بمناسبة مرور ألف عام على إنشائه.. كتاب يوثق تاريخ باب الشعرية
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
باب الشعرية من المناطق التي تحمل ماضيًا عريقًا، وحاضرًا زاخرًا بالكفاءات السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية، وبمناسبة احتفال أهل المنطقة ورموزها بمرور ألف عام على إنشاء باب الشعرية، صدر حديثًا كتاب يوثق تاريخ حي باب الشعرية من إعداد أحمد عبد الفتاح نائب رئيس مجلس أمناء التعليم بباب الشعرية، وشارك في صياغة مقدمته الدكتور مصطفى عوض رئيس مجلس أمناء إدارة باب الشعرية التعليمية.
يتناول كتاب «تاريخ باب الشعرية»، تفاصيل الحي الشعبي الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر يقال لهم «بنو الشُعَرية»، وباب الشعرية هو أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالي الذي شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي، موضحًا أن المنطقة تزخر بالمعالم والشوارع ذات الأهمية التاريخية ومنها جامع الشيخ الشعراني ودرب البيازرة وشارع الأمير فاروق.
ينقسم حي باب الشعرية بحسب مؤلف الكتاب إلى ثلاث مناطق؛ الجزء الشرقي أقرب في طابعه لقسم الجمالية خاصة بعد ردم الخليج المصري وشق شارع الجيش وتوسيع شارع بورسعيد، والجزء الشمالي الشرقي الذي يقترب من أحياء الظاهر والعباسية، وقلب باب الشعرية الذي يمتد على شكل مثلث يحده ميدان باب الشعرية وقسمي الأزبكية والموسكي.
ونوه المؤلف إلى أن هناك 5 شيوخ للأزهر من باب الشعرية، 3 من عائلة العروسي وهم: أحمد العروسي وابنه محمد العروسي وحفيده مصطفى العروسي، و2 من عائلتي القويسني والدمهوجي وهما برهان الدين القويسني والشيخ الدمهوجي، ومن أشهر مشاهير القراء والمنشدين من أبناء المنطقة، الشيخ محمود محمد رمضان، وفتحي قنديل ومحمود أبو السعود وعلي حجاج السويسي والشحات محمد أنور ومحمد الهلباوي وغيرهم، ومن الشخصيات العامة أحمد عبود باشا والأديب سعيد جودة السحار والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: باب الشعرية باب الشعریة
إقرأ أيضاً:
وادي بلي وطريق الملح بالبحر الأحمر.. كنز جيولوجي وسياحي يروي تاريخ التجارة القديمة
تشتهر محافظة البحر الأحمر بتضاريسها الوعرة وأوديتها الجبلية التي تحمل بين طياتها أسرارًا جيولوجية وتاريخية، ويعد وادي بلي، الواقع شمال الغردقة خلف جبل أبو شعر، من أبرز هذه الأودية، حيث يتميز بتكوينات جيولوجية نادرة تشكلت على مدار 600 ألف عام، مما جعله مقصدًا مهمًا لعشاق الجيولوجيا والسياحة العلمية والمغامرات.
لم يكن وادي بلي مجرد ممر جبلي، بل لعب دورًا محوريًا في التجارة قديماً، حيث كان جزءًا من "طريق الملح" الذي استخدمته القوافل لنقل الملح من البحر الأحمر إلى محافظات الصعيد. فقبل نحو 150 عامًا، ازدهرت تجارة الملح في المنطقة، وكانت القبائل تنقله على ظهور الجمال من ملاحة "أم اليسر" جنوب رأس غارب و"رأس البحار" الواقعة بين الجمشة وجبل الزيت، على بُعد 70 كيلومترًا شمال الغردقة.
كانت القوافل تحمل "السكايب" المملوءة بالملح وتسلك طريق "وادي القطار"، المعروف آنذاك بطريق الملح، مرورًا بوادي بلي، وصولًا إلى الصعيد. وظل هذا الطريق شاهدًا على حقبة زمنية ازدهرت فيها تجارة الملح، قبل أن تتغير مسارات النقل الحديثة.
بفضل موقعه الفريد، جذب وادي بلي اهتمام علماء الآثار الذين افترضوا أن الاستيطان البشري الحديث في الوادي ما هو إلا امتداد لمراحل استيطان قديمة. وقد أكدت الاكتشافات الأثرية صحة هذه الفرضية، حيث تم العثور على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات تعود إلى إنسان العصر الحجري، لا سيما داخل كهف وادي بلي، الذي يُعتقد أنه كان مأوى للإنسان القديم.
إلى جانب أهميته الأثرية، يتميز وادي بلي بتكويناته الجيولوجية النادرة، مما جعله وجهة مفضلة للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم. حيث تنظم إليه رحلات جيولوجية دورية لاستكشاف طبقات الصخور الفريدة التي تكشف عن تاريخ المنطقة الجيولوجي العريق.
لم تقتصر شهرة وادي بلي على الأوساط العلمية، بل أصبح أحد أبرز الوجهات لمحبي رحلات السفاري الجبلية. تنظم وكالات السياحة رحلات خاصة إلى الوادي وفق أنظمة محددة تلبي احتياجات عشاق الطبيعة والمغامرات، حيث يوفر الوادي تجربة استثنائية تجمع بين سحر التضاريس الجبلية وتاريخ المنطقة العريق.
يظل وادي بلي، شاهدًا على عصور متعاقبة، من تجارة الملح القديمة إلى الاكتشافات الجيولوجية الحديثة، ليؤكد أن البحر الأحمر لا يقتصر على شواطئه الخلابة، بل يخفي في أعماقه وبين جباله كنوزًا لا تزال تروي قصص الماضي وتلهم المستقبل.