يقول أستاذ اللغة العربية بكلية القانون الكويتية العالمية الدكتور محمد حسّان الطيّان إن القرآن الكريم معجزة بيانية، اختار الله لها أعظم لغة يمكن أن تتسع لهذا البيان، وهي اللغة العربية، مضيفا أنها أجمل وأوسع لغات الدنيا، حسب كثير من الباحثين.

وتناول الطيان، في حلقة اليوم (2024/3/31) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، مكانة وفضل اللغة العربية ومعجزة القرآن الكريم، وتطرق في حديثه إلى بيان القرآن وبلاغته التي لا نظير لهما.

ويرى أستاذ اللغة العربية أن التاريخ لم يعرف قوما أحسنوا البيان كما أحسنه العرب، كما لم يعرف أمة تقدّر البيان وتجعله في المكانة الأسمى كما كان العرب يقدرونه ويحترمون الكلمة البليغة، حتى قيل إن أمة العرب "سجدت للبيان قبل أن تسجد للأوثان".

وأضاف أن القرآن نزل بحرف وبيان ليس في الكون أعظم منهما ولا أسمى، وهو ما أعجز القوم الذين برعوا فيه، مشيرا إلى أن معجزة كل نبي كانت دائما من جنس ما تفوّق فيه قومه، لذا كانت معجزة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في البيان والفصاحة بنزول القرآن الكريم.

بلغة الفطرة

وحول عدم قدرة العرب والمسلمين في هذا العصر على لمس هذا الإعجاز بمجرد السماع، كما كان عليه حال العرب في العهود الأولى، أوضح الطيان أن ذلك سببه اختلاف الزمان وتغير الملكات، فالعرب قديما كانوا يتمتعون "ببلاغة الفطرة" وهي التي تجعلهم يهتزون ويتأثرون بمجرد سماع القرآن وبيانه.

واستطرد بتأكيد أن العرب سابقا كانوا حين سماعهم لكتاب الله، يفهمونه ويدركون مراميه وأسرار إعجازه دون الحاجة إلى علوم المعاني والبيان، وهو ما جاء بعد ذلك حين فقد العرب تلك الفطرة بعدما اختلطوا بالأعاجم وفشا عندهم اللحن.

وحول مكانة اللغة العربية، قال الدكتور محمد الطيان إنها في تقديره وتقدير من عرفها من المتخصصين هي اللغة الأجمل والأوسع والأعظم في دنيا اللغات، واختارها الله لتكون لغة القرآن لما اتصفت به من مزايا وخصائص؛ ولكونها اللغة الأوسع في مدرجاتها، ما يتيح النطق بحروف أي لغة أخرى.

ولفت إلى أن من مزايا اللغة العربية نظام الجذور والاشتقاق، حيث تقوم اللغة على 11 ألف جذر، تتولّد منها ملايين الكلمات، وهو ما يعطيها ثراء لا يمكن وجوده في أي لغة أخرى، كما أن من مزاياها نظامي الصرف والنحو.

معيارية قياسية

وفي هذا السياق، يرى الطحان أن اللغة العربية معيارية قياسية عجيبة، وتجعل المرء يقف مشدوها أمام هذا الكم الهائل من الكلمات الذي تولده اللغة بنفسها!

وأضاف أن من إعجاز القرآن قدرة الأعاجم على حفظه بشكل مُتقن، حتى مع عدم قدرتهم على التحدث بالعربية، معتبرا ذلك سرا من أسرار القرآن وإعجازا من إعجازه.

وشدد الطيان على أن القرآن لا يمكن تصنيفه شعرا أو نثرا، وإنما هو نوع أدبي راقٍ ذو موسيقى تفوق موسيقى الشعر بمراحل، كما أن من ضمن ما اشتمل عليه جميع أوزان الشعر لكن من نوع آخر.

وحول دعوى احتواء القرآن على ألفاظ أعجمية، قال الدكتور محمد الطيان "هناك ألفاظ أصولها أعجمية، لكنها دخلت العربية بما يسمى التعريب، وهو أخذ الكلمة بحروفها الأصلية من لغتها، وإخضاعها لمقاييس العربية وموازينها، وبعدها تصبح عربية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات اللغة العربیة القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

فعالية ثقافية في تعز بذكرى شهيد القرآن

الثورة نت|

أقامت مكاتب المالية والمؤسسة العامة للاتصالات والهيئة العامة للبريد وبنك التسليف التعاوني الزراعي بتعز ، اليوم، فعالية ثقافية بمناسبة ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي شهيد القرآن رضوان الله عليه.

وأكدت كلمة المناسبة التي القاها مسئول التعبئة العامة بالمحافظة محمد الخليدي أن شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان نعمة أنعم الله به علينا وعلى الأمة كلها، حيث جاء في مرحلة خطيرة جدا كادت الأمة أن تخسر كل شيئ.

وقال: كان الشهيد حجة الله على عباده فهيأ لهم أسباب النجاة والفلاح والسعادة وأسباب الخلاص والفرح، لقد أقام حجته عليهم ، مشيرا إلى أن الشهيد القائد بدأ تحركه وصدع بالحق في تلك المرحلة التي استفحل فيها الشر وهاج فيها الطغيان وتحركت كل قوى النفاق من داخل الأمة لتسير في نهجها وتلحق بركب الاستعمار بقيادة أمريكا واسرائيل تحت راية كافرة بطغيان واستكبار.

وأشار الخليدي إلى أن شهيدنا كان غيورا على أمته من الضلال والظلم والقهر ، فتحرك بحمية وعزة الإيمان ورحمة رسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله فكان من عباد الله المحسنين ونهج نهج أنبياء الله واقتدى بهم بالإحسان إلى الناس، وكان يحث ويرشد إلى ترسيخ ثقافة الاحسان وتحرك على هذا الاساس في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعانيه الناس والأخطار التي تواجههم.

وقال: كان الشهيد السيد حسين يمتلك وعيا عاليا وايمانا حقيقيا وبصيرة وحكمة وهذا ما تجلى في المشروع القرآني العظيم الذي قدمه للأمة متحررا من كل القيود والمؤثرات السياسية أو الطائفية والمذهبية والاجتماعية، مؤكدا أن شهيدنا كان قد تحرر من تلك القيود بكلها فقرأ الواقع ودخل إلى هذا الواقع بالقران تشخيصا وتقييما وحلا فقدم شهيدنا رؤية قرآنية متكاملة نرى فيها خلاص الأمة من واقع مظلم وطريق للتحرر من كل أشكال العبودية والقهر .

وكان مدير عام التخطيط محمد الوشلي قد ألقى كلمة الترحيب ، مشيرا إلى أن هذه الفعالية هي عزاء بشهيدنا القائد واحتفال بما وصلت إليه الأمة من عزة وكرامة، لافتا إلى أن اليمن كان قد وصل إلى طريق مسدود واستسلم للأعداء وأغلق باب الجهاد وأصبحت السفارة الامريكية الحاكم الفعلي؛ فظهر مشروع شهيدنا القائد الذي جاء في وقته بعكس التيار فكانت للمسيرة انتصارات عظيمة أعادت الكرامة والعزة والاستقلال لليمن.

تخلل الفعالية شذرات من المسيرة القرآنية القاها شبل المسيرة نشوان غمدان وقصيدة شعرية معبرة عن المناسبة.

حضر الفعالية مدير عام مكتب المالية وسيم الأنسي ومدير مكتب البريد فوزي العريقي ومدير بنك التسليف الزراعي بتعز أشرف العرومي.

مقالات مشابهة

  • عبدالحميد مدكور: العربية ظلت بفضل القرآن لغةً حيةً قادرةً على استيعاب كل جديد مع الحفاظ على رصانتها
  • عضو «كبار العلماء»: اللغة العربية تهيأت على مدى قرون لتحمل أنوار القرآن
  • في ندوة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب.. القرآن معجزة خالدة تُدرك بالبصيرة
  • الأزهر في معرض الكتاب: القرآن معجزة خالدة تُدرك بالبصيرة.. واللغة العربية مُهَّدت قرونًا لحمل رسالته
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية تُدرك بالبصيرة
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية معنوية تُدرك بالبصيرة.. وهذا تشريف للأمة
  • الأزهر يطلق مبادرة لتكريم كبار محفظي القرآن الكريم
  • فعالية ثقافية في تعز بذكرى شهيد القرآن
  • الشِّعر ديوان العربية الفصحى
  • حق الزوجة على زوجها: الإنفاق والعاطفة في العلاقة الزوجية