مبادرة اجتماعية لشباب الأقصى تلاقي استحسان
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
شهد المسجد الأقصى، خلال الأسبوع الماضي، عدة مبادرات إيجابية للشباب الذين جاؤوا للتطوع مع حلول شهر رمضان، فعلى سبيل المثال، تجولت مجموعة من الشباب من القدس الشرقية مرتدين السترات وساعدوا المصلين في كل ما يحتاجونه، بما في ذلك مساعدة كبار السكان في الحفاظ على النظام العام، وتقديم الإسعافات الأولية إذا لزم الأمر.
ولاقت المبادرات استحسان الحاضرين في المسجد الأقصى ومحيطه، لا سيما المصلين القدامى الذين عبروا عن فرحتهم باختيار الكثير من الشباب التركيز على المساعدة وتقديم المساعدة، وليس على الظواهر السيئة وإثارة الشغب التي تحدث عادة خلال شهر رمضان.
وأطلقت المبادرة بتواجد مجموعة شبابية تطوعية في القدس مشروعا يهدف خدمة المصلين الذين يذهبون إلى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الصعوبات الكبيرة المحيطة به وتقلبات الطقس، وحمل المشروع عنوان "قناديل الرحمة".
وقال محمد خليل مسؤول المبادرة، إن "هذه المبادرة تساعد على وجه الخصوص المرضى وكبار السن والضعفاء، وعلى العموم كل قادر للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، والهدف منها مساعدة رواد المسجد الأقصى على طوال العام وليس فقط في رمضان".
وأوضح خليل أن مشروع "قناديل الرحمة"، عبارة عن تجمع شبابي يلبسون السترات ويقفون على رؤوس الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى وكذلك في باحاته لمن سُمح له بالتواجد هناك لمساعدة المرضى وكبار السن.
ولفت إلى أن مشروع "قناديل الرحمة" وظف "التكنولوجيا الحديثة من أجل تشجيع المشاركين، وذلك عبر تقنيات تتأكد من تواجد الشخص داخل المصلى عن طريق الاحداثيات، وتزويده بالمعلومات اللازمة وأماكن تواجد النقاط الأساسية للشباب.
بدورها قالت هند السعداوي إحدى المتطوعات، إنها تشجع مثل هذه المبادرات التي تساعد الناس الموجودة في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وأضافت سعداوي، إن "مثل هذه المبادرات تساعد الناس وتأخذ بأيديهم خاصة وأن أكثر مرتادي المسجد الأقصى هم من كبار السن وما فوق الـ60 عام.
وطالبت سعداوي بتوفير معدات جديدة داخل المصلى مثل سماعات وسجاد، وكذلك أدوات صحية وطبية مثل الكراسي المتحركة وأدوات الاسعافات الأولية وكذلك عربات الاسعاف الحديثة، معربة أن ذلك سيساعد الشباب المتطوعين على قيامهم بالواجب الأمثل تجاه المصلين الذين يأتون إلى المسجد والذي يقدر عددهم بالآلاف.
كثيرون تفاعلوا مع المبادرة ونشروا صور للشباب وهم يساعدون كبار السن والمرضى وإشادة بالأمن والسلام الذي يعم أنحاء المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتم تداول الصور على نطاق واسع بين نطاق القدس الشرقية والضفة الغربية مع إشادة كبيرة بتحول دور الشباب من الاشتباكات والعنف إلى المساعدة ومد يد العون.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأقصى شباب الاقصى القدس الشرقية شهر رمضان مبادرة اجتماعية المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مستقبل المسجد الأقصى في ضوء صفقة القرن الجديدة لترامب
في الوقت الذي يستعد فيه الاسرائيليون لطرح الرئيس دونالد ترامب من جديد صفقة القرن، فإنهم يبدون قناعة لافتة أنه سيدعو لحلّ القضية الفلسطينية ليس من خلال محادثات ثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما دعت المبادرات الدولية السابقة، بل في إطار إقليمي بين دولة الاحتلال والعالم العربي، بقيادة السعودية، ولن يقوم الحل على أساس الحقوق الوطنية للفلسطينيين، بل على المنفعة الاقتصادية التي ستعود عليهم، مما يعني أن المحور الإسرائيلي- السعودي سيشكل أساس الترويج لخطط ترامب.
بنحاس عنباري، المستشرق الاسرائيلي بمركز القدس للشؤون العامة والدولة، ومؤلف عدة كتب عن القضية الفلسطينية، أكد أن "صفقة ترامب المتجددة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تتعلق بمحورين أساسيين: أولاهما خريطة الدولة الفلسطينية المؤقتة في ثلثي الضفة الغربية، وإرساء وضع قائم جديد في القدس المحتلة، وهو ما يتعارض مع مصلحة ايتمار بن غفير، الشريك الأساسي في الحكومة، الذي يسعى فعلياً لمواصلة زعزعة استقرار المسجد الأقصى".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "صفقة ترامب تعترف بساحة المسجد الأقصى كمنطقة تابعة للمسلمين، والاعتراف بساحة حائط البراق كمنطقة تابعة لليهود، والاعتراف بإسرائيل كقوة مسؤولة عن أمن ساحة الحرم، وحق المستوطنين في اقتحامها باعتبارها مخصصًا للزوار، وليست للمصلين، وشكل هذا الوضع الراهن بمثابة مرساة للاستقرار في القدس بجزأيها، وصمدت أمام اختبارات الانتفاضات التي أثارت غضب الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "صفقة ترامب يعاد طرحها قريبا فيما يتآكل الوضع الراهن في المسجد الأقصى بسبب ضغوط ومطالبات منظمات الهيكل، وتزايد صلواتهم في ساحة الأقصى، مما شكل انتهاكا إسرائيليا صارخا، عندما أعلن بن غفير صراحة عن نيته بناء كنيس في الحرم القدسي، أمام صمت رئيس الوزراء نتنياهو، مما قد يدل على أن موضوع الكنيس مدرج في اتفاق الائتلاف الشفهي بينهما، ولم يتم كتابته بالطبع، لأن بناء كنيس في الحرم القدسي لا يتوافق مع السياسة الأمريكية المعلنة".
وأشار إلى أن "ترامب "ابتكر" في ولايته السابقة إنشاء وضع راهن جديد في المسجد الأقصى، بموجبه لن يكون الأردن بعد الآن الراعي العربي الوحيد له، بل ستنشأ رعاية عربية إسلامية جديدة، سيكون جزءً منها، وربما ستكون السعودية القوة الإسلامية الرائدة والمرجعية، على أن تكون العاصمة الفلسطينية في بلدة أبو ديس، الأمر الذي قوبل حينه برفض أردني فلسطيني، ومع ذلك فقد بقيت السيطرة في الحرم للاحتلال الاسرائيلي ولكن بسبب فشل ترامب في الانتخابات السابقة أمام جو بايدن، فقد توقف إعادة صياغة جديدة للوضع الراهن في المسجد الأقصى، والآن سيتم تجديده، وسيعطى الأولوية على حساب تشكيل دولة فلسطينية بالضفة الغربية".
وزعم عنباري أن "تشكيل الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى له جدوى كبيرة، رغم أنه لا يخلو من المشاكل، لأن مشهد اليهود ذوي الشعر المستعار يتحدّون المسلمين في مكانهم المقدس لن يزيد من أمن اليهود في العالم، ولا يساعد بمكافحة معاداة السامية، رغم أن المتدينين اليهود سيرحبون بتسوية الوضع في الأقصى، في حين ستتلقى الدول العربية والاسلامية المعتدلة مثل إندونيسيا المسؤولية التشغيلية له، مع بقاء المسؤولية الأمنية لإسرائيل، الأمر الذي سيلقى معارضة الدول الرافضة مثل تركيا وجماعة الإخوان المسلمين وأذرعها".
وأكد أنه "عندما نأتي لصياغة الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى، ينبغي التركيز أولاً على التوتر بين آل سعود والهاشميين بخصوص لقب "حارس الأماكن المقدسة"، حيث لم تقبل السعودية هذا اللقب للأسرة الهاشمية، والهاشميون حريصون على حصريتهم في هذا المكان المقدس، وهنا يكمن جذر تدهور العلاقات بين الأردن وإسرائيل".
وختم بالقول إنه "صحيح أن الوقت الحالي يبدو الأمر مستعصياً على الحل، ولكن إذا أعادت السعودية المساعدات الاقتصادية للأردن، واستقرت الضفة الشرقية اقتصادياً، ووجدت المملكتان لغة مشتركة حول القضايا الإقليمية، فسيكون ممكناً التوصل إلى تسوية تتعلق بالوضع الراهن في المسجد الأقصى".