إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

عاد الأذان ليتردد صداه من الجامع الأموي التاريخي في حلب بسوريا السبت للمرة الأولى منذ العام 2012.

وكان هذا الحدث المهم بمثابة عودة رمزية إلى الحياة الطبيعية لسكان المدينة الذين عانوا من الصراع والدمار على مدى سنوات.

هذا، وتم تنظيم إفطار جماعي في الجامع لإضفاء روح التكاتف، شارك فيه 1400 شخص من مختلف الخلفيات والمناطق في حلب.

وعلى الرغم من جهود الترميم المستمرة اجتمع الناس لتناول الإفطار في ساحة المسجد محاطين بآثار الماضي التي يجري العمل على ترميمها بدقة كي تعود إلى رونقها السابق.

وشكّل مشهد الأحجار المتضررة التي تم ترقيمها وأرشفتها بعناية لإعادة بنائها تذكيرا مؤثرا بأشهر مسجد في المدينة. وبينما كانت الأدعية تملأ الأجواء وتفوح رائحة الأطباق التقليدية في الفناء، ساد الموقع شعور بالأمل والتضامن وهو ما قد يشير إلى فصل جديد من التعافي والتجديد في حلب.

وقال إمام الجامع الأموي محمد حسون "من أكثر من 11 عاما اقتلعت الحرب صوت هذا الجامع. تألمنا، حزنا، إلا أننا بإذن الله تعالى وبإذن هؤلاء العمال الذين يكدون ويعرقون، سيرجع الجامع إلى ما كان عليه وستتعدد أصوات المؤذنين في هذا المسجد ليعود ويدخل إلى بيوت الحلبيين خمس مرات في كل يوم بإذن الله".

وقال محمد عبده، وهو من سكان حلب، "فرحتنا كبيرة ما بتنوصف بها الأدان اللي ارتفع اليوم بالجامع الكبير".

ويذكر أن حلب ظلت مقسمة لسنوات بين مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت قبضة المعارضة. وتعرضت مساحات شاسعة من منطقة وسط حلب التاريخية للدمار.

كما دُمرت مئذنة الجامع الأموي والأسواق المغطاة التي كانت تحيط به خلال المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في عامي 2012 و2013، لكن على الرغم من تعرضها لأضرار جسيمة فقد نجا جزء كبير من المسجد.

ولحق دمار تام بثُلُث المساحة الإجمالية للمسجد لكن السلطات السورية تلقت دعما ماليا من الحكومة الشيشانية لإعادة إعماره.

ويشار إلى أن الحرب وضعت أوزارها في حلب في ديسمبر/ كانون الأول العام 2016 بعد اجتياح الجيش السوري، مدعوما بطائرات روسية وفصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران، لمعقل المعارضة بعد حصار وقصف استمر شهورا.

هذا، وأدى الصراع في سوريا، الذي اندلع في 2011، إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.

 

فرانس24/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا السنغال ريبورتاج بسوريا الجيش السوري سوريا بشار الأسد إيران حلب مسجد حرب آثار الجزائر المغرب نزاع الصحراء الغربية أزمة دبلوماسية عبد المجيد تبون الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی حلب

إقرأ أيضاً:

المعارضة الأردنية وأسئلة الوعي الوطني

#سواليف

#المعارضة_الأردنية وأسئلة #الوعي_الوطني

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في زمن تزدحم فيه الأوطان بالتحديات، وتتسارع فيه التحولات من حولنا، يصبح السؤال عن موقعنا من معادلة الإصلاح والوعي السياسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ليس من قبيل الترف الفكري أن نعيد اليوم قراءة مسيرة المعارضة السياسية الأردنية الممتدة على مدى قرن من الزمن، بل هي ضرورة وطنية ملحّة، إذا أردنا أن نرسم لأنفسنا طريقًا إلى المستقبل، بعيدًا عن التكرار العقيم والاجترار البائس لخيبات الماضي.

