عربي21:
2025-01-26@07:05:38 GMT

طبول الحرب التي بدأت تدق في لبنان

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

كلما طال أمد الحروب امتد شظاها أبعد من نطاقها الجغرافي. وإذا لم يجب أطراف الحروب على أسئلة الحرب في أيامها الأولى أصبحت تلك الأسئلة أكثر تعقيدا وصعوبة وأفرزت واقعا أصعب يستعصي على الفهم ناهيك عن الحل. هذا الوضع ينطبق على علاقة لبنان بعملية طوفان الأقصى. فطالما دفع لبنان فواتير القضية الفلسطينية باهظة الثمن.

فهذا البلد يقع على حدود فلسطين الشمالية ما جعل منه منطقة رخوة تتأثر بكل تصعيد إسرائيلي في الداخل المحتل، وخاصة بعد السابع من أكتوبر العام الماضي حيث أصبحت وتيرة التصعيد العسكري متزايدة بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيل من جهة أخرى بعد ستة أشهر بشكل ينذر بأفق ملبد بغيوم الحرب.

يقول المحللون السياسيون إن تاريخ الحروب الإسرائيلية على لبنان يتزامن دائما مع فصل الصيف. فهناك إجماع على تجنب الشتاء لأسباب جغرافية ومناخية. هل يعني هذا أن فصلا جديدا من الحروب بين لبنان وإسرائيل قاب قوسين أو أدنى؟ وهل الدخول في حرب هو خيار عقلاني لإسرائيل وحزب الله؟

استخدمت للإجابة عن هذا السؤال كتاب هام صدر في الولايات المتحدة قبل بضعة أشهر ووصلتني نسخة منه بعنوان "كيف تفكر الدول؟ العقلانية في السياسة الخارجية" من تأليف الدكتور جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والدكتور سيباستيان روساتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتردام. حجة الكتاب الرئيسة تدور حول طبيعة تفكير الدول ومفهوم العقلانية في السياسة الخارجية.

المؤشرات التي تشي باستعداد لإسرائيل للحرب تزداد وقد تحدث المحلل الإسرائيلي أمير بار شالوم في صحيفة تايمز أو إسرائيل عما وصفها بحرب قصيرة. ويفكك الكتاب مقولة التخبط وعدم العقلانية في القرارات الاستراتيجية الكبرى لقادة الدول مثل قرار روسيا بغزو أوكرانيا أو حتى سلوك ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية واليابان قبل عملية بيرل هاربر. ويقول المؤلفان إن قرارات الدول، وإن بدت أو أشيع أنها غير عقلانية، إلا أنها كانت مبنية على أسباب ومبررات عقلانية ومنطقية حين اتخاذها ولم تكن بناء على خطط غير مدروسة.

للوهلة الأولى يبدو أن قرار الحرب غير عقلاني لكل من إسرائيل وحزب الله. ولكن المؤشرات التي تشي باستعداد لإسرائيل للحرب تزداد وقد تحدث المحلل الإسرائيلي أمير بار شالوم في صحيفة تايمز أو إسرائيل عما وصفها بحرب قصيرة. وهذا يؤكد أن كلا الطرفين يريدان تجنب خيار الحرب حاليا لأسباب تتعلق بظروف إسرائيل من جهة وحزب الله من جهة أخرى. وأتصور أن هذا الوضع قابل للاستمرار مالم تدخل عوامل جديدة على الخط تغير من نمط تفكير كلا الجانبين.

أحد هذه العوامل هو التوصل لهدنة أو اتفاقية لتبادل الأسرى بين المقاومة في غزة وإسرائيل. حينئذ سيكون القرار العقلاني هو تجنب الحرب بشكل كلي. ومنها أيضا حدوث العكس وتدهور الوضع في غزة مما ينذر بهروب لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الأمام ومحاولة إحراز أي نصر عسكري ولو وهمي في لبنان.

