بوابة الوفد:
2024-11-25@03:57:29 GMT

إذا قاطعت فأوجع!

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

أخيرا نجح الشارع العربى فى أن تكون له كلمة واضحة فى الحرب الغاشمة التى تشنها عصابة الاحتلال الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى, والتى لا ينكر إلا معدومو الضمير أنها حرب ابادة واضحة تريد نسف الشعب الفلسطينى من على وجه البسيطة, ليدفن معه القضية الفلسطينية إلى الأبد وهو أبدا لن يكون. قضية فلسطين ستظل باقية فى صدور كل أصحاب الضمير الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد يوم, ما أكسبها المزيد من المناصرين بل وتحول كثير ممن كانوا ضدها فى الماضى إلى تأييد الحق الفلسطينى الذى حاولت وسائل إعلام غربية كثيرة تشويهه, إلى أن تغير الأمر كثيرًا منذ طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.


وجد الشارع العربى نفسه خارج المعادلة السياسية, عزلهم الساسة الذين راحوا يتعاملون مع القضية بكثير من الدبلوماسية وقليل من المواجهة. لم يطق الشارع العربى صبرًا فوجد ضالته المنشودة فى ذلك السلاح البتار ألا وهو سلاح مقاطعة كل الشركات التى أعلنت بكل اقتناع أنها تساند العدو الصهيونى ضد الأشقاء فى فلسطين. فى البداية ظنت تلك الشركات أنه كان مجرد تهديد مصيره إلى زوال كما سبقه من تهديدات. لكن مع استمرار الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين تحول التهديد فى هذه المرة إلى حقيقة واقعة أوجعت هذه الشركات التى لم تتردد فى تحول جزء من مكاسبها لدعم هؤلاء الأوغاد الأنجاس المناكيد. شركات تحقق مليارات المكاسب من جيوب المواطن العربى لتوجهها لقتل مواطن عربى أعزل يدافع عن حقه فى الحياة على أرضه.
أشعر بسعادة غامرة كلما ذهبت للسوبر ماركت وسألت عن منتج بديل لتلك المنتجات التى طالما اعتدنا على شرائها قبل المقاطعة فأسمع البائع يقول لى: «خلصانة» لكن موجود المنتج الأصلى الذى لا يقترب منه أحد. لم تفلح محاولات تلك الشركات فى استعادة زبائنها بتخفيض أسعارها وتقدم حزمة من العروض كنوع من ترغيب الناس فى الشراء, فركدت بضاعتها واعتلاها التراب فوق أرفف المحلات. كثير من فروع الشركات اضطرت لغلق أبوابها ترشيدا للنفقات ومحاولة منها فى مواجهة الخسائر الكبيرة التى منيت بها الشركات الأم. وبعد أن كانت تلك الشركات تمتلك أسماء تجارية لامعة تحمل عنوانا للنجاح والشهرة فى جميع مدن العالم أصبحت نفس هذه الأسماء مشبوهة يتجنبها كثير من الناس وليس العرب فقط بعد أن نجحت حملات المقاطعة فى جذب مزيد من المؤيدين من غير العرب فى كل أنحاء العالم فكانت بحق مقاطعة موجعة لكل من يؤيد الباطل ضد أصحاب الحق التاريخى والذى يكافح منذ سنوات طويلة ليصل صوته للعالم.
ما حدث هو غيض من فيض وصمود الشارع العربى بل والعالمى حتى الآن فى مقاطعة تلك المنتجات, والإقبال على منتجات بديلة حتى وإن كانت أقل جودة من منتجات الشركات التى قاطعها الناس هو رسالة بالغة الدلالة جاءت من جميع أنحاء العالم صفعة واضحة ضد غرور هذه العصابة التى تحتل قطعة غالية من أرض الوطن. فشكرا لكل من قاطع ودعا غيره للمقاطعة التى تعتبر سلاحنا لتغيير هذا المنكر الذى تفعله اسرائيل بأشقائنا. فإذا كنا عاجزين كشعوب عن تغييره بأيدينا, فلن نعجز بإذن الله فى تغييره بألسنتنا, بأقلامنا وكذلك بقلوبنا ومقطاعتنا لكل من يدعم العصابة بأى شكل وهذا أضعف الإيمان.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الشعب الفلسطينى الاحتلال الصهيونية وجه البسيطة القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً

كتب قاسم يوسف في" نداء الوطن": استكمل السنّة في لبنان تأكيد المؤكد بعد عقدَين كاملين من التجارب والكبوات والمنزلقات القاتلة، اختبروا فيهما كل أنواع القهر والمظلوميات والضغوط القصوى، من الداخل ومن الخارج، لكنهم لم ينجرفوا، ولم يسلكوا درب المغامرات. وظلت أكثريتهم الكاثرة في صلب المعادلة الوطنية التي حسمت نهائية الكيان اللبناني وأولويته، باعتباره حصنهم الحصين، بعد أن كان في أدبياتهم جزءاً لا يتجزّأ من بحر سنّي هادر يمتد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب.

قبل غزة، كان جرحهم المفتوح في سوريا. تعاطفوا مع ثورتها الهائلة كما لم يتعاطفوا مع قضية في تاريخهم، لكنهم لم ينجرفوا. وظلت حركتهم السياسية والاجتماعية تحت سقف الممكن والمتاح، قبل أن يعودوا ويلفظوا كل أولئك الذين سلكوا درب السلاح أو حرّضوا عليه. السنّة في لبنان، بأكثريتهم الكاثرة، هم أهل دولة، وأبناء الانتظام العام، يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية وهادئة، في دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة وعادلة ومحايدة ومتفاهمة مع محيطها، يريدون دولة حقيقية يأخذون فيها حقوقهم ويقدمون واجباتهم كمواطنين طبيعيين، ويرفضون أن تتحول بلادهم إلى ساحة لحروب الآخرين تحت أي عنوان من العناوين، قد يتعاطفون مع هذا أو ذاك، وقد يعبّرون عن تعاطفهم كما تُعبّر كل الشعوب في العالم، لكنهم يرفضون الانجراف إلى الهاوية، ويرفضون أخذ بلادهم إلى الجحيم.

وكتب طارق أبو زينب في" نداء الوطن": حاول المحور الإيراني الالتفاف على الطائفة السنية لاستقطاب المسلمين السنة ودعم بعض الأحزاب والحركات بالمال والسلاح تم تشكيلها في عدة مناطق لبنانية، وعلى رغم أنه أسس "سرايا المقاومة" من الشبّان السنة، فإن الكثيرين لم يتجاوبوا مع دعوته في الشارع السني. وكما تفرد بقرار الحرب عام2006، تفرد بقرار المشاركة في حرب طوفان الأقصى وأسماها حرب الإسناد والمشاغلة. تأثر جزء من الشارع السني بهذه الحرب وفتحت شهية بعض شبان السنة من خلال العمل على التطوع والقتال إلى جانب "حزب الله".
تقول أوساط سنية إن معظم المنتمين للطائفة السنية العروبية لم ينزلقوا إلى المحور الإيراني وينبذون السلاح غير الشرعي، والطائفة السنية مرجعيتها دار الفتوى التي أثبتت أنها جامعة لكل اللبنانيين، أما العمل على عسكرة جزء من الشارع السني في لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله"، فإن هذا الأمر يصب في مصلحة الحزب السياسية.

مقالات مشابهة

  • مستشارة فنية: كثير من الشباب جرى تكريمهم في «أيام قرطاج المسرحية»|تفاصيل
  • مشاري راشد العفاسي يودع الملحن محمد رحيم: «حزنت كثيرًا لوفاة أخي العزيز»
  • الركين
  • حقوقيون وحزبيون: خطوة قانون اللاجئين تأخرت كثيرًا... وفى صالح مصر والوافدين
  • نقابة المهن الموسيقية تنعى الملحن محمد رحيم
  • بسمة بوسيل ناعية الملحن محمد رحيم: "قيمة كبيرة في مصر والوطن العربى"
  • بسمة بوسيل تنعى الملحن محمد رحيم : "قيمة كبيرة فى مصر والوطن العربى"
  • بسمة بوسيل تنعى محمد رحيم: قيمة كبيرة فى مصر والوطن العربى
  • بيع المخدرات وسط الشارع.. قرار النيابة ضد إمبراطور الكيف في السلام
  • لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً