عربي21:
2024-12-23@01:33:41 GMT

الحمد لله على نعمة الهراوات

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

حين تعلم أن استعمال كلمة "فلسطين" تضعك في خانة اتهام قد يلقي بك في غيابة جب سجن بلا قرار، ستحمد بالتأكيد ربك على نعمة الهراوة التي ستنزل على رقبتك، لأنك شعرت أن دمك العربي تحرك في عروقك، ولم تجد بدا من المسارعة إلى الشارع هاتفا باسم المقاومة، تلبية لندائها، ولو بالحد الأدنى من التضامن والنصرة، نعم، في بلاد عربية إسلامية حكم على أحدهم عشرة أعوام من السجن، فقط لأنه غرد باسم فلسطين، والتهمة "دعم الإرهاب" في بلاد أخرى ينعم فيها المواطنون بمجرد هراوة عمياء يلقي بها عليك رجل أمن "مأمور" بزعم أنك مسست "هيبة الدولة" فقررت أن تتوجه لسفارة العدو في بلدك لتبصق عليها على الأقل، ولو على بعد كيلو متر، بعد أن منعت من الوصول إليها، وبين حكم السجن عشرة أعوام، وهراوة ـ مجرد هراوة ـ تداعب جزءا ما في جسدك، تشعر أنك تعيش في "نعيم" يوصلك إلى أن تقول بملء الفم: الحمد لله على نعمة الهراوات!

تلك هي الحالة التي أوصلك إليها نظام عربي رسمي، تسبب لك بشبه عاهة مستديمة أو شرخ بالغ في روحك، حين اصطف بكل صفاقة وصلف إلى جانب عدوان وحشي بشع تراه صبح مساء يبطش بإخوتك، ويمزق حياتهم بإجرام لم تشهده ولم يشهده أحد من العالمين في تاريخنا المعاصر، وبين هذا وذاك، تنداح على الرأس المتعب جملة من الأفكار، هي كالحجارة التي تنزل على الرأس المتعب.

.

ـ  فالهتاف للمقاومة ليس تمردا على الدولة القطرية والنظام المحلي العربي. ولا تحديا لـ "هيبة الدولة" كما يزعمون، بل هو تعبير عن شوق الضمير الجمعي العربي للبطل والملهم وبحث عن نموذج كريم يستحق الفخر، في زمن تسيّد فيه الإمعات والرويبضات والمأجورون من نخب الإعلام ومذيعي الفضائيات، والسؤال الجارح هنا: لو هتفوا لعمرو دياب..  أو إليسا.. أو ميسي.. يا ترى هل هذا يكون استقواء على الدولة ومسا بهيبتها؟ أنا أفهم ـ وفهمي متواضع وعلى قدي! ـ  أن من أول استحقاق هيبة الدولة أن تتساوق مع مشاعر شعبها، وتستجيب لنداء ضميره الجمعي الذي انتفض نصرة لغزة ومقاومتها، لا أن تقول شيئا في العلن وتفعل عكسه في السر!

الهتاف للمقاومة ليس تمردا على الدولة القطرية والنظام المحلي العربي. ولا تحديا لـ "هيبة الدولة" كما يزعمون، بل هو تعبير عن شوق الضمير الجمعي العربي للبطل والملهم وبحث عن نموذج كريم يستحق الفخر، في زمن تسيّد فيه الإمعات والرويبضات والمأجورون من نخب الإعلام ومذيعي الفضائيات..ـ حين يطالب العربي بتوفير الحماية لعربي آخر يتعرض للمذبحة والتجويع والإبادة، فهو يطالب في الوقت نفسه بتوفير الحماية لنفسه أيضا، فالخطر الذي يصيب غزة يمكن أن يصيبه أيضا والبشاعة التي يراها في غزة زلزلت كيانه وجعلته يشعر أنه في مهب الريح، ولهذا لا يلومن أحد خروج المظاهرات عن المألوف، هذا طبعا في البلاد التي يسمح بها بالتعبير عن الرأي، وجل بلادنا مقهورة مقموعة ممنوع فيها فتح الفم إلا عند طبيب الأسنان كما يقال.

ـ الشعب العربي بات يعيش حالة من الرعب المزلزل.. فما الذي يضمن أن لا يتعرض لعدوان مشابه لما تعرض له أهلنا في غزة؟ خاصة وإن العدو الصهيوني المجرم يهتف ليل نهار "الموت للعرب" وليس للفلسطينيين فقط. ولهذا حين يخرج هذا الشعب للاحتجاج فهو ينتصر لنفسه أولا قبل أن ينتصر لغزة.

