أخبارنا:
2024-11-23@00:07:10 GMT

اغتنام العشر الأواخر من رمضان....

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

اغتنام العشر الأواخر من رمضان....

أسرعت أيام رمضان ولياليه انقضاء، ومر من رمضان عشره الأوائل ثم عشره الأواسط، ولم يبق من رمضاه الا الثلث الأخير والعشر الأواخر..

وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ فهي فضل الفضل وخير الخير.. وأعظمها بالإجماع ليلة القدر فهي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود.

وإذا كان رمضان قد قارب الرحيل وأشرف على نهايته فإن "العبد المُوَفَق من أدرك أن حُسْن النهاية يطمس تقصير البداية، وما يدريك لعل بركة عملك في رمضان مخبأة في آخره، فإنما الأعمال بالخواتيم.

خصائص العشر وحال النبي صلى الله عليه وسلم فيها:

لقد خص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد في غيرها، وبعطايا لا سبيل في سواها لتحصيلها، وقد خصها النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال لم يكن يفعلها في غيرها.. فمن ذلك:

أولا: كثرة الاجتهاد:

فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) رواه مسلم.

وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر) رواه مسلم.

فكان عليه الصلاة والسلام يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة، قال ابن رجب: "ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه". وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء، والجد والاجتهاد في العبادة.

ثانيا الاعتكاف:

ففي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها حتى قبض.

والاعتكاف معناه لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه. وشرعاً: "المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة". (الفتح 4/341).

والأصل أنه عزوف عن الدنيا وانقطاع للعبادة وتخلية للنفس عن التشاغل بغير الطاعات والقربات، فلا ينبغي أن يشتغل بشيء يفوت عليه قصده. ولا يجعلن معتكفه مقصداً للزوار الذين يفسدون عليه خلوته وجواره، وإن كان خرج من الدنيا وانقطع عنها فلا وجه لأن يأتي بالدنيا حتى يُدخلها معتكفه، ومما ينبغي للمعتكف أن يتقلل من الطعام والشراب حتى لا يثقل عن العبادة والطاعة.

ثالثا: اغتنام جميع الوقت

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: وأيكم مثلي! إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني) متفق عليه.

ولا شك أن المقصود هنا الغذاء الروحي، والفتوحات الربانية، وليس الطعام والشراب الحِسي.. وإنما نهاهم عن الوصال حتى لا يضعفوا عن العبادة والاجتهاد في الطاعة، وإلا فإن كل ذلك كان منه اغتناما للوقت، وعدم تضييع شيء منه، ولو في طعام أو في منام فصلى الله عليه وسلم أعظم صلاة وأتم سلام.

رابعا: تحري ليلة القدر

وما كان اجتهاده واعتكافه صلى الله عليه وسلم إلا تفرغاً للعبادة، وقطعاً للشواغل والصوارف، وتحرياً لليلة القدر، هذه الليلة الشريفة المباركة، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، فقال سبحانه: {ليلة القدر خير من ألف شهر}(القدر:3).

في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والسعداء والأشقياء، والآجال والأرزاق، قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} (الدخان:4).

فيها تفتح الأبواب، ويسمع الخطاب، ويرفع الحجاب، ويستجاب فيها الدعاء ويتحقق الرجاء، ليلة انطلاق الإسلام ونزول القران، ليلة سلام فالله يريد للعالم السلام والأمان، سلام المجتمع، وسلامة القلوب والنفوس، وسلامة العلاقات بين الناس {سلام هي حتى مطلع الفجر}(القدر:5).

وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد، ليكثروا من العبادة، ويجتهدوا في العمل، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها، ومن كان عاجزاً مفرطاً، فإن من حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه.

هذه الليلة العظيمة يُستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أرجى وآكد، فقد ثبت في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى)، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري.

ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) رواه أبو داود.

فعلى الراغبين في تحصيل هذه الليلة المباركة الاجتهاد في هذه الليالي والأيام، وأن يتعرَّضوا لنفحات الرب الكريم المنان، عسى أن تصيبكم نفحة من نفحاته لا يشقى العبد بعدها أبداً.

وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولا مسموعا مستجابا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد وغيره.

فاستدركوا في آخر شهركم ما فاتكم من أوله، وأحسنوا خاتمته فإنما الأعمال بالخواتيم، ومن أحسن فيما بقي غفر له ما قد مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. وأروا الله من أنفسكم الجد في تحري الخير في هذا الثلث الأخير، واغتنموا ما فيه من الخير الوفير، وتعرضوا لنفحات الغفور الحليم، الرحيم القدير.. فإن المغبون حقا من صرف عن طاعة الرب، والمحروم من حرم العفو، والمأسوف عليه من فاتته نفحات الشهر، ومن خاب رجاؤه في ليلة القدر.

اللهم بلغنا برحمتك رضاك، وبلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من عتقائك من النار.

عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم العشر الأواخر من رمضان عائشة رضی الله عنها فی العشر الأواخر لیلة القدر هذه اللیلة

إقرأ أيضاً:

حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟

ورد عن حكم أكل البصل يوم الجمعة نهي من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نظرا لاجتماع المسلمين في المساجد لأداء صلاة الجمعة وعدم تعرض الناس للإيذء من الرائحة الناتجة عن أكل البصل يوم الجمعة.

أكل البصل يوم الجمعة

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن عن حكم أكل البصل يوم الجمعة إن هناك 3 أطعمة تحرمك من ثواب صلاة الجماعة، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه نهى المُصلي عن أكل ثلاثة أطعمة، إذا ما أراد أداء صلاة الجماعة في المسجد.

وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الثلاثة أطعمة التي تحرم الإنسان من صلاة الجماعة في المسجد، ومن ثم تُضيع ثوابها عليه، هي: «البصل، الثوم، والكرات»، لافتة إلى أنه يُستحب تجنب الأكل من بعض الأطعمة التي تسبب الرائحة المزعجة عند إرادة الاجتماع بالناس وخاصة صلوات الجماعة والجمعة.

طعام النبي

ووَرَدَ في سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم الحضُّ على أكل بعض أنواع الأطعمة؛ كالعسل، والتلبينة، والعجوة، ووَرَدَ كذلك أنه كان يحبُّ بعض الأطعمة؛ لكنه لم يأمر بأكلها، وكان مِنْ حِرْص الصحابة رضي الله عنهم على اتباع طريقته أنهم كانوا يتابعونه في النوعين؛ الذي حضَّ عليه، الذي أحبَّه دون أن يأمر به، وكان من هذا النوع الثاني أكلُه صلى الله عليه وسلم للدبَّاء؛ وهي القرع أو الكوسة.

فقد روى البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قال: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَمَرَقًا، فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ القَصْعَةِ"، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: "فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ".

والمرق هو الحساء، والقديد هو اللحم المجفَّف، وحوالي القصعة أي جنباتها؛ فهذا يُشْبه في زماننا حساء الخضار به قطع اللحم مع الكوسة.

سنن تناول الطعام

وعن سنن تناول الطعام فقد ورد عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان»، وأمرنا أن نسلت القصعة [أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام]، قال: (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) رواه مسلم".

كما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ»، وبقوله- عليه الصلاة السلام-: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ»، والعَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ، وعَبَّتِ الدَّلْوُ: إذا صوَّتَتْ عند غَرْف الماء، والكُبَادُ: وجعُ الكبد.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن يأكل في معىّ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء» رواه البخاري.

وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إذا أكل أحدكم؛ فلا يمسح يده؛ حتَّى يَلعقها أو يُـلعقها) متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يحذف اسم ترافيس سكوت ويرد عليه بسبب كوتشيلا 2025
  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟
  • حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟
  • أفضل صيغة للصلاة على النبي ليلة الجمعة ويومها.. الإفتاء تنصح بهذه الطريقة
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • أفضل ما يستحب ترديده في ليلة الجمعة.. اللهم افتح لنا أبواب فضلك
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم