أمريكا تغمس يدها في دماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
◄ واشنطن تتلاعب بالمجتمع الدولي.. يد تدّعي المساعدة وأخرى تزوّد إسرائيل بالسلاح
◄ الدفعة الجديدة من الأسلحة تشمل 1800 قنبلة "إم كي 84" بوزن 225 كيلوجرامًا
◄ منح إسرائيل 25 طائرة مقاتلة من طراز "إف 35 إيه"
◄ تخوفات من أن تكون الأسلحة الجديدة بمثابة "ضوء أخضر" لاجتياح رفح
◄وزارة الخارجية الفلسطينية تصف الموقف الأمريكي بـ"التنقاض الأخلاقي غير المسبوق"
الرؤية- غرفة الأخبار
تُواصل أمريكا دعمها المعنوي والسياسي والعسكري لإسرائيل، في الوقت الذي تحاول فيه العديد من الأطراف الدولية وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، خاصة بعد موافقة مجلس الأمن على قرار وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان والذي لم يلتزم به الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ووكالة رويترز أن واشنطن سمحت بإرسال أسلحة إلى حليفتها إسرائيل بقيمة مليارات الدولارات، إذ تشمل هذه الأسلحة أكثر من 1,800 قنبلة (إم كي 84) يبلغ وزنها ألفي رطل أي ما يعادل نحو 900 كغ، و500 قنبلة (إم كي 82) بوزن 500 رطل وهو ما يعادل نحو 225 كيلوجراما، بالإضافة إلى 25 طائرة مقاتلة من طراز إف 35 إيه.
واعتادت واشنطن إرسال مساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى الأسلحة التي تم تقديمها منذ بدء حرب السابع من أكتوبر، وهو ما أثار هجوماً على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من داخل أمريكا وخارجها على، واتهامها بالمشاركة في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وسبق أن رُبط بين القنابل الأكبر حجماً المستخدمة في ضربات جوية في غزة، وأثرها في سقوط عدد كبير من الضحايا.
وفي أواخر العام الماضي، دفع تحليل الحُفر الناتجة عن القنابل من صور الأقمار الصناعية وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى إلى الاستنتاج بأن إسرائيل استخدمت بشكل روتيني أكبر قنابلها التي تزن 2,000 رطل (900 كيلوجرام).
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء متفجرات قولهم إنه على الرغم من أن العديد من الجيوش الغربية استخدمت قنابل بهذا الحجم، إلا أن القوات الأمريكية لم تعد تسقطها على الإطلاق في المناطق المكتظة بالسكان.
وتأتي هذه الخطوة بتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بهذه الكمية من الأسلحة، لتؤكد التناقض الكبير في الموقف الأمريكي، إذ دائمًا ما تؤكد أمريكا حرصها على وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أنها في نفس الوقت تمنح الاحتلال الإسرائيلي قبلة الحياة بالدعم الكامل ومواصلة هذه الحرب الغاشمة التي تكبد فيها خسائر مادية وبشرية وعسكرية كبيرة، دون أن يحقق أي أهداف عسكرية.
وتزيد هذه الدفعة الجديدة من الأسلحة من مخاوف المجتمع الدولي من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن حملة اجتياح بري لرفح في جنوب القطاع، وهي المنطقة الأخيرة التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين من شمال ووسط القطاع، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أكد في الكثير من التصريحات الإعلامية عزمه القيام بعملية عسكرية برية في رفح رغم التنديد الدولي بالإقدام على هذه الخطوة المتهورة، والتي ستؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة إذا ما نفذ جيش الاحتلال تهديداته في رفح.
وانتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية الولايات المتحدة بسبب التناقض في مواقفها. وقالت في منشور على منصة إكس: "إنَّ مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقف عن قتل المدنيين وتزويده بالسلاح هو تناقض في المبادئ وتناقض أخلاقي غير مسبوق".
وتعرضت عمليات نقل الأسلحة لانتقادات شديدة من بعض كبار أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس، إذ دعوا إلى أن تكون المساعدات العسكرية الأمريكية محدودة أو مشروطة بكيفية تنفيذ إسرائيل لعملياتها العسكرية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية أنَّ الطائرات الحربية الإضافية التي سترسل إلى إسرائيل تمت الموافقة عليها في البداية كجزء من حزمة أكبر من قبل الكونجرس في عام 2008، وطُلبت في العام الماضي، قبل حرب السابع من أكتوبر.
وعندما ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إلى واشنطن الأسبوع الماضي، قيل إنِّه أخذ قائمة طويلة من الأسلحة الأمريكية التي تريد بلاده الحصول عليها بطريقة سريعة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.