عربي21:
2024-07-06@17:03:21 GMT

دورة جديدة للسيسي.. هل تختلف عن سابقاتها؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

بعد انتخابات رئاسية مبكرة أجريت في ديسمبر / كانون أول الماضي يبدأ المشير عبد الفتاح السيسي يوم الثلاثاء المقبل 2 أبريل ـ نيسان دورة رئاسية جديدة هي الثالثة بالمخالفة للدستور المعدل الذي نص على دورتين فقط، كانت الدورة الأولى من 2014 والثانية من 2018، وتبدأ الثالثة من 2024 بعد تمديد الفترة الثانية إلى 6 أعوام بدلا من أربعة وفقا للنص الدستوري قبل تعديلات 2019 التي جرت وسط رفض سياسي واسع لم يفلح في وقفها.



برغم كل العوار الدستوري والإجراءات الأمنية التعسفية ضد المنافسين في كل الجولات الانتخابية السابقة فإننا أمام حكم الأمر الواقع الذي فرض نفسه على الجميع، واستعاد مسار الحكم العسكري لمصر الذي لم ينقطع سوى مدة عام واحد(حكم الدكتور محمد مرسي رحمه الله)، بل إن الحكم الحالي هو النسخة الأردأ في سلسلة الحكم العسكري الممتد منذ العام 1952.

نظريا تولى السيسي الحكم حتى الآن لمدة عشر سنوات (2014 ـ 2024) وعمليا هو يحكم منذ 3 يوليو 2013، والجميع مدرك أن المستشار عدلى منصور الذي تولى الفترة الانتقالية كان مجرد غطاء شكلي، بل إنه هو نفسه كان يدرك ذلك وعمل بمقتضاه حتى رحيله.

مع بدء الدورة الجديدة للسيسي تثور التساؤلات عن احتمالات التغيير في المشهد السياسي المغلق منذ 2013، وقد ساعد في طرحها ما ذكره الصحفي والنائب البرلماني المقرب من النظام مصطفى بكري مؤخرا عن احتمال تعيين السيسي نائب له تطبيقا للمادة 150 من الدستور التي منحته حق تعيين نائب أو أكثر، مع تغيير الحكومة الحالية وهذه الأخيرة هي إجراء شكلي مع الدخول في عهدة رئاسية جديدة.

قبل الحديث عن الجديد المحتمل دعونا نلقي نظرة على القديم المحقق، ككشف حساب عن السنوات العشر أو حتى الأحد عشر الماضية، ولنبدأ بالجانب السياسي حيث تم خلال تلك السنوات إغلاق الحياة السياسية وعسكرتها تماما بزعم تعرض الدولة لأخطار، وما تبع ذلك من عمليات قتل واعتقال، وتشريد وتقسيم للشعب، ومنعه من حق التعبير،والتظاهر، وحرمانه من الانتخابات الحرة في كل المستويات، وحل أو تجميد أو محاصرة الأحزاب السياسية بما فيها تلك التي كانت داعمة لنظام 3 يوليو في البداية، واعتقال بعض قادتها وأعضائها، وحتى حين دعاها لحوار وطني فقد تعمل معها كديكور فقط، ولم يستجب لما قدمته من توصيات، وعلى الصعيد الاقتصادي استلم السيسي الحكم بينما كانت ديون مصر الخارجية  43 مليار دولار فصعد بها إلى 165 مليار قبل أن يضيف إليها مؤخرا ديونا جديدة من صندوق النقد (8 مليار دولار) والبنك الدولي (6 مليار دولار على 3 سنوات) والاتحاد الأوربي (7,4 مليار يورو)، بخلاف قروض اصغر من عدة دول وجهات أخرى، كما استلم السيسي السلطة بينما كان الدولار يساوي 6 جنيهات ليقفز به إلى خمسين جنيها ( بل وصل إلى 70 جنيها لبعض الوقت)..

صحيح أن السيسي أنجز مجموعة من المشروعات الكبرى اعتبرها واجهة جمهوريته الجديدة، مثل تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية، والعلمين، وبناء آلاف الشقق السكنية الجديدة، واستصلاح مساحات جديدة من الأراضي، وبناء عدة طرق سريعة، وتطوير للسكك الحديدية والمترو، لكن غالبية هذه المشروعات لم تكن ذات جدوى اقتصادية مثل تفريعة قناة السويس التي اعترف السيسي نفسه أنها كانت لرفع الروح المعنوية للشعب، أو لم تكن ذات أولوية ضمن سلم أولويات الشعب أو الوطن، مثل العاصمة الإدارية أو العلمين أو مشروع المونوريل، الخ، وصحيح أن مصر ليست الوحيدة التي تقترض من المؤسسات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد لكنها جاءت في الترتيب الأول عربيا والثاني عالميا في هذا الاقتراض، الذي لم يكن لضرورة تنموية.

وبالحديث عن المؤشرات التنموية والاجتماعية الأخرى وعلى عكس تصدرها مؤشر القروض فإن مصر تزيلت المؤشرات الأخرى وأحدثها مؤشر القضاء حيث حلت في المرتبة 110 من مجموع 113 دولة من حيث نزاهة القضاء وسيادة القانون، وحققت مصر 18% في مؤشر الحرية العالمي، وجاءت في المرتبة 121 من 137 في مؤشر السعادة العالمي، تسبقها موريتانيا والعراق وفلسطين (قبل طوفان الأقصى)، وفي مؤشر الفساد 108 عالميا، وفي مؤشر حرية الصحافة 166، وفي مؤشر جودة التعليم في المركز 90 عالميا، وتوسطت قائمة أسوأ عشرين دولة في احترام حقوق العمال (وفقا لتقرير الاتحاد الدولي لنقابات العمال)، ولا ننسى معركة خط الفقر التي صاحبت تقريرا للبنك الدولي أثبت فيها أن ثلثي المصريين تحت خط الفقر أو يقتربون منه.

هل تشهد دورة الحكم الجديدة تغييرات مهمة تنعكس إيجابا على الوطن والمواطنين؟ هذا هو السؤال الذي بدأنا به، وحتى الآن لا تبدو في الأفق تغييرات باستثناء ما زعمه مصطفى بكري من تعيير نائب للرئيس، وعلى قرض صحة هذا الاحتمال فسيكون السؤال التالي عن طبيعة هذا النائب وهل هو شخصية عسكرية أم مدنية ، رجلا أم امرأة؟ وهل يمكن تعيين أكثر من نائب ليرضي مراكز قوة مهمة، كأن يكون أحدهم عسكري والآخر مدني والثالث سيدة وربما رابع مسيحي، يظل الاحتمال في أصله ضعيفا بالنظر لعقلية السيسي التي تخشى من خيالها، والتي لم تسمح لأي شخصية بالبروز أكثر من حجم معين، حيث كانت الاقالات والإبعادات جاهزة دوما للتخلص ممن يبزغ نجمهم ويشكلون خطرا متوهما عليه، حتى لو كانوا من أقرب الناس مثل شريكه في الانقلاب صدقي صبحي أو صهره وشريكه أيضا محمود حجاازي.

يأمل البعض أن تكون الدورة الرئاسية الثالثة فرصة جديدة أيضا لإصلاحات سياسية تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإطلاق حرية العمل الحزبي، والنقابي والطلابي، والبرلماني، بعد أن فشلت الدورتان السابقتان في تحقيق تلك الإصلاحات، لكن النظام ربما يعتبر ذلك هزا للاستقرار.

إن ما يدعيه النظام من نجاح في تحقيق الاستقرار هو استقرار مصطنع، ولذلك نجد الخشية دوما من أي تظاهرة شعبية حتى لو كانت محدودة العدد، وهذا الاستقرار المصطنع يدركه العالم الذي يوفر دعما سياسيا وماليا للسيسي للبقاء في السلطة والحفاظ على هذا الاستقرار المصطنع لتوظيفه في سياقات أخرى، وأهمها الموقف من العدوان الإسرائيلي ومنع الهجرة  المصرية والأفريقية إلى أوروبا، لكن المستثمرين الحقيقيين وشركات السياحة، والمراكز البحثية يدركون تماما هشاشة الوضع في مصر فتحجم الاستثمارات (بخلاف الاستثمارات الحكومية) وتحجم السياحة أيضا والتي كانت موردا رئيسيا للدخل الأجنبي.

