بوابة الوفد:
2025-10-29@08:55:32 GMT

نموذج الشيخ على جمعة

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

لا تُفارق الذكرى رأسى أبدا. كُنت فى السابعة، أو الثامنة من عمرى، وذهبت لأصلى فى المسجد. دخلت إلى الميضأة، وهممت بعفوية بطرطشة الماء على وجهى، ثم شمّرت ذراعى، لكن صوتا أجش صاح بى من الخلف» بس يا ولد. امشى من هنا»، ورأيت خادم المسجد يُحمّر عينيه، ثم طردنى، وهو يقول «اتعلم الأول تتوضأ، بعدين ابقى تعال صلي».

عُدت حزينا، وحكيت لوالدى رحمه الله، فأخذنى من يدى وذهبنا إلى المسجد، ونهر الرجل بأدب، وأفهمه أن أحدا لا يحق له طرد شخص من بيت الله، وأن الدين لين، وسماحة، ووجه بشوش، وأنه كان يُمكن أن يُطبطب على، ويُعلمنى الوضوء بدون زعيق.
من يومها وأنا أنفّر من كل واعظ يرفع صوته، ويُرهب الناس من عذاب الله، ولا يرى فى الدين سوى جهنم، وغضب الله، وانتقامه ممن عصاه.
وكنت كلما رأيت أو قرأت أو تابعت عالم دين، أفتش فيه عن السماحة، فإن لم أرها، كُنت أعتبره رجل تدين لا رجل دين.
ذلك لأن رجل الدين الحقيقى، لين، طيب، وغير متكلف، ويترك ما بينه وبين الله، بينه وبين الله، فيكاد يُخفى عبادته، وصلاحه، ولا يتتبع خطايا الناس، ويحمل كافة الأمور على حُسن الظن.
من هنا، فإن نماذج الدعاة السلفيين من أمثال الحوينى، ويعقوب، وحسان، ومن بعدهم عبدالله رشدى لم تثر فى نفسى أى قبول. ورأيت وقد أكون مُخطئا أنهم لا ينفعون الدين بل قد يضرونه لأنهم يُنفّرون الناس بخطابهم الزاعق المناقض للعقل المُخوف بالعذاب، والذى يدعى امتلاك الحق. وفى كل خطبة أو درس أو تسجيل لأى من هؤلاء كان عقلى الباطن يستدعى على الفور صوت وصورة خادم المسجد الذى نهرنى وطردنى من بيت الله وأنا طفل لأنى لا أحسن الوضوء.
أكتب ذلك وأنا أتابع برنامج «نور الدين» لفضيلة العالم المجتهد على جمعه، والذى تعرض لهجوم حاد، ولغط وتقولات وسوء ظن من جانب أوصياء على الدين يحملون كل أمر على سوء الظن. كانت سماحة العالم الجليل وعقلانيته حرقا لبضاعة تُجار الدين التقليديين الذين أرهبونا وخدعونا بدعوى امتلاكهم طريق الصلاح ومعرفة الرشاد. وربما أوجعتهم إجابات الرجل المنطقية لتساؤلات تبدو أساسية من نوعية «لماذا نحن مسلمون؟» و»هل الجنة قاصرة على المسلمين؟» وهل الحب حرام»، و»هل الاختلاط ممنوع شرعا؟».
لقد أعاد الرجل بابتسامته الرائقة، ووجهه البشوش، وردوده الهادئة العقلانية تأكيد الفكرة الأساسية التى عشت فى كنفها بأن الدين رحمة، ومعاملة حسنة، ونفع للناس، وتعايش، وحوار، وإنصاف، لا قسوة، وتخويف، وبطش، وعقاب.
الدين جسر بين حوضى ورد، مصعد نحو الرضا وحب الناس، وكف تُطبطب، وأصابع تمسح الدمع، ودرج صاعد إلى التحضر.
نموذج الدكتور على جمعة، هو نموذج رائع لعالم دين لا ينحضر علمه فى التفسير والحديث والفقه فقط، وإنما هو مُطلع ومُلم بكافة صنوف المعرفة من فلسفة وتاريخ وسياسة وعلوم تجريبية. وهو يعى بأزمة التطور الحضارى، ومفارقة كثير من الخطابات الدينية التقليدية لمفسرين وفقهاء قدامى لظروف العصر. وهو يُفعّل العقل والبحث والسببية فى توصيل المعانى، وتبصير النفوس، مفضلا البساطة والسماحة دون تكلف. وهو يبارز خطاب مختطفى الدين من الإخوان وجماعات الإسلام السياسى بُحجة وعمق، قاطعا الطريق على أولئك الذين يتاجرون بالإسلام لتحقيق مآرب أخرى.
ولأنه لا تربطنى بالرجل أى علاقة، لكنه رجل يستحق التحية والتقدير على علمه ووعيه وتحضره، فقد كتبت هذا المقال.
والله أعلم
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد المسجد السماحة

إقرأ أيضاً:

السيد سراج الدين يشعل الدائرة الثالثة بكفر الشيخ بمؤتمر جماهيري حاشد في" الأبعادية"

في مشهد جماهيري غير مسبوق شهدته الدائرة الثالثة وتضم “ بيلا-الحامول - بلطيم” بمحافظة كفر الشيخ، نظم السيد سراج الدين، مرشح حزب الوفد، مساء أمس، مؤتمرًا انتخابيًا حاشدًا بقرية الأبعادية مركز الحامول، شهد حضورًا واسعًا من أبناء القرية والقرى المجاورة، في واحدة من أقوى الفعاليات الانتخابية التي تشهدها الدائرة منذ انطلاق موسم الدعاية الانتخابية.

توافد المئات من المواطنين على ساحة المؤتمر، وسط أجواء حماسية عكست حالة الالتفاف الشعبي حول المرشح، الذي استطاع أن يجمع أطياف القرية كافة على كلمة واحدة، بعدما كان الخلاف والانقسام أبرز سمات المشهد في السنوات الماضية.

شارك في المؤتمر عدد من قيادات شباب الوفد، وأعضاء لجان الحزب بمراكز الحامول وبيلا والبرلس وكفر الشيخ، إلى جانب رموز العائلات وشخصيات عامة وشباب الدائرة، فضلاً عن محبي المرشح وأفراد عائلته الذين نظموا الاستقبال والتأمين والترتيبات التنظيمية للمؤتمر.

وخلال كلمته، استعرض السيد سراج الدين أبرز ملامح برنامجه الانتخابي، مؤكدًا أن هدفه الأول هو خدمة المواطن وتحسين مستوى المعيشة من خلال التواصل المباشر مع الأهالي، ونقل احتياجاتهم ومشكلاتهم إلى الجهات التنفيذية عبر القنوات الشرعية للحزب والبرلمان.

وأكد المرشح أن برنامجه يرتكز على دعم القطاع الصحي والتعليمي وتطوير الخدمات العامة، إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية ومراكز الشباب والأنشطة الرياضية والثقافية، مشددًا على أن الدائرة تستحق تمثيلًا برلمانيًا قويًا قادرًا على إيصال صوت الناس بصدق وشفافية.

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا بين المرشح وأهالي القرية، تناول عددًا من الملفات الحيوية، أبرزها مدرسة الفصل الواحد التي ينتظر قرار هدمها منذ فترة طويلة، وملف مضيفة الإبعادية وتخصيص أرضها، إضافة إلى قضايا مركز الشباب ومشروعات الصرف الصحي المتعثرة.

وأكد سراج الدين أنه سيتابع هذه الملفات بنفسه بالتنسيق مع الهيئة العليا لحزب الوفد والجهات التنفيذية المختصة، مشيرًا إلى أن العمل الجماعي والتنسيق بين مؤسسات الدولة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية في القرى والمراكز.

وفي ختام المؤتمر، وجّه المرشح الشكر لأهالي الإبعادية على حفاوة الاستقبال ودعمهم الصادق، مؤكدًا أن التفافهم حوله هو أكبر دافع لمواصلة العمل وخدمة أبناء الدائرة بكل إخلاص، فيما أكد الحاضرون دعمهم الكامل له، مشيدين بتواصله الدائم واهتمامه الحقيقي بمشكلاتهم.

المؤتمر جاء ليؤكد ـ بحسب المتابعين ـ أن السيد سراج الدين استطاع أن يعيد الحراك الانتخابي إلى الدائرة الثالثة بقوة، بعد أن جمع أبناء القرى على هدف واحد، هو دعم من يرونه الأقرب إلى الناس والأقدر على تمثيلهم تحت قبة البرلمان.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: التصوف بريء من البدع.. والإسلام لا يُحاكم بأفعال المسلمين
  • الشيخ صبري: الحفريات الصهيونية جعلت المسجد الأقصى كأنه معلّقا في الهواء
  • السيد سراج الدين يشعل الدائرة الثالثة بكفر الشيخ بمؤتمر جماهيري حاشد في" الأبعادية"
  • علي جمعة: المتطرف يوظف الدين لمصلحته.. ونموذج النبي ﷺ لا يعرف المكر ولا الخداع
  • جمال الدين: منطقة القنطرة غرب أصبحت نموذجًا للمناطق الصناعية التي تضم سلاسل قيمة متكاملة
  • عمر كمال: الناس اتهمتني بتسريب أغاني محمد فؤاد.. وأنا مش بتاع مشاكل خالص
  • د. محمد بشاري يكتب: الشيخ عمر إدريس.. نور التصوف ورايةُ السلم في أرض الحبشة
  • هل تقبل الصلاة على النبي من الفاسق؟.. علي جمعة يجيب
  • أولياء الله.. سرُّ النور في زمن العتمة
  • ارتاح من الناس.. فريدة سيف النصر تبكي شقيقها بدر الدين في بث مباشر عبر فيسبوك