ما هي الدول الأكثر معاناة من تباطؤ الاقتصاد الصيني؟.. أفريقيا بالمواجهة
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا، تحدثت فيه عن التداعيات المحتملة لتباطئ الاقتصاد الصيني على العالم، وخاصة الدول النامية والدول المصدّرة للسلع الأولية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه نظرًا لمكانة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم، منذ سنة 2010 وباعتبارها مصنع العالم، فإن أي تعثّر يشهده اقتصادها يمكن أن يؤثر على العديد من الدول، وعلى رأسها كبار منتجي المواد الخام.
وذكرت الصحيفة، أن "التباطؤ الناجم عن جائحة كوفيد-19 الذي تحوّل إلى تباطئٍ هيكلي تحت تأثير أزمة القطاع العقاري والانهيار الديموغرافي يُلقي بثقله على الاقتصاد العالمي. في بداية شهر آذار/ مارس، أكّدت السلطات في بكين أثناء المؤتمر الشعبي الوطني أنها لا تزال متمسّكة بهدف نمو بنسبة 5 بالمئة بحلول سنة 2024. وهو هدف يعتبره العديد من الاقتصاديين متفائلاً للغاية".
ومن جهته، يتوقّع صندوق النقد الدولي أن يكون نمو الصين في حدود 4 بالمئة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. حتى أن مديرته العامة، وهي كريستالينا جورجييفا حثّت السلطات الصينية في 24 آذار/ مارس على تنفيذ "إصلاحات صديقة للسوق" لإنعاش النمو. أما خبراء وكالة "فيتش" للتصنيف الائتمانى، فيوقّعون نموًا بنسبة أقل من 2 بالمئة.
وأشار كبير الاقتصاديين في وكالة "فيتش"، بريان كولتون، إلى "غياب التحرّك السياسي" لتحقيق الاستقرار في سوق العقارات، "وهو الخطر الرئيسي هذا العام بالنسبة للاقتصاد الصيني"، ذلك أن العقارات تمثّل ما بين 20 إلى 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. ولا تستطيع الصين الاعتماد على الطلب الدولي القوي، كما رأينا في الانتعاش الفوري بعد الجائحة، للتعويض".
نبّهت الصحيفة إلى أن "الصدمة ستكون شديدة بالنسبة للعديد من الدول التي تعتمد بشكل كبير على الصين، بما في ذلك اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ". وحسب وكالة "فيتش" قد تخسر كوريا الجنوبية أكثر من 1.6 نقطة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب علاقاتها التجارية القوية مع الصين.
وحيال ذلك، قال كولتون: "إن اقتصاد كوريا منفتح للغاية، حيث مثلت الصادرات 44 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في سنة 2023، وجزء كبير منها موجّه للصين لتغذية الطلب المحلي". وقد تعاني دول آسيوية مجاورة أخرى من تباطئ الاقتصاد الصيني، مثل تايوان وهونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا، على الرغم من أنها مدعومة بديناميكيات قوية.
أفريقيا في خط المواجهة
تظهر دراسة أجرتها وزارة الخزانة الفرنسية أن "تباطؤ الاقتصاد الصيني سيؤثر على المدى المتوسط على الاقتصادات الناشئة عبر قناتين رئيسيتين، القناة التجارية والمالية"، لاسيما أن حصة الصين من التجارة العالمية تضاعفت ثلاث مرات خلال عشرين عاما من 4.7 بالمئة في 2002 إلى 12.7 بالمئة في 2022.
وحسب هذه الدراسة، تعد بكين الشريك التجاري الرائد لأكثر من 120 دولة ومنطقة في العالم، معظمها من الدول الناشئة أو المصدرة للمواد الخام. (على غرار أنغولا، وإيران، والبرازيل، والمملكة العربية السعودية، وروسيا، وجنوب أفريقيا)". وفي حالة أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، تمثل الصادرات إلى الصين 18.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الصين تؤثّر على أسعار المواد الخام التي تحتاجها بشدة لتغذية صناعتها وإطعام سكانها، فضلا عن كونها أكبر مستورد في العالم للخامات (النيكل والألومنيوم والحديد وغيرها) والمنتجات الزراعية، وتستأثر بـ12 بالمئة من الواردات العالمية من الحبوب، مقابل 58 بالمئة من فول الصويا، و25 بالمئة من الهيدروكربونات".
وأضافت الصحيفة أن "تراجع التمويل الصيني سيكون له أيضًا تأثيرٌ ملموس على العالم الناشئ. فخلال العقدين الماضيين، أصبحت الصين الدائن الثنائي الرئيسي من خلال القروض السيادية والتجارية بإجمالي 180 مليار دولار في سنة 2015 مقارنة بثلاثة مليارات دولار في سنة 2001، تركزت على المناجم والصناعة".
كما تمنح بكّين قروضًا طارئة لتمويل الديون تصل إلى 240 مليار منذ سنة 2000 لأكثر من 20 دولة، وذلك حسب دراسة وزارة الخزانة الفرنسية. وقد تلقت الأرجنتين وباكستان، على وجه الخصوص، دعمًا متكررًا من الصين.
إلى ذلك، تغطي بكين جزءًا كبيرًا من خدمة الدين الخارجي للدول النامية بما في ذلك إثيوبيا (42.2 بالمئة) وأنغولا (41.6 بالمئة) وباكستان (20.2 بالمئة)، وإغلاق صنبور القروض والاستثمارات من شأنه أن يؤثر بشدة على أفريقيا.
ويؤكد توماس موراند من بنك "كريدي أغريكول" أن "تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر تمثل حوالي 23 بالمئة من التدفقات السنوية" على القارة. ويقدّر صندوق النقد الدولي أن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 1 بالمئة يحرم أفريقيا من ربع نقطة نمو.
تراجع عدد السُيّاح الصينيين
وفقا للاقتصادي كريستوفر ديمبيك من بنك "بيكتيه أ إم"، فإن "تأثير التباطئ في البلدان المتقدمة يكون محسوسًا بشكل رئيسي من خلال قناة الاستثمار لأن الصين تعيد تركيز استثماراتها الأجنبية المباشرة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ. تم التخلي عن العديد من المشاريع الأوروبية ضمن طريق الحرير الجديد، خاصة في منطقة البلقان، ويشمل ذلك خاصة صربيا وكرواتيا".
كذلك، تعاني ألمانيا، التي يعتمد محركها على التجارة الخارجية، من تباطئ شريكتها الصينية الرئيسية. لكن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الاقتصاد الألماني حسب ديمبيك تأتي "قبل كل شيء من صعود الصناعة الصينية في نفس القطاعات القوية في ألمانيا (صناعة السيارات والأدوات الآلية)".
وأضافت الصحيفة أن "هناك تأثيرا جانبيًا آخر لجائحة كوفيد-19 لا يزال محسوسًا حتى اليوم وهو تراجع عدد السياح الصينيين على الرغم من إعادة فتح الحدود قبل سنة. تضاعفت حصة الصينيين بين السياح العالميين ما بين 2010 و2019".
وتشير وكالة "بلومبرغ" إلى أن "العجز في السياحة العالمية مقارنة بما قبل كوفيد يقدّر بنحو 129 مليار دولار". وحسب كريستوفر ديمبيك فإن "هذا موضوع حقيقي في اليابان، حيث يستأثر السياح الصينيون بثلث نفقات الأجانب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الاقتصاد العالمي صربيا صربيا كرواتيا الاقتصاد العالمي المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الناتج المحلی الإجمالی الاقتصاد الصینی بالمئة من
إقرأ أيضاً:
الساحل الإفريقي .. الأكثر عنفًا في إفريقيا والعالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصف منطقة الساحل الإفريقي بأنها خاضعة لحكومات ضعيفة وكثيرًا ما يحدث فيها انقلابات، هذا إلى جانب الصراعات الداخلية، كما يتفشى فيها العنف، هذا يجعلها تُصنف على أنها بؤرة الإرهاب على مستوى العالم، حتى في ظل تراجع مستويات الإرهاب في بقاع أخرى من العالم خلال السنوات الماضية، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي.
إذ قال ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام، الذي يصدر المؤشر سنوياً، استناداً إلى بيانات مأخوذة من 163 دولة: " إن الإرهاب يتزايد ويتركز في مناطق الساحل الإفريقي".
فقد تزايد تركيز الإرهاب في دول الساحل، إذ سقط فيها 43٪ من جميع قتلى الإرهاب في العالم، مقارنة بنسبة 1٪ فقط في عام 2007. وشهدت المنطقة قفزة بنسبة 8٪ في قتلى الإرهاب في عام 2022 تزامناً مع تراجعها في سائر العالم، حسبما ذكره كيليليا مع صدور التقرير.
وكشف التقرير أن بوركينا فاسو ومالي شهدتا معاً نسبة 52٪ من جميع قتلى الإرهاب في إفريقيا.
وفي الوقت ذاته، تزايدت الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، بل وباتت أشد فتكاً، إذ ارتفع عدد قتلاها بنحو 50٪ بين عامي 2021 و2022 فقط.
ومن أبرز بؤرة على المؤشر هي منطقة الساحل الإدارية في بوركينا فاسو، حيث تلتقي حدودها بمالي والنيجر.
إذ شهدت الدول الثلاث انقلابات عسكرية كان من دوافعها الإحباط إزاء عجز الحكومات المدنية عن قمع الإرهاب و القضاء على العمليات الإرهابية المتكررة، ولكن لم تتحالف القوات لعسكرية و تستطيع التصدي لأعمال العنف على أيدي المتطرفين.
بوركينا فاسو المرتبة الثانية
تحتل بوركينا فاسو المرتبة الثانية على المؤشر الإرهاب لديها بعد أفغانستان من حيث عدد الأعمال الإرهابية وقتلاها بين عامي .
وتقع مالي والنيجر مع بوركينا فاسو في قائمة المؤشر لأسوأ 10 دول في العالم من حيث الإرهاب.
نيجيريا الأقل
ففي تقرير المؤشر لعام 2024، سجلت نيجيريا أقل عدد من الهجمات والقتلى منذ عام 2011.
وفي حديث خاص مع قناة «تشانلز تيليفيجن»، قال محلل البيانات النيجيري باباجيد أوغونسانو، : " إن استطلاعات الرأي العام الأخيرة أظهرت تزايد شعور المواطنين النيجيريين بالأمن في جميع أرجاء البلاد، باستثناء المنطقة الشمالية الغربية فقط، المتاخمة للحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، و تلك المنطقة تكتظ بالإرهابيين " .
وتجنبت كلًا من بنين وتوغو، المتاخمتان لبوركينا فاسو من الجنوب، حتى الآن أعمال العنف و الإرهاب وإراقة الدماء التي تحدث في شمال هذين البلدين.
وعلى الرغم من ذلك سجل المؤشر بعض المؤشرات المثيرة للقلق، وفقاً للسيد مسعود كريميبور، رئيس فرع الوقاية من الإرهاب بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.
ومثال ذلك أن بنين سجلت زيادة في عدد قتلى الإرهاب بمقدار 15 قتيلاً وذلك في عام 2022، وهو عدد ضئيل للغاية، ولكن يراه كريميبور كمثيراً للقلق من وجهة نظره.
وقال خلال صدور التقرير: " نرى أن مستويات التجنيد والتطرف تتزايد، وقد يشكل ذلك اتجاهاً سلبياً مستقبلاً".
وفي حالات كثيرة، يكون المسؤول عن شن الهجمات الإرهابية في الساحل أشخاص يسميهم محللو المؤشر " المتشددين المجهولين" ، الذين لا يوالون أياً من الشبكات الإرهابية الراسخة مثل تنظيم داعش.