قمر ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.. الرسول أخبر عن شكله
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
ليْلةُ القَدرِ ليْلةٌ عَظيمةٌ، أَوضَحَ اللهُ قَدْرَها في سُورةِ «القَدْرِ»؛ فَفيها أُنزِلَ القُرآنُ، والعِبادةُ فيها خيرٌ مِن عِبادةِ أَلفِ شهرٍ، وَفيها تَتنزَّلُ المَلائكةُ بإذنِ اللهِ، وَفيها الأَمنُ والأَمانُ والسَّلامُ، وَمع ذلكَ فهيَ مَعلومةُ الوُقوعِ، ولكنَّها مَجهولةُ الوَقتِ، وقدْ وَرَدتْ رِواياتٌ عَديدةٌ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في تَحديدِ لَيلةِ القَدْرِ أو صِفةِ لَيلتِها.
ويعرف ملايين المسلمين أن أبرز وأصح علامة ذكرت بخصوص علامات ليلة القدر هي أن تطلعُ الشمسُ صبيحةَ تلك الليلةِ مثل الطَّسْتِ ليس لها شعاعٌ حتى ترتفعَ، مثلما ورد في أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ماذا عن قمر ليلة القدر؟..
قمر ليلة القدروبخصوص تحري ليلة القدر وأن قمر ليلة القدر من علاماتها، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه حديث في صحيح مسلم، قال فيه: «تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟».
وجاء في شرح الحديث الذي يتناول شكل قمر ليلة القدر، أن هذا الحَديثُ إحدى هَذه الرِّواياتِ الَّتي تُحدِّد صِفةً مِن صِفاتِ ليْلةِ القَدرِ؛ فيُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه أنَّه ذَكَرَ بَعضُهم لبَعضٍ ليْلةَ القَدرِ وشأْنَها وقدْرَها، وفضْلَ القيامِ فيها، وعَلاماتِها عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «أَيُّكم يَذكُرُ حِينَ طَلعَ القَمرُ وهوَ مِثلُ شِقِّ جَفنةٍ؟» الشِّقُّ: النِّصفُ، والجَفنةُ: وِعاءُ الطَّعامِ، شبَّهَ القَمرَ وكأنَّه نِصفُ وِعاءِ الطَّعامِ.
معنى شق جفنةوالمعنى: أيُّكم يَذكُرُ اللَّيلةَ الَّتي ظهَرَ فيها نِصفُ القَمرِ وكأنَّه يُشبِهُ نِصفَ وِعاءِ الطَّعامِ؟ فهَذه كانتْ عَلامةَ ليْلةِ القَدْرِ في هذا الشَّهرِ المعلومِ عِندهم وفي تلك السَّنةِ، أو علامةً لِلَيلةِ القدْرِ في كلِّ الأعوامِ، وهذا دَليلٌ على أنَّ ليْلةَ القدْرِ مُتحقِّقةُ الرُّؤيةِ مَرئيَّةٌ يَتحقَّقُها مَن شاء اللهُ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ليلة القدر علامات ليلة القدر تحري ليلة القدر الق د ر ى الله
إقرأ أيضاً:
ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
يعتبر القنوت في صلاة الفجر أحد الموضوعات التي تثير خلافًا فقهيًا بين العدديد من العلماء، ما بين من يرى استمراريته سنة نبوية، ومن يعتبره مرتبطًا بظروف استثنائية كالنوازل، وهو ما الأمر الذي أوضحته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، وحسمت الجدل بين الآراء الفقهية.
حكم القنوت في الفجروأكدت دار الإفتاء أن القنوت في صلاة الفجر هو سنة نبوية مستمرة، عمل بها كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار، مستندة إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ ، وأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يزل يقنت حَتَّى فَارق الدُّنْيَا»، وهو حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه -كما قال الإمام النووي وغيره.
ووفقًا لهذا الحديث الذي ذكرته دار الإفتاء، الذي أخذ به الشافعية والمالكية في المشهور عنهم، فإن القنوت في صلاة الفجر مستحب مطلقًا، سواء كانت هناك نازلة أم لا، أما الفريق الآخر من العلماء، كالحنفية والحنابلة، فقد رأى أن القنوت في صلاة الفجر مرتبطًا بحدوث النوازل فقط، وهي الأزمات الكبرى التي تصيب الأمة، مثل الأوبئة، أو القحط، أو الحروب.
القنوت في النوازلوتابعت الإفتاء:«أجمع العلماء على مشروعية القنوت في صلاة الفجر عند وقوع النوازل، كما اختلفت المذاهب حول تعميم القنوت في الصلوات الأخرى في أثناء النوازل؛ فالمالكية قصروا القنوت على صلاة الفجر، بينما رأى الشافعية تعميم القنوت على جميع الصلوات المكتوبة».
الاعتراض على القنوتوأكدت أن الاعتراض على القنوت في صلاة الفجر، بحجة أنه غير صحيح، اعتراض لا محل له في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الأمة الإسلامية، مؤكدة أن القنوت في هذه الظروف يعد وسيلة للتضرع إلى الله لرفع البلاء وتحقيق النصر، استنادا إلى قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى احترام التنوع الفقهي وعدم الإنكار على الملتزمين بالقنوت في صلاة الفجر، مؤكدة أن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى يظلان من أهم أسباب رفع البلاء وحفظ الأمة.