ـ أما حكاية الإستقواء على الدولة. فتلك حكاية معقدة، فالدولة ليست حكومات وأجهزة. بل هي أيضا أرض وشعب. ومن حق هذا الشعب أن يأمن على. نفسه  وعلى إخوانه في أقطار العرب. ومن حقه أن يشعر بقوه نظامه في توفير الحماية له من الأخطار التي لا يخفيها عدو متغطرس أحمق لا يحترم عهودا ولا مواثيق.

ـ في حكاية رفع السقوف. وسخونة الشعارات التي يرفعها المتظاهرون في شوارع مدن العرب..

ما جرى في غزة لم يبق لا سقوفا ولا محرمات. فقد فاق العدوان كل تصور. ولم يبق عقلا في رأس عاقل عربيا كان أم أجنبيا، فضلا عن أن النظام العربي نفسه خرق ومزق كل سقف متوقع في الاصطفاف مع العدو وحماية ظهره، ومده بأسباب المنعة واستدامة العدوان؟

ـ الجموع التي تخرج إلى الشوارع في الأردن وغيره تحركها حرقتها على جراح غزة ومعاناتها ودعما لمقاومتها. محاولات "تجيير" هذا الحراك لصالح جماعة أو حزب هو تقزيم ومسخ للعقل الجمعي العربي الواعي. وبنفس القدر تحميل الجماعة أو الحزب "وزر" الحراك. إهانة لمشاعر الناس وتبرئة للعدو من جرائمه.

ـ الشعب العربي في مشارقه ومغاربه بات اليوم خائفا من المستقبل، فهو من جهة يشعر بواجب الانتماء لقطعة الأرض التي يعيش عليها، ويعرف أن أمنه من أمنها، والحفاظ على هذا الأمن يساوي الحفاظ على روحه وأرواح أهله، وفي الوقت نفسه يشعر أنه أمام عدو شرس يهتف صباح مساء "الموت للعرب" لا للفلسطينيين فقط، وفوق هذا يستبيح قبلته الأولى، ويرتكب أبشع ما سجله التاريخ المعاصر من مذابح وإبادة جماعية وفصل عنصري، ومع هذا لا يجد من نظامه الرسمي إلا التواطؤ مع العدو والتنسيق معه، بل إنه يجرم المقاومة وكل ما يمت إليها بصلة، ويصنفها في خانة "الإرهاب" فأنى له أن تنسجم روحه مع نفسها؟ وأنى له أن يطيع ولي أمر، لم يراع من استحقاقات الولاية شيئا، فلا أطعم من جوع ولا آمن من خوف؟

ومع هذا، نقول: الحمد لله على نعمة الهراوة، وذاك درك من "النعم" أوصلنا إليه نظام عربي رسمي، بات اليوم عاريا حتى من ورقة التوت، فأنى يطالب المواطن المسكين بالولاء والانتماء له؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة الرأي احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیبة الدولة على الدولة على نعمة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد العربي يشيد بمؤسسات الدولة في نجاح الملتقى السابع للاستثمار الرياضي

اصدر الاتحاد العربي للتسويق والاستثمار الرياضي برئاسة خالد بن سليمان الطخيم، برقيات شكر لكل للمؤسسات العربية والمصرية  والوزارات التى ساهمت في نجاح الملتقي السابع للإستثمار والتسويق والصناعة الرياضي الذي اقيم بالقاهرة في ديسمبر ٢٠٢٤ .

كما تم تقديم كل معاني الشكر لكل الجهات والادارات والشركات والمؤسسات التى ساهمت في نجاح هذا الحدث الاقتصادي الرياضي الكبير الذى تحرص وزارة الشباب والرياضة المصرية بقيادة الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضى، والذى قدم كل دعم ساهم في خروج هذا الحدث بصورة مشرفة امام العالم .

كما وجه الاتحاد العربي الشكر للسيد السفير محمدى النيى على مشاركتة بالجلسة الافتتاحية للملتقى،و لكافة الدول العربية التى شاركت تلبية لدعوة Asmia ،كما تم توجيه الشكر لكل الشركات أعضاء الاتحاد العربى للتسويق والاستثمار الرياضى على دعمها ومساندتها في نحاج هذا الحدث القوى فى منطقتنا العربية.

