عربي21:
2025-04-07@16:07:46 GMT

طبول الحرب التي بدأت تدق في لبنان

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

كلما طال أمد الحروب امتد شظاها أبعد من نطاقها الجغرافي. وإذا لم يجب أطراف الحروب على أسئلة الحرب في أيامها الأولى أصبحت تلك الأسئلة أكثر تعقيدا وصعوبة وأفرزت واقعا أصعب يستعصي على الفهم ناهيك عن الحل. هذا الوضع ينطبق على علاقة لبنان بعملية طوفان الأقصى. فطالما دفع لبنان فواتير القضية الفلسطينية باهظة الثمن.

فهذا البلد يقع على حدود فلسطين الشمالية ما جعل منه منطقة رخوة تتأثر بكل تصعيد إسرائيلي في الداخل المحتل، وخاصة بعد السابع من أكتوبر العام الماضي حيث أصبحت وتيرة التصعيد العسكري متزايدة بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيل من جهة أخرى بعد ستة أشهر بشكل ينذر بأفق ملبد بغيوم الحرب.

يقول المحللون السياسيون إن تاريخ الحروب الإسرائيلية على لبنان يتزامن دائما مع فصل الصيف. فهناك إجماع على تجنب الشتاء لأسباب جغرافية ومناخية. هل يعني هذا أن فصلا جديدا من الحروب بين لبنان وإسرائيل قاب قوسين أو أدنى؟ وهل الدخول في حرب هو خيار عقلاني لإسرائيل وحزب الله؟

استخدمت للإجابة عن هذا السؤال كتاب هام صدر في الولايات المتحدة قبل بضعة أشهر ووصلتني نسخة منه بعنوان "كيف تفكر الدول؟ العقلانية في السياسة الخارجية" من تأليف الدكتور جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والدكتور سيباستيان روساتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتردام. حجة الكتاب الرئيسة تدور حول طبيعة تفكير الدول ومفهوم العقلانية في السياسة الخارجية.

المؤشرات التي تشي باستعداد لإسرائيل للحرب تزداد وقد تحدث المحلل الإسرائيلي أمير بار شالوم في صحيفة تايمز أو إسرائيل عما وصفها بحرب قصيرة. ويفكك الكتاب مقولة التخبط وعدم العقلانية في القرارات الاستراتيجية الكبرى لقادة الدول مثل قرار روسيا بغزو أوكرانيا أو حتى سلوك ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية واليابان قبل عملية بيرل هاربر. ويقول المؤلفان إن قرارات الدول، وإن بدت أو أشيع أنها غير عقلانية، إلا أنها كانت مبنية على أسباب ومبررات عقلانية ومنطقية حين اتخاذها ولم تكن بناء على خطط غير مدروسة.

للوهلة الأولى يبدو أن قرار الحرب غير عقلاني لكل من إسرائيل وحزب الله. ولكن المؤشرات التي تشي باستعداد لإسرائيل للحرب تزداد وقد تحدث المحلل الإسرائيلي أمير بار شالوم في صحيفة تايمز أو إسرائيل عما وصفها بحرب قصيرة. وهذا يؤكد أن كلا الطرفين يريدان تجنب خيار الحرب حاليا لأسباب تتعلق بظروف إسرائيل من جهة وحزب الله من جهة أخرى. وأتصور أن هذا الوضع قابل للاستمرار مالم تدخل عوامل جديدة على الخط تغير من نمط تفكير كلا الجانبين.

أحد هذه العوامل هو التوصل لهدنة أو اتفاقية لتبادل الأسرى بين المقاومة في غزة وإسرائيل. حينئذ سيكون القرار العقلاني هو تجنب الحرب بشكل كلي. ومنها أيضا حدوث العكس وتدهور الوضع في غزة مما ينذر بهروب لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الأمام ومحاولة إحراز أي نصر عسكري ولو وهمي في لبنان.

وأيا ما كانت السيناريوهات القادمة، فإن الغائب الحاضر في هذا الأمر هو لبنان وشعبه وقواه والدولة التي تئن من نزيف اقتصادي وسياسي بلغ مداه. وقد كتبت في هذه الزاوية العام الماضي أن للبنان على العرب ديونا ينبغي تسديدها. وأمر الديون هنا يتجاوز أزمات لبنان الاقتصادية. وللأسف أزفت الآزفة وتراكمت الديون الاقتصادية والسياسية والآن العسكرية ولن يستطيع أن يلبي لبنان وحده أو حتى توازنات القوى فيه متطلبات هذه الفواتير. وبالتالي من الحكمة تقديم يد العون للبنان بأية أساليب دبلوماسية وقائية قبل أن يعود لبنان والعالم العربي إلى ظروف اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982. وحينها لن يكون الأمر مساويا لما يحدث في غزة بل أكثر تعقيدا وسوءا.

https://twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب لبنان إسرائيلي لبنان إسرائيل رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من جهة

إقرأ أيضاً:

عمرو أديب: إسرائيل تعمل على تنشيط التهجير الاختياري من غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الإعلامي عمرو أديب، إن إسرائيل تعمل على تنشيط التهجير للفلسطينيين من غزة.

وأضاف “أديب”، خلال برنامجه “الحكاية”، المذاع على قناة “mbc مصر”، أن إسرائيل بدأت تقدم عروضًا لمواطنين في غزة لا يجدون قوتهم للخروج من القطاع والذهاب للمجر، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى زيارة إلى المجر وأجرى محادثات مع السلطات هناك حول تفاصيل خطة تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وأوضح أنه لا يمكن أن يلوم أي فلسطيني يقرر مغادرة غزة على وقع هذه الظروف الراهنة، مؤكدا أن كل ما يحدث في غزة حاليا هو تهجير، معقبا: ذنب الفلسطينيين في رقابنا جميعا كعرب لو مقدرناش نعملهم حاجة .. شيء مخجل أن 2 مليار مسلم مش قادرين يسندوا 2 مليون فلسطين.

وـكد أن الأضواء بدأت تخفت عن الاهتمام إزاء ما يحدث في غزة، في ظل توجه الأنظار إلى ملفات أخرى.

مقالات مشابهة

  • كيف بدأت أزمة الرسوم الجمركية التي أدت إلى خسائر فادحة عالميا؟ (تسلسل زمني)
  • واشنطن تحاول دفع لبنان إلى القبول باللجان المدنية... الجنوب ضفة غربية أخرى؟
  • عمرو أديب: إسرائيل تعمل على تنشيط التهجير الاختياري من غزة
  • قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • هل تدق طبول الحرب؟ عشرة أسباب تجعل المواجهة بين أمريكا وإيران مستبعدة… حتى الآن
  • اورتاغوس بدأت لقاءاتها الرئاسية.. واشنطن متمسكة بشروطها وميقاتي يشيد بموقف عون
  • الجامعة العربية: الحروب الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة من العربدة الكاملة
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