بعد مرور عشر سنوات من الانسداد والخلاف آن للقوى الوطنية جميعها تجاوز خلافاتها، والجلوس على طاولة حوار وطني حقيقي لا يستثني أحدا في الداخل أو الخارج، والوصول إلى عقد وطني جديد محل توافق عام يحدد شكل الدولة التي نريدها جميعامن التغييرات المحتملة إدخال تعديلات جديدة في الدستور لتتيح للسيسي الترشح لدورات جديدة، وقد بدأ هذا الحديث هامسا لكنه تصاعد مع الوقت، وليس مستبعدا أن يتم ولكن ليس خلال العام أو العامين الأولين من الولاية الجديدة، ما سيمثل حال حدوثه ضربة جديدة لآمال التغيير بما فيها تلك التي تنتظره حتى بعد انتهاء هذه الدورة التي يفترض أنها الأخيرة للسيسي في العام 2030 ، وهذا ما يزيد احتمالات الانفجار الشعبي أو ربما تحركات من داخل النظام لبعض الطامحين الذين سيجدون أنفسهم على مشارف القبر دون أن يحققوا أحلامهم، أو الذين يدركون خطورة ذلك على الوطن.

مسؤولية الانسداد السياسي ليست في رقبة السيسي ونظامه فقط بل تشاركه فيها المعارضة بكل توجهاتها (من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار)في الداخل والخارج، حيث عجزت تلك المعارضة خلال السنوات العشر الماضية عن تجاوز خلافاتها، وعجزت من ثم عن بناء تحالف سياسي واسع( كما فعلت قريناتها في تجارب دولية أخرى) يوفر بديلا آمنا مقنعا للمجتمع المصري والمجتمع الدولي أيضا،لقد ظلت حالة الاستقطاب السياسي بين قوى المعارضة هي سيدة الموقف طيلة هذه السنوات رغم أنها جميعا أصبحت تحت مقصلة النظام بما فيها تلك القوى التي كانت داعمة له، وأصبحت السجون مكانا جامعا لها بدلا من الميادين، وإذا ظلت على هذه الحالة فلا تنتظر أن يقدم لها النظام هدايا الإصلاح السياسي على طبق من ذهب.

بعد مرور عشر سنوات من الانسداد والخلاف آن للقوى الوطنية جميعها تجاوز خلافاتها، والجلوس على طاولة حوار وطني حقيقي لا يستثني أحدا في الداخل أو الخارج، والوصول إلى عقد وطني جديد محل توافق عام يحدد شكل الدولة التي نريدها جميعا، ويحدد المسئوليات والسلطات، ويوزعها على أكثر من مركز لصنع القرار في الدولة حتى لا تتجمع في يد جهة واحدة، ويحدد طبيعة العلاقة بين المدنيين والعسكريين، في ظل احترام متبادل لدور كل طرف، كما يحدد ثوابت الدولة المصرية داخليا وخارجيا التي لا يجوز لأحد الخروج عليها، ويقدم خارطة طريق واضحة المعالم محددة الخطوات لتحول سياسي آمن برضا جميع الأطراف.. وهذه المبادرة لا تحتاج إذنا من سلطة، لكنها لا تستبعدها من الحوار أيضا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر مصر سياسة رئاسة رأي أداء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مؤشر

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري لمصراوي: لولا نجاح 30 يونيو كانت هتتولد ثورة إسلامية في مصر

حوار- عمرو صالح:
تصوير- محمود بكار:

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب والمتحدث باسم اتحاد القبائل العربية، إن جماعة الإخوان أرتكبت أخطاءًا كارثية خلال فترة حكمها للبلاد وسعت لتقسيم البلاد وضرب بالسلطة القضائية عرض الحائط.

وأوضح "بكري، خلال حواره مع مصراوي، أنه لولا نجاح ثورة 30 يونيو كان مرسي سيصدر قرارًا بوقف العمل بالدستور ويعلن الثورة الإسلامية بالبلاد التي تمنحه حرية الاعتقال والقتل لمعارضيه دون الرجوع للمحكمة من خلال ميلشيات الإخوان التي كانت رهن الإشارة لذلك.

وإلى نص الحوار:

- كيف سقطت جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام واحد من الحكم؟

جماعة الإخوان ارتكبت أخطاءًا كارثية منذ اليوم الأول لها في الحكم، حيث سعت لإقصاء القوى المجتمعية سواء سياسية أو دينية عن المشاركة في الحكم وظهر ذلك خلال محاولتهم لأخونة الدولة المصرية، بتسكين أعضاءها على كافة المناصب دون أي معيار كفائي ضاربين بمبدأ تكافؤ الفرص عرض الحائط الأمر الذي كشف الوجه الحقيقي للجماعة التي ظلت على مدار 80 عامًا تدعي العدل والوسطية والمظلومية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نقضوا بوعودهم مع حزب النور الذي كان أول الداعمين لهم خلال الانتخابات الرئاسية 2012، تعمدوا تشويه رموزه وإبعادهم عن المشهد العام وعدم السماح لهم بتولي أي مناصب أو المشاركة في الحكم.

