التحولات والتحديات عبر العصور. ومع ذلك، يظل الشعب المصرى محتفظاً بحلم قوى بمستقبل مزدهر يتحقّق فيه الازدهار والتنمية. يتنوع هذا الحلم من فرد إلى آخر، لكنه يتجلى عموماً فى رغبة فى حياة أفضل وفرص أكبر للتقدّم والنجاح.

استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة الدولة المصرية بنجاح خلال السنوات الماضية، حيث شهدت مصر جهوداً كبيرة فى مكافحة التطرّف والإرهاب، وتعرّضت لهجمات إرهابية كثيرة خلال السنوات الأخيرة، مما استدعى استراتيجيات أمنية متطورة للتصدى لهذا التهديد.

ولم يمنع ذلك مصر من تحقيق تقدم جوهرى فى تعزيز مفهوم المواطنة والعيش المشترك، حيث أصبحت الفرص متاحة لجميع المصريين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية، بالإضافة إلى ذلك، تحقق تقدم هائل فى تقنين أوضاع الكنائس، وأصبح لدى المسيحيين حرية أكبر فى ممارسة شعائرهم الدينية، بفضل قانون تقنين أوضاع الكنائس، وتم تقنين أوضاع مئات الكنائس خلال خمس سنوات فقط، مما يمثل إنجازاً كبيراً فى تعزيز العيش المشترك بين جميع المصريين. كما تم إنشاء هيئة الأوقاف الإنجيلية لأول مرة، مما يُبرز التزام الدولة بتحقيق المساواة وحفظ كرامة جميع المواطنين، وهو ما يعد توجهاً متطوراً شاملاً فى مفهوم حقوق الإنسان وحق المواطن فى الحياة الكريمة. واتخذت الدولة المصرية خطوات عملية فى التعامل مع ملفات ظلت مُهمَلَة لعقود، تتعلق كلها بالمواطنة ومفهومها وقِيَمِها وآليات تحقيقها. وهذه بحق من أهم الإنجازات، إذ تعتمد فى المقام الأول على بناء الوعى المجتمعى وإكساب الأفراد ثقافة المواطنة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مجموعة من المبادرات الوطنية تحت رعاية واهتمام القيادة السياسية، التى تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطنين الأكثر احتياجاً، مثل مبادرة «حياة كريمة» ونشاط التحالف الوطنى للعمل الأهلى عبر محافظات الجمهورية.

ولقد شهدت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية جهوداً حثيثة فى جميع المجالات والأصعدة، من أجل تحقيق واقع أفضل لبلادنا، وقد تحقّق الكثير من الإنجازات. فعملت الدولة المصرية على الإصلاح الاقتصادى، وأحدثت نقلة نوعية فى جودة الطرق والبنية التحتية، التى بدورها تدفع عجلة الاقتصاد بقوة، كما شهدنا تعاملاً مع ملف العلاقات الخارجية بمهارة وحنكة، خاصة فى ظل ما تشهده الدول المحيطة من نزاعات جيوسياسية وتحديات أمنية خطيرة، وعلينا أن نعتز بالوضع الإقليمى القوى لبلادنا وعلاقاتنا الدولية القوية، وستظل مصر عاملاً رئيسياً فى المنطقة والعالم. كما أنها تحتفظ بوضع أمنى مستقر رغم التهديدات التى تواجهها الدول المجاورة لها، وتلعب دوراً فاعلاً فى دعم استقرار المنطقة وتعزيز السلام الإقليمى.

إن ما يحيط ببلادنا من تحديات ليس هيّناً ولا سهلاً، وما يحدث عالميّاً يزيد التحديات السياسية والاقتصادية حول العالم. لكن رغم هذه التحديات، أثبت شعبنا المصرى العظيم قدرة على الصمود، وقدّم مثالاً فى الإخلاص وحب الوطن والعمل لأجله.

ورغم التحديات التى تواجهها بلادنا، إلا أن الشعب المصرى ما زال يحمل أحلاماً كبيرة وثقة فى قدرته على تجاوزها وتحقيق التقدّم والازدهار، من خلال العمل المشترك والتفانى فى بناء مستقبل أفضل. يمكن أن تصبح رؤى المصريين حقيقة تعيشها الأجيال القادمة، وذلك من خلال استمرار جهود الدولة المصرية وتعاون جميع أطياف المجتمع المصرى، حيث يمكن تحقيق المزيد من النجاحات وتحقيق الأحلام المشتركة للمصريين فى المستقبل.

لهذا لدينا أمل، أولاً لأن الله معنا؛ وهو المعين والقدير وله الكلمة الأولى والأخيرة فى الأحداث والزمن، وأقوى من كل التحديات، ثانياً لأن لدينا قيادة سياسية واعية ومخلصة لوطنها، وثالثاً لأن لدينا شعباً عظيماً صامداً يحب وطنه ومستعدّاً للدفاع عنه بكل قوته.

أصلى لأجل بلادنا العظيمة مصر ومن أجل مستقبل يمتلئ بالبركة والخير على الجميع.

* رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مكانة مصر التاريخ الحضارة العراقة الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

إنخفاض أعداد الشركات المصرية المشاركة فى "هايم تكستايل فرانكفورت " إلى النصف

تعد   المعارض   العالمية   الضخمه  فرصة   كبيره   للشركات   المصرية  لعرض  منتجاتها  للمنافسه  والحصول   على  حصه  سوقية من   السوق   العالمى  الذى   لا  يرحم سواء  من  حيث  المنافسه   الشرسه،  أو   المنتجات   فائقة  الجوده   ،  والسعر   التنافسى   المناسب . والمعارض  العالمية   فى  اى   مكان   بالعالم   تعد بمثابة   ملتقى   لعمالقة  الصناعه والتصدير ولا  مجال  هناك  للفوضى  والفهلوه  أو  الصدفه ، فكل  شىء  دقيق  ومرتب ومعروف وقد  رأيت  ذلك  بعينى  خلال  عشرات  المعارض العالمية  التى  زرتها  على مدار  اكثر  من 24 عاما بداية من فودكس طوكيو  مرورا بفانسى فوود  نيويورك ، وهايم تكستايل فرانكفورت ،  و فيرونا  الإيطالي  وإنتهاء بجلفوود  دبى  . كانت عشرات  الشركات  المصرية  تشارك  فى  هذه  المعارض وتحقق  مكاسب  من  هذه  المشاركات  على  كافة  المستويات سواء من  عقد  الصفقات ، أو الإلتقاء  مع  كبار  منافسيهم ، أو الوقوف على   أحدث  ما  توصلت  إليه  الصناعه  عند  منافسيهم  ، أو معرفة  إتجاهات   الأسواق.

**
تراجع أعداد الشركات  ..هايم  تكستايل  نموذجا

يعد  معرض  هايم تكستايل  للمفروشات   والذى  يقام  بمدينة   فرانكفورت   الألمانية   أهم   وأضخم  معرض  للمفروشات  والوبريات على الإطلاق  حيث  يشارك  فيه  أكثر  من 3500 شركه من كبريات   الشركات   المنتجه  للمفروشات  ،والوبريات  ولضخامة   معرض هايم  تكستايل   وأهميته  قررت  بعض  شركات   السجاد  التى كانت  تشارك  فى معرض دومتيكس الذى يقام   بمدينة  هانوفر  الألمانية خلال شهر  يناير  أيضا  نقل  مشاركتها   إلى  هايم تكستايل  بمدينة فرانكفورت  بعد  الإتفاق  مع  أرض  معارض  mess frankfurt ..
فى الدورات  السابقه  لمعرض  هايم تكستايل فرانكفورت   كان  عدد  الشركات  المصرية  التى  تشارك   فى المعرض يصل   لأكثر  من  48 شركه  حيث  كانت تشارك  شركات  من قطاع  الأعمال العام  مثل  العامرية  ، والمحله ، وشركات  من القطاع  الخاص   من  عدة  محافظات   مختلفه  ، وكان  الشكل  ألعام   للشركات   المصريه   مثيرا  للفخر  والعزه بأن  هذه  الشركات   مصرية 100%  وكان  السفير  المصرى بألمانيا  يحرص   على زيارة  الشركات المصرية  وإجراء  حوار  مفتوح  مع  أصحاب وممثلى الشركات المشاركه  فى إطار  الإهتمام   الحكومى  ، وما  يثير  أعجابك  بشركات وطنك   أنه  لاتوجد دوله  عربية  واحده  فى هذا  المعرض  الضخم   يمثلها هذا   العدد  من الشركات ،  أو  تنتج  وتصدر   مثل  هذه   المنتجات  فائقة  الجوده .. وإذا  كان  ما  سبق  يدعو  للفخر  والإعجاب ، فإن  ما أذكره  فى السطور  التالية  يدعو  للحسره والإستياء وألخصه  فى  عدة  نقاط وهى : 
اولاً :
تراجع  عدد  الشركات المصرية   التى ستشارك  هذا  العام   فى هايم تكستايل فرانكفورت إلى 18 شركه وهو  رقم   هزيل  لا  يتناسب  ومكانة مصر   فى صناعة  النسيج والغزل والمفروشات 
ثانياً :
كل  الشركات  المشاركه  تتحمل  كل تكاليف المشاركه  تقريبا   بعد أن  قررت  الحكومه  تخفيض  الدعم  الموجه للمعارض الخارجية  
ثالثا:
قرار  تخفيض  الدعم  لصناعة  النسيج   وبعض  الصناعات  الأخرى  المصدره يعد   قرارا  خاطئاً  بكل المقاييس   لأن  هذه  الصناعات  هى  بمثابة  العمود  الفقري   للاقتصاد  المصرى  الذى  يعانى من أزمات  طاحنة بسبب  عوامل جيوسياسية  متغيره  ومتقلبه  وسريعة   التصاعد  فى  أحداثها.

