الوطن:
2024-07-01@22:13:00 GMT

د. عادل العدوي يكتب: صحة وتعليم

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

د. عادل العدوي يكتب: صحة وتعليم

قطاع الصحة حينما نتكلم عنه فهو ليس حلماً لى كوزير سابق للصحة أو كطبيب، إنما حلم المواطن وحلم المسئول أيضاً، وما يود أن يراه فى الجمهورية الجديدة فى قطاع الصحة، وهو أحد القطاعات المهمة التى تشغل بال كل مواطن فى أى دولة حول العالم.

الصحة والتعليم من الركائز الأساسية التى ترتكز عليها دائماً محاور تطوير الأمم، ومما لا شك فيه أننا نسير على الطريق السليم فى طريق الهوية المصرية والحفاظ عليها، وفى طريق المستقبل الزاهر للشعب المصرى.

طبعاً التحولات الخطيرة التى حدثت على مستوى العالم بأسره، كان للصحة نصيب كبير فيها، وكان أحد المحاور التى غيرت الخريطة الاقتصادية فى العالم وباء كوفيد، الذى حدث وفاجأ العالم على حين غرة كما يقولون دون استعدادات ودون مقدمات، وكاد أن يعصف بأعتى وأكبر النظم الصحية فى العالم، ولا بد للحكومات والشعوب أن تستثمر فى قطاع الصحة استثمارات كبيرة ومستمرة، وليس تقديم خدمات صحية فقط، من أجل أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الكوارث والأزمات الصحية التى من الجائز أن تحدث فى أى وقت.

نحن نعيش فى عالم عجيب وغريب، الأساس فيه هو المفاجآت والتغيرات والتحولات البيئية والصحية والاقتصادية التى من شأنها أن تؤدى إلى تغيير الخريطة، ورأينا بأعيننا كيف تحول العالم إلى مكان مهجور مظلم دامس تقطعت فيه وسائل الإمداد، وتقطعت فيه وسائل الاتصالات والانتقال ما بين البلاد بعضها البعض بسبب وجود وباء.

ومما لا شك فيه أن العالم أخذ من هذا الموقف درساً كبيراً جداً وهو أن تكون لديه خطط لمواجهة الكوارث والأزمات الصحية، وخطط لتعزيز الصحة لدى المواطن. والأمم المتحدة تحدثت فى خطة التنمية المستدامة لها عن خطة 2030 و2063 وكيفية أن تكون هناك تغطية صحية شاملة لكل المواطنين، ولكن وباء كورونا أضفى مزيداً من التحديات والصعوبات فى تطبيق العديد أو فى استمرارية العديد من النظم الصحية.

مصر فى هذا الصدد كانت قد استفادت فائدة كبيرة من مواجهة فيروس سى بوقائية عالية ورفيعة المستوى وقوية فى الأداء، واعترفت بها المؤسسات الدولية، والإجراء الوقائى كان يتمحور فى الترصد وفى مكافحة العدوى. فكان لدى مصر خبرة تراكمية فى مواجهة فيروس سى وغيره من الفيروسات التنفسية أيضاً. فمرت الأمور على مصر بسلام والحمد لله، ولم تحدث انهيارات فى القطاعات الصحية سواء على مستوى مستشفيات وزارة الصحة أو مستوى المستشفيات الجامعية، بل على العكس كانت دائماً الإمكانيات قوية والأدوية متوافرة، والعناية المركزة متوافرة، والإمدادات الخاصة بالأكسجين ولوازم التعامل مع هذه الحالات كانت متوافرة.

وما أصاب مصر والمصريين هو ما أصاب العالم بأكمله من حالة الذعر والخوف والقلق من استمرارية هذا الوباء.. وأملنا أن نستمر فى تعزيز الإجراءات الوقائية فى الصحة العامة وتعزيز مفهوم الصحة العامة لدى المواطن المصرى ولدى المنشآت الصحية، وكذلك مفهوم الجودة الشاملة فى تقديم الخدمات وفى أداء الخدمات الصحية.

ومصرون جداً على أن تكون لدينا أكواد موحدة فى مراكز الخدمات الصحية، سواء فى وحدات الرعاية الصحية الأساسية أو فى المستشفيات الكبيرة، وأن يشهد القطاع الصحى الطفرة التى يراها السيد الرئيس كما وعد بها وكما يُصر دائماً فى كل أحاديثه على أهمية هذا القطاع بالنسبة للمصريين، وطبعاً مظلة التأمين الصحى الشامل لا بد أن تستمر وتتسع وتعمل بخطى سريعة بعد أن تعثرت قليلاً بسبب «كورونا» وبسبب الأحداث الاقتصادية. ونتمنى لمظلة التغطية الصحية فى العديد من المحافظات فى الجمهورية الجديدة أن تستمر بنفس الكفاءة وبقوة فى الأداء وامتداد جغرافى أكثر فى محافظات تضم أكبر عدد ممكن من المواطنين لكى تستكمل المراحل.

نحتاج أيضاً لدعم قطاع الصحة فيما يخص الصناعات الدوائية، ولا بد أن يتم التوجيه بصورة واضحة وملحة بضرورة وجود مصانع لإنتاج المواد الخام للصناعات الدوائية وتعزيز الصناعات الدوائية حتى نفى باحتياجاتنا وتعود مصر إلى الريادة أيضاً فى الدواء، وأن تمد أشقاءها وجيرانها فى الوطن العربى وفى منطقة الشرق الأوسط وفى القارة الأفريقية باحتياجاتهم الدوائية.

أيضاً نحتاج عقد شراكات مع الشركات العالمية العاملة فى مجال الأجهزة والمستلزمات الطبية حتى نستطيع أن نوفر احتياجاتنا، وأن تتسع المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس إلى الكثير من المصانع وخطوط الإنتاج فى الأجهزة والمستلزمات الطبية التى من شأنها أن تجعل مصر بوابة أساسية لتصدير هذا الإنتاج إلى القارة الأفريقية أيضاً، ليعود ذلك على مصر والاقتصاد المصرى بالعوائد الاقتصادية أيضاً، ونحتاج أن نستخدم قطاع الصحة والتعليم الطبى كقوة ناعمة.

الصحة ليست فقط فى تقديم الخدمات العلاجية، ولكن نستطيع أن نقدم خدمات تدريبية لأشقائنا فى البلدان العربية وفى القارة الأفريقية، وأيضاً نطور برامج التعليم الطبى ونساعد أشقاءنا فى تطويرها كما حدث فى مصر، ونتوسع أيضاً فى التعليم الطبى لأن الأطباء الذين يعملون فى البلاد المجاورة وفى القارة الأفريقية هم سفراء حقيقيون لمصر فى هذا المجال.

وقد حققنا طفرة كبيرة فى تطوير التعليم الطبى فى الفترة الماضية، ما يعنى تحويل نظام التعليم الطبى إلى نظام تكاملى، والاهتمام بجانب التدريب وإنشاء المجلس الصحى المصرى مؤخراً ليتولى مهام التدريب للعاملين فى القطاع الصحى بصورة كاملة.

ونحتاج أن نتوسع فى المؤتمرات الطبية، وقد نجح مؤتمر صحة أفريقيا، الذى عقدته هيئة الشراء الموحد بالاشتراك مع الجمعية الطبية المصرية كل عام، ويحضره سيادة الرئيس.

* وزير الصحة الأسبق

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحة التعليم تعزيز الصناعات الدوائية القارة الأفریقیة التعلیم الطبى قطاع الصحة أن تکون

إقرأ أيضاً:

وجيه أباظة يكتب: التعليم وبناء الأوطان

«التعليم حق لكل مواطن» ميثاق تتبناه الدولة المصرية وتنفذه على أرض الواقع، بل وتعمل الدولة على تطويره وتقديمه بأفضل شكل ممكن، كذلك تُولى الدولة ملف محو الأمية اهتماماً كبيراً، فلا توجد دولة فى العالم تقدمت وازدهرت إلا باهتمامها بالتعليم، خاصة أن التعليم هو قضية أمن قومى وعنصر أساسى فى بناء البشر الذين يسهمون بدورهم فى بناء الأوطان من خلال دعمهم للاقتصاد وغيره، فإذا قدّمت الجامعات تعليماً جيداً ومتميزاً يصبح الخرِّيج لدينا مؤهلاً لفرص عمل أكثر داخل وخارج مصر، وبالتالى جودة التعليم تنعكس على مستوى الخريج فى سوق العمل، ويمكن تصديره للعمل فى الخارج ويصبح مصدراً للعملة الأجنبية.

