لجريدة عمان:
2025-01-23@00:11:25 GMT

طريق الشعر والسفر.. سيرة أمجد ناصر الشعرية

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

طريق الشعر والسفر.. سيرة أمجد ناصر الشعرية

دائما ما أفضّل قراءة الكتاب المثقل بماء الشعر. وهذا ما تعزو إليه مكتبتي الصغيرة أن تحتوي أغلبها على كتب لشُعراء، لكن قلّ ما تكون دواوين أو مجموعات شعرية، بل لغة نثرية صافية محبوكة بيد فنان مبدع وهو "الشاعر". لذلك يندهش الأصدقاء حين أخبرهم أنني أحب نثر محمود درويش أكثر من شعره، وكذلك في نثر نزار قباني، وأنسي الحاج وشعراء آخرين كثيرين؛ إذ يحمل هذا النثر الشعري عادة تصنيفات وأشكالًا عدة، غالبا ما تكون على شكل مقالات، نصوص مفتوحة، وأدب رحلة، وطورًا على شكل قصص، روايات، وغيرها من الأشكال.

أشعر وأنا أكتب هذه المقدمة بنوع من الانفصام والازدواجية، فكيف لي أن أسمي المُشرّب بالشعر أو ما هو شعري في الأساس أو الشبيه للشعر بـ"النثر"! أنا الذي أسمي كتاب "هكذا تكلم زرادشت" لنيتشه وصنوه كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بالشعر الخالص.

ربما تشرح هذه المقدمة ما أثاره فيّ هذا الكتاب الصغير في صفحاته المثقل في محتواه. هو الذي كُتب من قبل شاعر، وليس كأي شاعر، إنه أمجد ناصر.

في هذا السرد المتقطع الأشبه بسيرة شعرية، يحدثنا الشاعر والصحفي أمجد ناصر عن طريقه الملتوية إلى الشعر. هو البدوي الذي تجذر الشعر في لا وعيه من خلال بيئته التي تعتاش على الشعر كما عاش عليه أسلافها الأوائل. ستكون هذه البيئة هي الشرارة الغامضة الأولى التي تومئ إليه من بعيد، فيقول:

"في فضاء مشبع بالمجاز البدوي والأمثال وتلاوات القرآن الذي يقترب في بعض سوره وآياته من الشعر الصافي ولدتُ وترعرعت. كان المجاز سيد الكلام، وكان للغة وظائف أخرى غير توصيل المعنى المباشر ورسم حدود التعاملات اليومية. كانت اللغة تنزاح عن هذا الخط لتجد نفسها في أرض أخرى، أرض الشعر، أو بالقرب منها، حيث تشرع الكلمات في تأسيس معانٍ مختلفة عن المعاني المتداولة..المستنزفة".

وفي سياقٍ مشابه يضيف:

"كان الشعر البدوي أو الأمثولة أو الحكاية التي يراد بها شيء آخر غير ظاهر المعنى هي تلمسي الأول للشعر.. الاقتراب من أرضه، وذلك قبل أن أذهب إلى المدرسة وأتعرف على شكل آخر للشعر.. الشعر الفصيح".

ليتعرف بعد ذلك السندباد البري، كما لقّبه عباس بيضون، على الشعر التقليدي في المنهاج المدرسي، لتتيح له فرصة كتابة مسرحية مدرسية، في حين كانت كلمة لمعلم اللغة العربية ذي القامة الربعة والشاربين المشذبين، المفرط في التدخين، الأثر البالغ لتشد بيد الفتى في السير قدمًا، حين قال له: "لديك ملكة أدبية".

