حذر خبراء عسكريون أمريكيون من أن خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنشاء رصيف بحري في غزة يعرض القوات الأمريكية للخطر، ويخشى المتشككون أن تكون "العملية الإنسانية" هدفا مغريا لحماس أو نشطاء آخرين. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن الخبراء العسكريين قولهم إن خطة إدارة بايدن لإنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة كجزء من مبادرة دولية واسعة النطاق لإطعام الفلسطينيين الجائعين، ستعرض أفراد القوات الأمريكية الذين يتعين عليهم بناء الرصيف وتشغيله والدفاع عنه من الهجوم للخطر، وهو خطر ذو عواقب هائلة سياسيا بالنسبة للرئيس الأمريكي يجب أن يؤدي إلى كارثة.

وأضاف الخبراء العسكريون الأمريكيون أن هذه الجهود يمكن أن توفر ما يصل إلى مليوني وجبة يوميا في الأراضي التي مزقتها الحرب، حيث يخشى حدوث مجاعة وسط القصف الإسرائيلي المستمر وما يقول النقاد إنها قيود صارمة على تدفق الغذاء والدواء، وغيرها من المساعدات الإنسانية.


وفي الوقت الذي يؤكد فيه البنتاجون أنه لن يتم نشر أي قوات أمريكية في غزة، إلا أنه لم يكشف سوى القليل عن المدة التي يمكن أن تستمر فيها العملية وكيف تعتزم ضمان سلامة المشاركين، مما أثار قلق البعض في الكونجرس وغيرهم من منتقدي خطة الرئيس بايدن.

ورفض المسؤولون العسكريون الإجابة على أسئلة صحيفة «واشنطن بوست» حول المكان الذي سيجري إنشاء الرصيف فيه وما هي الإجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها، مشيرين إلى رغبتهم في عدم إرسال خططهم برقية.

ومن جهته، قال بول كينيدي الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية، الذي قاد العمليات الإنسانية الكبرى بعد الكوارث الطبيعية في نيبال والفلبين: «يجدر بالولايات المتحدة أن تقوم بتخفيف معاناة المدنيين في غزة»، غير أنه تساءل عما إذا كان الجيش الأمريكي هو الكيان المناسب للقيام بذلك.

وأضاف الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية: «إذا انفجرت قنبلة في ذلك الموقع، فسوف يتساءل الشعب الأمريكي: ماذا كانوا يفعلون هناك في المقام الأول؟».

وبدوره، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن تجميع وتشغيل الرصيف سيوفر الإغاثة لآلاف من سكان غزة، وهي مهمة ذات أهمية ستحدث فرقا.

وأضاف كيربي: لكننا نعلم أن مثل هذه المهام لا تخلو من المخاطر على الإطلاق، وهذا هو الحال بشكل خاص في منطقة حرب مثل غزة، لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض، ونعلم أن قادتنا العسكريين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان سلامتهم أثناء قيامهم ببناء وتشغيل هذا الرصيف.

ويستند هذا التقرير إلى مقابلات مع ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين في الأمن القومي الأمريكي على دراية بالتخطيط المستمر لعملية غزة أو على دراية بالتنسيق المعقد المطلوب لإجراء مهام إنسانية بهذا الحجم بأمان.

ومع ذلك استشهد الكثيرون بالتفجيرات الإرهابية القاتلة في بيروت عام 1983 وأثناء إخلاء الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2021 كأمثلة على الصعوبة الهائلة في حماية أفراد الخدمة الأمريكية أثناء الإقامة الطويلة في ظروف هشة.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن عن إقامة رصيف غزة خلال خطابه عن حالة الاتحاد في 7 مارس الجاري، قائلًا: إن ذلك سيتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية. وقد قامت الولايات المتحدة ودول أخرى، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بإسقاط مساعدات جوية على غزة، لكن هذه الجهود لم تلب الطلب.

وقد قوبلت فكرة الرصيف بردود فعل متباينة، حيث قالت لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمات الإغاثة الأخرى إنه يجب على الولايات المتحدة استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية عن طريق البر.

ورفض المسؤولون الإسرائيليون فتح المعبر الشمالي لغزة متعللين بمخاوف أمنية بينما أدت عملية التفتيش الشاقة في الجنوب إلى الحد من حجم المساعدات التي يمكن دخولها.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن غزة القوات الأمريكية رصيف بحري في غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء لـعربي21: المناظرة الانتخابية ضعيفة.. بايدن مهزوز وترامب سيّء

لا زالت أصداء المناظرة الانتخابية والتي شارك فيها المرشحان الرئيسان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب تتفاعل، حيث طالب عدد من الديمقراطيين بانسحاب بايدن من الترشح للرئاسة.

وانتقد الصحفي الأمريكي توماس فريدمان بايدن وأداءه، على الرغم من أنه اعتبره صديقه، وقال في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن "بايدن نعم رجل طيب ورئيس جيد، ولكنه في وضع لا يسمح له بالترشح لولاية ثانية".



وأكد فريدمان أنه بكى لدى رؤيته بايدن البالغ من العمر 81 عاما والذي بدا منهكا ومتلعثما في بعض فترات المناظرة أمام كاميرات التلفزة الأمريكية التي بثت المناظرة.

النائب الديمقراطي، ستيفن لينش، يعتقد أن "هناك قرارات يجب على الحزب الديمقراطي اتخاذها، ويجب أن تجري هذه المناقشة على الفور"، مؤكدا أنه "يحب بايدن وأن الأخير رجل جيد ومحترم، ولكن أداءه في المناظرة كان مروعا".

كما دعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية العريقة، الجمعة، الرئيس جو بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، غداة مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وكتبت الصحيفة في افتتاحية نشرت مساء الجمعة: "بايدن كان رئيسا مثيرا للإعجاب. في ظل قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترامب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن، هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه".

كايت بيدينغفيلد، مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن، أقرت في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، بأن "أداء بايدن في المناظرة كان مخيبا للآمال، وأنه ليست هناك طريقة أخرى لقول ذلك".

وعلى الرغم من هذه الانتقادات من قبل بعض الديمقراطيين أكدت حملة بايدن أنه سيستمر في ترشحه للرئاسة الأمريكية كمنافس عن الحزب الديمقراطي أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقالت الحملة في رسالة بريد إلكتروني فجر الأحد؛ إن "بايدن سيكون المرشح الديمقراطي؛ لأن الناخبين صوتوا له، ولأنه فاز بأغلبية ساحقة"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وأضافت: "إذا انسحب بايدن سيؤدي ذلك إلى أسابيع من الفوضى، وسنتحول إلى مرشحين أقل احتمالا للفوز منه، كونه الشخص الوحيد الذي هزم ترامب".

أداء المرشحين سيء
روبرت شابيرو، أستاذ الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، قال تعليقا على المناظرة التي تمت بين بايدن وترامب، "أنا أتفق مع الإجماع على أن بايدن لم يكن جيدا في المناظرة".

وتابع شابيرو في حديث خاص لـ"عربي21"، "لكن أيضا ترامب ظهر بشخصيته النموذجية، وفي رأيي، لم يكن أي من المرشحين يبدو رئاسيًا، مما أكد وجهة النظر السائدة بأن كلا الحزبين يحتاجان إلى مرشحين أفضل".

انعدام البديل
لكن على الرغم من تأكيد حملة بايدن استمراره في الترشح للانتخابات، إلا أن هناك تساؤلات عن خيارات الديمقراطيين في حال غير رأيه وانسحب، أو في حال تعرض لمشكلة صحية ما.

روبرت شابيرو قال إن "الخيار أمام الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح جديد في حالة انسحاب بايدن. سيكون للمندوبين الحرية في التصويت لأي شخص في الاقتراع الأول وسيشرعون في إجراء تصويتات إضافية حسب الحاجة للتوصل إلى إجماع الأغلبية".

وأضاف: "إذا لم ينسحب بايدن، فإن القواعد تقول إن عليهم السماح باستمرار التصويت، وأتوقع فوز بايدن إلا إذا انشق الناخبون الملتزمون بالتصويت له، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل قانونية، وإذا حاول الحزب إزالة بايدن بطريقة خشنة جدا، فإن هذا سيؤدي إلى نزاع داخل الحزب".

البروفيسور بيل شنايدر أستاذ السياسة العامة والشؤون العامة والدولية في جامعة جورج ميسن الأمريكية، قال: "سوف أقتبس من حديث سابق للرئيس الأسبق بيل كلينتون - القوي والمُخطئ يتغلب على الضعيف والمُصيب-".


وتابع شنايدر في حديث خاص لـ"عربي21": "إذا تم إقناع بايدن بالانسحاب لأسباب تتعلق بالصحة العقلية أو الجسدية، فسوف يرشح الحزب نائبة الرئيس كامالا هاريس، وستكون مرشحة أضعف من بايدن".

وكانت حملة بايدن قد أعلنت أيضا عن جمعها 27 مليون دولار كتبرعات في اليومين الماضيين، وشجعت المزيد من الأشخاص على الاشتراك في العمل التطوعي وفي مهام الحملة.

وأكدت الحملة أن أداء بايدن في المناظرة لا ينبغي أن يطغى على كل العمل الذي قام به، منذ أدى اليمين الدستورية في 2021.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تشتكي: إسرائيل تعترض المساعدات الإنسانية
  • خبراء لـعربي21: المناظرة الانتخابية ضعيفة.. بايدن مهزوز وترامب سيّء
  • صحيفة “ذا هيل”: خبراء يحذرون من مأزق محتمل للبحرية الأمريكية في مواجهة الحوثيين
  • ملياردير أمريكي: فشل بايدن في المناظرة يعزى إلى كل شيء ما عدا خرف الشيخوخة
  • المساعدات تتراكم على رصيف غزة
  • الأمم المتحدة تباشر نقل أطنان من المساعدات المتراكمة بمنطقة الرصيف العائم قبالة غزة بعد توقف عملياته
  • الأمم المتحدة تبدأ بنقل أطنان المساعدات من الرصيف الأمريكي العائم إلى غزة
  • حماس: الرصيف الأمريكي في غزة ليس أكثر من دعاية واستعراض سياسي
  • الأمم المتحدة تنقل مساعدات إلى غزة تراكمت على الرصيف العائم
  • تراكمت على الرصيف العائم..الأمم المتحدة تنقل مساعدات إلى غزة