وأيا ما كانت السيناريوهات القادمة، فإن الغائب الحاضر في هذا الأمر هو لبنان وشعبه وقواه والدولة التي تئن من نزيف اقتصادي وسياسي بلغ مداه. وقد كتبت في هذه الزاوية العام الماضي أن للبنان على العرب ديونا ينبغي تسديدها. وأمر الديون هنا يتجاوز أزمات لبنان الاقتصادية. وللأسف أزفت الآزفة وتراكمت الديون الاقتصادية والسياسية والآن العسكرية ولن يستطيع أن يلبي لبنان وحده أو حتى توازنات القوى فيه متطلبات هذه الفواتير. وبالتالي من الحكمة تقديم يد العون للبنان بأية أساليب دبلوماسية وقائية قبل أن يعود لبنان والعالم العربي إلى ظروف اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982. وحينها لن يكون الأمر مساويا لما يحدث في غزة بل أكثر تعقيدا وسوءا.

https://twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب لبنان إسرائيلي لبنان إسرائيل رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من جهة

إقرأ أيضاً:

تقرير: "تهدئة هشة" تهدد بانفجار جبهتي لبنان وغزة

تنتهي يوم الأحد، مهلة الـ 60 يوماً لسحب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو ذات اليوم الذي من المقرر أن يشهد عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، بعد تفكيك الجيش الإسرائيلي لبنيته التحتية في محور نتساريم، الذي يقسم القطاع لنصفين.

ومن المقرر عودة أكثر من مليون فلسطيني إلى شمال غزة من جنوبها، ومن المفترض أيضاً أن يكون هناك في المستقبل القريب مسؤولون تابعون للسلطة الفلسطينية يتولون إدارة معبر رفح، وهي مسألة مثيرة للجدل إلى حد كبير بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
ومن المقرر أيضاً أن يبدأ الجيش الإسرائيلي وحماس، في الثالث من فبراير (شباط) المقبل، مفاوضات بشأن جعل وقف إطلاق النار الحالي لمدة 42 يوماً دائماً، وحول الشكل الذي سوف يبدو عليه الوضع في غزة بعد الحرب.

حرب كلامية بين إسرائيل وحزب الله قبل نهاية اتفاق وقف إطلاق النار - موقع 24أعلنت إسرائيل، الخميس، أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع تنظيم حزب الله اللبناني "لا يتم تنفيذه بالسرعة الكافية، ولا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به"، فيما حثَّ التنظيم المدعوم من إيران على "الضغط من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بحلول يوم الإثنين، ...

وبحسب الصحيفة فإن "كل هذا قد ينفجر في لحظة، وقد تعود الحرب إلى إحدى الجبهتين أو كلتيهما في لحظة".

لبنان.. أسئلة مفتوحة

وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي يحاول تمديد بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في بعض أجزاء جنوب لبنان، أو استكمال الانسحاب، وأضافت: "تسربت أنباء من مسؤول إسرائيلي تفيد بأنه على الأقل لن يكون هناك انسحاب كامل يوم الأحد نفسه، ولكن هذا ترك مجالاً واسعاً للتفسير".
وأضافت: "في حين طلب نتانياهو دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بحوالي 5 مواقع للجيش الإسرائيلي في لبنان، وطلب الجيش نفسه 30 يوماً أخرى لضمان تدمير أسلحة حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كانت هناك مقاومة من ترامب".
وقالت الصحيفة إنه "من الناحية النظرية، ربما لا يهتم ترامب كثيراً إذا تجاوزت إسرائيل الاتفاق إلى حد ما، ولكن إذا أدى هذا إلى إطلاق حزب الله للصواريخ وتجدد الحرب على الحدود الشمالية، فمن المحتمل أن يشعر بغضب شديد من نتانياهو".

الجيش الإسرائيلي ينفذ تفجيراً وتوغلاً في جنوب لبنان - موقع 24نفذت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، تفجيراً عنيفاً في بلدة كفركلا الجنوبية، كما توغلت في حي راس الضهر، غربي بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وأوضحت أن جميع الأطراف، الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية وحزب الله، يحاولون جميعاً صياغة شروط الوضع الذي سيسود بعد الحرب داخل لبنان وعلى الحدود، ما سيجعل كل الخيارات مفتوحة.
وبحسب الصحيفة "تمكنت إسرائيل من إلزام حزب الله بوقف إطلاق الصواريخ اعتباراً من وقف إطلاق النار، لكن هل تستطيع  فعلاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان".
وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كان حزب الله يعود فقط بشكل تدريجي وبطرق مختلفة للعمل في جنوب لبنان، فإلى أي مدى سيذهب الجيش الإسرائيلي في الهجوم المحتمل من الجو، والذي قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمدنيين والجيش اللبناني؟.
وأضافت "كل هذه الأسئلة والجهود الإسرائيلية لإقناع ترامب بأنها تستطيع الاحتفاظ بموطئ قدم أطول في لبنان هي السبب وراء بدء إسرائيل في إصدار بيان صحافي تلو الآخر في الأيام الأخيرة، بما في ذلك يوم الخميس، حول العثور على أسلحة جديدة لحزب الله على الحدود".



