رحبت "الحكومة المؤقتة" التي شكلتها المعارضة السورية، باعتماد لجنة الأمم المتحدة تمويل المؤسسة المستقلة المعنية بالمعتقلين والمفقودين في سوريا.

وأكدت في حديث خاص لـ"عربي21" على استعداد المكتب الوطني للمعتقلين والمختفين قسريا الذي شُكل قبل أيام للتعاون مع المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية لتعزيز جهود التوثيق والبحث عن المفقودين.



يأتي ذلك، على خلفية اعتماد اللجنة الإدارية والمالية التابعة للأمم المتحدة الأمم تمويل المؤسسة المستقلة المعنية بالمعتقلين والمفقودين في سوريا، التي جرى تشكيلها في تموز/ يوليو الماضي، بعد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار إنشاء المؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا.

ومن شأن المؤسسة مساعدة الأهالي في البحث عن ذويهم المعتقلين والمفقودين، لكن ذلك يتطلب تعاون النظام، ويبدو ذلك مستبعداً.




وفي حديث خاص لـ"عربي21" قال المكتب الوطني للمعتقلين والمختفين قسرياً، هدفنا هو تنسيق الجهود والموارد للتركيز على قضية المعتقلين والمفقودين قسرا في سوريا، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية ذات الصلة.

وأضاف: "نعمل حالياً على تصميم الاستبيانات وأدوات المقابلات، ونجري المقابلات مع الناجين وذوي الضحايا لتوثيق الحالات الجديدة، وسنصدر تقارير دورية حول ملف المعتقلين، وسوف نتواصل مع المؤسسات الدولية ذات الصلة، وسنعمل على نشر المعلومات الحقوقية، ومتابعة المستجدات المحلية والدولية لملف المعتقلين والمختفين قسريا".

ماذا بعد اعتماد الأمم المتحدة تمويل المؤسسة؟

ويخصص مشروع القرار للمؤسسة المستقلة المعنية بالمعتقلين والمفقودين في سوريا، 3 ملايين دولار أمريكي، بما في ذلك إنشاء 28 وظيفة.

ويعني اعتماد تمويل المؤسسة، وفق عضو "هيئة القانونيين السوريين" المحامي عبد الناصر حوشان، الانتقال إلى الإطار العملي للمؤسسة.

ويضيف لـ"عربي21": "بالتالي كل ذلك يعني البدء في عملها، أي جمع البيانات والتشبيك مع الروابط الخاصة بعائلات المفقودين و المعتقلين وأخذ عينات الحمض النووي ومتطلبات العمل من إجراءات التحقق من الهوية و العلاقة بين الضحايا وعائلاتهم".

وبحسب حوشان، سيكون المكتب الوطني التابع لـ"الحكومة المؤقتة" صلة الوصل الرسمية بين الضحايا والمؤسسة الدولية.




تشكيك بجدوى المؤسسة

رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" المحامي فهد الموسى قال لـ"عربي21" إن ملف المفقودين لن يحل ما لم يكن هناك انتقال سياسي حقيقي، ودولة وطنية حقيقية تقوم بهذه المهمة الوطنية، وكل ما عدى ذلك هو تضييع للوقت وتنصل من المسؤولية التقصيرية للأمم المتحدة عن الذي حصل و يحصل في سوريا.

وتابع متسائلاً: "هل سيكون عمل المؤسسة تحت الفصل السابع أسوة بما حصل بتسليم السلاح الكيماوي، وهل تستطيع هذه المؤسسة الدولية تعويض الضحايا وأهالي الضحايا من خلال تشكيل صندوق تعويضات، وهل تستطيع هذه المؤسسة منع الاعتقالات لدى نظام الأسد وحكومات الأمر الواقع تحت طائلة المساءلة القانونية، أم هل سيقتصر عمل هذه المؤسسة الدولية على تقديم بالونات دعم نفسي وإنشاء نصب تذكارية"؟.

وقال الموسى إن الأمم المتحدة أولاً وأخيراً وبموجب ميثاقها القانوني والحقوقي الذي ألزمت به نفسها تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن منع وقوع الانتهاكات الجسيمة في سوريا، و منع إرهاب الدولة المنظم والممنهج وإدارة التوحش الذي مارسه النظام بحق الشعب السوري.

وأضاف أن الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن عجزوا خلال 13 عاما عن إطلاق سراح معتقل واحد في سوريا من أصل مليون شخص تعرضوا للاعتقال، ولازال ربع مليون منهم بين معتقل ومفقود، وهذا يعني أن الأمم المتحدة لم تكن عاجزة عن إطلاق سراحهم ومنع جريمة كبرى بحق الإنسانية إنما كان باستطاعتها أن تلزم النظام بإطلاق سراح كافة المعتقلين وبيان مصير المفقودين مثلما ألزمته بتسليم السلاح الكيماوي، وبالتالي فإن عدم قيامها بواجباتها يعني أنها شريكة بمنع وقوع هذه الجريمة.

واعتبر أن "الأولى بالأمم المتحدة أن تمنع وقوع هذه الجرائم، لا أن تأتي بعد 13 سنة لتقديم مساعدات دعم نفسي وقانوني لأسر الضحايا، وأن تبحث عن مصير المفقودين بدون قرارات إلزامية تحت الفصل السابع وبدون جدول زمني، وربما يستغرق معها الوقت سنوات حتى يتم بيان مصير المفقودين".

وقال الموسى إن "كل ما تقوم به الأمم المتحدة في هذا السياق هو البحث عن مراكز وظيفية لأعضائها وفق رواتب خيالية ومجرد تضييع لعائلات الضحايا الذين يحتاجون معرفة مصير أبنائهم ومصير جثثهم".




الاعتقالات مستمرة

ووفق مصادر حقوقية، لا زال النظام السوري يواصل عمليات الاعتقال في مناطق سيطرته، في حين وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن ما لا يقل عن 156757 شخصا لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.

وأضافت في تقرير صدر عنها منتصف آذار/مارس الحالي، أن قوات النظام السوري اعتقلت 136192 شخصا، واعتقل تنظيم الدولة الإسلامية 8684 شخصا، واعتقلت هيئة تحرير الشام 2587 شخصا، بينما اعتقلت فصائل "الجيش الوطني السوري" 4243 شخصا، أما "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" فاعتقلت 5051 شخصا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا الأمم المتحدة سوريا الأمم المتحدة المعتقلون المفقودون الحكومة السورية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مصیر المفقودین الأمم المتحدة تمویل المؤسسة

إقرأ أيضاً:

لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي “احتلالا” وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701

#سواليف

أكد #لبنان أن استمرار وجود #القوات_الإسرائيلية على أراضيه يعد “احتلالا”، في حين حذرت #الأمم_المتحدة من أن “أي تأخير” في #الانسحاب_الإسرائيلي من #جنوب_لبنان سيعتبر انتهاكا للقرار 1701.

وانتهت قبل ساعات مهلة تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين #حزب_الله وإسرائيل، وانسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية بجنوب لبنان، ولكنه أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.

وفي بيان إثر اجتماع عقده رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، نقلت الناطقة باسم الرئاسة اللبنانية نجاة شرف الدين عن المجتمعين اعتبارهم “استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالا”، وتوجههم إلى مجلس الأمن “لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية”.

مقالات ذات صلة سعر قياسي جديد للذهب في الأسواق المحلية 2025/02/18

وأكد البيان تمسك الدولة اللبنانية “بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي”، و”جاهزية الجيش الكاملة لتسلم مهامه على طول الحدود” مع إسرائيل.

وفي السياق، لم يحمل البيان الوزاري للحكومة اللبنانية أي ذكر لدور المقاومة في الدفاع عن لبنان، وقال البيان -وفقا لما نقلته رويترز- إن الحكومة الجديدة التي يقودها نواف سلام ستعمل من أجل “دولة تتخذ قرارات الحرب والسلام”.

تحذير أممي

من جانبها، اعتبرت الأمم المتحدة أن “أي تأخير” في انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان انتهاك للقرار 1701.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وقائد قوة يونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك إن “اليوم يصادف نهاية الفترة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوب الخط الأزرق وانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكل مواز في مواقع في جنوب لبنان”.

وحذر الطرفان من أن “أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701″، الذي أنهى صيف 2006 حربا مدمرة بين حزب الله وإسرائيل.

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “اعتبارا من اليوم سيبقى (الجيش الإسرائيلي) في منطقة عازلة في لبنان مع 5 نقاط إشراف وسيستمر في التحرك بقوة ومن دون أي مساومة ضد أي انتهاك (للهدنة) من جانب حزب الله”.

واعتبر كاتس أن قرار البقاء داخل الأراضي اللبنانية اتخذ “بناء على قرار القيادة السياسية.. لضمان حماية كافة المجتمعات الإسرائيلية والردع ضد أي تهديدات من لبنان”.

وأضاف: “يتعيّن على حزب الله الانسحاب الكامل باتجاه منطقة شمال نهر الليطاني وعلى الجيش اللبناني نزع سلاحه تحت إشراف الآلية التي وضعتها الولايات المتحدة”، في إشارة إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وجود مؤقت أم دائم؟

وقال المحلل السياسي إبراهيم حيدر للجزيرة نت إن إسرائيل تصر على الاحتفاظ بالمواقع الخمسة لأنها نقاط كاشفة بالمعنى الإستراتيجي وتطل على كل المناطق في الجنوب اللبناني، كما تقع أعلى من المستوطنات في شمال إسرائيل.

وأوضح حيدر في تصريح للجزيرة نت أن إسرائيل تحتفظ بمجموعة من التلال الإستراتيجية وتربطها ببعضها البعض على المستوى الجغرافي وهو ما يدل على وجود مخطط إسرائيلي يقضي بعدم الانسحاب من هذه النقاط والاستمرار في التحكم بمفاصل المنطقة الجنوبية ومنع أي تحرك لحزب الله.

وتحدث عن مخاوف من أن بقاء الاحتلال في تلك النقاط قد يشكل معبرا للدخول إلى القرى المجاورة تحت عنوان حرية التحرك بضمانة أميركية ضد أهداف تعتبرها إسرائيل تهديدا أمنيا لها.

ولم يستبعد المحلل السياسي بقاء الاحتلال في تلك المناطق إلا إذا حصلت تطورات دولية وإقليمية، أو إطلاق مقاومة جديدة ضد هذه النقاط و”هذا يبدو حتى الآن غير متاح في ظل الأوضاع الراهنة”.

وأشار حيدر إلى أن حزب الله لا يبدو في موقف يسمح له بإعادة خوض معركة تحت عنوان تحرير هذه النقاط، وأضاف “نحن أمام مرحلة جديدة ومرحلة انتقالية لا تبدو معها الأمور متاحة -للآن على الأقل- في أن يتمكن لبنان من تحرير كل الأراضي”.

وبناء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لعبت الولايات المتحدة وفرنسا دور الوساطة للتوصل إليه، ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام الأممية بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي في مهلة 60 يوما تم تمديدها حتى 18 فبراير/شباط الحالي.

ويفترض أن ينسحب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، مع تفكيك البنى التحتية العسكرية المتبقية هناك.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة مياه الشرب في اللاذقية تبحث التعاون المشترك مع اللجنة الدولية ‏للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري  ‏
  • الأمم المتحدة تحذّر: الناس في سوريا سيهاجرون «من جديد» إذا لم يتم مساعدتها بسرعةً
  • 4 لقاءات في الجولة الثالثة في بطولة الأمم الدولية للهوكي .. غداً
  • 280 ألف لاجئ يعودون إلى سوريا.. والأمم المتحدة تدعو لأمر عاجل
  • لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي “احتلالا” وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701
  • لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي احتلالا وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701
  • إجراءات لبنانية عاجلة بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب
  • وفد من الأمم المتحدة يزور مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام
  • الفضيل: أزمة السيولة في ليبيا قد تشهد انفراجة مع حلول رمضان
  • محاكم بلا نفوذ: كيف تُفشل واشنطن العدالة الدولية؟