لا تنقطع المشاهد المأساوية والدماع من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وفى القلب منهم صنعاء فبعد محاولات التقاط الأنفاس جراء الحرب اليمنية التي دخلت عامها العاشر، ومحاولات الوصول لمسار سياسي، تعيد حرب غزة مشاهد الدمار من جديد الى صنعاء.

إذ بدأ تحالف غربي تقوده الولايات المتحدة قصف مواقع عديدة في صنعاء بصورة شبه يومية منذ كانون الثاني / يناير الماضي، وذلك ردا على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بدولة الاحتلال تضامنا مع غزة التي تواجه حربا مدمرة بدعم أمريكي.



ومع قتامة المشهد العام للأوضاع في اليمن نتيجة حالة التشظي والتباين في مواقف أطراف النزاع، إلا أن الشعب اليمني، وبالأخص سكان العاصمة صنعاء، يتوقون إلى توقف الحرب التي حولت حياتهم إلى جحيم.

وفي آذار / مارس 2015، بدأت الحرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي المدعومة من إيران، عقب سيطرة الحوثيين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء في أيلول / سبتمبر 2014.

 حزن كبير

يخيم الحزن على وجه الطفلة منار حمود عبد الواسع (14عاما) التي وجدت نفسها وحيدة في الحياة بعد فقدانها جميع أفراد أسرتها (أب وأم و3 إخوة)، إثر غارة جوية على منزلها، لتصبح في لمح البصر بلا منزل ولا أهل ولا إخوة.

وقالت منار، وهي تستذكر مأساتها التي وقعت قرب مطار صنعاء الدولي في أبريل/ نيسان 2017: "كنت صغيرة حينها ولم استوعب ما حصل، لكنني أتذكر لحظات إنقاذي من تحت الركام وصياحي بحثًا عن أمي وأبي وإخوتي".

وأضافت: "7 سنوات مرت منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت فيه كامل أفراد أسرتي، شعرت حينها أن الدنيا اسودت في عيني وأغلقت الحياة أبوابها عني".


وتابعت: "كلما اشتد الشوق واستبد بي الحنين لأسرتي، افتح الجوال وأنظر بعينين دامعتين إلى صور أبي وأمي واخوتي عبد الواسع وعصام وندى، وأحكي لهم سنوات العذاب بفقدهم".

 حياة بلا قيمة

وترى المعلمة في ثانوية "العدوية للبنات" بصنعاء، منال المؤيدي، أن حياتها بسبب الحرب "صارت بلا قيمة أو فائدة، وليس فيها ما يحفز على المضي إلى الأمام".

وتابعت: "أعيش مع زوجي الذي يعمل معلما أيضا وأطفالي الأربعة، في ضنكٍ وبؤس شديدين بعد انقطاع رواتبنا التي كنا نعتمد عليها في تسيير شؤون حياتنا اليومية".

وذكرت أن المعالجات الوقتية التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بتخصيصها مبالغ رمزية للمعلمين (مواصلات)، من أجل الحفاظ على استمرار العملية التعليمية في المدارس الحكومية "لم تجدِ نفعا".

وأفادت بأن "العملية التعليمية وصلت إلى أدنى مستوى لها، باستثناء المدارس الخاصة ومدارس البنات الحكومية التي لا زالت مستمرة لاعتمادها بشكل كبير على المساهمات المجتمعية لأولياء أمور الطالبات، أما مدارس الأولاد فمعظمها متوقفة".

وفي أيار / مايو 2019، أعلنت السعودية والإمارات تقديم 70 مليون دولار لمنظمة اليونيسف لدفع مساعدات نقدية شهرية لنحو 137 ألف معلم في مناطق سيطرة الحوثيين.

 الحرب لا تأتي بخير

سالم ناجي أحمد، من سكان حي "بيت بوس" جنوبي العاصمة صنعاء، قال إنه عاش المعني الحقيقي للمقولة المعروفة بأن "الحرب لا تأتي بخير".

وأوضح سالم الذي كان يعمل في أحد القطاعات الخاصة، أنه عاش تلك المقولة "واقعا على الأرض، بعد أن حولت الحرب حياتنا إلى جحيم لا يطاق".

وأضاف: "خلال الحرب مات مئات الآلاف، ودُمرت منازلنا ومدارسنا وطرقاتنا وأسواقنا، وانقطعت رواتبنا، وأصبح غالبية السكان يبحثون عمّا يسدون به جوعهم بين مقالب القمامة، أو التسول في الشوارع وعلى أبواب المساجد".


وتابع: "فقدت 5 من عائلتي، 3 منهم ماتوا بسبب القصف عندما كانوا يقضون احتياجاتهم في أسواق المدينة، فيما قضا اثنان نحبهما في الجبهات".

وأردف: "ازدادت أحوالنا المعيشية صعوبة، في ظل توقف العمل والاستغناء عن خدماتنا، وبتنا على باب الله في انتظار ما يتفضل به الناس علينا".

ولعدة مرات، حذرت الأمم المتحدة عبر مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من حدوث مجاعة في اليمن في حال توقف المساعدات المنقذة لملايين الأرواح باليمن والذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

نصف السكان بحاجة للغذاء

وأوضحت منظمة اليونيسف في بيان لها بتاريخ 26 مارس/ آذار الجاري، تزامنا مع دخول الحرب اليمنية عامها العاشر، أن أكثر من نصف السكان – 18.2 مليون شخص، بينهم 9.8 مليون طفل – بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.

وقالت إن "أكثر من 2.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يعاني 49 في المائة من الأطفال دون الخامسة من التقزم أو سوء التغذية المزمن".


وذكرت المنظمة الدولية أنه ومنذ اندلاع المعارك عام 2015 "قُتل وأصيب أكثر من 11 ألف و500 طفل لأسباب مرتبطة بالنزاع".

ومنذ مدة تتكثّف مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء (شمال)، وجولات خليجية للمبعوثين إلى اليمن الأمريكي تيم ليندركينغ، والأممي هانس غروندبرغ.

وأواخر  كانون الأول/ ديسمبر 2023، أعلن غروندبرغ التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بمجموعة تدابير لـ"وقف شامل" لإطلاق النار في عموم البلاد، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.

لكن غروندبرغ قدّم خلال إحاطة لمجلس الأمن في 15 مارس الجاري، صورة قاتمة لجهود حل الأزمة في اليمن، معتبرا أن "عملية الوساطة باتت أكثر تعقيدا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمنية الحوثيين صنعاء غزة غزة اليمن صنعاء الحوثيين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سيناتور أمريكي: إدارة ترامب ستعمل مع شركائها في الحكومة اليمنية لهزيمة الحوثيين

قال السيناتور الأمريكي جو ويلسون إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ستعمل مع شركائها في الحكومة اليمنية الشرعية.

 

وأضاف السيناتور الاجمهوري أن الرئيس ترامب الممتن أعاد تصنيف الحوثيين كإرهابيين بعد أن قام بايدن بحذفهم من القائمة بلا خجل.

 

 

وبحسب ويلسون فإنه العمل مع شركائنا والحكومة اليمنية سيتم هزيمة الحوثيين". متابعا "ترامب سوف يصلح الأمر".

 

 

وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يعيد تصنيف الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض الأربعاء. ويعيد هذا القرار العمل بتصنيف كانت إدارة ترامب قد فرضته سابقا قبيل انتهاء ولايته الأولى.

 

كان الرئيس السابق جو بايدن قد ألغى هذا التصنيف بعد توليه منصبه في عام 2021، استجابة لمخاوف أثارتها منظمات إغاثية بشأن تأثير القرار على عملها في اليمن. وأشارت تلك المنظمات إلى أن تصنيف الحوثيين سيعيق تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق واسعة من البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

وشهد الوضع تحولا جديدا عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث بدأ الحوثيون بتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مدعين أن ذلك دعم للفلسطينيين. كما هددوا المصالح الأمريكية والبريطانية، معتبرينها "أهدافا مشروعة" للهجمات.

 

ردا على تصعيد الحوثيين، أعادت إدارة بايدن العام الماضي إدراج الجماعة، التي تعرف أيضا باسم "أنصار الله"، ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص"، وهو تصنيف أقل صرامة يسمح باستمرار المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

 

تهدف خطوة ترامب الجديدة إلى إعادة فرض التصنيف الأكثر صرامة للحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية". وأشار الأمر التنفيذي إلى مسؤولية الحوثيين عن شن هجمات متكررة على البنى التحتية المدنية، بما فيها مطارات مدنية في السعودية، إضافة إلى إطلاق أكثر من 300 مقذوف على إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

من المتوقع أن تستغرق عملية إعادة التصنيف عدة أسابيع قبل أن تدخل حيز التنفيذ، ما يمنح الأطراف المعنية وقتا للتكيف مع الإجراءات الجديدة.

 

 


مقالات مشابهة

  • أجوا شديدة البرودة في ذمار وعمران
  • سيناتور أمريكي: إدارة ترامب ستعمل مع شركائها في الحكومة اليمنية لهزيمة الحوثيين
  • اليمن: إعادة تصنيف واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية" يعكس تفهما حقيقيا لخطر الجماعة في اليمن والمنطقة
  • الطقس : أجواء باردة إلى شديدة البرودة
  • اجوا شديدة البرودة في ذمار وعمران
  • الحكومة اليمنية تعلق على تصنيف واشنطن الحوثيين "جماعة إرهابية"
  • في 3 محافظات..قتلى وجرحى بعد تجدد المواجهات بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي
  • الهجرة الدولية: أكثر من 15 مليون نازح جرّاء الحرب في السودان
  • ارتفاع لأسعار الذهب في الاسواق اليمنية
  • عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن