نعيش في عصر تفجر معلوماتي مُنقطع النظير، وأصبح العلم مُتاح للكل والجميع مصدره من كل حدبٍ وصوب
لطالما ما يعيشه إنسان اليوم كان بداية لشرارة تساؤل، وفضول، وحب في التغيير
أنتشرت موضة الوعي، فأنتشرت موجة الإنسان الواعي
فظهر علم لا ينفع تحت مُسمى (تطوير الذات) يُغذي الأنا لا غير، حتى تماهت روح الإنسان وتحول إلى كائن لا يشبه نفسه
من كائن روحاني إجتماعي إلى كائن أناني فرداني يدعي الوعي، همه المتعة الآنية اللحظية ولو على حساب الآخرين
وماذا عن الإنسان البسيط؟
فهو شخص بسيط العلم، مُضمحل معرفيًا معاركه تتلخص في صراعه للحصول على قوت يومه
إنسان بسيط زئبقي حيث تجده مُرحب به في كل مكان وزمان
فقد تجده يتصدر مجالس الفقراء، والأغنياء والأدباء والحكماء، وعِلية القوم
يُطلق عليه (فلان الشخص الألاوي) يعني شخص ماشي على نيته وعلى باب الله
هذا البسيط لديه إمتيازات لم يحظى بها أكبر فيلسوف أو أديب أو حتى مُفكر
فزلاته الفكرية مغفورة الذنب، وإذا قال ونصح صفق له الجميع، وكبروا من صَبحة مقولته
فيأتي شخص مثقف يدعمه قائلًا (لم يقولها إلا من رحم معاناته)
بينما هذا البسيط قالها بعفوية، وإن سألته عن ما قاله سيتساءل مستنكرًا : أنا قلته؟ ومتى قلته؟
وبين مُدعي الوعي والإنسان البسيط ذلك الشخص الواعي
الواعي المتألم من وعيه
تجده صديق الجميع بينما لا صديق له
حياته مُزدحمة، وحوله جمع غفير من البشر بينما في الحقيقة يعيش بينهم وحيدًا يتجرع مرارة الغُربة الفكرية
نستطيع أن نقول حياة الإنسان الواعي تتمثل في المثل القائل (زحمة والشوارع فاضية)
يرى كل شيء وكأنه أشعة سينية، مُدركًا بخلجات من حوله جيدًا
هذا الواعي يجد صعوبة في إيجاد صديق جليس، أو نصفه الآخر، أو توأم الروح الذي يتحمل زحمة أفكاره ووعيه
وبين مُدعي الوعي، والبسيط، والواعي ظهر الإنسان المعاصر ذلك الذي يعيش العصر الذهبي من ناحية الرفاهية، والمتعة
من طغت على روحه الماديات، فأهتم بكل ما هو ملموس حتى نسي أو تناسى ما هو محسوس يغذي روحه، وفؤاده، وهواه ككائن روحاني
وظهرت الفردانية وتراجعت العلاقات الإنسانية، وندرت الأسر التي يعمها دفئ العائلة ويتجلى ذلك في الأعياد والمناسبات
الحل????
جلسة مع الذات لمراجعة النفس وطرح السؤال الأهم
إلى متى؟ بقصد التخطيط
إلى أين؟ بقصد التغيير
ومع من؟ بقصد البناء
وفي الختام يقول كارل يونج
(إذا عرف المرء أكثر من غيره، فسينتهي به الحال وحيدًا)
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
الأمن النيابية: الحدود مع إيران “مفتوحة” لأن العراق وإيران بلد واحد
آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 3:13 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال عضو لجنة الأمن النيابية الإطاري علي نعمة ،الأثنين، إن تأمين الحدود مع سوريا ضرورة ودعا في حديث صحفي إلى زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تأمين المناطق التي تعاني من تضاريس معقدة مع توفير احتياطي أمني في تلك المناطق”.وأضاف نعمة، أن “تأمين الحدود وصل إلى مرحلة الاطمئنان، ولا يمكن لأي جماعة إرهابية اختراق الحدود أو محاولة شن أي هجمات، وأن أي محاولة لاستهداف الحدود سيتم الرد عليها بشكل مباشر”، لافتًا إلى أن “الوضع على الحدود الآن هو الأفضل منذ عام 2003، وأن تأمين الحدود يعد من النقاط الحيوية في منظومة الأمن القومي العراقي”.وأشار إلى أن “هناك إشرافاً مباشراً واهتماماً يومياً بملف الحدود، وأن الحدود مع سوريا وصلت إلى مرحلة لا تدعو للقلق”، مشيرًا إلى أن “الوضع العام يعزز من موقف بغداد في اتخاذ كافة الخطوات الدفاعية لحماية أمن حدودها مع دول الجوار، سواء مع سوريا أو غيرها”.وأوضح النائب علي نعمة، أن “الأحداث التي وقعت في سوريا يوم الثامن من كانون الأول الماضي وما نتج عنها من تطورات دفعت بغداد إلى تعزيز الإجراءات على الحدود مع سوريا، التي تمتد لمسافة 600 كيلومتر، وتشمل بعض المحاور المعقدة من حيث التضاريس والجغرافيا، وهو ما تطلب تبني استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة التحديات”.واضاف نعمة اما الحدود مع إيران فهي مفتوحه لأن العراق وإيران بلد واحد.