بدأ الناخبون الأتراك صباح الأحد بالتوافد إلى المراكز الانتخابية من أجل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي تتنافس فيها شخصيات من التحالف الحاكم وأحزاب المعارضة. وتتم عملية التصويت على مرحلتين، الأولى عند الساعة السابعة صباحا (بتوقيت تركيا) في الولايات الشرقية، والثانية في الساعة الثامنة بباقي المحافظات.

ومن المتوقع أن يشارك فيها أكثر من 61 مليون مواطن، وفق البيانات التي تتيحها "الهيئة العليا للانتخابات".

ومن بين الرقم المذكور مليون و32 ألفا و610 شباب سيصوتون للمرة الأولى، حسبما توضح صحيفة "حرييت".

ويشارك في الانتخابات 34 حزبا، ورغم أنها تستهدف جميع المقاطعات التركية تتركز الأنظار في داخل البلاد على النتائج التي ستخرج من مدينة إسطنبول.

ويتنافس في إسطنبول مرشح "تحالف الجمهور"، مراد قوروم ومرشح حزب "الشعب الجمهوري" أكرم إمام أوغلو، بالإضافة إلى مرشحين آخرين مستقلين وحزبيين.

ويضم "تحالف الجمهور" حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية". في المقابل لم ينخرط "الشعب الجمهوري" بأية تحالفات على خلاف ما اتبعه في عام 2019 عندما تحالف مع أحزاب من المعارضة تحت اسم "تحالف الأمة".

وفي المقاطعات التي بدأت فيها عملية التصويت في الساعة السابعة صباحا لا يمكن عد الأصوات قبل الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، وفق صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة.

وفي المقاطعات الأخرى حتى لو أدلى جميع الناخبين المدرجين في قائمة الناخبين بأصواتهم، فلا يمكن فتح صناديق الاقتراع قبل نهاية التصويت، ويبدأ العد الساعة 17:00. وفي المدن الكبرى سيتم فرز أوراق الاقتراع لانتخابات عمدة العاصمة، ورئيس البلدية، وعضو المجلس البلدي ورئيس المجلس، على التوالي، وباقي المقاطعات سيتم فرز أوراق الاقتراع لانتخاب رئيس البلدية، وعضوية المجلس البلدي، وعضوية مجلس المحافظة، وانتخابات رؤساء البلديات على التوالي أيضا.

وتأتي هذه الانتخابات بعد قرابة عام من تنظيم انتخابات الرئاسة والبرلمان، والتي فاز بها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بينما حظي حزبه على الأغلبية في البرلمان مع حليفه "الحركة القومية".

ضربة في إسطنبول

وفي الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2019 كان حزب "العدالة والتنمية" قد تعرض لضربة في مدينة إسطنبول بعدما خسر مرشحه، بن علي يلدريم، أمام منافس المعارضة، أكرم إمام أوغلو.

وبينما ترشح إمام أوغلو مرة أخرى الآن ينافسه، مراد قوروم، القادم من وزارة البيئة والتحضر العمراني والنائب الحالي في البرلمان عن الحزب الحاكم في إسطنبول. وألقى إردوغان (70 عاما) بكل ثقله في الحملة الانتخابية فجاب البلد البالغ عدد سكانه 85 مليون نسمة إلى جانب مرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه وعقد مهرجانات انتخابية بوتيرة وصلت أحيانا إلى أربعة مهرجانات في اليوم.

وخاض شخصيا معركة مرشحه لإسطنبول، مراد كوروم، وهو وزير سابق يفتقر إلى الشعبية، غالبا ما يظهر في لافتاته بجانب الرئيس، وفقا لفرانس برس. منافس مهم ووجه رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو لإردوغان وحزبه العدالة والتنمية أكبر ضربة انتخابية منذ عقدين في السلطة بفوزه في انتخابات عام 2019. ورد الرئيس في 2023 بتأمين إعادة انتخابه رئيسا للبلاد والفوز بأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين.

ويمكن لانتخابات الأحد أن تعزز الآن سيطرة إردوغان على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أو تشير إلى تغيير في المشهد السياسي المنقسم في البلد ذات الاقتصاد الناشئ المهم.

ويُنظر إلى فوز إمام أوغلو على أنه يغذي التوقعات بأن يصبح زعيما وطنيا في المستقبل. ومن المتوقع صدور النتائج الأولية بحلول الساعة العاشرة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش).

وقال، فاروق باران (28 عاما)، بعد الإدلاء بصوته في مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا "استكمل حزب العدالة والتنمية مشروعات مهمة للغاية للتنمية في هذا البلد. يتعين أن يكون (الحزب) قويا على المستوى المحلي كي يواصل خدماته".

استطلاعات

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة والتي تقود الاقتصاد التركي، حيث يواجه إمام أوغلو تحديا من مرشح حزب العدالة والتنمية والوزير السابق، مراد قوروم.

