نستكمل حديثنا اليوم مع المفاجأة الذى تعودنا عليها وتحدث دائما عندما نتحدث عن الجماعة الإرهابية وعدم التزامها لأى وعود، فمحمد مرسى لم يلتزم أثناء الاجتماع مع المجلس العسكرى بما سبق الاتفاق عليه، وكان صادما للمشير والفريق عندما قال «إذا بدأنا فى مناقشة تشكيل الجمعية التأسيسية، فنحن نناقش شيئا لا يملكه إلا المجلسان فقط، فهما أصحاب الحق والقرار»، لم يستطع المشير طنطاوى أن يخفى غضبه، وحاول سامى عنان أن ينزع فتيل التوتر بسبب الاتهامات التى حاصرت الإخوان، نحن هنا لتجاوز الأزمة التى وقعت ولا نريد أن نشكك فى كل شىء، البلد فى مأزق والخاسر الأكبر هو الوطن، وأرجو ألا يكون هدف الحوارات هو التجريح، فشلت محاولة سامى عنان فى تهدئة الأمور، وهو ما دفع المشير لأن يقول بحدة، لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى حد الصدام ما كنت دعوت إلى هذا الاجتماع.


الاجتماع الثالث كان يوم الأربعاء ٢٨ مارس، لم يستغرق الاجتماع الذى ضم خيرت الشاطر والمشير طنطاوى (جرى الاجتماع فى بيت المشير) وقتا طويلا، حاول خيرت أن يستوعب غضب المشير، أكد أنه فى اجتماع الخميس ستلتزم الجماعة، وأن وجود المشير ضرورى، لكن يبدو أن المشير لم يقتنع بما قدمه خيرت الشاطر، الذى أعاد التأكيد على أنه لن يستجيب للأمريكان فى مسألة ترشيحه للرئاسة، كان المجلس العسكرى بعد اجتماع الثلاثاء قد أدرك أن الجماعة تلعب لعبتها الأخيرة، وأن التلويح بورقة الأمريكان لم يكن للتهديد، بل هناك ما يجرى بالفعل، التقارير المخابراتية أشارت إلى أن هناك اجتماعات مكثفة جرت بين قيادات إخوانية وبعض المسئولين الأمريكان، لكن ليست هناك تفاصيل عما جرى فى هذه الاجتماعات، لكن الأهم من ذلك أن مهندس هذه الاتصالات كان وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم، وأنه من يتحمس لترشيح خيرت فى الانتخابات الرئاسية.. وقد حاول التأثير على الأمريكان لدعم الشاطر بشكل علنى، كان لابد أن يؤكد المجلس العسكرى للجماعة أن ورقتها أصبحت مكشوفة وبلا قيمة، وقد وصل للجماعة أن المجلس كشف خدعة الشاطر، وهو ما جعل قيادات بالجماعة تلمح إلى أن ترشيح الشاطر ليس إلا ورقة للمناورة، وأن الجماعة يمكن أن تسحب الشاطر، حيث أكدوا أن أمر ترشحه ليس نهائيا، وإن كان الانسحاب لا يمكن أن يتم الآن بل فى اللحظة الأخيرة، وإن كانت الجماعة تواصل تصعيدها الإعلامى، بتصدير خيرت الشاطر كمرشح قوى ومؤكد للرئاسة.
عندما خرج خيرت الشاطر من الانتخابات الرئاسية كان تقرير استبعاده واضحا، فقد خرج لعدم حصوله على رد اعتبار فى الجناية رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧ عسكرية عليا والمعروفة إعلاميا بقضية ميليشيات الأزهر، وأكدت اللجنة أنه لا يغير من ذلك رد اعتباره فى الجناية رقم ٨ لسنة ١٩٩٥ عسكرية عليا والتى اقتصر رد الاعتبار عليها فى الحكم الصادر بتاريخ ١٣/٣/٢٠١٢، والذى يبين فيها أن الطالب أخفى على المحكمة الحكم الصادر فى الجناية رقم ٢ لسنة ٢٠٠٧ عسكرية عليا، إذ لو كان قد أشار من قريب أو بعيد ما كان صدر لصالحه حكم رد الاعتبار فى الجناية رقم ٨ لسنة ٩٥، لعدم توافر المدة اللازمة للحكم برد اعتباره، عندما تم استبعاد خيرت جن جنونه، وخرج ليواجه المجلس العسكرى علانية وبشكل مباشر، فقد صرح بأن جماعة الإخوان المسلمين رصدت بالفعل اتصالات بين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس العسكرى، تفيد بأن المجلس تدخل فى استبعاد بعض مرشحى الرئاسة.. وأن حصول الجماعة على هذه الاتصالات ليس معضلة، حيث إن الجماعة موجودة فى كل مكان، وللحديث بقية.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجلس العسكري الجماعة الإرهابية الجمعية التأسيسية المجلس العسکرى خیرت الشاطر

إقرأ أيضاً:

???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني

????انحطّ الفكر السياسي السوداني في أدنى مستوياته، إلى دركٍ غير مسبوق. في ظلّ هذا التفكك الفكري المؤسف، تحوّل هدف السياسيين والمفكرين من البحث عن الحقيقة والدفاع عن المصلحة العامة، إلى هدفٍ واحدٍ هو إيجاد أو اختلاق رابطٍ بين الإخوان المسلمين وحدهم وأي كارثةٍ في أي مكانٍ وزمانٍ في السودان وتحميلهم المسؤولية وحدهم وإعفاء الآخرين. تأمل هذه الأمثلة الثلاثة:

????قبل يومين، قال بابكر فيصل أن الأخوان نفذوا العملية العسكرية ضد الجيش السوداني في عام ١٩٧٦ المعروفة بالغزو الليبي أو المرتزقة كما سماها نظام نميري. هذا تزوير واضحٌ للتاريخ، لأن تلك العملية العسكرية خُطط لها ونُفّذت من قِبَل ثلاثة أحزاب: الأمة والإتحادي الذي ينتمي إليه بابكر فيصل والاخوان. وكان الإخوان حينها الشريك الأصغر في هذا الثالوث التابع للقذافي، إذ كانوا، حتى مصالحتهم مع النميري في نهاية سبعينيات القرن الماضي، شريكًا أصغر ذا نفوذٍ سياسيٍّ محدودٍ في ظلّ هيمنة الحزبين الكبيرين، الختمية والأنصار.

????والأسوأ من ذلك، أن السيد بابكر أشار إلى العملية العسكرية عام ١٩٧٦ كدليلٍ على أن الإخوان قوّضوا الجيش السوداني الذي يتباكون عليه الآن، وحاربوه، بينما لم يُهِن هو وصمود الجيش قط. من الواضح أن السيد بابكر قد نسي مشاركة حزبه وحزب الأمة في عملية ١٩٧٦ ثم نسي أن أحزاب التجمع الوطني شنت حربًا على الجيش السوداني في التسعينيات انطلاقًا من معسكراتها العسكرية التي أنشأتها في إثيوبيا وإريتريا. وشمل هذا التحالف حزبه وأغلب الأحزاب الأخرى المناهضة للإخوانالتي إستمرت في قحت وتقدم وصمود وجماعة نيروبي.

أو لننظر إلى روايتين اختزاليتين بصورة جذرية يرددهما بعض المدنيون حول كيفية بدء الحرب ومن بدأها:

???? كان هناك كيانان، الجيش والجنجويد. لاستعادة ملككهم، قرر الإخوان دفع الكيانين لخوض حرب. في منتصف أبريل ٢٠٢٣، استيقظ قلة من الإخوان مبكرًا، وصلوا إلى ربهم، وتوجهوا بسياراتهم إلى المدينة الرياضية، وأطلقوا بضع رصاصات على معسكر الجنجويد هناك، وفجأة نتج عن ذلك أن تجاهل الجيش والجنجويد الإخوان مطلقي الرصاصة الأولي. وبدلا عن التصدي للاخوان بدأ الجيش والجنجويد ا في قتل بعضهمأ البعض ونسيا الأخوان. هذه رواية غبية اختزالية، لا بد أن يشعر كل من يسمعها بالإهانة.

كان هدف هذه الرواية العبيطة هو إعفاء الجيش والجنجويد من مسئولية إندلاع الحرب بهدف المحافظة علي إمكانية عودة قحت للحكم في شراكة مثالية أخري مع نفس الجيش والجنجيويد بدون حرج التحالف مرة أخري مع طرف أو طرفين أشعل أحدهما حربا مزقت المواطن.

???? هذه حرب الأخوان ضد الأخوان يشنها الإخوان، وهي حرب فيما بينهم لهزيمة الثورة. إنها حرب الإخوان ضد الإخوان. وفي حرب بين الأخوان والاخوان لهزيمة الثورة يجوز الحياد. يمكن تلخيص الحدوتة السخيفة كما يلي: كان هناك نظامٌ يسيطر عليه الإخوان، وهو الذي أنجب الجنجويد. سقط النظام نتيجة ثورة شعبية. قرر الإخوان هزيمة الثورة واستعادة مملكتهم. لا خلاف مني هنا، من المعقول والمتوقع أن يسعي الأخوان لإستعادة مملكتهم . لكن كيف سعي الإخوان لهزيمة الثورة للعودة إلي الحكم؟ لقد فعلوا ذلك بشن حربٍ فيما بينهم، بين كيزان وكيزان.

هذه رواية من سخفها لا ينبغي لأحدٍ أن يأخذها على محمل الجد. وهي بالطبع، تسكت عن القوى الخارجية التي تموّل هذه الحرب، ولا تحدد من هم أخوان الخارج الممولين أحد أطرافها . ولكن الرواية مريحة، فلو كانت الحرب حرب أخوان لإستعادة السلطة يمكن تبرير الحياد الحقيقي والمفتعل لانها ليست حربا ضد الدولة السودانية وضد المواطن كما في الجنينة وود النورة وارحام النساء والطفلات والشيخات تشنها ميليشيا ممولة من الخارج لتنفيذ أجندة أجنبية إستعمارية. مرحبا يا حياد أغمرني شجونا والتياع.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مصدر أمنى ينفى مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية حول الأحوال المدنية
  • مصطفى بكري يكشف أكاذيب «الإخوان الإرهابية» حول واقعة ضابط نجع حمادي
  • «أبو إسحاق الحويني».. الداعية السلفي الذي فضح «الإخوان الإرهابية»
  • وزير “البيئة” يرأس الاجتماع السابع عشر لمجلس إدارة “وقاء”
  • الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أميركية بـ18 صاروخاً ومسيرة
  • تأجيل محاكمة متهم بقضية خلية الوراق الإرهابية لجلسة 18 مايو المقبل
  • مأدبة إفطار تجمع المشير حفتر وقادة القوات المسلحة في الرجمة
  • نظر محاكمة متهم بقضية خلية الوراق الإرهابية اليوم
  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • حزب السادات: الشعب المصري لم يعد يصدق أكاذيب الجماعة الإرهابية