قطاع الصحة حينما نتكلم عنه فهو ليس حلماً لى كوزير سابق للصحة أو كطبيب، إنما حلم المواطن وحلم المسئول أيضاً، وما يود أن يراه فى الجمهورية الجديدة فى قطاع الصحة، وهو أحد القطاعات المهمة التى تشغل بال كل مواطن فى أى دولة حول العالم.
الصحة والتعليم من الركائز الأساسية التى ترتكز عليها دائماً محاور تطوير الأمم، ومما لا شك فيه أننا نسير على الطريق السليم فى طريق الهوية المصرية والحفاظ عليها، وفى طريق المستقبل الزاهر للشعب المصرى.
طبعاً التحولات الخطيرة التى حدثت على مستوى العالم بأسره، كان للصحة نصيب كبير فيها، وكان أحد المحاور التى غيرت الخريطة الاقتصادية فى العالم وباء كوفيد، الذى حدث وفاجأ العالم على حين غرة كما يقولون دون استعدادات ودون مقدمات، وكاد أن يعصف بأعتى وأكبر النظم الصحية فى العالم، ولا بد للحكومات والشعوب أن تستثمر فى قطاع الصحة استثمارات كبيرة ومستمرة، وليس تقديم خدمات صحية فقط، من أجل أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الكوارث والأزمات الصحية التى من الجائز أن تحدث فى أى وقت.
نحن نعيش فى عالم عجيب وغريب، الأساس فيه هو المفاجآت والتغيرات والتحولات البيئية والصحية والاقتصادية التى من شأنها أن تؤدى إلى تغيير الخريطة، ورأينا بأعيننا كيف تحول العالم إلى مكان مهجور مظلم دامس تقطعت فيه وسائل الإمداد، وتقطعت فيه وسائل الاتصالات والانتقال ما بين البلاد بعضها البعض بسبب وجود وباء.
ومما لا شك فيه أن العالم أخذ من هذا الموقف درساً كبيراً جداً وهو أن تكون لديه خطط لمواجهة الكوارث والأزمات الصحية، وخطط لتعزيز الصحة لدى المواطن. والأمم المتحدة تحدثت فى خطة التنمية المستدامة لها عن خطة 2030 و2063 وكيفية أن تكون هناك تغطية صحية شاملة لكل المواطنين، ولكن وباء كورونا أضفى مزيداً من التحديات والصعوبات فى تطبيق العديد أو فى استمرارية العديد من النظم الصحية.
مصر فى هذا الصدد كانت قد استفادت فائدة كبيرة من مواجهة فيروس سى بوقائية عالية ورفيعة المستوى وقوية فى الأداء، واعترفت بها المؤسسات الدولية، والإجراء الوقائى كان يتمحور فى الترصد وفى مكافحة العدوى. فكان لدى مصر خبرة تراكمية فى مواجهة فيروس سى وغيره من الفيروسات التنفسية أيضاً. فمرت الأمور على مصر بسلام والحمد لله، ولم تحدث انهيارات فى القطاعات الصحية سواء على مستوى مستشفيات وزارة الصحة أو مستوى المستشفيات الجامعية، بل على العكس كانت دائماً الإمكانيات قوية والأدوية متوافرة، والعناية المركزة متوافرة، والإمدادات الخاصة بالأكسجين ولوازم التعامل مع هذه الحالات كانت متوافرة.
وما أصاب مصر والمصريين هو ما أصاب العالم بأكمله من حالة الذعر والخوف والقلق من استمرارية هذا الوباء.. وأملنا أن نستمر فى تعزيز الإجراءات الوقائية فى الصحة العامة وتعزيز مفهوم الصحة العامة لدى المواطن المصرى ولدى المنشآت الصحية، وكذلك مفهوم الجودة الشاملة فى تقديم الخدمات وفى أداء الخدمات الصحية.
ومصرون جداً على أن تكون لدينا أكواد موحدة فى مراكز الخدمات الصحية، سواء فى وحدات الرعاية الصحية الأساسية أو فى المستشفيات الكبيرة، وأن يشهد القطاع الصحى الطفرة التى يراها السيد الرئيس كما وعد بها وكما يُصر دائماً فى كل أحاديثه على أهمية هذا القطاع بالنسبة للمصريين، وطبعاً مظلة التأمين الصحى الشامل لا بد أن تستمر وتتسع وتعمل بخطى سريعة بعد أن تعثرت قليلاً بسبب «كورونا» وبسبب الأحداث الاقتصادية. ونتمنى لمظلة التغطية الصحية فى العديد من المحافظات فى الجمهورية الجديدة أن تستمر بنفس الكفاءة وبقوة فى الأداء وامتداد جغرافى أكثر فى محافظات تضم أكبر عدد ممكن من المواطنين لكى تستكمل المراحل.
نحتاج أيضاً لدعم قطاع الصحة فيما يخص الصناعات الدوائية، ولا بد أن يتم التوجيه بصورة واضحة وملحة بضرورة وجود مصانع لإنتاج المواد الخام للصناعات الدوائية وتعزيز الصناعات الدوائية حتى نفى باحتياجاتنا وتعود مصر إلى الريادة أيضاً فى الدواء، وأن تمد أشقاءها وجيرانها فى الوطن العربى وفى منطقة الشرق الأوسط وفى القارة الأفريقية باحتياجاتهم الدوائية.
أيضاً نحتاج عقد شراكات مع الشركات العالمية العاملة فى مجال الأجهزة والمستلزمات الطبية حتى نستطيع أن نوفر احتياجاتنا، وأن تتسع المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس إلى الكثير من المصانع وخطوط الإنتاج فى الأجهزة والمستلزمات الطبية التى من شأنها أن تجعل مصر بوابة أساسية لتصدير هذا الإنتاج إلى القارة الأفريقية أيضاً، ليعود ذلك على مصر والاقتصاد المصرى بالعوائد الاقتصادية أيضاً، ونحتاج أن نستخدم قطاع الصحة والتعليم الطبى كقوة ناعمة.
الصحة ليست فقط فى تقديم الخدمات العلاجية، ولكن نستطيع أن نقدم خدمات تدريبية لأشقائنا فى البلدان العربية وفى القارة الأفريقية، وأيضاً نطور برامج التعليم الطبى ونساعد أشقاءنا فى تطويرها كما حدث فى مصر، ونتوسع أيضاً فى التعليم الطبى لأن الأطباء الذين يعملون فى البلاد المجاورة وفى القارة الأفريقية هم سفراء حقيقيون لمصر فى هذا المجال.
وقد حققنا طفرة كبيرة فى تطوير التعليم الطبى فى الفترة الماضية، ما يعنى تحويل نظام التعليم الطبى إلى نظام تكاملى، والاهتمام بجانب التدريب وإنشاء المجلس الصحى المصرى مؤخراً ليتولى مهام التدريب للعاملين فى القطاع الصحى بصورة كاملة.
ونحتاج أن نتوسع فى المؤتمرات الطبية، وقد نجح مؤتمر صحة أفريقيا، الذى عقدته هيئة الشراء الموحد بالاشتراك مع الجمعية الطبية المصرية كل عام، ويحضره سيادة الرئيس.
* وزير الصحة الأسبق
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحة التعليم تعزيز الصناعات الدوائية القارة الأفریقیة التعلیم الطبى قطاع الصحة أن تکون
إقرأ أيضاً:
«الصحة»: تقديم 8 ملايين خدمة طبية بالمنشآت الصحية في سوهاج خلال عام 2024
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم 8 ملايين و127 ألفًا و799 خدمة طبية من خلال مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في محافظة سوهاج خلال عام 2024، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 .
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لـ وزارة الصحة والسكان، الى تقديم 3 ملايين و125 ألفا و920 خدمة طبية بمستشفيات المحافظة بأقسام الاستقبال والطوارئ، الداخلي، الرعايات، العمليات.
وأضافت أنَّه تمّ تقديم مليون و877 ألف و385 خدمة طبية من خلال العيادات الخارجية، بالإضافة إلى تفعيل 33 عيادة مسائية بمختلف التخصصات الطبية في 10 مستشفيات هي: (سوهاج العام، طهطا العام، البلينا المركزي، طما المركزي، جهينة المركزي، المراغة المركزي، ساقلتة المركزي، رمد سوهاج، حميات سوهاج، حميات طهطا)، قدمت 43 ألفا و386 خدمة طبية للمواطنين.
وأضاف عبدالغفار أنَّه تمّ إطلاق 104 قوافل طبية مجانية قدمت 94 ألفا و616 خدمة طبية للمواطنين بمختلف التخصصات بهدف الوصول إلى الأماكن الأكثر احتياجاً لتقديم أفضل رعاية صحية للمواطنين، كما تم مُناظرة 433 حالة من خلال خدمات التشخيص عن بُعد في مختلف التخصصات الطبية.
ولفت عبدالغفار إلى تطوير ورفع كفاءه المستشفيات لزيادة القوة الاستعابية للخدمات الطبية المقدمة واستحداث أجهزة وخدمات جديدة، كما تمّ زيادة القوة الإستعابية للرعايات والحضانات بمستشفيات المحافظة.
تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030ومن جهته أشار الدكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة محافظة سوهاج، إلى أنَّ مراكز ووحدات الرعاية الأولية، قدمت 5 ملايين و1879 خدمة طبية، مبينا أنَّ فرق المراقبة على المنشآت الطبية غير الحكومية بشكل دوري لمتابعة تقديم الخدمات الطبية للمواطنين خلال المنشآت الخاصة.