رئيس غويانا عرفان علي لصحفي بريطاني: العالم المتقدم منافق ولا يحق له أن يحاضر علينا
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
شن رئيس جمهورية غويانا محمد عرفان علي هجوما حادا على ما وصفه بـ "نفاق العالم المتقدم" بشأن انبعاثات الكربون في العالم على نطاق واسع، فبدلاً من الإجابة عن أسئلة مذيع هيئة الإذاعة البريطانية، قام بتوبيخه واستجوابه حول تغير المناخ.
وجاء حديث علي خلال مقابلة مع صحفي "بي بي سي" ستيفن ساكور، الذي سأل الرئيس عن معدلات انبعاث الكربون في غويانا أثناء تخطيطها لاستخراج النفط والغاز على طول ساحلها.
وفي مقطع المقابلة الذي انتشر على نطاق واسع، قاطع الرئيس الغوياني الصحفي قائلاً، "ليس لديك الحق في إلقاء محاضرة علي حول تغير المناخ. أنت في جيوب أولئك الذين يدمرون البيئة من خلال الثورة الصناعية وهم الآن يحاضرون علينا".
The BBC's @stephensackur on @BBCHARDtalk i/vs the President of Guyana, Irfaan Ali on exploiting $150b of its oil & gas reserves.
Mr Ali is having none of Sackur's woke, guilt trip nonsense as he points out that his forests store 19.6 gigatonnes of carbon.
"Does that give you… pic.twitter.com/pOeYMcnExY
— David Atherton (@DaveAtherton20) March 31, 2024
وحول سؤال ساكور بأن استخراج غويانا من النفط والغاز سيؤدي إلى أكثر من ملياري طن متري من انبعاثات الكربون من ساحلها، رد الرئيس قائلاً "هل تعلم أن غويانا لديها غابة بحجم إنجلترا وأسكتلندا مجتمعتين؟ غابة تخزن 19.5 غيغا طن من الكربون، غابة أبقيناها على قيد الحياة".
وحول ذلك، سأله الصحفي عما إذا كان ذلك سيعطي غويانا الحق في استخراج النفط والغاز وإطلاق الانبعاثات فقال الرئيس، "هل هذا يعطيك الحق في إلقاء محاضرة علينا حول تغير المناخ؟. سألقي أنا محاضرة عليك حول تغير المناخ".
“We have the lowest rate of deforestation in the world… Guyana will still be net zero”
President Irfaan Ali says Guyana won’t take lectures on climate change as it exploits its huge offshore oil and gas reserves
???? https://t.co/TKxhR6r3ur pic.twitter.com/xIJTgRsfZP
— BBC HARDtalk (@BBCHARDtalk) March 29, 2024
وأضاف، "لأننا أبقينا هذه الغابة حية كي تحمي مخزون الكربون الذي يبلغ 19.5 غيغا طن الذي تستمتع به، والذي يستمتع به العالم، والذي لا تدفعون لنا ثمنه، ولا تقدرونه، ولا ترى له قيمة. هذا كله بسبب الغابة التي أبقاها شعب غويانا على قيد الحياة".
وتابع، "لدينا أدنى معدل لإزالة الغابات في العالم. وحتى مع أعظم استكشاف لدينا لموارد النفط والغاز ستظل غويانا عند صافي صفر من انبعاثات الكربون".
وفي تصريح حول "النفاق" المزعوم، قال رئيس غويانا "أولئك الذين دمروا البيئة يشككون الآن في بلادي. هذا نفاق موجود في العالم. لقد فقد العالم في السنوات الـ50 الماضية 65% من تنوعه البيولوجي. لقد حافظنا على تنوعنا البيولوجي. هل تقدرون ذلك؟ هل أنتم مستعدون لدفع الثمن؟ متى سيدفع العالم المتقدم ثمن ذلك؟".
ووجه الرئيس انتقادا للمذيع بقوله، "هل أنتم في جيوب من أضروا بالبيئة؟ هل أنتم ونظامكم في جيوب أولئك الذين دمروا البيئة من خلال الثورة الصناعية ويحاضرون علينا الآن. هل أنتم في جيوبهم؟ هل أنتم في جيوبهم؟ هل قبضتم الثمن منهم؟".
ومن المنتظر أن تستخرج الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية النفط والغاز الطبيعي بقيمة 150 مليار دولار تقريبا من سواحلها خلال السنوات القليلة المقبلة.
يذكر أن العديد من البلدان النامية أثارت هذه القضية، ودعت الغرب إلى الحد بشكل كبير من انبعاثاته الكربونية.
وفي العام 2023، حث رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الدول الغنية على خفض بصمتها الكربونية بالكامل "قبل وقت طويل" من عام 2050، ودعا العالم إلى تحقيق نتيجة ملموسة بشأن التمويل لمساعدة الدول النامية والفقيرة على مكافحة تغير المناخ.
غويانا.. واحة للغابات المطيرةوغويانا دولة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية نالت استقلالها عن المملكة المتحدة في 26 مايو/أيار 1966، وأصبحت جمهورية في 23 فبراير/شباط 1970 وظلت عضوا في دول الكومنولث.
وتتميز غابة غويانا بتنوع أحيائي كبير، وتشكل جزءًا من حديقة غويانا الأمازونية والمحميات الطبيعية الأخرى، وأوصى كل من الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة "إي يو سي إن" والاتحاد الأوروبي ببذل جهود خاصة لحماية هذه المنطقة.
كما تعد غابة غويانا إحدى أغنى غابات العالم وواحدة من أكثر البلدان كثافة للغابات في أميركا الجنوبية، حيث تغطي الغابات المطيرة ما يقرب من 91% من مساحة أراضيها، وهي مساحة أكبر من ولاية واشنطن الأميركية.
وكجزء من التكوين الجيولوجي الفريد المعروف باسم "درع غويانا"، تلعب الغابات المطيرة في البلاد دورا أساسيا في تنظيم هطول الأمطار في جميع أنحاء حوض الأمازون، مما يؤثر بشكل كبير على تنظيم المناخ العالمي.
تتميز المناطق الداخلية الوعرة في غويانا بمزيج من الجبال الشاهقة وحشائش السافانا المترامية الأطراف والغابات المطيرة الشاسعة، ويستضيف هذا الملاذ المتنوع بيولوجيا حوالي 4% من جميع أنواع الحيوانات المعروفة، بما في ذلك الأنواع الأمازونية الشهيرة مثل النمور، وثعالب الماء النهرية العملاقة، والنسور الهاربي، والتابير، وآكلات النمل العملاقة، والمدرع العملاق.
الغابات وتغير المناخويرتبط تغير المناخ ارتباطا وثيقا بالغابات، حيث إن فقدان الغابات وتدهورها يعد سببا لتغير مناخ الأرض، فعندما يتم تدمير الغابات، فإنها تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ.
وتعد قطاعات الزراعة والغابات واستخدام الأراضي مسؤولة عن 22% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم كما أن الغابات هي أكبر مخزن للكربون بعد المحيط.
وبحسب الخبراء، فإن العمل على حماية الغابات واستعادتها يعد جزءا من الاستجابة العالمية لأزمة المناخ، وذلك لقدرتها على امتصاص الكربون وحبسه، وعزل المجتمعات من تأثيرات المناخ مثل الفيضانات، وتوفير الغذاء وسبل العيش لملايين الأشخاص في عالم يزداد حرارة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات حول تغیر المناخ النفط والغاز من انبعاثات هل أنتم
إقرأ أيضاً:
جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تطلق خطة استباقية لمواجهة حرائق الغابات صيف 2025
انعقد، اليوم الجمعة بمقر ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، اجتماع تنسيقي موسع خصص لتفعيل خطة عمل استباقية لمواجهة حرائق الغابات، بحضور والي الجهة، يونس التازي، وعمال العمالات والأقاليم، ومسؤولي القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة، إلى جانب ممثلي الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمصالح الخارجية المعنية.
وتم خلال اللقاء استعراض حصيلة حرائق الغابات خلال سنة 2024، ومناقشة التدابير والإجراءات الوقائية المزمع تنفيذها خلال صيف 2025، للحد من المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد والي الجهة أن حرائق الغابات تمثل تحديًا حقيقيًا نظرًا لشساعة الغطاء الغابوي وتضاريس المنطقة، مشددًا على أهمية التعبئة الدائمة وتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين من أجل رفع نجاعة التدخلات وتفعيل خطط وقائية فعالة.
واعتبر التازي أن الحصيلة الإيجابية لسنة 2024، رغم التحديات، تشكل حافزًا لمواصلة الجهود لتحقيق نتائج أفضل خلال الموسم المقبل.
ومن جهته، أبرز المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات، السيد سعيد بنجيرة، أن المغرب يتوفر على استراتيجية متكاملة ووسائل فعالة للتدخل البري والجوي، وهو ما مكن من تقليص المساحات المتضررة، حيث سجلت الجهة تضرر 345 هكتارًا فقط خلال سنة 2024 نتيجة 123 حريقًا، مقابل حوالي 1400 هكتار سنة 2023.
وأشار بنجيرة إلى جملة من الإكراهات، أبرزها وجود تجمعات سكنية داخل المجال الغابوي، وحرية الولوج إليه، وبعض السلوكيات غير المسؤولة مثل حرق النفايات، فضلًا عن التأثيرات المناخية وكثافة الغطاء النباتي. لكنه شدد في المقابل على قوة التنسيق المؤسساتي وفعالية التدخلات الميدانية.
وقد تم الإعلان عن برمجة عدد من التدابير خلال السنة الجارية، من بينها فتح 65 كلم من المسالك الغابوية الجديدة، وتوظيف 560 عامل مراقبة موسمي، وتنفيذ حملات تحسيسية لفائدة السكان والناشئة في المناطق القروية.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تضم أزيد من 512 ألف هكتار من الغابات الغنية بالتنوع البيولوجي، ما يمثل حوالي 32% من المساحة الإجمالية للجهة، وتحتضن 21 محمية طبيعية و6 مواقع مدرجة ضمن اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية.