العنف والرعب استراتيجية المليشيا ضد السودان
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
كل من ينظر بعين فاحصة لطبيعة العنف والرعب الذي تعمل عليه المليشيا في المنطقة التي تدخلها، سيفهم أنهم يتعمدون إثارة أكبر قدر ممكن من العنف وبطريقة غير ضرورية، قتل عشوائي واغتصاب وضرب مع إثارة أكبر قدر ممكن الرعب عبر كثافة النيران والتحركات الكثيرة بين المناطق. هذه الاستراتيجية للعنف الأقصى والرعب الأقصى تتبعها مليشيات إرهابية منذ وقت طويل.
استراتيجية العنف والرعب الأقصى هي تأكيد بأن المليشيا اقتنعت تماما بفشل مشروعها العسكري والسياسي للحكم، وما يقومون به اليوم وبشكل متعمد وبتوجيهات من قيادة المليشيا هو ضغط على الشعب السوداني والجيش السوداني من خلال طريقة المليشيا الأساسية والمتمثلة في الإرهاب. وهذا بالضبط ما ستجده حين تبحث عن مليشيا اليونيتا بأنغولا مثلا.
إن ما تتعرض له ولاية الجزيرة هو تطبيق عملي للعنف المتعمد ضد المدنيين من قبل المليشيا في نطاق قرى وحلال متفرقة تسهل الحركة بينها، ومن خلال هذه التحركات تطلق المليشيا العنان لعنفها ولرعبها اللامحدود، هذه تكتيكات جبانة وغادرة لكنها تشبه طبيعة المليشيا، ذات التكتيكات تُستخدم في دارفور من خلال تعمد قطع طريق المساعدات الإنسانية عن المناطق التي لا توجد بها المليشيا ونهب الغذاء والمواد الأخرى لجنودها. تخريب سيقود حتما للمجاعة وهذا التمادي في الإرهاب مقصود من المليشيا.
الجوانب السياسية لاستراتيجية العنف الأقصى:
ثمة جانب سياسي واضح ومهم يمكنك أن تكتشفه حين ترى الخط السياسي الذي يتبعه الفصيل المساند للمليشيا، القحاتة مؤخرا وعبر جبهتهم تقدم أعلنوا عن حملة إعلامية مضللة ضد الحرب والغاية هي الاستفادة من حصاد الخراب والدمار والضحايا المنكوبين بالعنف الأقصى، وتحويل صوتهم ضد الحرب وكأنها قامت بلا سبب وضد الجيش مع تجاهل المليشيا المتسبب الرئيس في العنف. هم يعلمون أن الشعب كله يقف مع الجيش ويلومه في ذات الوقت فهو المسؤول عن الحماية، لذلك ستقوم قحت بتحويل سلوك المليشيا العنيف ضد المواطن لرصيد سياسي يخدم موقفها، وهذا ما حدث بالضبط مع ازدياد موجة العنف والإرهاب التي تجري حاليا في قرى الجزيرة. والعالم كله سمع حديث الناطق الرسمي لتقدم بأن المليشيا المواطنين في وفاق تام من أجل صنع إدارة مدنية!!
إن انتقال تحالف قحت والمليشيا لمستوى مطابقة الخط السياسي للقحاتة مع الاستراتيجية العسكرية الإرهابية للمليشا هو رد فعل للضعف والانهيار الذي بدأ يدب في صفوف المليشيا، والذي سيدفعها حتما نحو الهزيمة، ومعلوم أن أشد موجات العنف تأتي حين تدرك القوات ويعلم قادتها أنهم بدأوا في فقد زمام المبادرة، من خلال هذا العنف الأقصى والضغط يأملون في تحقيق بعض الأهداف السياسية لهم.
ما العمل؟
لابد أن نتذكر طبيعة المعركة وأن الثمن الكبير الذي دفعه الشعب السوداني ولا يزال جاء نتيجة مؤامرة خارجية كبيرة وأخطاء داخلية، ولابد من أن نستعيد الوعي واليقظة والصبر فنحن في حالة حرب، ولابد أن ندرك أننا متقدمون نحو أهدافنا ضد هؤلاء الخونة والمجرمين. وعليه فإن الاستمرار في كشف تضليل القوى السياسية المساندة ونقدها وهزيمتها خطوة مهمة لقطع الطريق أمام نجاح الخطة الخبيثة، ثم لابد من زيادة وتكثيف دعم القوات المسلحة والانصراف عن أي أمور جانبية تحدث هنا أو هناك. وعسكريا لابد من حدوث تحرك ولكن يجب ألا يكون تحركا مستعجلا غير مدروس وهذا ما نثق بأنه سيحدث عاجلا أو آجلا. يجب أن نزيد استعدادنا وتسليحنا وانضباطنا من خلال الاستنفار والمقاومة الشعبية مع القوات المسلحة لتحويل طاقة الغضب لتنظيم وعمل حتى المواجهة.
إنني على ثقة بأن المؤامرة ضد السودان فاشلة، وأن الله ناصر للحق، والحق معنا ضد هؤلاء البرابرة والعملاء ومن يقف خلفهم من دول الشر والبغي، نحن منتصرون بمزيد من التماسك والعمل وسيأتي اليوم الذي نحاسب فيه كل من وقف ضد الوطن.
والله أكبر والعزة للسودان.
#حميدتي_مجرم_حرب
#الدعم_السريع_مليشيا_إرهابية
#جيش_واحد_شعب_واحد
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب وإيران.. سياسة الضغط الأقصى تعود إلى الواجهة
منذ الإعلان عن فوز الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وعودته المرتقبة إلى البيت الأبيض، تسارعت الأسئلة المتعلقة بسياساته بشأن العديد من القضايا الدولية المحورية، وأبرزها خططه بشأن إيران.
وقالت مصادر مطلعة على خطط ترامب، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إنه ينوي فرض عقوبات أكبر على إيران وخنق صادراتها النفطية، ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض برنامجها النووي ودعمها لوكلاء في الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر أن الفريق الجديد الذي سيشكله ترامب للتعامل مع ملف إيران، "سيتحرك سريعا لاستهداف صادرات النفط الإيرانية، عبر وسائل من بينها ملاحقة الموانئ الأجنبية والتجار الذين يتعاملون مع نفط طهران".
ومن شأن ذلك أن يعيد إحياء الاستراتيجية التي تبناها ترامب خلال ولايته الأولى، والتي تعتمد على سياسة أطلق عليها اسم "سياسة الضغط الأقصى" على إيران.
ماذا ينتظر إيران بعد عودة ترامب؟ بالنظر إلى السياسات التي اتبعها الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى يمكن القول، حسب خبراء ومراقبين، إن إيران ستواجه في المرحلة المقبلة اختبارا صعبا، ومشهدا سيكون عنوانه "الضغط الأقصى"، لكن ومع اختلاف الظروف ومعادلات المنطقة ما بين السابق والآن قد يكون من الصعب التنبؤ بحدود هذا الضغط.واستهدفت السياسة تطبيق التضييق الاقتصادي من خلال فرض عقوبات قاسية على قطاع النفط الإيراني والبنوك وقطاعات أخرى، مما أدى إلى تقييد قدرة طهران على تحقيق إيرادات مالية من تصدير النفط والتعاملات الدولية.
كما استهدفت إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران، عن طريق ضرب أذرعها وميليشياتها، واتجاه الولايات المتحدة للتعاون مع حلفاء إقليميين مثل إسرائيل ودول الخليج، من أجل زيادة الضغط على النظام الإيراني.
واعتبر الباحث الأميركي والكاتب في مجلة "ذا إنترست"، ألكسندر لانغلويس، أنه "من الصعب تحديد المسار الذي سيتبعه ترامب" في الملف الإيراني، كما هو الحال مع العديد من سياساته السابقة.
لكن على الأرجح، حسب قول لانغلويس لموقع "الحرة"، أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب إطلاق حملته "للضغط الأقصى" على إيران، خاصة في ظل الحرب الإقليمية المستمرة بينها وبين إسرائيل.
التشدد أم الدبلوماسية.. كيف سيتعامل ترامب مع إيران؟ بعد إعلان فوز، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأميركية، توقع خبراء أن يتبنى الرئيس الجديد نهجا أقل ميلا إلى الدبلوماسية مع إيران مقارنة بإدارة الرئيس الحالي، جو بايدن.من جانبه، أوضح براين هوك، المبعوث الخاص لترامب إلى إيران خلال ولايته الرئاسية الماضية، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الخميس، أن ترامب "ليس لديه أي مصلحة في تغيير النظام في إيران".
وأضاف أنه يسعى إلى عزل وإضعاف طهران.
وخلال الحملة الانتخابية، أشار ترامب، من دون تقديم أدلة، إلى أن إيران متورطة في محاولات اغتيال حديثة استهدفته، وهدد بتدمير البلاد "إلى أشلاء".
ومع ذلك، قال ترامب أيضا خلال حملته إنه منفتح على إجراء محادثات مع إيران، بما في ذلك الملف النووي.
وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، لإذاعة أوروبا الحرة، بعد انتصار ترامب، إنه "من الصعب تصور أن يقوم أي رئيس أميركي بالتخطيط لحرب كبيرة في هذه اللحظة من التاريخ الأميركي".
وأشار فاتانكا إلى أن إيران قد تكون "أكثر استعدادا" للتفاوض مع ترامب لأنها قد "تجد التعامل معه أسهل".