وأبرز الإتحاد الدور الرائد  للشركة المنظمة على اخراج هذا الحدث بصورة تليق ان يكون هذا الحدث تحت رعاية دولة رئيس مجلس وزراء مصر ،ووجه الشكر  لكليات علوم الرياضة على مشاركتها بممثليها فى الحدث، وايضا للشركات العالمية الصينية والاسبانية والإيطالية والبلغارية والهولندية والصربية والسعودية والاماراتية والعمانية والكويتية والبحرنية والموريتانية والتونسية والسورية والمغربية  على تلك المشاركة والثقة فى الملتقى السابع للاستثمار والصناعة الرياضية ديسمبر ٢٠٢٤ .

كما وجه الاتحاد الشكر لمصر للطيران الناقل الرسمى للوفود المشاركة بالملتقى، ولشركة لجام الرياضية بالمملكة العربية السعودية لعرض رؤيتها فى الشرق الاوسط خلال الخمس سنوات القادمة.

كما تقدم أيضا الاتحاد بالشكر على جهود الاتحاد المصري للصناعات على المشاركة بوفد خلال الملتقى ،كما وجه الإتحاد العربي للاستثمار والتسويق الرياضي بالشكر الى وزارة الاستثمار المصرية علّى التنسيق والدفع بعدد من المستثمرين،ولوزارة الإسكان على مشاركة عدد من شركات التطوير العقاري المرتبط نشاطها بتطوير المنشات الرياضية ،ولكافة المشاركين من جهاز المشروعات الصغيرة بمجلس الوزارء على مشاركته فى الجلسة الافتتاحية للملتقى،ولثقة ادارة الاندية والفنادق لمشاركتها فى فاعليات الملتقى وعرض بعض أصولها .

كما تقدم الاتحاد بالشكر لمشاركة النادى الاهلى المصرى وشكرا لفندق كونراد كورنيش النيل القاهرة على حسن الاستضافة التى اعتدناها سنوياً ،واصدر الإتحاد العربي الشكر للجنود المجهولة أعضاء الامانة العامة للاتحاد العربى للتسويق والاستثمار الرياضى على الجهد الكبير الذي بذلوه في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الرائع  برئاسة الدكتور خالد بن سليمان الطخيم  ،كما تقدم الإتحاد العربي بالشكر لكافة وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية على دعمها وتغطيتها لفاعليات هذا الحدث الكبير ،و وزارة آلشباب والرياضة المصرية فى الملتقى وعرضها فرصها الاستثمارية في مجال الرياضة والشباب.

كما ابرزالإتحاد دور مؤسسة قطرالرياضية  لعرضها فرصها الاستثمارية في المنشآت الرياضية التى شيدتها خلال كاس العالم الذى نظمتة وما وجدته من ترحاب وإشادة  بهذا العرض خلال فاعليات الملتقى.

وتقدم الاتحاد بالشكر الى السفارة السعودية التى عرضت فرص أستفادة الدول العربية المحيطة بالمملكة العربية السعودية من استضافة المملكة لكاس العالم ٢٠٣٤.

كما تقدم الاتحاد بالشكر الى مؤسسة اكسس المعنية باختيار المدن الرياضية العالمية وشكراً للجنة الدولية لقانون الرياضة على مشاركتها فى هذا الحدث ثقة منها فى مخرجات الملتقى ،ومصداقيتها .

كما تقدم الاتحاد بالشكر الى لجنة صياغة توصيات الملتقى برئاسة الدكتور المحترم عبدالله الفرماوي ،وشركة إيزيس للتسويق الرياضي اولى الشركات العاملة في مجال الخصخصة الرياضية بمصر ١٩٩٤ ومقرها منذ عام ٢٠١١ بالمملكة العربية السعودية على قيامها بالإشراف على البرنامج الفنى للملتقى وتستعد لعودة نشاطها بقوة بمصر خلال اكتوبر ٢٠٢٥.

مقالات مشابهة

  • تامر أمين للرئيس السيسي: جينات الشعب المصري تٌعلي كلمة الوطن فوق كل شيء
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • البرلمان العربي يرحب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
  • البرلمان العربي يرحب باعتماد الأمم المتحدة لقرار يؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم
  • الإتحاد العربي يشيد بمؤسسات الدولة في نجاح الملتقى السابع للإستثمار الرياضي
  • البرلمان العربي يرحب بالقرارات الأممية لصالح الشعب الفلسطيني ويطالب بتطبيقها
  • الاتحاد العربي يشيد بمؤسسات الدولة في نجاح الملتقى السابع للاستثمار الرياضي
  • أهم أنواع الخط العربي التي تزين أرجاء المسجد الحرام
  • أدعية صباح الجمعة.. تفتح أبواب الرزق والطمأنينة