الوطن:
2025-03-04@23:18:06 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: نعشق بلادنا ونُحقق الحلم معا

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: نعشق بلادنا ونُحقق الحلم معا

مصر دولة ذات تاريخ عريق وحضارة عظيمة، وقد مرّت بعدة فترات من التحولات والتحديات عبر العصور. ومع ذلك، يظل الشعب المصرى محتفظاً بحلم قوى بمستقبل مزدهر يتحقّق فيه الازدهار والتنمية. يتنوع هذا الحلم من فرد إلى آخر، لكنه يتجلى عموماً فى رغبة فى حياة أفضل وفرص أكبر للتقدّم والنجاح.

استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة الدولة المصرية بنجاح خلال السنوات الماضية، حيث شهدت مصر جهوداً كبيرة فى مكافحة التطرّف والإرهاب، وتعرّضت لهجمات إرهابية كثيرة خلال السنوات الأخيرة، مما استدعى استراتيجيات أمنية متطورة للتصدى لهذا التهديد.

ولم يمنع ذلك مصر من تحقيق تقدم جوهرى فى تعزيز مفهوم المواطنة والعيش المشترك، حيث أصبحت الفرص متاحة لجميع المصريين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية، بالإضافة إلى ذلك، تحقق تقدم هائل فى تقنين أوضاع الكنائس، وأصبح لدى المسيحيين حرية أكبر فى ممارسة شعائرهم الدينية، بفضل قانون تقنين أوضاع الكنائس، وتم تقنين أوضاع مئات الكنائس خلال خمس سنوات فقط، مما يمثل إنجازاً كبيراً فى تعزيز العيش المشترك بين جميع المصريين. كما تم إنشاء هيئة الأوقاف الإنجيلية لأول مرة، مما يُبرز التزام الدولة بتحقيق المساواة وحفظ كرامة جميع المواطنين، وهو ما يعد توجهاً متطوراً شاملاً فى مفهوم حقوق الإنسان وحق المواطن فى الحياة الكريمة. واتخذت الدولة المصرية خطوات عملية فى التعامل مع ملفات ظلت مُهمَلَة لعقود، تتعلق كلها بالمواطنة ومفهومها وقِيَمِها وآليات تحقيقها. وهذه بحق من أهم الإنجازات، إذ تعتمد فى المقام الأول على بناء الوعى المجتمعى وإكساب الأفراد ثقافة المواطنة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مجموعة من المبادرات الوطنية تحت رعاية واهتمام القيادة السياسية، التى تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطنين الأكثر احتياجاً، مثل مبادرة «حياة كريمة» ونشاط التحالف الوطنى للعمل الأهلى عبر محافظات الجمهورية.

ولقد شهدت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية جهوداً حثيثة فى جميع المجالات والأصعدة، من أجل تحقيق واقع أفضل لبلادنا، وقد تحقّق الكثير من الإنجازات. فعملت الدولة المصرية على الإصلاح الاقتصادى، وأحدثت نقلة نوعية فى جودة الطرق والبنية التحتية، التى بدورها تدفع عجلة الاقتصاد بقوة، كما شهدنا تعاملاً مع ملف العلاقات الخارجية بمهارة وحنكة، خاصة فى ظل ما تشهده الدول المحيطة من نزاعات جيوسياسية وتحديات أمنية خطيرة، وعلينا أن نعتز بالوضع الإقليمى القوى لبلادنا وعلاقاتنا الدولية القوية، وستظل مصر عاملاً رئيسياً فى المنطقة والعالم. كما أنها تحتفظ بوضع أمنى مستقر رغم التهديدات التى تواجهها الدول المجاورة لها، وتلعب دوراً فاعلاً فى دعم استقرار المنطقة وتعزيز السلام الإقليمى.

إن ما يحيط ببلادنا من تحديات ليس هيّناً ولا سهلاً، وما يحدث عالميّاً يزيد التحديات السياسية والاقتصادية حول العالم. لكن رغم هذه التحديات، أثبت شعبنا المصرى العظيم قدرة على الصمود، وقدّم مثالاً فى الإخلاص وحب الوطن والعمل لأجله.

ورغم التحديات التى تواجهها بلادنا، إلا أن الشعب المصرى ما زال يحمل أحلاماً كبيرة وثقة فى قدرته على تجاوزها وتحقيق التقدّم والازدهار، من خلال العمل المشترك والتفانى فى بناء مستقبل أفضل. يمكن أن تصبح رؤى المصريين حقيقة تعيشها الأجيال القادمة، وذلك من خلال استمرار جهود الدولة المصرية وتعاون جميع أطياف المجتمع المصرى، حيث يمكن تحقيق المزيد من النجاحات وتحقيق الأحلام المشتركة للمصريين فى المستقبل.

لهذا لدينا أمل، أولاً لأن الله معنا؛ وهو المعين والقدير وله الكلمة الأولى والأخيرة فى الأحداث والزمن، وأقوى من كل التحديات، ثانياً لأن لدينا قيادة سياسية واعية ومخلصة لوطنها، وثالثاً لأن لدينا شعباً عظيماً صامداً يحب وطنه ومستعدّاً للدفاع عنه بكل قوته.

أصلى لأجل بلادنا العظيمة مصر ومن أجل مستقبل يمتلئ بالبركة والخير على الجميع.

* رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مكانة مصر التاريخ الحضارة العراقة الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي

 

 

 

◄ نقترح استحداث منصب وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية وكمية في بلادنا

 

 

د. عبدالله باحجاج

شاركتُ في ملتقى "معًا نتقدَّم" في نسخته الثالثة، وعلى عكس النسخة الثانية، لم نتمكن من التفاعل في الحوار، بسبب الإقبال الكبير على طلب التفاعل، خاصةً من الشباب الذين بادروا في طرح تساؤلاتهم ومرئياتهم بشفافية عالية، وقد حاولتُ جاهدًا التفاعل، وبالذات في جلسات الاقتصاد والتنمية، ومستقبل المهن والوظائف، وتنمية المحافظات.

هذا الملتقى يُمثِّل عنوان استراتيجية تؤسس لجوهر النهضة المُتجددة في بلادنا، والتي انطلقت عام 2020؛ ولذلك نجد في مقالنا الأسبوعي المناسبة المواتية لطرح الأفكار التي لم تأخُذ حقها في الطرح للسبب سالف الذكر، ولن تستوعبها كلها مساحة هذا المقال، وسنُركِّز على مستقبل الوظائف في بلادنا، وكيف يمكن الإسهام في حل قضية الباحثين عن عمل؟

في النسخة الثالثة من ملتقى "معًا نتقدَّم"، تعرَّفنا على جهود الوزارات في صناعة مواردنا للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي جهود مشكورة، لكنها ليست كافية، ولا تسير وفق نَسَق تحدياتها الراديكالية والطموحات الناجمة عنها؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر فحسب على توفير فرص عمل جديدة، وإنما كذلك يُعد من مصادر الدخل. صحيحٌ أن هناك وظائفَ ومهنًا ستختفي خلال المدى الزمني المتوسط، لكن في المقابل ستبرُز وظائف جديدة أكثر من نظيرتها المندثرة، فنحن في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي ينبغي على بلادنا الاهتمام أكثر بمستقبل وظائفها الجديدة، وإعادة وتأهيل شبابنا لها من الآن، وبصورة ممنهجة؛ حيث إن مُستقبلها في ظل هذه الثورة يتغير بسرعة مكوكية، فإحدى الدراسات -مثلًا- تُشير إلى أن 44% من وظائف المُديرين سيتم استبدالها بالحواسيب. ودراسة متخصصة أخرى تؤكد استحداث 133 مليون وظيفة عالميًا خلال السنوات الخمس المقبلة في الوقت الذي ستندثر قرابة 73 مليون وظيفة. وتوضح هذه الدراسة كذلك أن هناك 5 اتجاهات رئيسية تُشكِّل ملامح سوق العمل في منطقة الخليج؛ وهي: العولمة، والديموغرافيا، والتكنولوجيا الرقمية، وأخلاقيات الأعمال التجارية، والتعلم.

وقد اطَّلعتُ على استراتيجيات دولتين مجاورتين في تكوين مواردها البشرية للاقتصاد الرقمي؛ إذ قطعتا أشواطًا مُتقدِّمة؛ لأنها بدأت منذ عام 2017، وأصبح إحداها تتطلع إلى عوائد مالية تقدر بـ90 مليار دولار بحلول عام 2031. وهذا العام الأخير يُشكِّل أكبر التحديات لبلادنا، ولا بُد من الإسراع لتحويل هذه التحديات إلى فرص من الآن، وهذا مُمكِنٌ الآن. ومن هنا، نقترح الآتي:

إنشاء كلية حكومية مُتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي. تأسيس مجلس أعلى للذكاء الاصطناعي. وضع استراتيجية وطنية معاصرة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. استحداث منصب وزير دولة -دون حقيبة وزارية- للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.

تلكم المقترحات دقيقة وموضوعية لإحداث نقلة نوعية وكمية؛ لمواجهة تحديات مستقبل الوظائف الجديدة، ومن ثم تُحتِّم تحديات المواجهة أن تُؤهِّل بلادنا خلال المدى الزمني المتوسط ما لا يقل عن 300 ألف شاب عُماني، وجعل قضية التأهيل والتأسيس للوظائف المستقبلية مُستدامة؛ لأن مستقبلها في التكنولوجيا الرقمية، وإيراداتها مرتفعة، مما يُبشر بالقضاء على الخلل في الإيرادات التقليدية ذات العوائد المتدنية جدًا. وهنا حل لإشكالية الرواتب والدخول المُنخفضة، وإيجاد التوازن الطبيعي فيها، وبالتالي لا يمكن أن نضمن مُسايرة هذا العصر إلّا من خلال إقامة مثل تلكم المؤسسات العصرية، وبالذات إنشاء "كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي"، وليس من خلال المسارات الراهنة، مع وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تُحدَّد فيها النسب المئوية لتكوين مواردنا البشرية والخبرات الأجنبية التي يُمكن الاستفادة منها، وإقامة شراكات مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومن ضمن هذه السياقات الوطنية الجديدة، يمكن كذلك إعادة تأهيل الكثير من الباحثين عن عمل في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلى وجه الخصوص الهندسة الحديثة السريعة والفعَّالة.. إلخ.

إنَّ هذا الملف الاستراتيجي العاجل لبلادنا يستوجب له استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أي وزير بلا حقيبة؛ لدواعي التخصُّص فيه والتركيز عليه، وكما قُلنا في مقالات سابقة إنَّ الكثير من الدول تلجأ إلى مثل هذا الاستحداث لأهمية القطاع في مستقبلها، والرهانات الوجودية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل ترأس السيسي قمة فلسطين
  • وزير الإنتاج الحربي: مركز التميز العلمي والتكنولوجي يدعم جهود الدولة لتعميق التصنيع العسكري والمدني
  • ختام فعاليات التدريب المصرى الهندى المشترك «إعصار- 3».. صور
  • رئيس "الإنجيلية" يشكر السيسي على قرار إعادة تشكيل مجلس أوقاف الطائفة
  • ختام فعاليات التدريب المصرى الهندي المشترك إعصار- 3
  • القوات المسلحة تنظم زيارة لوفد من الإعلاميين وطلبة الأكاديمية العسكرية المصرية والجامعات لمركز السيطرة المتكامل للشبكة الوطنية للطوارئ
  • كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي
  • «القومى للمرأة» بأسوان: توزيع 250 وجبة ضمن مبادرة «مطبخ المصرية»
  • محافظ أسوان يشيد بمبادرة مطبخ المصرية ويؤكد أهمية التكافل خلال رمضان
  • رئيس الشيوخ: نقدم الدعم والمساندة للدولة المصرية فيما تتخذه من إجراءات لتحسين مسارات الإصلاحات الشاملة