كما تعمدوا هدم مؤسسات الدولة وكان أبرزها ضرب السلطة القضائية حيث أصدر محمد مرسي في 22 نوفمبر 2012، الإعلان الدستوري الذي حصن فيه جميع قراراته محاولًا التشكيك في نزاهة القضاء المصري وإيهام الشعب بأنة ليس عادلًا حتى لا تنفذ أي قرارات ولا تؤخذ له أي أحكام وتستبدل بقوانين الغابة لينفذ مخططهم الشيطاني على أرض مصر.

- ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو التي أزاحت الجماعة الإرهابية؟

من المؤكد بأن مرسي كان سيصدر قرارًا بوقف العمل بالدستور ويعلن عن الثورة الإسلامية التي تتيح له الحق في الاعتقال والقتل دون اللجوء إلى المحكمة وذلك من خلال مليشيات الجماعة التي كانت رهن الإشارة آنذاك.

- كيف تصدى المستشار أحمد الزند لمحاولات الجماعة الإرهابية؟

المستشار الزند منذ اللحظة الأولى كان حارسًا أمينا للسلطة القضائية ووقف كحائط ضد محاولات الجماعة لضرب السلطة القضائية وكانت بداية معركته معهم يوم 10 أكتوبر 2013، عندما أقدم مرسي على عزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيينه سفيرًا بالفاتيكان الأمر الذي تصدت له الجمعية العمومية للقضاة برئاسة المستشار الزند معلنًا رفضها لذلك القرار لمخالفته القوانين واللوائح المختصة بالقضاء وظل الزند داخل نادي القضاة واقفًا متصديًا لكافة محاولات الجماعة لضرب ميزان عدل البلاد.

- ما هو دور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية خلال ثورة 30 يونيو؟

اللواء محمد إبراهمم رجل وطني من الطراز الأول وتأكدت من وطنيته الخالصة في يوم 21 يونيو 2013، حيث تلقيت دعوة من اللواء علاء محمود أحد المقربين منه لعقد لقاء مع داخل الوزارة وقالي "لن نترك الإخوان يعتدون على المتظاهرين السلميين في 30 يونيو.. ولن نحمي مقاراتهم"، وعرفت حجم العداء الذي يكن له من قبل جماعة الإخوان.

وعلى المستوى الشخصي اللواء محمد إبراهيم أكن له كل حب وإخلاص لموقفه الوطني الشامخ.

- ما هي أهمية اتحاد القبائل العربية؟

تكمن أهمية اتحاد القبائل، في دعم الدولة والجيش ومبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وفتح أفق التعاون بين القبائل والعائلات العربية وبعضها البعض في مختلف المجالات والعمل على تعزيز وحدة القبائل.

- وماذا عن قبائل الصعيد؟

الاتحاد شامل لكافة القبائل والعائلات بمختلف مناطقهم ويجمع مسلمين ومسيحيين ولا يقتصر على أحد وتلقينا الكثير من طلبات قبائل الصعيد للإنضمام للاتحاد.

اقرأ أيضا:
مدبولي: توجيه رئاسي بالتواصل مع المواطنين وحل شكاواهم بالتعاون مع الجهات المختصة

المفتي وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يؤدون صلاة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص

مقالات مشابهة

  • الأسد يبحث هاتفيا مع السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة
  • محافظة القاهرة تحتفل بعيدها القومي بمناسبة مرور 1055 عامًا على تأسيسها
  • وفاة أحمد رفعت: نجم كرة القدم الذي غادرنا وراءه تصريحات مؤثرة
  • الحكيم في خطاب عاشوراء رسائل في بريد النظام السياسي
  • السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • مصطفى بكري لمصراوي: لولا نجاح 30 يونيو كانت هتتولد ثورة إسلامية في مصر
  • ماذا وراء الخطوة الأجرأ للسيسي في وزارة الدفاع؟
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما.. ما المقابل؟
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تضع تدخل مصر عقدا مظلما