من هنا يتأكد لنا أن التعليم يبنى ويعلم وينتج أخلاقيات المهن التى نحن بحاجة إليها فى مختلف الوظائف، بل ويبنى التعليم البشر على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية، كذلك لدينا تحرك كبير فى محو الأمية وتعليم الكبار، وتتولى هيئة قومية تمثل الدولة التنسيق مع مختلف الهيئات والوزارات المعنية والجامعات لإطلاق مبادرات تسهم فى القضاء على الأمية فى مصر، ونحن بحاجة لمزيد من الجهد وتحويل المبادرات إلى مبادرات قومية يسهم بها الجميع.

أيضاً، التعليم الجامعى يسير بشكل جيد من خلال الجامعات والكليات التكنولوجية، ويجب ربط التعليم فى مرحلة التعليم الجامعى والدراسات العليا بسوق العمل فى الوطن العربى والعالم بشكل تام، مع إكساب الخرِّيج المزيد من مهارات الابتكار والإبداع التى تُعد شيئاً أساسياً لدى أى خرِّيج، ومن خلال الخريج المؤهَّل يمكننا أن نحصل على مصادر دخل غير تقليدية، فسوق العمل العالمى يطلب الذكاء الاصطناعى وعلم الأنظمة الذكية والتفاعلية وهندسة الحاسبات، وهو المستقبل الذى يجب أن نركز عليه البحوث والدراسات، بجانب الاهتمام بحل مشكلات المجتمع من خلال البحث العلمى، مع ضرورة زيادة الإنفاق على البحث العلمى لأنه هو السبيل الأساسى فى حل الكثير من المشكلات.

تقوم الدولة بالشراكات مع جامعات من أفضل الجامعات على مستوى العالم، والشراكة تجعل جودة التعليم المحلى مرتبطة بجودة التعليم العالى فى الدول الأجنبية من خلال تطبيق المعايير بما يضمن جودة تعليمية جيدة داخل مصر، والجامعات الأجنبية تستخدم معايير مرتفعة جداً فى قياس جودة التعليم، وخاصة إذا كانت هذه الجامعات مصنَّفة من أفضل الجامعات على مستوى العالم، وهو ما يؤهلنا للوصول لهذه المرحلة العالمية بالمنتج التعليمى المحلى، وتشترط هذه الجامعات حصول نظيرتها المصرية على شهادة الاعتماد والجودة.

تقدمنا كثيراً على المستوى العالمى وأصبحت الكثير من جامعاتنا المصرية متقدمة عالمياً، ومن ضمن أسباب هذا التقدم هو حرص عدد كبير من أساتذة الكليات والباحثين على النشر العلمى فى كبرى الدوريات والمجلات العلمية المصنفة عالمياً بمعامل تأثير عالٍ، وأصبحت بحوث المصريين تصل لمختلف دول العالم، وبشكل عام تصنيفنا العالمى تحسَّن بشكل ملحوظ، ونأمل فى استمراره وزيادته.

أما عن التعليم الفنى، فلدينا مدارس تكنولوجية متقدمة مرتبطة بالصناعات، ولدينا خرِّيج لديه مهارات مرتبطة بمصانع وشركات موجودة على أرض الواقع، وهو تحول كبير بل وطفرة فى التعليم الفنى، والتوسع فى المدارس التكنولوجية المرتبطة بالصناعة والشركات أمر مهم ومطلوب التوسع فيه، بالإضافة للجامعات التكنولوجية، فهى ضرورية أيضاً لتوفير عدد أكبر من الفنيين المؤهلين.

* عضو مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • مركز العدل للدراسات: مصر أقل دولة كلفة للاجئين على مستوى العالم.. ويمثلون 9% من السكان
  • صحة القليوبية: إجراء المسح الميداني بالريف للقضاء على البلهارسيا والطفيليات المعوية
  • وجيه أباظة يكتب: التعليم وبناء الأوطان
  • فى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو.. عادل إمام زعيم قنص بفنه طيور الظلام
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • الوصول إلى 25 مليون متعامل بالبورصة يكتب شهادة ميلاد للاستثمار
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها