في ظل ما شاب المجال العام من حالات اضطراب نتيجة ما شهدته مصر ما بين عامي 2011 و 2013 وما أعقبها من تحديات خطيرة على المستوى الأمني، كانت كفيلة بأن تحدث حالة من الركود السياسي والحزبي، إلا أن السنوات التي تلتها كثفت الجهود من أجل فتح المجال العام وإتاحاة الفرصة بشكل أكبر للأحزاب السياسية بمختلف مكوناتها وكذلك المجتمع المدني للممارسة نشاطاتها التي حددها الدستور والقانون.

وقد جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الصدد مباشرة، وداعمة لفتح المجال العام؛ من أجل إثراء الحياة السياسية والحزبية وإحداث طفرة في نشاط المجتمع المدني بعد ما أصبح المناخ مهيئًا.

إثراء الحياة الحزبية والسياسية

أثرت الدولة الصرية على مدار السنوات الماضية الحياة السياسية والحزبية، عبر العديد من الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد بتوجيهات من الرئيس السيسي، وكان بدايتها مع إطلاق تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والتي كان لها دور كبير في استقطاب الشباب نحو العمل السياسي وتمكينهم بصورة كبيرة في العمل العام.

واعتمدت القيادة السياسية على تلك التنسيقية ضمن خطواتها من أجل تنمية الحياة السياسية وإدراجها على أولويات أجندة العمل الوطني، إضافة إلى العمل على تحقيق التكامل والتلاحم بين شباب الأحزاب والسياسيين، وترسيخ تجربة جديدة في ممارسة العمل العام بهدف التكاتف خلف مشروع وطني جامع، تتعاظم فيه وبأكثر من أي وقت مضى أهمية البحث عن المساحات المشتركة بين أطياف العمل السياسي في مصر، واستثمارها الجيد بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية وإعلاء مصالح المجتمع.

الدعوة للحوار الوطني وإنعاش الحياة الحزبية

كما مثلت الدعوة للحوار الوطني من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسارًا جديدًا في العمل الحزبي والسياسي، بعدما انخطرت كل أطياف العمل السياسي والحزبي في الحوار، لتفتح آفاقًا جديدة من التواصل بين الأحزاب من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى.

وإلى الآن، يستمر الحوار الوطني في ممارسة دوره الهادف إلى إنعاش الحياة الحزبية التي ظل في ثبات عميق خلال السنوات الأخيرة، بعدما غابت عن الشارع المصري ولم يكن لها وجود، قبل أن يأتي الحوار ليضخ الدماء في عروقها من جديد.

وقد تميز الحوار الوطني بمشاركة واسعة من كافة التيارات بمختلف أيدلوجياتها، وكان للمعارضة المصرية مشاركة بارزة، وتحدث الجميع دون خطوط حمراء، ما يكشف عن دوره في دعم الحياة السياسية والحزبية.

فتح المجال العام وإعادة دور المجتمع المدني

وبعد سنوات من غياب دوره في الشارع المصري، جاءت تحركات القيادة السياسية على مستوى آخر لفتح المجال العام أمام منظمات المجتمع المدني، فكان توجيه الرئيس بتخصيص عام 2022 كعام للمجتمع المدني، والذي أعاد العديد من الجمعيات الأهلية للواجهة مرة أخرى.

وقد دعم ذلك تدشين التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والذي ضم أكبر الجمعيات الأهلية في مصر، لتكون بماثبة ذراعًا تنمويًا للدولة المصرية، والذي تم بعد ذلك تقنين وضعه في قانون صدر مؤخرًا.

دعم المجال العام بإغلاق قضية التمويل الأجنبي

ومن أشكال دعم المجال العام وتهيئة العمل للمؤسسات الحقوقية، كان غلق قضية التمويل الأجنبي، والتي استمرات لأكثر من 10 سنوات.

وقد أكد سياسيون وحقوقيون أن هذا الأمر يدعم بشدة توجه الدولة نحو فتح المجال العام، ويعطي ثقة أكبر بين الدولة وتلك المؤسسات الحقوقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحوار الوطني المجتمع المدني الحیاة السیاسیة المجتمع المدنی المجال العام

إقرأ أيضاً:

عادت للحياة بعد سنوات.. محافظ الفيوم يكشف جهود الدولة لإنقاذ بحيرة قارون

قال الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، إنّ الفيوم تشهد افتتاح موسم الصيد في بحيرة قارون بعد انقطاع دام لسنوات طويلة، موضحا أنّ بحيرة قارون كانت تعاني من عدم اتزان في مؤشراتها وتدهور حالتها المائية وارتفاع معدلات الملوحة، معلقا: «الدولة المصرية والقيادة السياسية كانت معنية بالبحيرة، إذ بذلت جهودا كثيرة لعودة البحيرة لحالتها السابقة حتى تكون مصدر رزق لكل ممتهني الصيد، ومصدر أمن غذائي لمصر كلها».

احذروا هذه الظاهرة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ 48 ساعة المقبلة الأمم المتحدة توجه مناشدة عاجلة بشأن المناخ في مؤتمر كوب 29 بأذربيجان بارتفاع 2500 متر.. ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك|شاهد

وأضاف «الأنصاري»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أنّ كل أجهزة الدولة المصرية بذلت جهودا هائلة خلال الفترة الأخيرة في عمليات إنقاذ بحيرة قارون، مشيرا إلى أنّ هناك متابعة أسبوعية لمعدلات المؤشرات الخاصة بخصائص المياه وطبيعة البحيرة.

وتابع: «تم إنزال 6 مليون صنف من أصناف الجمبري، وجرى اختياره بعناية، حتى يكون لديه قدرة على التأقلم في مياه بحيرة قارون، وكان من المتوقع أن يصل طول الجمبري خلال شهرين عقب إنزال الذريعة والصيد إلى 12سم ولكنه تخطى 14 سم».
 

مقالات مشابهة

  • العمل التطوعي البيئي.. دور مجتمعي لزيادة المساحات الخضراء
  • الداخلية الليبية بين فرض الحجاب وأولويات المجتمع
  • تقارب مصري تركي حول ليبيا: مشاورات لتعزيز السلام ودعم العملية السياسية
  • جامعة بنها: حريصون على تقديم الخدمات للمجتمع
  • مناوي يشارك في المنتدي التفاكري لرؤساء الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومجلس نظارات البجا
  • وزير الطيران المدني يغادر إلى البحرين للمشاركة في «معرض ‏البحرين الدولي للطيران»
  • «صناع الحياة» تكرم رئيس مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي
  • وزير الرياضة: طفرة غير مسبوقة في المنشآت الرياضية والشبابية بعهد الرئيس السيسي
  • عادت للحياة بعد سنوات.. محافظ الفيوم يكشف جهود الدولة لإنقاذ بحيرة قارون
  • وزير الإنتاج الحربي: ملف الصناعة يحظى باهتمام ودعم القيادة السياسية