الكهرباء: الخطة الصيفية ستدخل حيز التنفيذ مطلع أيار المقبل
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغدادد
أعلنت وزارة الكهرباء، الأحد، إنجاز حملة صيانة شاملة استعداداً لفصل الصيف، وفيما حددت موعد دخول الخطة الصيفية حيز التنفيذ، أكدت المضي بستة مشاريع ستراتيجية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "الوزارة بدأت مبكراً بصيانة محطات الإنتاج والوحدات التوليدية ومنظومات الوقود والمياه، مما يعني الصيانة كانت شاملة لمحطات الإنتاج، وساهمت كوادر الوزارة بحملة الصيانة والاتفاقيات التي تحققت مع شركة جي إي وسيمنز في ما يخصّ صيانات طويلة الأمد".
وأضاف موسى، أن "الصيانات كانت شاملة للوحدات التوليدية لتعمل بطاقتها القصوى مع ذروة الأحمال الصيفية، التي تستلزم توليد 27 ألف ميكا واط مع بداية شهر أيار المقبل"، مشيراً إلى أن "خطة الوزارة تستلزم دخول المرحلة الثانية من منظومات التبريد التي ستساعد الوحدات التوليدية على أن تعمل بكفاءة جيدة مع ارتفاع درجات الحرارة، كما أن هنالك وحدات توليدية جديدة ستدخل للعمل، كانت ضمن المشاريع المتلكئة".
ولفت إلى أن "استعدادات الوزارة شملت قطاع النقل، وهي صيانة محطات القدرة ومحولات الأوتو في المحطات التحويلية، مما يعني وجود توسعات كبيرة شهدتها المحطات التحويلية، فضلاً عن استحداث الخطوط الناقلة وإضافة ديميترات، مما حقق سعات كافية وكفاءة للشبكة الكهربائية على مستوى المحافظات".
وتابع أن "منظومة الضغط الفائق تم تحويلها إلى دوائر مزدوجة (خطوط دبل سركت) والتي حققت إتاحة واسعةً وعالية بين شبكات النقل في عموم المحافظات، كما شملت الاستعدادات الصيفية تأهيل شبكات التوزيع واستهداف المغذيات ونصب محطات ثابتة ومتنقلة بمراكز الحمل، لتجهيزها بالمواد الحاكمة، وشطر القطاعات ومراكز الصيانة لتستوعب تغطية خدمة أكبر للمناطق المتوسعة"، مؤكداً أن "الخطة الصيفية للوزارة ستدخل حيز التنفيذ في الأول من شهر أيار".
وأكد موسى، أن "الوزارة ماضية بالمشاريع الستراتيجية، وهي الدورات المركبة ومشاريع الطاقة الشمسية والربط الكهربائي واستغلال طاقة الرياح وتدوير النفايات ونصب المحطات الحرارية".
ونوه بأنه "تم عقد اتفاق مع إيران، ينص على توريد 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، وهي نسبة متفاوتة بحسب الحاجة لتأمين حاجّة محطات الإنتاج من الغاز في فصل الصيف".
وعن تنوع مصادر استيراد الغاز، أوضح موسى، أن "الوزارة اتفقت بشكل نهائي مع تركمانستان لاستيراد الغاز منها، ولكن هذا الاتفاق يحتاج إلى طرف ثالث وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليمرر الغاز التركمانستاني عبر الأنابيب الإيرانية"، مبيناً أن "الاجتماعات مستمرة مع الجانب الإيراني لإنضاج هذا الاتفاق".
وبين، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، صادق على منصة الغاز المسال، حيث أن هناك شركات قدمت وتدرس عروضها بشكل جيد في ميناء الفاو، لنصب منصات الغاز المسال، لاستقدام الغاز وتنويع مصادره لصالح محاطات الكهرباء".
ونبه إلى أن "وزارة الكهرباء وقعت عقداً مع شركة سيمنز لنصب محطات تعمل على الغاز المصاحب المحترق وتحويله إلى طاقة".
وأكد موسى، أن "ساعات التجهيز ستكون جيدة خلال فصل الصيف المقبل في حال توفر الغاز والوقود بالكميات الكافية، خصوصاً بعد اتفاقنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تعهدت بتزويدنا بالكميات المطلوبة من الغاز".
وأعلنت وزارة الكهرباء، في وقت سابق، أن وزيرها زياد علي فاضل وقع عقداً خلال زيارته لإيران، اتفق فيه على توريد 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لمدة 5 سنوات، لضمان ديمومة تدفق الغاز إلى حين تحقيق الاكتفاء الذاتي.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار من الغاز
إقرأ أيضاً:
تأملات مطلع العام الجديد
يخبرني صديقي «الغزي» أن اللحظات الأولى بعد نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة فـي 2014 كانت قاسية للغاية، ربما تعادل قسوة الحرب نفسها، فبعد لحظات الانفراجة الأولى بتوقف الحرب التي استمرت لشهرين، تداعى الناس فـي الطرقات وفـي منازلهم، إذ حان الوقت لإحصاء الخسائر الفادحة، بداية من الأشخاص الذين فقدوهم للأبد، وصولًا للمنازل المنكوبة، هذا وإن أجّلنا التعامل مع الصدمة، وانعدام الأمان والثقة، والإحساس بأنك متروك ومخذول.
يذكرني صديقي بهذا السؤال عندما يحاول أن يشرح لي ما الذي سيحدث فـي الساعات القادمة بعيد اتفاقية وقف إطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية على قطاع غزة وأهله. لم تكن شهرين هذه المرة بل ما يزيد على العام، وأكثر من ٦٠ ألف شهيد مسجل عدا أولئك الذين تبخرت جثثهم أو ما زالوا تحت الأنقاض، ولا تقف البيوت على «عظمها» كما يقول أهل غزة عن هياكل بيوتهم التي بنوها فـي الحصار أي دون توفر الكثير من الأساسيات التي تستخدم فـي البناء، عدا أنهم يشاركون فـي البناء، فالعمال هم إخوتهم وأبناء أعمامهم فـيشارك الجميع فـي ترقيع ما يمكن ترقيعه لأجل «البيت» المنتظر الذي لم تترك منه إسرائيل شيئًا، فغالبية البيوت سويت بالأرض.
...
بدأت العام بقراءة كتاب «الدر المنثور فـي طبقات ربات الخدور» كتابة تاريخ نسوي من خلال التراجم فـي مصر القرن التاسع عشر«لمارليين بوث»، التي نعرفها جيدًا فـي عُمان عبر ترجمتها لكتب جوخة الحارثي وفوزهما برواية «سيدات القمر» بالبوكر العالمية، وإن كانت بوث مترجمة رائعة فهي كاتبة عظيمة.
تعتبر دراستها هذه، دراسة ثقافـية بينية، تتقاطع فـيها حقول علمية عديدة، تتبع من خلالها اللحظة التاريخية التي نشأت فـيها زينب فواز فـي القرن التاسع عشر، المرأة التي ستجمع تراجم لأكثر من أربعمائة امرأة من الشرق والغرب، تقرأ بوث من خلال خيارات فواز فـي التراجم وفـي التعبيرات التي استخدمتها والإنجازات التي أولتها اهتمامًا فـي سِيرِ تلك النساء، هواجس زينب فواز وطبقتها وسياسة زمنها، وتفحص موقع هذا الاشتغال الذي قدّمته زينب فـي مسيرة الفترة التي سميت بـ«النهضة العربية» واشتباك النساء معها.
وتستخدم بوث منظورًا ما بعد استعماري فـي قراءة التاريخ النسوي ومقاومة النساء للسلطات الأبوية، وتقدم لنا قراءة متبصرة فـي كل المفاهيم التي درجنا على تلقيها فـي كونها «تقليدية» و«رجعية» مثل «التدبير المنزلي» الذي يقصي المرأة عن الحياة خارج المنزل، فتقول لنا كيف أنه مفهوم سياسي، وأن الحيزين الخاص والعام متداخلان للغاية حتى وإن عبّر «التدبير المنزلي»، فالبيوت تصبح طريقًا للسياسات العامة.
...
بعد لحظات قليلة من وصولي إلى مصر، طلبت سيارة أجرة لتأخذني إلى منزلي فـي القاهرة الجديدة، كان السائق يُشغل أغاني المهرجانات المصرية، وهي أغان شعبية لمن لا يعرفها لها طبيعة خاصة وعندما أقول «شعبي» فإنني أقاربه على نحو خاطئ فهو يتمايز من الناحية التقنية عن الأغنية الشعبية، فهنالك عنف فـي اللوبات ونغمات الآلات، عنف يُطرب، عمومًا ربما أكتب عن المهرجانات وتلقيها من خارج مصر، خصوصًا معنا فـي الخليج فـي وقت آخر، ليس هذا ما يهمني الآن، لكن أردت أن أشير لكون «المهرجان» هو فـي أسفل سلم طبقات الفن لا من ناحية القيمة بل لأنه يأتي من أسفل المجتمع أيضًا، وهو تعبير «مقاومة» صارخ من الطبقات المهمشة. عمومًا لاحظت فـي ذلك المهرجان -الذي اسمعه للمرة الأولى- كلمات يستحيل أن تكون مصرية بل هي خليجية جداً، فسألت السائق هل هذا المؤدي عاش فـي مصر طيلة حياته؟ هل عاش فترة فـي الخليج؟ بسبب الكلمات، فقال لي إن الكلمات الوافدة من اللهجات العربية تستخدم على نحو واسع شعبيًا ومن كل الطبقات فـي مصر اليوم، أدهشني ذلك جدًا، ودفعني للتفكير حتى فـي موقع الطبقات المهمشة فـي عالمنا هذا اليوم وطبيعة اتصالها بما يحدث، فنحن نعيش لحظة تاريخية معولمة بامتياز مع وجود الإنترنت، فكيف تبدو هذه الطبقات اليوم من الناحية السيسولوجية، وأي مقاربات أثنوغرافـية وأنثروبولوجية ينبغي استخدامها اليوم لدراستها والتعرف عليها؟