ومن المرجح أن تساهم عوامل في نتائج الانتخابات منها المشاكل الاقتصادية الناجمة عن التضخم المتفشي الذي يقترب من 70 في المئة، فضلا عن تقييم الناخبين الأكراد والإسلاميين لأداء الحكومة وآمالهم في التغيير السياسي، وفقا لرويترز. وفي حين أن الجائزة الكبرى لإردوغان هي إسطنبول، فإنه يسعى أيضا إلى استعادة العاصمة أنقرة.

وفازت المعارضة بالمدينتين في عام 2019 بعد أن كانتا تحت حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية. وتحسنت فرص إردوغان بسبب انهيار تحالف المعارضة الذي هزمه العام الماضي، على الرغم من أن إمام أوغلو لا يزال يحظى بقبول الناخبين خارج حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي.

وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. ويقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول، لكن من المتوقع أن يضع العديد من الأكراد الولاء للحزب جانبا ويصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.

وفي جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية، يسعى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إعادة تأكيد قوته بعد أن أطاحت الدولة برؤساء بلديات الحزب المؤيد للأكراد في أعقاب الانتخابات السابقة بسبب علاقات مزعومة مع المسلحين.

ومن بين العوامل التي تعمل ضد إردوغان زيادة التأييد لحزب الرفاه الجديد الإسلامي بسبب موقفه المتشدد ضد إسرائيل بشأن الحرب في غزة وعدم الرضا عن أسلوب تعامل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية مع الاقتصاد

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد وحزب الله يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة

واصل " حزب الله" ردّه على اغتيال القيادي “أبو نعمة”، وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين إن الرد بدأ وسوف يستمر قوياً وفاعلاً.
وكان أمس وأول أمس قد شهدا سقوط مئات الصواريخ وعشرات الطائرات المسيّرة فوق تجمّعات الجيش الاسرائيلي ومستوطناته وقياداته ومقاره العسكرية وقبته الحديدة وصولاً الى عكا، والناصرة وأطراف الضفة الغربية وبحيرة طبريا غرب الجولان المحتل.
في المقابل، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي غارات على عيترون وعيتا الشعب وراميا. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الخيام. وتعرضت أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلا في حولا أسفرت عن سقوط شهيد. وأغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا أيضاً. وأُصيب مواطنان جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا. وفي ظل القصف المدفعي المركّز على كفرشوبا جرى تشييع أحد أبناء البلدة. واستهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في بلدة القنطرة قضاء مرجعيون ودمّرته بالكامل.

وكتبت" اللواء": توقف المراقبون عند حجم الرد المفتوح على «جبهة مشتعلة قوية» بتعبير حزب الله، اذ فاقت الـ200 صاروخ، مع اعلان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عن امكانية مهاجمة مواقع جديدة داخل اسرائيل.
وكتبت" الديار":«لقد فقدنا الشمال»، بهذه الكلمات اختصرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس المشهد اثر هجوم حزب الله الصاروخي والمسيّر «الدقيق» الذي اصاب المواقع الامنية والعسكرية كافةً، المعلومة، والسرية، المرتبطة بالجبهة الشمالية مع لبنان، ردا على عملية الاغتيال ضد قائد وحدة «عزيز» الشهيد محمد نعمة ناصر «أبو نعمة» الذي كان يتولى قيادة الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة. ووفقا للكثير من المعطيات، فان عملية الاغتيال لا تنفصل عن الحركة الدبلوماسية والسياسية المرتبطة بالحرب على غزة، ومحاولة الضغط على المقاومة في لبنان، في ظل تخبط اسرائيلي داخلي حيال كيفية التعامل مع «الصفقة» المقترحة لوقف النار، والدخول الاميركي المستجد على خط التوصل الى تفاهمات تشمل الجبهات كافةً.
هذا التصعيد الميداني الذي لا يعرف مداه الزمني بعد، يبقى مضبوطا تحت سقف عدم الانزلاق الى الحرب الشاملة، بحسب مصادر مطلعة، لفتت الى ان المقاومة ردت بعنف وقوة على مواقع حساسة واستراتيجية، لكن ردودها بقيت ضمن قواعد الاشتباك، اما الجديد فهو دخول اهداف جديدة ضمن استهدافاتها. والمقاومة لا تقلل من شان الخسارة، الا انها كانت تدرك منذ اليوم الاول لفتح الجبهة انها حرب قاسية وثمة ثمن لا بد ان يدفعه كبار القادة الميدانيين الذين يتطلب عملهم الوجود على الخطوط الامامية.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. “الفاف” تستعرض تاريخ مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في كأس الجمهورية
  • اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد وحزب الله يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة
  • قطع الكهرباء عن هذه المناطق في البحيرة للصيانة.. اعرف الأماكن والمواعيد
  • امريكا على موعد مع منافسة بارعة ضد ‫ترامب‬!
  • اشتعال دراجة نارية على طريق عام بقرصونا
  • العدالة المائية.. كيف فقدتها فلسطين منذ 1948؟
  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • في مناهضة عقوبة الإعدام.. ومناصرة العدالة الجنائية (2-7)
  • وداعًا «إيزنهاور».. أهلًا بـ«ثيودور» إلى الساحة الأكثر اشتعالًا
  • اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً