تحالف الجيش الجديد!!
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أشرف عبدالعزيز
من الواضح أن الجيش السوداني يتعامل مع الحرب الدائرة في السودان بـ(تكتيكات مختلفة)، ولكن صناعتها في الغالب الأعم هي أمنية أكثر من كونها سياسية؛ ولذلك تغيير (التكتيك) بين كل مرحلة وأخرى تواجهه تحديات، وتصطدم بالتحالفات التي نسجها الجيش في الفترة التي سبقتها.
الظهور الطاغي للحركات المسلحة في المشهد الأيام الفائتة لم يأت من فراغ، وإنما هي اللحظة المناسبة التي رأى فيها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأن يدفع بها بمناوي وجبريل ومالك عقار وطمبور في أتون المعركة، وفي ذات اللحظة ظهر جعفر الميرغني في شندي، وهو يتوسط حشداً من الوقت المسلحة، وربما هي المرة الأولى التي يقف فيها جعفر وسط جنود مدججين بالسلاح، بل ويعلنها دواية بأن أي قوى سياسية تقف في الحياد هي ليست على الطريق الصحيح.
يُقرن ذلك مع التصريحات المزلزلة التي أدلى بها نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي بشأن وضعية المقاومة الشعبية ورفضه استغلالها سياسياً، بل إصداره الأوامر لقيادة الحاميات بعدم التسليح العشوائي، وهذا يخالف لحد كبير تصريحات سابقة للقائد العام للجيش البرهان الذي طلب من المواطنين التسلح بأي كيفية لحماية أعراضهم وممتلكاتهم.
من المؤكد أن البرهان استدرك الآن أن تصريحاته تلك ستذكر المجتمع الدولي بعلاقته بتجييش القبائل في الحرب الأهلية في دارفور، ولذلك سارع بإلغاء مسمى لجنة الاستنفار، وترك الخطاب المباشر لنائبه كباشي الذي واجه حملة انتقادات واسعة من قبل أنصار المقاومة الشعبية وغالبهم من نشاط الإسلاميين، فيما صب الإعلاميون الموالون لهم جام غضبهم على جعفر الميرغني ساخرين من ظهوره وسط القوات المسلحة.
من الواضح أن الإسلاميين المتحالفين مع الجيش أدركوا أن قيادته لن تسمح لهم بالسيطرة الكاملة، وأنها استجابة لضغوط خارجية تستدعي عدم سيطرتهم؛ وبالتالي (حصادهم الشوك في آخر مطاف) الحرب العبثية، فقاهرة المعز تغيرت مواقفها، وتريد أن تدعم الجيش حسب الأمر الواقع؛ ولذلك دفعت بحلفائها (جعفر الميرغني – مناوي – جبريل) ليتولى الناظر ترك رئاسة المقاومة الشعبية بالبحر الأحمر، وهذا هو التحالف الجديد الذي سيدخل به الجيش التسوية القادمة، وقد تقبل بعض القوى السياسية الأخرى، وربما الدعم السريع.
إن شعرة معاوية المتبقية بين الجيش والحركة الإسلامية أوهن من خيط العنكبوت، وأحس بذلك حتى غلاة المتشددين الحركيين بالحركة الإسلامية، وتجاوز رد فعلهم الانتقاد، وعادوا إلى مهاجمة قيادة الجيش، ولم يتبق من قوة للإسلاميين سوى قدرتهم على معرفة كل ما يدور داخل الجيش ونواياه المستقبلية، في السابق كانوا يستطيعون عرقلة الخطوات كلهن التي من شأنها أن تدفع بحل لا يتوافق مع رؤيتهم، لكن هذه المرة انفرط العقد والخيار الوحيد هو انحناؤهم للعاصفة.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: انتصارات العاشر من رمضان ملحمة خالدة تعكس بسالة الجيش المصري
وجّه الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وإلى قادة وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية الباسلة، وإلى جموع الشعب المصري، بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، التي ستظل رمزًا خالدًا للبطولة والعزيمة والإصرار على استعادة الحق.
وأكد مفتي الجمهورية، في بيان له اليوم، أن هذه المناسبة العظيمة تمثل علامة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، حيث تجلت فيها أروع صور التضحية والفداء، وسطر فيها أبناء القوات المسلحة المصرية ملحمة تاريخية ستظل مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن نصر العاشر من رمضان لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان تجسيدًا لوحدة الشعب المصري خلف قواته المسلحة، وإيمانًا راسخًا بعدالة القضية، مما أدى إلى تحقيق النصر واسترداد الأرض.
وأضاف أن القوات المسلحة المصرية قدمت -ولا تزال تقدم- تضحيات جسام في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مؤكدًا أن الجيش المصري سيظل الدرع الحامي للوطن، والسند القوي في مواجهة التحديات والمخاطر، وأن تاريخه المشرف يزخر بالمواقف البطولية التي تؤكد دوره المحوري في الدفاع عن البلاد، وتعزيز استقرارها ونهضتها.
وأشار إلى أن هذه الذكرى العظيمة تعكس قيم التضحية والبسالة التي تعد جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، داعيًا أبناء الوطن جميعًا إلى استلهام روح النصر، وتعزيز قيم العمل والعطاء من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقًا، والسير على خطى الأبطال الذين ضحَّوْا بأرواحهم من أجل رفعة الوطن.
وفي ختام تهنئته، دعا فضيلة المفتي المولى عز وجل أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفق قيادتها الحكيمة لمواصلة مسيرة التنمية والبناء، سائلًا الله تعالى أن يتغمد شهداء الوطن الأبرار بواسع رحمته، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه من تضحيات في سبيل رفعة مصر وعِزَّتها.