صحيفة صدى:
2025-02-17@00:10:08 GMT

الوعي نعمة أم لعنة؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

الوعي نعمة أم لعنة؟

نعيش في عصر تفجر معلوماتي مُنقطع النظير، وأصبح العلم مُتاح للكل والجميع مصدره من كل حدبٍ وصوب

لطالما ما يعيشه إنسان اليوم كان بداية لشرارة تساؤل، وفضول، وحب في التغيير

أنتشرت موضة الوعي، فأنتشرت موجة الإنسان الواعي
فظهر علم لا ينفع تحت مُسمى (تطوير الذات) يُغذي الأنا لا غير، حتى تماهت روح الإنسان وتحول إلى كائن لا يشبه نفسه
من كائن روحاني إجتماعي إلى كائن أناني فرداني يدعي الوعي، همه المتعة الآنية اللحظية ولو على حساب الآخرين

وماذا عن الإنسان البسيط؟
فهو شخص بسيط العلم، مُضمحل معرفيًا معاركه تتلخص في صراعه للحصول على قوت يومه
إنسان بسيط زئبقي حيث تجده مُرحب به في كل مكان وزمان
فقد تجده يتصدر مجالس الفقراء، والأغنياء والأدباء والحكماء، وعِلية القوم
يُطلق عليه (فلان الشخص الألاوي) يعني شخص ماشي على نيته وعلى باب الله
هذا البسيط لديه إمتيازات لم يحظى بها أكبر فيلسوف أو أديب أو حتى مُفكر
فزلاته الفكرية مغفورة الذنب، وإذا قال ونصح صفق له الجميع، وكبروا من صَبحة مقولته
فيأتي شخص مثقف يدعمه قائلًا (لم يقولها إلا من رحم معاناته)
بينما هذا البسيط قالها بعفوية، وإن سألته عن ما قاله سيتساءل مستنكرًا : أنا قلته؟ ومتى قلته؟

وبين مُدعي الوعي والإنسان البسيط ذلك الشخص الواعي
الواعي المتألم من وعيه
تجده صديق الجميع بينما لا صديق له
حياته مُزدحمة، وحوله جمع غفير من البشر بينما في الحقيقة يعيش بينهم وحيدًا يتجرع مرارة الغُربة الفكرية
نستطيع أن نقول حياة الإنسان الواعي تتمثل في المثل القائل (زحمة والشوارع فاضية)
يرى كل شيء وكأنه أشعة سينية، مُدركًا بخلجات من حوله جيدًا
هذا الواعي يجد صعوبة في إيجاد صديق جليس، أو نصفه الآخر، أو توأم الروح الذي يتحمل زحمة أفكاره ووعيه

وبين مُدعي الوعي، والبسيط، والواعي ظهر الإنسان المعاصر ذلك الذي يعيش العصر الذهبي من ناحية الرفاهية، والمتعة
من طغت على روحه الماديات، فأهتم بكل ما هو ملموس حتى نسي أو تناسى ما هو محسوس يغذي روحه، وفؤاده، وهواه ككائن روحاني

وظهرت الفردانية وتراجعت العلاقات الإنسانية، وندرت الأسر التي يعمها دفئ العائلة ويتجلى ذلك في الأعياد والمناسبات
الحل????
جلسة مع الذات لمراجعة النفس وطرح السؤال الأهم
إلى متى؟ بقصد التخطيط
إلى أين؟ بقصد التغيير
ومع من؟ بقصد البناء

وفي الختام يقول كارل يونج
(إذا عرف المرء أكثر من غيره، فسينتهي به الحال وحيدًا)

.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

وداعا صديق العمر ..

بقلم : يحيى السماوي ..

وداعا حبيبي الشاعر الناقد والعالم الألسني أ.د. ضرغام الدرة الخفاف ..
وداعا أيها النقيّ كدموع الأولياء ، الباسق كالمآذن ، الرحب كالمحاريب ، العذب كالمحبة ، الدافئ كالصلوات ، والمضيء كالتسابيح ..

ما عرفتك تُخلِف موعدا ، فكيف غادرت أحداقنا قبل أن نلتقي في كربلاء الجمعة القادمة حسب رسالتك الأخيرة لحبيبنا عباس حويجي !

إذن لن نلتقي في كربلاء الجمعة القادمة ، ولن تعود معنا إلى السماوة كما تفعل بعد كل لقاء ..

وداعا أبا زياد الحبيب ..
من أين لي ببلاغة عليّ بن أبي طالب وبيان الجاحظ وعبقرية المتنبي لأكتب ولو بضعة أبياتٍ تليق بمنزلتك في قلبي وبصداقة خمس وخمسين سنة !

يحيى السماوي

مقالات مشابهة

  • ياسمين عز: «جوزك في البيت نعمة.. بيشتغل في البرد وأنتي متدفية»
  • المفتي: الأمم تنهض بالأخلاق والعلم النافع هو السبيل لقيادة ركب التطور وبناء الوعي الصحيح
  • المشدد 15 سنة وغرامة 100 ألف لمتهم بحيازة حشيش فى الشرقية
  • إحالة عاطلين للجنايات بتهمة حيازة أسلحة نارية واستعراض القوة في روض الفرج
  • سر لعنة الفراعنة.. زاهي حواس ضيف «إحكي» مع دينا يحيى
  • رئيس حزب الوعي يدعو المصريين للتبرع لإعادة إعمار غزة
  • بأجواء رومانسية.. مروان خوري وعبير نعمة يشعلان حفل حديقة الشهيد|صور
  • ضبط تاجرين مخدرات لجلبهما الحشيش في القاهرة
  • وداعا صديق العمر ..
  • «لعنة السوشيال ميديا»| فيديو اختطاف على الفيسبوك يثير الجدل.. والتحريات: خطة أب لإنقاذ نجله من الإدمان