وكأن جل الكِتاب عبارة عن علامات، علامات غامضة، تبرق ثم تختفي، تهدي التائه إلى أرضه، إلى الحلم الذي سيكونه. هو الذي لا يعرف كيف أصبح شاعرا ومتى ولماذا. أليس كل الشعراء هكذا؟

ستعيدني هذه العلامات غير المرئية التي تومض بين حينٍ وحين في طيات الكتاب إلى قصيدة أحبها لأمجد ناصر قرأتها في مراهقتي اسمها "نجوم لندن" إذ يقول فيها:

"نفسًا وراءَ نفسٍ تدفعُني الأيّامُ قُدُمًا

لكنَّ عينيَّ ظلّتا ورائي

تبحثان عن علامةٍ

تراءتْ وأنا مستلقٍ ذاتَ ليلةٍ على سطح بيتِنا في "المفرق"

أعدُّ النجوم وأخطئُ

ثم أعدُّها

غيرَ مبالٍ بالثآليل التي تطلعُ في يدي وتنطفئ.

****

لا تبحثْ عن العلامةِ

لا تعترضْ طريقَها

دعكَ من الشقوقِ والخرائبِ

لا تتَّبع أنجماً ضلّلتْ قبلَك رعاةً وعاشقين

فالعلامةُ تأتيكَ من حيثُ لا تحتسب

أو يخطرُ لك على بال".

سيجد أمجد نفسه بعد حين، بعنفوان المراهقة وجرأتها، شاعرًا يكتب القصائد أو كما سماها "بعض المحاولات الشعرية". قليلا قليلا سيتعرف على الحركات الشعرية، والأشكال الشعرية المتنوعة، وتاريخ تطور الشعر. لنجده يتقلب بين الأشكال هائمًا، مستقرًا على شعر التفعيلة، بدافع شغفه وحبه لقصائد السياب وسعدي يوسف ومحمود درويش. لكنه لن يلبث حتى ينتقل بعد ذلك إلى القصيدة التي عُرف وآمن بها، وهي قصيدة النثر، هي الطليقة التي تشبه روحه التي أحبت الحرية والسفر منشقة من التقليدي والعادي والنمطي.

سيُعرّفنا أمجد ناصر أكثر على قصيدة النثر، وتبايناتها مع أنواع الشعر الأخرى. فضلا عن رؤى أمجد ناصر الشخصية لهذا النوع من الشعر. كأنه، نوع ما، تنظير نقدي يميل إلى الانطباعية لقصيدة النثر، مُنعتقًا من اللغة الأكاديمية الصارمة، هي لغة الشاعر والصحفي. ومن أجدر من أمجد ناصر في كتابة هذه النبذة المختزلة عن قصيدة النثر!

يجدر أن أذكر هنا أنه لم يمضِ كثيرا على رحيل هذا الشاعر الأردني الكبير، وحيدا يصارع المرض كذئب الفرزدق، خمس سنوات عبرت كالطلقة ونبأ رحيله يدوي كصاعقة الأمس عليِّ وعلى محبيه مخلفًا جرحًا لا يندمل وفراغًا شاغرا أبدا. لترقد روحك بسلام حيث خبط الأجنحة ومرتقى الأنفاس، وسُرَّ كل من رآك أو تتبع أثرك العابر إلى حيث لا تسقط الأمطار الحمضية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قصیدة النثر

إقرأ أيضاً:

راح الامتحان مرجعش .. خطف طالب في باب الشعرية والسبب مفاجأة

ابنك معانا وعايزين فلوس عشان تاخده.. مكالمة هاتفية تلقاها مالك ورشة في منطقة باب الشعرية من شخص مجهول، بعد خروج ابنه للامتحان وعدم عودته للمنزل، فقام بإبلاغ الشرطة عن الواقعة، وتم إعادة ابنه من جديد والقبض على المتهمين.

القصة الكاملة لمصرع «أبانوب» تحت عجلات التريلا في مصر الجديدةأسرار الجريمة الغامضة.. ماذا حدث بين هيثم وياسمين داخل شقة مصر الجديدة؟سيدة دار رعاية مصر الجديدة: العامل استغل «عجزي» لإرضاء نفسه| تفاصيلالسر مات معاهم.. كواليس اللحظات الأخيرة داخل شقة مصر الجديدة| صورالقصة الكاملة لخطف طالب باب الشعرية

وزارة الداخلية أعلنت في بيان رسمي تفاصيل خطف طالب في باب الشعرية على يد مجهولين، واتصال أحدهم بوالد الشاب ومساومته على دفع مبلغ مالي لإطلاق سراحه، حيث قام الأب بتحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة باب الشعرية وشكلت أجهزة أمن القاهرة فريق بحث لكشف الملابسات.

كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة باب الشعرية بمديرية أمن القاهرة من مالك ورشة مقيم بدائرة القسم  بغياب نجله طالب مقيم بذات العنوان منذ خروجه من مسكنه لأداء الإمتحان، وفى وقت لاحق تلقى إتصالاً من أحد الأشخاص ساومه خلاله على إطلاق سراح ابنه نظير سداده لمبلغ مالى.

وبالفحص وإجراء التحريات تمكنت أجهزة وزارة الداخلية في القاهرة من تحديد وضبط مرتكبى الواقعة وتبين أنهم 3 أشخاص مقيمين بمحافظة القاهرة حال تواجدهم داخل محل ملك أحدهم وبصحبتهم المجنى عليه، وبمواجهتهم أقرو بإرتكاب الواقعة نظراً لقيام المجنى عليه بالإستيلاء على مبلغ مالى من أحدهم نظير فائدة شهرية وعدم رد المبلغ بدعوى خسارته للمبلغ بأحد تطبيقات المراهنات ومساومة والد المجنى عليه على النحو المشار إليه وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.

وفي سياق آخر كشفت أجهزة الأمن بالقليوبية تداول فيدو على مواقع التواصل الاجتماعى لشخص مقيد قام الأهالى بالإمساك به بحجة انه قام بخطف طفلة من والدتها بالطريق الدائرى، وتبين أن المتهم عاطل وحاول سرقة الهاتف المحمول من إحدى السيدات فاستغاثت بالمارة الذين أمسكوا به وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق .

وتلقت مديرية أمن القليوبية إخطارا من مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية يفيد تداول مقطع فيديو بمواقع التواصل الإجتماعى  يظهر خلاله شخص مقيد بالحبال وإدعاء إحدى السيدات بقيامه بالشروع فى خطف طفلة من والدتها بالطريق الدائرى بالقليوبية فى شبرا الخيمة.

وانتقلت قوة امنية وبالفحص والتحرى تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل فى قيام أحد الأشخاص عاطل "له معلومات جنائية" بمحاولة سرقة هاتف محمول خاص بإحدى السيدات وبرفقتها نجلتها سن 4 أشهر بدائرة قسم شرطة ثان شبرا الخيمة فى محافظة القليوبية فاستغاثت بالمواطنين الذين قاموا بالتعدى عليه وقامت إحدى السيدات بتصوير الواقعة ونشرها ظناً منها بمحاولته خطف الطفلة من والدتها وبمواجهة المتهم اعترف بإرتكاب الواقعة، وبسؤال والدة الطفلة أيدت ما جاء بالفحص وتحرر المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيل أم كلثوم.. سيرة القاهرة تقيم معرضًا عنها وليلة سماع خاصة بها
  • من مؤسس موقع طريق الحرير الذي عفا عنه ترامب؟
  • علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء
  • شواطئ.. بديعيات حسن طلب
  • «ندوة الثقافة والعلوم» تناقش كتاب «محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة»
  • خطف طالب من قبل 3 أشخاص في باب الشعرية
  • ناشط فلسطيني يشارك مقطع لسفير المملكة وهو يتجول في شوارع الضفة ويعلق .. فيديو
  • راح الامتحان مرجعش .. خطف طالب في باب الشعرية والسبب مفاجأة
  • من "الحلو" و"الحجار" إلى "البحراوي" و"شيبة" تترات دراما رمضان تحكي سيرة "البطل الشعبي"!!
  • أمجد الشوا: جهود كبيرة يتم بذلها منذ وقف إطلاق النار للتخفيف عن الفلسطينيين