مقالات ذات صلة الأرصاد تحذر من التقلبات الجوية خلال الأيام القادمة 2025/04/28

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح لا يحتمل التأجيل:
ما الدور الذي اضطلع به المثقفون الأردنيون في تشكيل الوعي السياسي الوطني؟
وهل استطاعت النخب الفكرية أن ترتقي بدور المعارضة فتقودها إلى خدمة المشروع الوطني، أم أنها وقعت – كما وقع غيرها – في شراك المعارك الجانبية، وتاهت وسط الحسابات الفئوية والإقليمية الضيقة؟

لقد كان الرهان على المثقفين كبيرًا. كانوا يؤمل منهم أن يكونوا صوت العقل الوطني، والحصن الأخير في وجه تكلس النظام السياسي وانغلاقه. ولكن التجربة، للأسف، كانت متباينة، وتكشفت عن مواقف مترددة، وأحيانًا متناقضة، عجزت عن تقديم بديل وطني جامع وقادر على إحداث الفارق.

من جهة أخرى، فإن سؤال جدوى المعارضة ذاته يحتاج إلى مراجعة شجاعة:
هل كانت المعارضة، عبر مئة عام، أداة فاعلة في دفع الإصلاح الوطني إلى الأمام، أم أنها تحولت – في كثير من محطاتها – إلى مجرد صدى للاحتجاج، دون أن تقدم مشروعًا وطنيًا متكاملاً ومؤسسًا؟
وهل استطاعت أن تؤسس جبهة وطنية موحدة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، أم أن الخلافات الأيديولوجية، والانقسامات الفئوية، والطموحات الشخصية كانت أقوى من أي حلم بالإصلاح الحقيقي؟

أسئلة موجعة، ولكنها ضرورية، تلامس جرح الوعي الوطني، وتدق ناقوس الخطر أمام كل من يؤمن بأن الأردن يستحق أكثر مما هو عليه الآن.
نطرحها لا بغرض جلد الذات، ولا استحضار الأسى، بل بحثًا عن بصيص أمل في أن يكون هناك طريق ثالث، طريق وطني صادق، يعيد للحياة السياسية معناها، ويجعل من المعارضة شريكًا مسؤولًا لا خصمًا مبتورًا.

إن هذه المرحلة من تاريخنا السياسي تفرض علينا جميعًا، مثقفين وناشطين وأصحاب رأي، أن نراجع أنفسنا بصدق، بعيدًا عن الانفعال أو التبرير أو الاتكاء على الماضي.
فالتحولات الإقليمية والدولية لا تنتظر المترددين، والفرص الوطنية الحقيقية تحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالخطأ، والتفكير الجاد في كيفية تجاوز حالة الاستنزاف السياسي والاجتماعي التي نعاني منها.

وإيمانًا مني بأهمية فتح هذا النقاش الوطني العميق والمسؤول، سأخصص سلسلة من المقالات التحليلية النقدية خلال الفترة القادمة، أتناول فيها بتفصيل المحطات المفصلية في مسيرة المعارضة الأردنية: نجاحاتها، إخفاقاتها، وملامح الطريق الذي ينبغي أن يُرسم إن أردنا أن نصنع إصلاحًا حقيقيًا لا يضيع وسط الضجيج أو التسويات السطحية.

لكن، ومع هذا الالتزام، يظل السؤال المرير معلقًا في الأفق:
هل لما نكتب اليوم من جدوى؟
وهل ستجد كلماتنا الصادقة صدى في وطن أرهقته الأزمات والانتظار الطويل؟
سنكتب… لأن الكلمة كانت دائمًا البذرة الأولى لكل تغيير، ولأن الأمل في الإصلاح، مهما تراجع، سيظل أمانة في عنق كل من آمن أن الأوطان لا تبنى إلا بالصدق، والشجاعة، والتضحية.

مقالات مشابهة

  • فيات بونتو هاتشباك بـ 300 ألف جنيه | صور
  • ندوة بالأزهر توضح دور الأمهات في دعم الأطفال ذوي الهمم
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • فارس الخوري.. المسيحي خطيب الأموي ووزير الأوقاف الإسلامية
  • وزني زاد وكنت بكره نفسي.. كارولين عزمي تحكي أسرار عمرها لأول مرة
  • تضامن متصاعد مع القاضي التونسي أحمد صواب
  • المعارضة في الإكوادور تطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية
  • المعارضة الأردنية وأسئلة الوعي الوطني
  • عاجل - قرار جديد بتقليص فترة الفاصل بين الأذان والإقامة في مساجد الكويت لمواجهة أزمة الكهرباء
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن