المطران عبد الساتر في أحد القيامة: الربّ يحضنا على الخروج من خوفنا
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، بمناسبة احد القيامة بالقدّاس الإلهي في كاتدرائيّة مار جرجس - بيروت، عاونه فيه النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر والخوري جورج قليعاني والأب أنطوان بو عبود الأنطوني، بحضور النائب نديم الجميّل، الرئيسة العامّة للراهبات الأنطونيّات الأم نزهة الخوري ، مديرة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الأخت هاديا أبي شبلي وعدد من الراهبات، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وعدد من أعضاء المجلس وحشد من الفاعليات الاجتماعيّة والمؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "أتين إلى القبر مع طلوع الشمس (...) فقال لهنّ: ألا اذهبن ..." (مر ١٦: ٢ و٧) إنَّه الأحد، أولُ أيام الأسبوعِ الجديدِ بعد أسبوعِ الخيانةِ والصلب والألم والموت. إنه بدايةٌ جديدة لزمنٍ جديد فيه تُشرقُ الشمسُ على عكسِ يومِ الجمعةِ الفائت الذي غابت فيه الشمس في غيرِ حينها وخيَّم ظلامٌ على الأرض كلّها (مر ١٥ : ٣٣). إنه يومُ الحياة والنور، على عكسِ يوم الموت والعتمة. إنه يومُ غَلبةِ الخير والحبّ والحقِّ على الشرّ والقهرِ والموت".
اضاف: "والثلاثُ نسوةٍ اللواتي أتينَ القبر هنَّ نفسُ النسوة اللواتي كنَّ يراقبن صلبَ يسوع عن بُعدٍ (مر ١٥ : ٤٠). وكأنَّ مرقسَ أراد بذلك أن يؤكدَ الترابطَ الأساسيَّ ما بين الصليب والقيامة. أراد أن يتيقَّنَ الجميع أنه بعد الصليب والموت هنالك القيامةُ والحياةُ حتمًا. وسألتِ النسوة عمّن سيدحرج لهنَّ الحجرَ عن باب القبر، هذا الحجر الذي وضعه رؤساء الكهنة ورؤساءُ الشعبِ ليُبقوا الميت ميتًا ويُنهوا قصة من ادعى أنَّ الله أبوه؟ (راجع يو ١٠: ٣٣ و٣٦). ويذكر الإنجيلي مرقس أنَّ الحجرَ كان "كبيرًا جدًا" ليؤكدَ أنَّ لا إنسانَ يستطيعُ أن يُحرِّكَه".
وتابع: "اللهُ الآب هو الذي دحرج الحجرَ وفتح القبرَ للحياة وانتصر على الموت الذي لم يعُد له بيتٌ يُقيم فيه. والله الآبُ هو أيضًا الذي أفرغَ هذا القبرَ من ساكنه بالقيامة فأظهر بذلك أوّلًا مدى حبِّه للابن الوحيدِ ومدى قوةِ رباطِ البنوَّةِ والأبوَّةِ الذي يجمع بينهما. أتت النساء إلى القبر، إلى مكان العتَمَةِ والموت والنجاسةِ ليطيِّبنَ جسدَ الرّب فيُظهرن بذلك محبتهن له. فإذا بالقبر الذي فتحه الله الآب فارغًا وقد تحوّل إلى مكان للنور وللحياة ولعدم الفساد. وكذلك قبورنا بعد القيامة فهي تتحوَّل إلى "بيت الأحياء". وها هو الابن الحيّ يلاقيَهن ليعزيَهن ويرسلَهنَّ ليبشرن بقيامته".
وختم عبد الساتر: "جاءت النسوة باكرًا إلى مكان الموت والحزن فغادرنه فرحات ومرسلات يبشّرن بيسوع القائمِ من الموت. ونحن، المسيحيّين والمسيحيّات في لبنان، الذي يبدو لنا وكأنّنا نعيش في مكان الموت حيث المستقبل المتلبّد والوضع الاقتصادي الصعب والقلق من حرب مدمّرة، الربّ يلاقينا ويدعونا كلَّ يوم، إلى أن نتذكّر أنّ القبر صار فارغًا وأنَّ لا قدرة للموت علينا. إنّه يحضّنا على الخروج من خوفنا وتعصّبنا وحساباتنا الضيّقة لنذهب إلى الآخر المختلف عنَّا وإلى الأطراف لنبشّر بقيامته، وبحبّ الله الآب لكلِّ إنسان، ولنعمل بفعل الله الروح فينا، على وضع الحياة حيث الموت، والفرح حيث الكآبة والرجاء حيث اليأس والإقدام حيث الخوف. وإذا لم نفعل ذلك فلا نعود جماعة القيامة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الموت المفاجئ..جمال شعبان يكشف السبب الحقيقي لوفاة ملك جمال الأردن
تصدر خبر وفاة أيمن العلي، ملك جمال الأردن، عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاته المفاجئة التي صدمت محبيه وجمهوره، الشاب الذي اشتهر بوسامته وأناقته ورشاقته، أثار التساؤلات حول السبب الحقيقي لوفاته وهو في ريعان شبابه، وسط تكهنات متعددة.
أيمن العلي شاب أذهله الموت في ريعان شبابهأضاف جمال شعبان، استشاري القلب وعميد معهد القلب المصري سابقًا، بُعدًا آخر للحديث عن وفاة العلي، في منشور له عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، كشف شعبان عن رؤيته الشخصية للسبب الحقيقي وراء هذه الوفاة المفاجئة.
العين الحاسدة القاتل الصامتقال شعبان في منشوره: "أنا مؤمن جدًا بقضاء الله وأجله، لكنني مؤمن أيضًا بقوة العين الحاسدة اللامة، التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر".
واستطرد معلقًا على وفاة ملك جمال الأردن:
"رحمة الله على ملك الوسامة في الأردن الذي أصابته سهام عين حاسدة، واستعيذوا بالله من شر حاسد إذا حسد".
كلماته لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد نشرها آلاف المتابعين، معبرين عن مخاوفهم من تأثير الحسد وأهميته كظاهرة يجب عدم الاستهانة بها.
هل الحسد سبب علمي أم إيماني؟طرح منشور د. شعبان تساؤلات حول مفهوم الحسد وتأثيره، وهل يمكن ربطه علميًا بأحداث مفاجئة كالوفاة؟
يشير العديد من العلماء إلى أن الضغط النفسي والطاقات السلبية الناتجة عن الحسد يمكن أن تؤثر فعليًا على صحة الإنسان، خاصة في حال كان الشخص عرضة لضغوطات نفسية أو جسدية.
ومع ذلك، يظل مفهوم الحسد مرتبطًا بالإيمان والثقافة الشعبية، خاصة في مجتمعاتنا العربية، حيث يؤمن الكثيرون بأن العين الحاسدة قد تكون سببًا في تدمير الصحة أو الحظ.
توعية ودعوات للاستعاذةدعا شعبان متابعيه إلى أهمية الاستعاذة بالله من شر الحسد، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بالرقية الشرعية والتحصين اليومي من الحاسدين.
وقال: "لا يكفي أن نعيش حياتنا بمنأى عن التفكير في الحسد، التحصين والاستعاذة ضرورة يومية. قال الله تعالى: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ."
وفاة أيمن العلي المفاجئة أثارت العديد من الأسئلة التي ربما لن تجد إجابة نهائية. هل كان السبب عضويًا بحتًا؟وهو إصابته بسرطان المعدة، أم أن للحسد يدًا خفية؟
تبقى الحادثة مثالًا على أهمية التوعية بمخاطر الضغوط النفسية، بالإضافة إلى تذكير الجميع بضرورة التحصين الروحي والإيمان بالقضاء والقدر.
رحم الله أيمن العلي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل من قصته عبرة لأهمية التوازن بين الروح والجسد، والتحصن ضد الحاسدين بالدعاء والتقرب إلى الله.