غزة..حسابات متشابهة

 

وبحسب الصحيفة "بمجرد عودة مليون فلسطيني إلى شمال غزة، من سيدير ​​حياتهم إن لم تكن حماس؟ هل من الممكن أن تهدد إسرائيل بالعودة إلى الحرب هناك مع عودة هذا العدد الكبير من المدنيين بعد 15 شهراً فقط؟".
وقالت: "بمجرد أن تتمكن السلطة الفلسطينية من الحصول على موطئ قدم فني على معبر رفح، فكيف ستتمكن إسرائيل حقاً من منعها من توسيع نفوذها في غزة، إذا توصلت إلى اتفاق مع حماس".
وأشار المتحدث باسم نتانياهو إلى أن وحدة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية سوف تشرف على النقل الفعلي للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، ولكن هل سيمنع ذلك السلطة الفلسطينية حقا من الحصول على موطئ قدم؟.
وأضافت الصحيفة "أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن الجيش سوف يعود إلى الحرب في اليوم الثاني والأربعين، ولن ينسحب من محور فيلادلفيا، ولكنه يريد أيضاً استعادة الرهائن الثلاثين المتبقين لدى حماس". الجيش الإسرائيلي يجبر عائلات فلسطينية على النزوح من مخيم جنين - موقع 24أجبرت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، عدداً من مواطني مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد السلاح والقصف، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وتابعت "ماذا سيفعل نتانياهو عندما يوضح له ترامب أنه لا يريد إعادة إشعال الحرب، وأنه على الأكثر قد يوافق على استمرار الغارات المحدودة التي تنفذها قوات الجيش الإسرائيلي كما في الضفة الغربية؟ط.
قالت: "إذا رفضت حماس إعادة الرهائن المتبقين بعد الـ 33 الذين ضمنتهم المرحلة الأولى، ما لم تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب من حيث المبدأ وبشكل ملموس بفترتين إضافيتين مدة كل منهما نحو 42 يوماً لاستقبال الرهائن الإضافيين، فهل سيقاوم نتانياهو مستوى جديد من الغضب من جانب عائلات الرهائن؟".
وتساءلت، هل سيعود نتانياهو إلى الحرب في غزة على مستوى ما في اليوم الثاني والأربعين إذا هدده بتسلئيل سموتريتش بإسقاط حكومته إذا لم يفعل ذلك؟ وفي ظل هذا التهديد، فهل سيبدأ نتانياهو في محاولة التفاوض مع حماس لإجبارها على التخلي عن السيطرة على غزة؟
وقالت إن "كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى أيام وأسابيع متفجرة في المستقبل، حيث تعود العديد من الأسئلة المصيرية التي أرجأ نتانياهو الإجابة عنها لمدة 15 شهراً لتطارده أخيراً".

مقالات مشابهة

  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
  • لبنان بين الدعم العربي والقلق من موقف إسرائيل.. حزب الله يشدد على الالتزام بالاتفاق
  • إسرائيل تُخرج أرنب التمديد لضرب هدنة الـ60
  • إسرائيل: سنبقى في لبنان لما بعد مهلة الانسحاب
  • لبنان ينتظر اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي دخلها 
  • الحرب النفسية أشد إيلامًا وأقل تكلفة
  • هل تنهار الهدنة في لبنان وغزة قريباً؟
  • هل يذهب حزب الله إلى الحرب إذا بقي الإسرائيليون في لبنان؟
  • تقرير: "تهدئة هشة" تهدد بانفجار جبهتي لبنان وغزة
  • حرب كلامية بين إسرائيل وحزب الله قبل نهاية اتفاق وقف إطلاق النار