رابعا : 
من  غير  المعقول   أن  يكون  لدينا  وعلى أرضنا مصانع  تعد من  عمالقه   الصناعه  فى العالم   ولا  نستمع  لاصواتهم ومطالبهم..من كان  يصدق   أنه سيأتي على مصر  اليوم  الذى  ستصبح  فيه أكبر  منتج  ومصدر  للسجاد  المياكنيكى  فى العالم  بفضل  مجموعة النساجون الشرقيون   العملاقه  فخر  الصناعه الوطنيه ! ، ومن كان  يصدق   أنه  سيصبح   لدينا  واحدا  من  أهم  عمالقة صناعة المفروشات  المنزلية  والسياحية  فى العالم  وهى مجموعة  نايل لينن جروب   بالمنطقة الحره  بالعامرية  بالأسكندرية، ومن كان  يصدق   أن  مهندس مصرى شاب  من مدينة  المحله  يدعى وليد الكفراوى  سيصبح   من  أهم  موردى  الوبريات  " الفوط والبشاكير "  إلى  أكبر  أندية  العالم  مثل  برشلونه وريال مدريد ...ألا  تستحق   كل  هذه  النماذج  الوطنية  الدعم  والمسانده   بدلا  من  تضييق   الخناق  عليهم  ، وليس  ذنب  هؤلاء وغيرهم   أن  هناك  مسئولون  لا  يعلمون  ، وقد   لايفهمون ولا  يدركون   كيف  يتحمل  هؤلاء  أعباء وتكاليف    وضغوطات  وصعوبات   رهيبه  حتى يستطيعون  الإنتاج   والتصدير  والتواجد   للمنافسه  فى هذه  المعارض  العالمية الضخمه !
خامسا:

لا  يعقل   أن   تتفوق  علينا  دول  شرق  آسيا  والتى   عرفت  صناعة  النسيج  بعدنا بعشرات  السنوات ، وتكاد     تكون  صادرات  دوله  مثل  اندونيسيا   فى قطاع  النسيج والملابس الجاهزه وحده  أعلى  من  قيمة  صادرات  مصر  الإجمالية ،  والمدهش  أن  اندونيسيا والهند   يعتمدان   بشكل  كبير  فى إنتاجهم   على القطن  المصرى  الذى  يشترونه  بأسعار  رخيصه من السماسرة، وجزء  كبير  من  منتجاتهم    التى  يتم  تصديرها مصنوعه  من قطن  مصرى  ، وتستطيعون  التأكد من ذلك  من  كبار  الصناع  الذين  يعملون  فى  هذه  الصناعه  العتيقه .

سادساً: 
نكرر ونشدد  حبا لوطننا  وصناعة  وصناع   وطننا   ونقول ،   أن  الإقتصاد  الوطنى   لن  تقوم  له  قائمه  الإ  إذا   منحنا  الصناعه  كل الإهتمام  والدعم  والمسانده ، فأوروبا  عادت قوية مرة  أخرى  بعد  الحروب  التى  انهكتها  فى القرون  السابقه  من خلال الصناعه ، والنهضة  الإقتصادية  الكبيره  التى  حدثت فى دول  مثل  الصين واليابان و سنغافوره وفيتنام وماليزيا واندونيسيا  كانت  بفضل   الصناعه ..ولهذا  كله  نقول  أيضا   أن  القرارات   العنترية   غير  المدروسه   ليست  فى  صالح  الصناعه والاقتصاد..وعلى  الحكومه  ومتخذوا    القرار  أن  يستمعوا   لأصحاب  الشأن  من الصناع  لأنهم  شركاء  أساسيون   فى التنمية  ،  ولا  نمو ولا  زيادة  فى الناتج  المحلى الإجمالى  إلا  بصناعة وصناع  مصر ..إن قرار  تخفيض  الدعم  للشركات  المصدره  ، وكذلك تخفيض  دعم  المعارض  ليس  فى  صالح  الصناعه والإنتاج  والتصدير ، وعلى  الحكومه   أن  تراجعه وتصوبه   إن  كانت تريد  للاقتصاد  الخروج  من  نفقه  المظلم   !

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي يشعر بمعاناة المصريين مع التحديات الاقتصادية (فيديو)
  • محمد الباز: جبهة الإعلام هي حائط صد أمام الشائعات التي يتم ترويجها ضد الدولة المصرية
  • مادة مُشعة قتلت العالمة المصرية مكتشفة النيكل
  • إنخفاض أعداد الشركات المصرية المشاركة فى "هايم تكستايل فرانكفورت " إلى النصف
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • أمين تنظيم «حماة الوطن»: نسعى لرفع وعي المواطنين لمواجهة التحديات
  • «حماة الوطن»: نسعى لرفع وعي المواطن لمواجهة التحديات والمخاطر
  • خبير: مصر تغلبت على التحديات التي واجهت السياحة وفتحت أسواق كثيرة عالميا
  • إعلام سوهاج تنظم مبادرة "فتاة قوية لمجتمع واعد"