خبراء يحذرون: خطة بايدن لميناء غزة تعرض القوات الأمريكية للخطر
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
حذر خبراء عسكريون أمريكيون من أن خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنشاء رصيف بحري في غزة يعرض القوات الأمريكية للخطر، ويخشى المتشككون أن تكون "العملية الإنسانية" هدفا مغريا لحماس أو نشطاء آخرين. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن الخبراء العسكريين قولهم إن خطة إدارة بايدن لإنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة كجزء من مبادرة دولية واسعة النطاق لإطعام الفلسطينيين الجائعين، ستعرض أفراد القوات الأمريكية الذين يتعين عليهم بناء الرصيف وتشغيله والدفاع عنه من الهجوم للخطر، وهو خطر ذو عواقب هائلة سياسيا بالنسبة للرئيس الأمريكي يجب أن يؤدي إلى كارثة.
وأضاف الخبراء العسكريون الأمريكيون أن هذه الجهود يمكن أن توفر ما يصل إلى مليوني وجبة يوميا في الأراضي التي مزقتها الحرب، حيث يخشى حدوث مجاعة وسط القصف الإسرائيلي المستمر وما يقول النقاد إنها قيود صارمة على تدفق الغذاء والدواء، وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه البنتاجون أنه لن يتم نشر أي قوات أمريكية في غزة، إلا أنه لم يكشف سوى القليل عن المدة التي يمكن أن تستمر فيها العملية وكيف تعتزم ضمان سلامة المشاركين، مما أثار قلق البعض في الكونجرس وغيرهم من منتقدي خطة الرئيس بايدن.
ورفض المسؤولون العسكريون الإجابة على أسئلة صحيفة «واشنطن بوست» حول المكان الذي سيجري إنشاء الرصيف فيه وما هي الإجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها، مشيرين إلى رغبتهم في عدم إرسال خططهم برقية.
ومن جهته، قال بول كينيدي الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية، الذي قاد العمليات الإنسانية الكبرى بعد الكوارث الطبيعية في نيبال والفلبين: «يجدر بالولايات المتحدة أن تقوم بتخفيف معاناة المدنيين في غزة»، غير أنه تساءل عما إذا كان الجيش الأمريكي هو الكيان المناسب للقيام بذلك.
وأضاف الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية: «إذا انفجرت قنبلة في ذلك الموقع، فسوف يتساءل الشعب الأمريكي: ماذا كانوا يفعلون هناك في المقام الأول؟».
وبدوره، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن تجميع وتشغيل الرصيف سيوفر الإغاثة لآلاف من سكان غزة، وهي مهمة ذات أهمية ستحدث فرقا.
وأضاف كيربي: لكننا نعلم أن مثل هذه المهام لا تخلو من المخاطر على الإطلاق، وهذا هو الحال بشكل خاص في منطقة حرب مثل غزة، لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض، ونعلم أن قادتنا العسكريين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان سلامتهم أثناء قيامهم ببناء وتشغيل هذا الرصيف.
ويستند هذا التقرير إلى مقابلات مع ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين في الأمن القومي الأمريكي على دراية بالتخطيط المستمر لعملية غزة أو على دراية بالتنسيق المعقد المطلوب لإجراء مهام إنسانية بهذا الحجم بأمان.
ومع ذلك استشهد الكثيرون بالتفجيرات الإرهابية القاتلة في بيروت عام 1983 وأثناء إخلاء الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2021 كأمثلة على الصعوبة الهائلة في حماية أفراد الخدمة الأمريكية أثناء الإقامة الطويلة في ظروف هشة.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن عن إقامة رصيف غزة خلال خطابه عن حالة الاتحاد في 7 مارس الجاري، قائلًا: إن ذلك سيتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية. وقد قامت الولايات المتحدة ودول أخرى، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بإسقاط مساعدات جوية على غزة، لكن هذه الجهود لم تلب الطلب.
وقد قوبلت فكرة الرصيف بردود فعل متباينة، حيث قالت لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمات الإغاثة الأخرى إنه يجب على الولايات المتحدة استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية عن طريق البر.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون فتح المعبر الشمالي لغزة متعللين بمخاوف أمنية بينما أدت عملية التفتيش الشاقة في الجنوب إلى الحد من حجم المساعدات التي يمكن دخولها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن غزة القوات الأمريكية رصيف بحري في غزة
إقرأ أيضاً:
صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
◄ الحصار الإسرائيلي هدفه إبادة سكان القطاع وإجبار المقاومة على تقديم تنازلات
◄ الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ 2 مارس
◄ الأغذية العالمي: ارتفاع أسعار المواد الأساسية لأكثر من 200%
◄ حماس: الاحتلال يمارس جريمة تجويع جديدة في غزة
◄ بلدية غزة تدق ناقوس الخطر بعد تهديد الاحتلال بوقف خط مياه رئيسي
◄ بلدية رفح تتوقف عن تزويد آبار المياه بالوقود بسبب "الحصار المشدد"
الرؤية- غرفة الأخبار
كان اختيار الاحتلال الإسرائيلي لبداية شهر رمضان موعدا لمنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة متعمدا، إذ تُريد إسرائيل بذلك زيادة الضغط على سكان القطاع وعلى المقاومة لتقديم التنازلات في مفاوضات تسليم الأسرى ووقف الحرب، وزادت على ذلك قرار قطع الكهرباء عن كامل القطاع لتزيد المعاناة أضعافاً.
وتأتي هذه الممارسات الإجرامية مخالفة لما وقعت عليه إسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار والذي بدأ تنفيذه في السابع عشر من يناير الماضي، إلا أن الجهود المبذولة لإدخال المساعدات واستكمال مراحل الصفقة يُقابلها تعنت إسرائيلي هدفه إبادة الشعب الفلسطيني.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه لم يدخل أي طعام إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري، وأن جميع المعابر الحدودية لا تزال مغلقة.
وأضاف بيان للبرنامج أن أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية في غزة ارتفعت إلى أكثر من 200%، مناشدا كل الأطراف إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ الثاني من مارس الجاري عندما أعلنت السلطات الإسرائيلية وقف المساعدات الإنسانية.
وأكد المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فقداناً لعدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية في قطاع غزة مما يزيد معاناة السكان ويفاقم أزمتهم.
وقال القانوع، في تصريح صحافي أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إن "سكان قطاع غزة يعانون حصاراً مشدداً للأسبوع الثاني، ويمنع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية للسكان في جريمة تجويع جديدة".
وأضاف: "ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قطاع غزة سيعاني سكانه المجاعة مجدداً في شهر رمضان الفضيل"، داعيا الوسطاء إلى "ممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية ووقف سياسة العقاب الجماعي بحق شعبنا".
وفي سياق المعاناة قالت بلدية غزة إن "تهديد الاحتلال بوقف خط مياه مكروت الذي يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية حاليا ينذر بأزمة، كما أن وقف مصادر الطاقة يهدد بحالة شلل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي وباقي الخدمات".
وطالبت بلدية غزة المنظمات الأممية بالتدخل وإنقاذ سبل الحياة في المدينة والضغط على الاحتلال.
كما أعلنت بلدية رفح بجنوب قطاع غزة وقفها قسرياً عن تزويد جميع آبار المياه بالمدينة بالوقود جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر، مما حال دون إدخال الوقود إلى القطاع.
وحذر رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي من التداعيات الكارثية لهذا التوقف، مؤكداً أن البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصة وزراعية بخلاف الآبار الرئيسية، لضمان وصول المياه إلى الأحياء التي عاد إليها المواطنون، "في ظل أوضاع إنسانية متدهورة".
وقال الصوفي إن انقطاع الوقود "يجبرنا على تقليص الخدمات المقدمة وتجميد خدمات أساسية وحيوية؛ ما يهدد حياة الآلاف، ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية".
وأضاف: "نحن أمام كارثة إنسانية تلوح في الأفق؛ فالحرمان من المياه يعرض السكان لأمراض خطيرة، في وقت يواجهون فيه أوضاعاً معيشية قاسية نتيجة العدوان والحصار المستمر".